تمعن فيه ابوعلي بنظرة عميقة لا تحمل معنى محدداً .. ثم زفر …
ـ دعنا من ذلك الآن ، هل ستتكلم مع محمود ؟!
ـ افضل أن أترك لك هذه المهمة ، نزعة القيادى فيه طافحة هذه الايام ، وهو لايطيقنى أصلاً.
أبتسم أبوعلى فى سخرية
ـ حقه الطبيعى ، فالجميع يؤدون دور الكاريزما ، لم لا يؤديه هو الاخر !..
ـ ماذا تعنى ؟!
ـ أنت تعرف مانعنى ، و ليست لدى الرغبة فى سماع محاضره عن كون النضال السلبى
سبب اساسى فى عدم قيام المؤتمرات منذ 1976م .. فقد أصبح الحديث عن ذلك ممجوجاً! .
ـ يبدو أنك ..
قاطعه :
ـ يبدو أننى أصبت بأمراض الواقع ، أليس كذلك ..حسناً هل هناك تعليمات أخرى ؟!
قال عبدالله بهدوء حزين :
ـ لماذا تعاملنى بهذه الطريقة ؟!
ـ عذراً ياعبدالله ، لكنك تصر دائماً على ترديد نفس المقولات دون ان تملها.. انك تعلم الحقيقية ، أو ربما تشعر بها .. لكنك لاتريد مواجهتها ، لايوجد شئ اسمه أمراض الواقع .. مايحدث هو باختصار انعكاس للأزمة الحقيقة ، فالنتائج لاتنفصل عن المقدمات ، لايمكننا تصور أى شئ خارج نظام تفكيرنا .. لماذا أربكنا انهيار الاتحاد السوفيتى ، تداعى المنظومة الشرقية والغزو العراقى للكويت..
لماذا حدث أصلاً و كيف ؟! .. ثمة تناقضات لما نحمل من مفاهيم ، نحن لانزال نقرأ الفكر الانسانى العالمى المعاصر بذات الطريقة التراثية التى نقرأ بها التراث اليونانى مثلاً وهى ذات الطريقة التى نقرأ بها تاريخنا الخاص .. باستمرار نعيد أنتاج الماضى بأخطاؤه ومؤامراته وقرفه ! ندرس الاشياء على أساس ما نريده منها لاعلى أساس ما الذى كان يريده من أسس لها ، أياً كانت هذه الأشياء .. وهكذا نصف كل ما لايعجنبا بأنه أمراض واقع !! لذلك لن نستطيع مبارحة هذا المكان ، الضيق ، العطن .. هذا الزقاق ، المتاهة .. زقاق التاريخ الذى نعيش فيه .. يجب أن نعترف أننا بحاجة لأن نتصالح مع مايحدث حولنا ، دون تصور مسبق .. لنحاول اكتشاف أنفسنا ، واكتشاف ماحولنا .. يجب ان نعيد قراءة ماحولنا من تفاصيل
عبدالله ، كل التفاصيل .. لايعنى شيئاً الحديث مع محمود ان لم يكن ذلك فى اطار التناقضات
المتراكمة فى وعيه وجدانه ، لاوعية .. هذا هو السؤال ، المتعلق بكل اشكالات الراهن ، وما نصر على وصفه " بأمراض الواقع ! " …
ـ هل أنت مدرك لما تقول ياابوعلى ؟!
ـ تمام الادراك .. لأننى أشعر بالمتاهة التى أقعى فيها كالكلب .. أوربا التى نكيل لها "الشتائم " دخلت التاريخ عندما خرجت من دائرة الفلسفة اليونانية ، بعكسنا تماماً يوم دخلنا الدائرة التى خرجت منها أوربا ، دون ان نهتم بمحاولة الخروج .. مجرد محاولة الخروج من هذا النسق المغلق .. لم نتعلم الدرس من الاوربيين ، بل قمنا بتقنين الانغلاق ! ..
ـ اسمع ياأبوعلى .. أنا اعلم ان هناك كثير من الازمات التى حاصرتنا مؤخراً على المستوى الخاص والعام و هى تؤثر فينا وفى طريقة تفكيرنا ، فكل شئ حولنا يتغير لكن المعالجات لن تكون خارج اطار المؤتمرات ، ، وإشاعة المزيد من الديمقراطيه..
ـ هذا كلام جميل لكن الاعتراف بالتحولات العميقة التى تتم .. ليس مجرد تضمين فى منشور أو اصداره بل هو سلوك بشكل أساسى والسلوك لايتطور إلا وفق تشكيل وعى حقيقى لا كما تريد العقلية الستالينية ومنظمتها السرية التى جعلت من التنظميم تنظيم مركب .. قل لى ماذا تم ياعبدالله حتى الان ، لاشى مجرد تلميحات مذعورة وخائفة ..
