سلسلة تاريخ السودان - الجزء الأول
تاريخ السودان: السودان دولة عربية يرجع تاريخها إلى ما قبل سبعة آلاف سنة، حيث كان يسكن بلاد النوبة ـ وهي المنطقة الشمالية من السودان الحالي، وجنوبي دلتا مصر ـ عنصر واحد من السكان. وكانت لهم ثقافة حامية واحدة. هذه الأمة هي التي يقال لها: شعب النوبة ماقبل الأُسَر. وكان أولئك السكان يعرفون الزراعة ويمارسونها على ضفاف النيل، كما كانوا يعرفون النحاس ويستخدمونه.
تاريخ السودان القديم
تمتد جذور تاريخ السودان وحضارته إلى عصور موغلة في القدم، فقد شهد حضارات لما قبل التاريخ، وأخرى من العصور التاريخية المبكرة جدًا. ويمكن أن يقسم حقب التاريخ القديم للسودان وحضاراته إلى ثلاث حقب رئيسية هي: ما قبل التاريخ، والمجموعتان الحضاريتان الأولى والثانية، وكوش. وتُعد المجموعتان الحضاريتان صلة بين ما قبل التاريخ وحقبة كوش من جهة؛ كما تُعد المجموعة الثانية منهما معاصرة للنصف الأول من كوش، زمنًا وحضارة، من جهة أخرى.
ما قبل التاريخ. لم يكن غريبًا على السودان، بحكم موقعه الجغرافي في شمال شرقي إفريقيا، أن يحتوي على آثار لحضارات قديمة تعود إلى المراحل المبكرة من العصر الحجري القديم، بسبب مجاورته لأقدم مواطن الحضارات الإنسانية؛ فإلى الشرق والجنوب الشرقي منه، في أثيوبيا وكينيا وتنزانيا، ظهرت أقدم الأدلة المعروفة لدى الباحثين حتى الآن لبدايات الحضارة البشرية. وعلى الرغم من أن دراسات العصور الحجرية وما قبل التاريخ في السودان لاتزال في بدايتها، فإن ما عثر عليه كافٍ لإعطاء صورة عن تلك المرحلة.
على ضفاف نهر النيل وفروعه في أواسط السودان وشماله عثر على مواقع حَوَت أدوات حجرية أشولية مبكرة، تعود إلى الدور الثاني من حقبة العصر الحجري القديم الأسفل، ربما يتجاور تاريخها المليون عام. ومن أهم تلك المواقع موقع خور أبي عنجة في أم درمان ومواقع أرقين قرب وادي حلفا. ويعتقد أن النيل الأزرق، والذي يُعد الآن المصدر الرئيسي لمياه نهر النيل، لم يكن آنذاك جزءًا من شبكة الأنهار المكونة لنهر النيل. غير أن هذا الرأي ينتظر المزيد من الدراسات الجيوآثارية.
حوت المواقع الأشولية أدوات شملت الفؤوس والسواطير. وقد تباينت في تطورها بين الأشولي الأسفل والأوسط والأعلى. ومع ظهور الأشولي الأعلى ازدادت نسبة التقنية اللفلوازية التي ميزت العصر الحجري القديم الأوسط، والذي وجد حضاريًا في عدة مناطق من السودان. وقد شملت هذه المرحلة ثلاثة أنماط حضارية هي الموستيرية التي تميزت بأدوات حجرية مثل المكاشط الرأسية والمناقش والمخارز، فالموستيرية التي غلبت فيها المناجل الحجرية، وأخيرًا السنجاوية التي تميزت بالمكاشط الجانبية والشظايا، وإن اختلفت في بعض سماتها عن السنجاوية من جنوب الصحراء. ويعود تاريخ مواقع هذه المرحلة إلى نحو 60,000 - 25,000ق.م.
