بعد أن كان (بُستان) الغِناء السوداني تزيِّنه أغنيات خالدات راسخات من شاكلة (وأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وَسَقت ورداً وعَضّت على العنَّابِ بالبردِ..)، و (أنتَ السماءُ بدت لنا واستعصمت بالبُعدِ عنّا)، و (همساتٌ من ضميرِ الغيبِ تشجى مسمَعي وخيالات الأماني رَفرَفت فى مضجعي..)، و(لمتين يلازمك فى هواك مُر الشجن..) بعد كل هذه الروائع هبط (ثيرمومتر) الاغنية السودانية حتى وصل (درجة)؛ (راجل المَرة) و(جايّاك يا أب شرا) وأخيراً جداً جاءت (قُنبلة)؛ التي يخشى الحادبون على الإرث الغنائي أن تنفجر فتصيب الاغنية السودانية فى مقتل إن لم يتم تدارك الأمر بالسرعة المطلوبة.. فمتى ظهر هذا النوع من الغناء (الهابط)؟؟ وهل ماكان يُردَّد فى البديات يمكن مقارنته بما يعجُُّ به سوق الكاسيت والوسط الفني عموماً الآن؟؟.. وماهي العوامل الاساسية التي قادت الى ذلك إبتداءً؟؟.. وأخيراً ماهى (الآلية) التى يُمكن ان نقضي بها على الاغنية (الهابطة) حتي نعيد الامور الى نصابها؟؟ إجابات هذه الاسئلة نوردها لكم على لسان ثلاثة من المختصين الذين قالوا كلمتهم بكل شفافية؛ فإلى تفاصيل ذلك..
تعريف وتاريخ
الغناء يعنى تلحين الاشعار الموزونة بتقطيع الاصوات على نسبٍ معروفة، بحيث يُوقّع على كل صوت منها توقيعاً عند قطعه، ثم تؤلف هذه النغمات بعد ضمها الى بعضها على نسب متعارفة، فيلذُّ سماعها لأجل ذلك التناسب.. لكن مسألة اللّذة هذه تتفاوت من شخص لآخر، فما يطرب له شخص قد لا يطرب آخر البتة.. هكذا يصف إبن خلدون الغناء..
ويرى بعض المختصين ان ثمّة عوامل اقتصادية واجتماعية تسهم مساهمة ايجابية فى ازدهار الغناء ان كان مُعافى، والعكس تماماً فى حالة التَّردي.. لذا نجد ان الابداع الفني يعبر بالضرورة عن المرحلة التي يُتداول فيها زماناً ومكاناً، عليه قبل الحديث عن الغناء الراقي الجاد لابُد من النظر جيداً الى الفترة الزمنية والظرف الاقتصادى المُصاحب لذلك، لأنهما يحدِّدان نوعية ودرجة رُقي أو تردّي الاغنية من حيث القِيَم الجمالية والصور البلاغية والرسالة التي من اجلها أُنشئت الاغنية..
دكتور محمد آدم سليمان (ترنين)، المحاضر بكلية الموسيقى والدراما، جامعة السودان ومن خلال ورقة قدّمها فى ورشة عمل أقامها المجلس الاتحادي للمصنفات الادبية والفنية، قال إنَّ الغناء (الهابط) أو ما يُسمى بـ(السِّري) عُرف فى بادئ الامر فى المدينة السودانية الحديثة، أوائل سنوات القرن الماضي، حيث ان النساء كُنَّ يتغنين به فى جلساتهنّ الخاصة للتعبير عن القضايا والمشكلات التي تخص المرأة، وهى فى الغالب مشكلات عاطفية، ثم جاء عقد الثلاثينيات من نفس ذلكم القرن المنصرم، وفيه دخل الرجال مضمار هذا النوع من الغناء وعلى الملأ، ذلك عن طريق الفنان فضل المولي زنقار فى مدينة ام درمان، وقد غلب عليها اغانى (التُمتُم) مثل اغنية (دور دور بي اللوري) وغيرها من الاغنيات التى تعبِّر وتحكى عن الاحوال الاجتماعية فى مجتمع المدينة..
