أواوا 1850 ق.م.
هو أقدم ملك كوشي معروف لنا بالاسم. عثر علماء الآثار على اسمه مكتوب بالحبر على أجزاء من تمثال فخاري مهشم لأسير مقيد. صنع المصريون التمثال في حوالي 1850 ق.م. وهشموه عن قصد. اعتقد المصريون أنه في حالة صنع مجسد للعدو، وكتابة اسمه عليه، ومن ثم تهشيمه، فإن ذلك سيلحق به الأذى أو يقتله عن طريق السحر. ورغم أننا لا نعلم شيئاً عن أواوا، فإنه قد سمي "حاكم كوش". لا بدَّ وأنه كان بلا شك أحد الملوك الكوشيين الأقوياء الذين حكموا في كرمة عندما شيد المصريون قلاعهم في النوبة السفلى. غالباً ما يكون جنود أواوا قد شنوا هجوماً على المصريين، ولذلك فقد رغبوا في إيذائه - عن طريق السحر، طالما أنهم كانوا عاجزين عن إلحاق الأذى به فعلياً.
الارا 790- 760 ق.م. هو الملك الأول المعروف من ملوك مملكة نبتة. بعد سنوات عديدة أعقبت وفاته، تضرع الملوك الى الإله آمون بأن يهبهم عمراً مديداً وحكماً مزدهراً مثل الذى وهبه الى الارا. نعلم من النقوش أنه أصبح ملكاً بعد صراع مرير مع منافسيه، وأنه كرس نفسه لعبادة آمون. يعتقد علماء الآثاريون أن النقشين الذين تم الكشف عنهما في معبد آمون في كوة "الواقعة على الضفة الشرقية لمدينة دنقلا العرضي"، ينتميان الى الارا. يشير النقشان الى أنه حكم على الأقل لمدة 23 سنة. ويرى الآثاريون أنه سيطر على كامل النوبة العليا وجعل من مدينة نبتة (جبل البركل) عاصمة دينية لمملكته.
كاشـتا 760- 747 ق.م. أصبح كاشـتا ملكاً بعد الارا وكان أخاً له في الغالب الأعظم. نجح في مد حدود كوش شمالاً حتى أسوان، الحدود الجنوبية لمصر. عثر الآثاريون على أثر بالقرب من أسوان لازال يحتفظ بصورته. في هذا الحجر يسمي كاشـتا نفسه "ملك مصر العليا والسفلى"، وهو اللقب الذى استخدمه فراعنة مصر. وبالرغم من أن كاشـتا قد لا يكون محتملاً وصوله إلى الأراضي المصرية وفرض سيطرته الفعلية عليها، فإنه والد بيَّا (بعانخي)، الذى سيقدر له غزو مصر والسيطرة عليها بعد انقضاء سنوات قليلة على وفاة والده. كان كاشـتا أيضاً والداً لـ أماني ريديس، وهى الأميرة الكوشية التى أصبحت زوجة للإله آمون في طيبة وصارت تعرف بلقب "زوجة الإله".
بيَّا "بعانخي"
أمانى ريديس 740 ق.م. كانت أمانى ريديس أميرة كوشية وابنة للملك كاشـتا. في حوالي سنة 740 ق.م.، وصلت إلى مصر بصحبة أخيها بيَّا (بعانخي) وأصبحت "زوجة" للإله آمون الطيبي في مصر. هناك أقلعت عن استخدام اسمها الكوشي (وهو غير معروف) واتخذت لنفسها الاسم المصري "أمانى ريديس" (الذى يعنى: ما يخلقه آمون، فإنها تهبه). وبالرغم من أنه لم يكن بمقدورها أن تتزوج رجلاً من الأحياء غير الخالدين، فإنها أصبحت "الزوجة الإلهية" على مدى أربعين عاماً. كانت من حيث المرتبة في وضع ملكة وإلهة حية. كانت مسئولة عن مصر العليا نيابة عن أخويها بيَّا وشباكا وابني أخويها شبتاكا وتهارقا. أصبحت ابنة أخيها بيَّا " شبينوت" زوجة الإله آمون التالية بعدها.
شباكا "شباكو" 716- 702 ق.م. كان شباكا أخاً لـ بيَّا. أصبح ملكاً لكوش ومصر بعد وفاة بيَّا. غالباً ما تكون مراسم تتويجه قد جرت في نبتة. عندما ثار أمراء شمال مصر، أعاد غزو مصر وجعل ممفيس عاصمة للبلاد. ولأن شباكا كان الملك الكوشي الأول الذى جعل مصر مقراً له، فإن الأجيال اللاحقة اعتقدت بأنه مؤسس الأسرة الخامسة والعشرين المصرية. لدى وفاته، حنط جثمانه احتمالاً في مصر، ونقل الى آلاف الأميال جنوباً ليجد مثواه الأخير في هرمه الصغير في جبانة الأسرة بالقرب من نبته في الكرو جنباً الى جنب مع أسلافه.
شبتاكا "شبيتكو" 702- 690 ق.م.
شبتاكا (الذى وجد اسمه أحياناً في صيغة شيبتكو) كان ابناً إما لـ بيَّا أو لـ شباكا، ولازال علماء الآثار في حالة عدم يقين حول الموضوع. بمجرد أن اعتلى العرش وأصبح ملكاً وجد نفسه يواجه أزمة تمثلت في الغزو الآشوري القادم من شمال العراق للأراضي الممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. أحس شبتاكا بأن أرضه أصبحت مهددة، بالتالي ضم قواته مع ملوك إسرائيل والأقاليم المحيطة بهدف محاولة وقف الزحف الآشوري. بل أنه أرسل طالباً المزيد من القوات لجيشه من الوطن، أي من كوش، ونصب تهارقا (ابن أخيه) قائداً للجيش. ورغم أن جيش شبتاكا لم يتمكن من هزيمة الآشوريين، فإن الغزاة اضطروا للتراجع عندما ألم بجنودهم مرض أدى إلى موت العديد منهم. أدى ذلك إلى إنقاذ مصر. توفي شبتاكا غالباً في مصر. دفن في جبانة الأسرة مع أسلافه في الكرو بالقرب من نبتة.