أما العصر الحجري القديم الأعلى (نحو 25,000 - 15,000ق.م) فقد شهد تطور عدة حضارات، مثل حضارة جِمَيّ وحضارة السبيل، تباينت في تقنية الأدوات المستخدمة فيها وأنواعها. وفي العصر الحجري القديم الأعلى المتأخر (نحو 15,000 - 7500ق.م) عرف السودان حضارات أنتجت أدوات قزمية وشفرات صغيرة تظهرها حضارات بلانة وحلفا. واعتمد اقتصاد هذه الحضارات، وفي جميع مراحلها السابقة، على جمع النباتات البرية والصيد البري والأسماك.
أما العصر الحجري الحديث (نحو 7,500 - 2,500ق.م) فقد تميز بصناعة الفخار، وممارسة الرعي والزراعة والاستقرار. وهناك أدلة وافرة عن هذه الفترة التي شهدت تقلبات مناخية كبيرة.
كانت للمجتمعات السودانية القديمة آنذاك مساهمات واضحة في تطور حضارات العصور الحجرية. فإلى جانب دورها في نقل بواكير الحضارة البشرية من شرقي إفريقيا إلى شماليها، فإن تلك المجتمعات سبقت غيرها في المناطق المجاورة الصغيرة، وفي صناعة الفخار الذي تُعد أدلته المبكرة من أواسط السودان من أقدم الأدلة على إنتاجه في العالم.
المجموعتان الحضاريتان (3100 - 1500ق.م). هما مجموعتان تنسبان إلى أقوام وجدت آثارهم في النوبة المصرية حاليًا، مع تجاوز لها جنوبًا إلى جنوب الشلال الثاني. ولأن أصحاب هاتين المجموعتين لم يعرفوا الكتابة، ولم يخلفوا نقوشًا توضح أصولهم وأنظمتهم السياسية، والأحداث التاريخية المهمة في تاريخهم، فقد سماهم الآثاريون الأولون المجموعات الحضارية. ولما كان الاعتقاد لدى علماء الآثار الأولين أن هناك ثلاث مجموعات حضارية فقد ميزوها بالحروف الثلاثة الأولى من الأبجدية اللاتينية A (ألف) و B (باء) و C (جيم). ولما اتضح لعلماء الآثار اللاحقين المعاصرين أنه ليست هناك ثلاث مجموعات وإنما هما مجموعتان، وأن ما عرفت بالمجموعة B (باء) ليست إلا جزءًا وسطًا بين المجموعتين A (ألف) وC (جيم)، فقد اكتفوا بمجموعتين فقط يمكن تسميتهما بالمجموعة الحضارية الأولى والمجموعة الحضارية الثانية.
والمجموعتان الحضاريتان لم تكونا متعاصرتين، وإنما كانتا متعاقبتين، يفصل المجموعة الأولى عن الثانية نحو سبعة قرون من الزمان. ويُعلَّل هذا الفاصل الزمني بأن أصحاب المجموعة الحضارية الأولى تركوا بلاد النوبة لأسباب غير معلومة يقينًا الآن، ثم عادوا لها بعد سبعة قرون لأسباب غير معروفة يقينًا أيضًا. ويعني هذا القول أن أصحاب المجموعتين قوم واحد، لا اختلاف بينهما إلا في بعض أساليب الحياة التي اكتسبها أصحاب المجموعة الحضارية الثانية بمرور الزمن والبيئة المختلفة التي كانوا قد نزحوا إليها من النوبة.
تعاصر المجموعة الحضارية الأولى الأسرتين الأولى والثانية من المملكة المصرية القديمة، نحو 3,100 - 2,686ق.م. انظر:مصر القديمة . كما تعاصر بداية المجموعة الثانية الأسرة السادسة من المملكة المصرية القديمة نفسها، نحو 2460ق.م. أما نهايتها فيؤرخ لها بنحو 1,500ق.م، بعد احتلال مصر بلاد النوبة وشمال كوش في الأسرة الثامنة عشرة من المملكة المصرية الحديثة. وخلال هذه الفترة الطويلة عاصرت المجموعة الحضارية الثانية كوش منذ منشئها نحو 2,500ق.م، إلى الاحتلال المصري لجزئها الشمالي نحو 1,500ق.م. انظر: كوش.