لكن بعض النُّقاد يقولون: (من الظُلم أن نعقد أدنى مقارنة بين اغنيات تلك الفترة والاغاني المنتشرة الآن؛ رغم ان جميعها يندرج تحت مُسمي (الاغنية الهابطة) والدليل ان اغنيات ذلكم الزمان مثل (الليمون، و يجو عايدين) للفنانة عائشة الفلاتية استطاعت ان تفرض نفوذها حتى دخلت أهمّ جهاز إعلامي وهو (الاذاعة).. فهل يستطيع فنانو اليوم من مُردِّدي تلك الاغاني الهابطة ان يذهبوا بها للاذاعة لتسجيلها)؟ الاجابة على هذا السؤال تؤكد الفرق بين اغنيات الثلاثينيات واغاني اليوم..
قهر إقتصادي!
يمضى د. محمد ادم سليمان فى تحليلاته قائلا: هناك عدة اسباب ودوافع ادت الى ظهور هذه النوعية من الغناء اهمها الحِراك الاجتماعي الذى قهر الظروف الاقتصادية وجعل المجتمع مُستهلِكاً لكل ماهو (رخيص)، وذلك على خلاف المجتمعات الريفية التي لم تتأثر كثيراً بمثل هذه الظواهر إلا فى نطاق المتصلين بالمدينة لأنّ غالبيتهم يهتمون بفنونهم الشعبية التي تغنيهم عن ترديد اغاني المدينة السرية.. ويواصل (ترنين) حديثه فيقول: أيضا هناك دوافع نفسية ادت الى انتشار هذا النوع من الغناء اهمها عملية (التّنفيس) التى يفتقدها البعض سيما فى اواسط المجتمعات الرأسمالية المُرفّهة وكذلك بعض المتعلِّمين، هذه الشرائح ترفض مثل هذا الغناء فى الظاهر لكنها تستمع إليه جيداً فى السر.. مع العلم ان هناك شريحة اخرى تستمع للأغاني (السرية) علناً سواء أكان داخل البيوت فى المناسبات او من خلال (الاستريوهات) المنتشرة فى العربات بما فيها عربات (الكارو) والكافتريات وغيرها من المحال التجارية، بينما نجد مجموعة ترفض مثل هذا الغناء جملةً وتفصيلاً دون أن تعطى لنفسها مُجرّد الفرصة كي تتمعّن معاني ودلالات الاغاني التى يطلقون عليها (هابطة)، حجتهم ان هذه الاغاني لم تُجز من قبل لجان الاجهزة الرسمية، أما الاسباب والدوافع التي أدّت الى نشوء هذه النوعية من الاغاني فهي القهر الاقتصادي الذي قاد لتوقُّّف بعض الانشطة والعادات الاجتماعية التي كان يمكن ممارستها لو كان الوضع الاقتصادي جيداً لدى المجتمعات المنتجة لهذا النوع من الغناء..
الممنوع مرغوب!
الأغاني الهابطة) هو إسم يُطلق على أغاني البنات الشعبية الهابطة، وسُمّيت بأغاني البنات لأنّهنَّ اكثر غناءً لها في الاعراس والحفلات الخاصة، لكن هذا لا ينفى ترديد عدد مُقدّر من الاولاد لهذه الاغاني، هكذا يقول دكتور سليمان علي احمد، رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب – جامعة الخرطوم، ويشير من خلال ورقته التي قدمها عن اسباب و دوافع و آثار الاغاني الهابطة، ان الباحثة نعمات عبد الله رجب قد ذكرت في دراسة غير منشورة بمعهد الدراسات الافريقية والآسيوية عام 1979م ان هناك نوعين من تلك الاغنية، الاول مجهول الشاعر والمنتج، لكنها وجدت الانتشار والتناقل بين الناس رغم انها تعرّضت لكثير من التحريف من فترة لأُخرى.. أما النوع الثاني فهى معروفة المنتج والشاعر كأغنيات الفنانة المُخضرة (حواءالطقطاقة) وهى أغنيات شهيرة تناقلتها وسائل الاعلام.
