اولا الشكر الي العزيز ابو الزهور لاثارة موضوع هبوط وانحطاط الاغنية
السودانية , في البداية تركت المجال للاخرين ليدلوا بدلوهم حتي اقيس واري
مدي صحة نظريتي التي اومن بها وسوف اطرحها , في البداية احب ان اوضح ان
مسالة هبوط الاغنية ليست مربوطة بجيل معين فمسالة الطالح والنشاز موجودة
في كل الاجيال منذ عصر اغاني الحقيبة ومرورا بجيل العمالقة ابراهيم عوض
وعثمان حسين ووردي وغيرهم ثم الجيل الوسط عصام محمد نور ونادر خضر ومحمود
عبد العزيز وحتي فناني اليوم ناس قنبلة اقصد وسنتر الخرطوم اقصد طه سليمان
وغيره ,فالاغنية الركيكة (النشاز ) موجودة من زمن الجلابية بيضااء ومكوية
, وانا ما بدور الدرابية بدور البركب العربية , وحتي راجل المرة , واسلحة
الدمار الشامل ولكن لنكن منصفين من المسئول عن هذا الانحطاط ؟ الفنان ام
الجيل الذي تقبل هذه الاغاني ! من وجه نظري ان الجيل هو المسئول عن تقبل
الاغنية فبالامكان تقييم الاغنية وبعد ذلك تحديد مكانها وعلي اي حال وفي
كل الاحوال عاجلا او اجلا سوف تذهب الاغنية الهابطة الي مذبلة التاريخ
وتبقي الكلمات الجميلة وتعيش في وجدان كل الاجيال وعلي مرّ العصور كما في
""لو بهمسة" "والمستحيل"و"جميلة ومستحيلة"و"الود"والمصير " وجيت اقول
مبروك عليك"وحزن الغناء"و"الحزن النبيل" ووووووو وكثير من الروائع الجميلة
, وفي التيار العكسي احترقت الجلابية ومات راجل المراءة وسوف تنفجر
القنبلة ولن يبقي منها شي , لكن بين هذا وذاك يبقي السؤال كما هو من
المسئول ؟ لكن اؤمن تماما اينما كان الكمال والجمال يوجد نشاز ولكن لن
يطغي النشاز ابدا .
لكن علينا ان نضع نصب اعيننا ان جيل (سماحة الزول في الطول والعلا، قنبلة، الايدين كلاشنكوف، قنبلة )
جيل تائه ومجروح وضائع ما بين كل المتناقضات والمتغيرات التي تربصت به من
مختلف التيارات الفكرية والاجتماعية والتنظيمية فمسخت هويته وهددت فكره
وهويته وكينونته بالتالي اتخد من منطق القوة ( القنابل) كاَليه لحماية
بقايا احلامه المنهارة .
لكن علينا ان نحدد بعمق وفهم ما هو المقصود بالهبوط ؟ هل هو هبوط في اللحن
ام الكلمات ام الاداء ام الموسيقي ام الفنان نفسه !لكن علي مستوي الكلمة
والنص يظهر جليا تفريغ النص من كل المعاني الجوهرية والمبادي الفكرية
الجميلة وظهرت جُمل وكلمات نشاز تمثلت في القنبلة وغيرها .لكن دعنا نتفق
ان هذه الجمل النشاز انما نتيجة لمتغيرات الحراك الاجتماعي السائد من
متغيرات سياسية واقتصادية وغيرها , وقد تقبلها بعض من الجمهور او معظمه
كنوع من التغيير والتجديد وكداعي الي الهجيج والبهجة والتطريب طالما ان
هذه المفرده لم تخرج من المالوف او تخدش الحياء العام , واثر البعض من
الجمهور اغلاق نفسه في القوالب الغنائية القديمة وذات المفردات الجميلة
جيل المصير والود ,ايضا نجد شعراء الكلمة الجميلة تضال فشتان ما بين ادريس
جماع "انت السماء بدأت لنا واستعصمت بالبعد عنا " وشاعر راجل المرة لكل
ذلك يصعب علينا اطلاق الاحكام الجزافية وغير العادلة علي جيل اليوم
وجيل الامس ولكن تبقي حقيقة ان "لكل مقال مقام " فلن نجد في يوم ما اغنية
قنبلة او راجل المراءة مبثوثة في الفضائيات انما تظل طلبا خاص بالحفلات
لدواعي الهجيج ليس الا ولن ننكر ان فنان القنبلة طه سليمان له بعض الاغاني
الجميلة وصاحب صوت جميل فقط يحتاج الي التوظيف الصحيح وهناك الكثير من
الاصوات الجميلة في الساحة الغنائية تعتبر خامات جميلة وشابه تحتاج الي
الصقل ويظل رد معظم الفنانون عن الاغاني الهابطة التي يودونها بان الجمهور
عائز كده , علي اي حال هذا راي شخصي واتمني ان اكون قد اوفيت علما اني
نادرا ما استمع الي فناني اليوم فانا من الشريحة التي انغلقت علي وردي
ومصطفي والكاشف و و و و واكتفت , مع كل الود والمحبة .
الشمّالي