وقد اتضح من المعثورات من مقابر المجموعتين الحضاريتين أن أصحابهما تمتعوا بمستوى عالٍ نسبيًا من الرفاهية، وأنهم عرفوا قدرًا من الزراعة إلى جانب الرعي، كما اتضح أن أصحاب المجموعة الحضارية الثانية ربوا أبقارًا متميزة بقرونها الطويلة من النوع الذي انتشر في شمال شرق إفريقيا. وأبانت معثوراتهم أنهم كانوا على صلة وثيقة بمصر. ويثبت حرصهم على تزويد موتاهم بأمتعة دنيوية أنهم كانوا يؤمنون بحياة آخرة يعيش فيها المرء كما يعيش في حياته الدنيا ويحتاج فيها إلى متاعه الذي ألفه في الحياة الدنيا.
كوش. يعتبر ظهور كوش معاصرًا للأسرة السادسة المصرية ولبداية المجموعة الحضارية الثانية في النوبة المصرية الآن. يؤرخ لهذا الظهور بنحو 2500ق.م. وتُعد المدينة التي وجدت آثارها في كرمة الحالية عاصمتها الأولى، وموقعها جنوب الشلال الثالث.
تميزت كوش بفترات عدة، ولكل واحدة منها خصائصها. هذه الفترات هي: فترة كرمة (نحو 2500- 1500ق.م)، الفترة النبتية الأولى (؟ - 746ق.م)، حكم مصر وكوش (746-663ق.م)، الفترة النبتية الثانية (663-540ق.م)، الفترة المروية (540ق.م- 400م). انظر: كوش.
والذي لا شك فيه هو أن رقعة كوش كانت واسعة جدًا، وإن لم يتيسر بعد تحديد حدودها الفعلية، لكن المناطق التي شملتها آثارها واتساعها تؤكدان سعة رقعتها الجغرافية. وتُعد حدودها الشمالية، في بداية تاريخها، في الشلال الثاني، أي جنوب المجموعة الحضارية الثانية. لكن حدودها الشمالية تغيرت فيما بعد لتبلغ جنوب الشلال الأول، أي كل النوبة المصرية حاليًا، في القرن الثاني قبل الميلاد.
تاريخ السودان: السودان دولة عربية يرجع تاريخها إلى ما قبل سبعة آلاف سنة، حيث كان يسكن بلاد النوبة ـ وهي المنطقة الشمالية من السودان الحالي، وجنوبي دلتا مصر ـ عنصر واحد من السكان. وكانت لهم ثقافة حامية واحدة. هذه الأمة هي التي يقال لها: شعب النوبة ماقبل الأُسَر. وكان أولئك السكان يعرفون الزراعة ويمارسونها على ضفاف النيل، كما كانوا يعرفون النحاس ويستخدمونه.
تاريخ السودان القديم
تمتد جذور تاريخ السودان وحضارته إلى عصور موغلة في القدم، فقد شهد حضارات لما قبل التاريخ، وأخرى من العصور التاريخية المبكرة جدًا. ويمكن أن يقسم حقب التاريخ القديم للسودان وحضاراته إلى ثلاث حقب رئيسية هي: ما قبل التاريخ، والمجموعتان الحضاريتان الأولى والثانية، وكوش. وتُعد المجموعتان الحضاريتان صلة بين ما قبل التاريخ وحقبة كوش من جهة؛ كما تُعد المجموعة الثانية منهما معاصرة للنصف الأول من كوش، زمنًا وحضارة، من جهة أخرى.
ما قبل التاريخ. لم يكن غريبًا على السودان، بحكم موقعه الجغرافي في شمال شرقي إفريقيا، أن يحتوي على آثار لحضارات قديمة تعود إلى المراحل المبكرة من العصر الحجري القديم، بسبب مجاورته لأقدم مواطن الحضارات الإنسانية؛ فإلى الشرق والجنوب الشرقي منه، في أثيوبيا وكينيا وتنزانيا، ظهرت أقدم الأدلة المعروفة لدى الباحثين حتى الآن لبدايات الحضارة البشرية. وعلى الرغم من أن دراسات العصور الحجرية وما قبل التاريخ في السودان لاتزال في بدايتها، فإن ما عثر عليه كافٍ لإعطاء صورة عن تلك المرحلة.