ويجمع الباحثون من الجنسين أن أغنية البنات تتعدد موضوعاتها وتتميز بالايقاع السريع والبساطة في الكلمات وسميت بالاغنية الهابطة نسبة لتعابيرها الهابطة خاصة الاغاني التى انتشرت فى الآونة الاخيرة فهي لاترتقى للذوق العام، ورغم حظرها من قِبل الاجهزة المرئية والمسموعة إلا انها متوفرة وتلقى رواجاً كبيراً فهى مُحبّبة ومُفضّلة لمستمعيها الذين هم من كل فئات المجتمع..
وجهات نظر متضاربة
ورغم ان هذا النوع من الغناء قد أتى مخالفاً للقالب الفنى الذى أعتاده أهل الفن لكن مع ذلك هل يجوز لنا تسمية اغنياته بالهابطة؟ يقول رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الخرطوم، ان الاجابة على هذا السؤال تقودنا لإبراز وجهتي نظر مختلفتين، أمّا الأُولى فترى ان إطلاق كلمة (هابط) تستحقها تلك الاغاني من خلال النظر الى مجموعة من الضوابط الفنية في العمل الغنائي التى يجب على الفنان او المطرب ان يتحلّى بها حتى تجئ العملية الغنائية بالصورة المطلوبة، من ذلك موهبة الصوت، اللحن، انتقاء الكلمات الرصينة، وقبل ذلك ان يكون الفنان عفيفاً في انتقاء الكلمات الغنائية وأن يكون مثقفاً مع إتقانه لإستخدام الآلات الموسيقية الحديثة وان يكون مستقيماً من حيث اللغة، لأنّ الاغنية اصبحت الآن منظومة متكاملة من الصوت والكلمة والعزف الموسيقى.. اما وجهة النظر الاخرى فتستنكر وصفها بالهابطة وترى فيها مؤهلات اغنية العصر لأنها تتناول القضايا اليومية وهموم المجتمع بشكل فني ولغة دارجية عادية، ويرى اصحاب هذه الوُجهة انه في زمن السرعة وعصر العولمة لم يعد الغناء السوداني الذى تتغنى به الساحة الفنية يتماشى مع العصر، وحجتهم ان الاغنية السودانية تتميز بطول المقطوعات الموسيقية اضافة للهدوء والرتابة ولذا فهى تصلح لأن تكون اغانى استماع فقط ولامجال فيها للنغم والرقص.
ومن انصار الجزئية الاولى لهذه الوُجهة دكتور (ترنين) الذي يقول: هذا النوع من الغناء الاجتماعي نوع خاص ولا يمكن ان نطلق عليه مصطلح غناء هابط لأن الاغنية تتناول القضايا الاجتماعية التى تدور في غالبها في مسائل الزواج التى صارت من اعقد القضايا الاجتماعية.
الشّاشاي والدُّوباي
عدد من المختصين في المجال الفني يؤكدون ان الاغنية الهابطة قد تمدّدت في الساحة الفنية حتى وصلت مرحلة (الظاهرة)، لكن دكتور عمر احمد قدور، استاذ القانون وعضو مجلس المصنفات الادبية والفنية يختلف مع اولئك ويقول ان الامر لم يصل بعد مصاف (الظاهرة) وذلك بمقاييس البحث والاستقصاء العلمي والاجتماعي ثم يستدرك دكتور قدور: لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بأن الاغنية الهابطة قد اطلت برأسها في الساحات الفنية، الذي دق جرس الانذار في الوقت المناسب، لأن الاغنية الهابطة بدأت تطل ولمّا تكتمل بعد وحسناً أننا بدأنا نتصدى لها وهي تطل برأسها القبيح وكما قال الشاعر خالد ابو الروس: انك اذا سمحت للقبح ان يدخل رأسه وتسامحت في ذلك فسوف يدخل جسده القبيح كله وهذا ما نخشاه.