ـ دعنا من ذلك الآن ، هل ستتكلم مع محمود ؟!
ـ افضل أن أترك لك هذه المهمة ، نزعة القيادى فيه طافحة هذه الايام ، وهو لايطيقنى أصلاً.
أبتسم أبوعلى فى سخرية
ـ حقه الطبيعى ، فالجميع يؤدون دور الكاريزما ، لم لا يؤديه هو الاخر !..
ـ ماذا تعنى ؟!
ـ أنت تعرف مانعنى ، و ليست لدى الرغبة فى سماع محاضره عن كون النضال السلبى
سبب اساسى فى عدم قيام المؤتمرات منذ 1976م .. فقد أصبح الحديث عن ذلك ممجوجاً! .
ـ يبدو أنك ..
قاطعه :
ـ يبدو أننى أصبت بأمراض الواقع ، أليس كذلك ..حسناً هل هناك تعليمات أخرى ؟!
قال عبدالله بهدوء حزين :
ـ لماذا تعاملنى بهذه الطريقة ؟!
ـ عذراً ياعبدالله ، لكنك تصر دائماً على ترديد نفس المقولات دون ان تملها.. انك تعلم الحقيقية ، أو ربما تشعر بها .. لكنك لاتريد مواجهتها ، لايوجد شئ اسمه أمراض الواقع .. مايحدث هو باختصار انعكاس للأزمة الحقيقة ، فالنتائج لاتنفصل عن المقدمات ، لايمكننا تصور أى شئ خارج نظام تفكيرنا .. لماذا أربكنا انهيار الاتحاد السوفيتى ، تداعى المنظومة الشرقية والغزو العراقى للكويت..
لماذا حدث أصلاً و كيف ؟! .. ثمة تناقضات لما نحمل من مفاهيم ، نحن لانزال نقرأ الفكر الانسانى العالمى المعاصر بذات الطريقة التراثية التى نقرأ بها التراث اليونانى مثلاً وهى ذات الطريقة التى نقرأ بها تاريخنا الخاص .. باستمرار نعيد أنتاج الماضى بأخطاؤه ومؤامراته وقرفه ! ندرس الاشياء على أساس ما نريده منها لاعلى أساس ما الذى كان يريده من أسس لها ، أياً كانت هذه الأشياء .. وهكذا نصف كل ما لايعجنبا بأنه أمراض واقع !! لذلك لن نستطيع مبارحة هذا المكان ، الضيق ، العطن .. هذا الزقاق ، المتاهة .. زقاق التاريخ الذى نعيش فيه .. يجب أن نعترف أننا بحاجة لأن نتصالح مع مايحدث حولنا ، دون تصور مسبق .. لنحاول اكتشاف أنفسنا ، واكتشاف ماحولنا .. يجب ان نعيد قراءة ماحولنا من تفاصيل
عبدالله ، كل التفاصيل .. لايعنى شيئاً الحديث مع محمود ان لم يكن ذلك فى اطار التناقضات
المتراكمة فى وعيه وجدانه ، لاوعية .. هذا هو السؤال ، المتعلق بكل اشكالات الراهن ، وما نصر على وصفه " بأمراض الواقع ! " …
ـ هل أنت مدرك لما تقول ياابوعلى ؟!
ـ تمام الادراك .. لأننى أشعر بالمتاهة التى أقعى فيها كالكلب .. أوربا التى نكيل لها "الشتائم " دخلت التاريخ عندما خرجت من دائرة الفلسفة اليونانية ، بعكسنا تماماً يوم دخلنا الدائرة التى خرجت منها أوربا ، دون ان نهتم بمحاولة الخروج .. مجرد محاولة الخروج من هذا النسق المغلق .. لم نتعلم الدرس من الاوربيين ، بل قمنا بتقنين الانغلاق ! ..
ـ اسمع ياأبوعلى .. أنا اعلم ان هناك كثير من الازمات التى حاصرتنا مؤخراً على المستوى الخاص والعام و هى تؤثر فينا وفى طريقة تفكيرنا ، فكل شئ حولنا يتغير لكن المعالجات لن تكون خارج اطار المؤتمرات ، ، وإشاعة المزيد من الديمقراطيه..
ـ هذا كلام جميل لكن الاعتراف بالتحولات العميقة التى تتم .. ليس مجرد تضمين فى منشور أو اصداره بل هو سلوك بشكل أساسى والسلوك لايتطور إلا وفق تشكيل وعى حقيقى لا كما تريد العقلية الستالينية ومنظمتها السرية التى جعلت من التنظميم تنظيم مركب .. قل لى ماذا تم ياعبدالله حتى الان ، لاشى مجرد تلميحات مذعورة وخائفة ..