على ضفاف نهر النيل وفروعه في أواسط السودان وشماله عثر على مواقع حَوَت أدوات حجرية أشولية مبكرة، تعود إلى الدور الثاني من حقبة العصر الحجري القديم الأسفل، ربما يتجاور تاريخها المليون عام. ومن أهم تلك المواقع موقع خور أبي عنجة في أم درمان ومواقع أرقين قرب وادي حلفا. ويعتقد أن النيل الأزرق، والذي يُعد الآن المصدر الرئيسي لمياه نهر النيل، لم يكن آنذاك جزءًا من شبكة الأنهار المكونة لنهر النيل. غير أن هذا الرأي ينتظر المزيد من الدراسات الجيوآثارية.
حوت المواقع الأشولية أدوات شملت الفؤوس والسواطير. وقد تباينت في تطورها بين الأشولي الأسفل والأوسط والأعلى. ومع ظهور الأشولي الأعلى ازدادت نسبة التقنية اللفلوازية التي ميزت العصر الحجري القديم الأوسط، والذي وجد حضاريًا في عدة مناطق من السودان. وقد شملت هذه المرحلة ثلاثة أنماط حضارية هي الموستيرية التي تميزت بأدوات حجرية مثل المكاشط الرأسية والمناقش والمخارز، فالموستيرية التي غلبت فيها المناجل الحجرية، وأخيرًا السنجاوية التي تميزت بالمكاشط الجانبية والشظايا، وإن اختلفت في بعض سماتها عن السنجاوية من جنوب الصحراء. ويعود تاريخ مواقع هذه المرحلة إلى نحو 60,000 - 25,000ق.م.
أما العصر الحجري القديم الأعلى (نحو 25,000 - 15,000ق.م) فقد شهد تطور عدة حضارات، مثل حضارة جِمَيّ وحضارة السبيل، تباينت في تقنية الأدوات المستخدمة فيها وأنواعها. وفي العصر الحجري القديم الأعلى المتأخر (نحو 15,000 - 7500ق.م) عرف السودان حضارات أنتجت أدوات قزمية وشفرات صغيرة تظهرها حضارات بلانة وحلفا. واعتمد اقتصاد هذه الحضارات، وفي جميع مراحلها السابقة، على جمع النباتات البرية والصيد البري والأسماك.
أما العصر الحجري الحديث (نحو 7,500 - 2,500ق.م) فقد تميز بصناعة الفخار، وممارسة الرعي والزراعة والاستقرار. وهناك أدلة وافرة عن هذه الفترة التي شهدت تقلبات مناخية كبيرة.
كانت للمجتمعات السودانية القديمة آنذاك مساهمات واضحة في تطور حضارات العصور الحجرية. فإلى جانب دورها في نقل بواكير الحضارة البشرية من شرقي إفريقيا إلى شماليها، فإن تلك المجتمعات سبقت غيرها في المناطق المجاورة الصغيرة، وفي صناعة الفخار الذي تُعد أدلته المبكرة من أواسط السودان من أقدم الأدلة على إنتاجه في العالم.
المجموعتان الحضاريتان (3100 - 1500ق.م). هما مجموعتان تنسبان إلى أقوام وجدت آثارهم في النوبة المصرية حاليًا، مع تجاوز لها جنوبًا إلى جنوب الشلال الثاني. ولأن أصحاب هاتين المجموعتين لم يعرفوا الكتابة، ولم يخلفوا نقوشًا توضح أصولهم وأنظمتهم السياسية، والأحداث التاريخية المهمة في تاريخهم، فقد سماهم الآثاريون الأولون المجموعات الحضارية. ولما كان الاعتقاد لدى علماء الآثار الأولين أن هناك ثلاث مجموعات حضارية فقد ميزوها بالحروف الثلاثة الأولى من الأبجدية اللاتينية A (ألف) و B (باء) و C (جيم). ولما اتضح لعلماء الآثار اللاحقين المعاصرين أنه ليست هناك ثلاث مجموعات وإنما هما مجموعتان، وأن ما عرفت بالمجموعة B (باء) ليست إلا جزءًا وسطًا بين المجموعتين A (ألف) وC (جيم)، فقد اكتفوا بمجموعتين فقط يمكن تسميتهما بالمجموعة الحضارية الأولى والمجموعة الحضارية الثانية.