اما الاسباب التى ادت لظهور هذا النوع من الغناء حسبما يرى قدور، تتمثل في انتشار تجارة الكاسيت غير المرشدة عبر تجّار وليس مؤسسات ذات رسالة وثقافة وهنا فقط يكمن الخلل لأنّ رسالة الفن تحوّلت من اهل الاختصاص وتجار لا يستطيعون إعراب بيت شعر واحد، بل لا يفرِّقون بين الشّاشاي والدُّوباي، كما لا يفرِّقون بين الجَّراري والدليب، ناهيك عن تقيم الفنون، ولذا فأمثال هؤلاء يشترون غث الكلام بدُريهمات معدودة ومن ثم يبثونه بين الناس بعد التحريف والتبديل للموروث القديم الجيد الذي لم يجد من يفهمه او يحميه.. ويضيف دكتور قدور، سبباً اخر في انتشار الاغنية الهابطة يتمثل في القنوات الكثيرة التى ملأت الفراغ بكلام لا يرقى للمستوى بل فيه إستخفاف بعقول المشاهدين والمستمعين وبذا انعدم هدف رسالة الفن السامي في كثير من هذه القنوات واختلط الحابل بالنابل حتى طال الامر المدائح فأصبح البعض يروِّج لتلحينها على نسق اغنيات هابطة.
إستلاب ثقافي!
في ذات إتجاه من سبقه يمضي دكتور سليمان علي احمد فيقول ان القنوات الفضائية والمرئية والمسموعة وغيرها من وسائل الاعلام بمختلف اشكالها وألوانها لاسيما الغربية, والغربية تلعب دوراً بارزاً، حيث اصبحت تتربع وتسيطر على الجانب الثقافي والاجتماعي لشباب اليوم، والناظر للاغنية العربية يجد انها تتميز بالصوت الجميل والموسيقى السريعة والرقص البارع والخطاب المباشر دون تكلُّف والعبارات البسيطة التى لا تحمل معنى،دون الاخذ في الاعتبار للكلمات والتعابير التى تحملها الاغنية، اما الغناء الغربي فهو شبيه بالغناء العربي، لأن الطراز العربي في مجال الغناء مُستمد في كثير من الاحيان من الطراز الغربي الذي يتميز بالسلم السريع والخطاب المباشر بلا تعقيد اضافة الى الموسيقى الصاخبة، ولذا يمكن القول ان الاغنية العربية والغربية تكاد تمثلان وجهين لعملة واحدة.. وقد اخذ الشباب يتشرَّب ويتشبَّع بهذه الثقافات نتيحة لعرضها بغزارة في الوسائط الاعلامية، فأينما تجوّلت في عالم وسماء القنوات الفضائية تجد هذه الثقافات امامك.
ويضيف رئيس قسم علم النفس بكلية الاداب جامعة الخرطوم، قائلاً ما ذُكِر آنفاً يمكن تسميته بالغزو الثقافي الفكري، فبعد عملية التشبع الفكري والاستلاب الثقافي التى حدثت لشبابنا لم يستطيعوا التَّكيُّف مع الثقافة السودانية الغنائية، ولما لم يكن هناك ما يوازي هذه الاعاني في الغناء السوداني، خرجت الى الوجود أغنية سودانية بالعامية على نسق الغناء العربي واحياناً على النسق الغربي، كيما تحدث عملية مواكبة ومطابقة للاغنية العربية والغربية. فظهرت هذه النوعية في الاغنية السودانية وأُطلق عليها اسم (الاغنية الهابطة) والتى من ابرز سماتها البساطة في الكلمات وسرعة السلم الموسيقى والمساعدة على الرقص، دون ان تحمل اي معنى حقيقي يعتد به بل ان تعابيرها في بعض الاحيان نابية وغير اخلاقية، ومن الملاحظ ان هناك مجموعة من السمات المشتركة بين الاغنية السودانية والهابطة والاغنية العربية والغربية.
ايضا يعد عامل الشهرة من العوامل التى اسهمت في ظهور الاغنية الهابطة، فأصبح الممنوع مرغوباً ولأنّ الاغنية الهابطة تُمثِّل بُقعة غريبة وشاذة في الغناء بصورة عامة لذا من الطبيعي ان تلفت إليها الانظار، ومن هنا يقوم بعض المغنين والفنانين بترديدها بحثاً عن الشهرة... ايضا من اسباب انتشارها انعدام الوازع الديني وما يصحبه من ضعف فى الوازع الاخلاقي مما يقود للاندفاع وراء الرغبات النفسية دون مراعاة لمعارضتها للنهج الرباني والقِيَم السائدة في المجتمع.
رُوشتة علاجية
إذاً لو جاز لنا ان نقول ان هنالك مشكلة او ظاهرة إسمها (الاغنية الهابطة) فهل الى خروجٍ من سبيل؟ الدكتور عمر أحمد قدور، يقول نعم اذا فعَّلنا الدور الرقابي المباشر (غرفة الاستماع)، كما كانت تفعل الاذاعة بحيث يتم تعيين مُراقب استماع لكافة الاذاعات والقنوات مهمته الرصد والمتابعة والتوصية بالايقاف والمحاسبة وان يتم ذلك بعلم المصنفات وان يكون هذا الرقيب من ذوي العلم و الخبرة في الفن والادب... ايضا لا بد ان يظهر ويدعم دور النقد الفني في الصحفي بعودة المحرر الفني الذي اختفى من صحفنا المعاصرة بعد انشغال الجميع بالسياسة و الجريمة وكرة القدم، ولم يعد هناك اهتمام بنقد الاغنية والفن عموما. كذلك لا بد من الاهتمام بالدور الرقابي المجتمعي الذي يمثل نافذة مهمة جداً بل هو (العين) الناقدة والحادة والحريصة على تطوير الفن واصلاحه و إقامة إعوجاجه.. ايضا ينبغي تكثيف الندوات والمحاضرات التي تكشف هذا الزيف وتعرّي هذه الظواهر وتقف سداً منيعاً في وجه الممارسات الانحرافية التي يسوِّق لها ويغذّيها الغناء الهابط وبذا نكون قد وضعنا اللبنات الاولى نحو الاصلاح.
اما د. سليمان علي احمد، فيرى انه للحد من انتشار الاغنية الهابطة في المجتمع السوداني. لا بد من ملء الفراغ الفني بالانتاج الهادف الذي يخدم قضايا المجتمع وهذا يتطلب استنفار كافة المختصين وتكوين الروابط و الجمعيات الشعبية للتوعية بمخاطر هذا النمط الغنائي... ويضيف د. سليمان ان هبوط الاغنية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسات والقوانين القائمة في الدولة المعنية، ففي السابق كانت السلطات تمنع القنوات الفضائية المتبرجة وغير الاخلاقية و تضع لها القيود التي قد تصل حد التشفير، لكن بمرور الزمن حدث انفتاح ثقافي، واتفاقيات أدّت لظهور كثير من القيود والسياسات الدولية التي تفرض على السياسات المحلية في الدول، ولذا قلّت حِدة القوانين والقيود على القنوات الفضائية... وبالتالي الحل يكمن في السياسة السليمة، التي يمكن ان تؤدي الى تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهي التي تفرد الحيّز والقدر المناسب لنشر الثقافة السودانية لا سيما الثقافة الغنائية السودانية، فالسياسة القويمة يمكن أن تشكّل المنظومة التعليمية القويمة والتي ينضوي تحت ظلها الوعي والفكر السليم.