والمجموعتان الحضاريتان لم تكونا متعاصرتين، وإنما كانتا متعاقبتين، يفصل المجموعة الأولى عن الثانية نحو سبعة قرون من الزمان. ويُعلَّل هذا الفاصل الزمني بأن أصحاب المجموعة الحضارية الأولى تركوا بلاد النوبة لأسباب غير معلومة يقينًا الآن، ثم عادوا لها بعد سبعة قرون لأسباب غير معروفة يقينًا أيضًا. ويعني هذا القول أن أصحاب المجموعتين قوم واحد، لا اختلاف بينهما إلا في بعض أساليب الحياة التي اكتسبها أصحاب المجموعة الحضارية الثانية بمرور الزمن والبيئة المختلفة التي كانوا قد نزحوا إليها من النوبة.
تعاصر المجموعة الحضارية الأولى الأسرتين الأولى والثانية من المملكة المصرية القديمة، نحو 3,100 - 2,686ق.م. انظر:مصر القديمة . كما تعاصر بداية المجموعة الثانية الأسرة السادسة من المملكة المصرية القديمة نفسها، نحو 2460ق.م. أما نهايتها فيؤرخ لها بنحو 1,500ق.م، بعد احتلال مصر بلاد النوبة وشمال كوش في الأسرة الثامنة عشرة من المملكة المصرية الحديثة. وخلال هذه الفترة الطويلة عاصرت المجموعة الحضارية الثانية كوش منذ منشئها نحو 2,500ق.م، إلى الاحتلال المصري لجزئها الشمالي نحو 1,500ق.م. انظر: كوش.
وقد اتضح من المعثورات من مقابر المجموعتين الحضاريتين أن أصحابهما تمتعوا بمستوى عالٍ نسبيًا من الرفاهية، وأنهم عرفوا قدرًا من الزراعة إلى جانب الرعي، كما اتضح أن أصحاب المجموعة الحضارية الثانية ربوا أبقارًا متميزة بقرونها الطويلة من النوع الذي انتشر في شمال شرق إفريقيا. وأبانت معثوراتهم أنهم كانوا على صلة وثيقة بمصر. ويثبت حرصهم على تزويد موتاهم بأمتعة دنيوية أنهم كانوا يؤمنون بحياة آخرة يعيش فيها المرء كما يعيش في حياته الدنيا ويحتاج فيها إلى متاعه الذي ألفه في الحياة الدنيا.
كوش. يعتبر ظهور كوش معاصرًا للأسرة السادسة المصرية ولبداية المجموعة الحضارية الثانية في النوبة المصرية الآن. يؤرخ لهذا الظهور بنحو 2500ق.م. وتُعد المدينة التي وجدت آثارها في كرمة الحالية عاصمتها الأولى، وموقعها جنوب الشلال الثالث.
تميزت كوش بفترات عدة، ولكل واحدة منها خصائصها. هذه الفترات هي: فترة كرمة (نحو 2500- 1500ق.م)، الفترة النبتية الأولى (؟ - 746ق.م)، حكم مصر وكوش (746-663ق.م)، الفترة النبتية الثانية (663-540ق.م)، الفترة المروية (540ق.م- 400م). انظر: كوش.
والذي لا شك فيه هو أن رقعة كوش كانت واسعة جدًا، وإن لم يتيسر بعد تحديد حدودها الفعلية، لكن المناطق التي شملتها آثارها واتساعها تؤكدان سعة رقعتها الجغرافية. وتُعد حدودها الشمالية، في بداية تاريخها، في الشلال الثاني، أي جنوب المجموعة الحضارية الثانية. لكن حدودها الشمالية تغيرت فيما بعد لتبلغ جنوب الشلال الأول، أي كل النوبة المصرية حاليًا، في القرن الثاني قبل الميلاد.