تهارقا 690- 664 ق.م.
كان تهارقا أحد أبناء بيَّا وغالباً ما كان شقيقاً لـ شبتاكا. طلب شبتاكا من تهارقا تولي قيادة الجيش وهو لازال في سن العشرين. كان تهارقا محارباً عظيماً وخاض غمار العديد من المعارك ضد الآشوريين. عندما توفي شبتاكا، أصبح تهارقا ملكاً وتم تتويجه في مصر. مع أن تهارقا لم ير والدته منذ أن كان صغيراً، لكنه أكد على ضرورة حضورها مراسم تتويجه. تحصل الآثاريون على الكثير من المعلومات من نقوش حجرية تم العثور عليها في كل من السودان ومصر. وقد كتب أعداؤه الآشوريون عنه أيضاً, وذكر مرتين في الكتاب المقدس الذى سماه ترهاقا (وهو النطق الخاطئ الذى نال شيوعاً ووجب تصحيحه كما نوهنا في الصفحة الرئيسة).
في حوالي 684 ق.م. ارتفع منسوب النيل خلال فيضانه السنوي بصورة غير معهودة من قبل. وقد جلب ذلك محصولاً استثنائياً انعكس إيجابا على ثراء المملكة. أمر تهارقا بتشييد العديد من المشروعات، وأعاد مجدداً بناء العديد من المعابد. كانت السنوات الأولى لحكمه قد شهدت ازدهاراً هائلاً، لكن السنوات الختامية شهدت كوارث. ففي حوالي 671 ق.م. بدأ الآشوريون في شن الهجمات على مصر بصورة متكررة سنوياً. في البداية حققت قوات تهارقا انتصاراً في المعارك، لكن الآشوريون سرعان ما تمكنوا من السيطرة على هجمات القوات الكوشية-المصرية. احتل الآشوريون ممفيس وأسرت قواتهم زوجة تهارقا وابنه. تراجع تهارقا إلى نبتة حيث توفي هناك في سنة 664 ق.م. ودفن في جبانة جديدة أنشأها في نوري. بلغ ارتفاع هرمه 150 قدماً وكان الأكبر من بين الأهرام التى شيدت في كوش.
تانوت أماني (تالتاماني) 664- 653 ق.م.
(يسمى أيضاً تانوت أمن و تالتاماني) كان أحد أبناء شباكا. أصبح ملكاً بعد وفاة عمه تهارقا. بعد أن تراجعت أشور عن مصر قام بغزو مصر مجدداً كما فعل والده وجده بيَّا من قبل. وصف الغزو سجل في مسلة (أي لوح حجري حفر فيه نقش) عثر عليها في جبل البركل، توجد الآن في المتحف المصري بالقاهرة. يصف تانوت أماني في تلك المسلة مراسم تتويجه في جبل البركل. ويكتب أيضاً عن حلم راءه. في ذلك الحلم يقول تانوت أماني أنه رأى أفعتين. واقتنع بأن الأفعتين مثلتا أفعتي التاج الملكي لكوش ومصر. واعتقد بأن حلمه يشير إلى أن سيحكم كل من كوش ومصر. وقد نجح في تحقيق حلمه ولو أن ذلك كان لفترة قصيرة لم تتجاوز السنتين.
عندما علم الملك الآشوري اشوربانيبال بأن الكوشيين أعادوا سيطرتهم على مصر جن جنونه وأرسل على الفور جيشاً جراراً للانتقام. تراجع تانوت أماني إلى كوش. هاجم الآشوريون مدينة طيبة في جنوب مصر، وقتلوا العديد من الناس ونهبوا أماكنها المقدسة. بعد ذلك لم تطأ أقدام الملوك الكوشيين مصر. استمر تانوت أماني ملكاً في كوش حتى وفاته حيث دفن في جبانة الأسرة في الكرو. عثر الآثاريون على حجرات دفن رائعة في مدفنه. التمثال الوحيد لهذا الملك عثر عليه في جبل البركل ويوجد حالياً في متحف توليدو للفنون الجميلة، لكن وللأسف بدون رأس.
اتلانيرسا 653- 640 ق.م.
غالباً ما يكون اتلانيرسا واحداً من أبناء تهارقا. غير معروف سوى القليل عن فترة حكمه. احتمال كبير أن يكون اتلانيرسا هو ملك كوش نفسه الذى كتب عنه المؤرخ الإغريقي هيرودوت. فقد تحدث هيرودوت عن ملك حرض جنود الحامية المصرية الليبيين في جزيرة الفنتين وساعدهم على التخلي عن ملك مصر والهروب جنوباً إلى كوش. وقد وعد الملك الكوشي الجنود بأنه في حالة نجاحهم في القضاء على أعدائه في الأطراف الجنوبية لمملكته، فإنه يحق لهم الاستيلاء على أرضهم والاستقرار فيها. هكذا هرب الجنود الليبيون من مصر وذهبوا للعمل عند ملك كوش، ودمروا أعداءه، واستولوا على أرضهم، وبنوا مدناً لهم في تلك الأراضي. بعد ستة قرون لاحقة ذكر الكتاب الرومان بأن أحفاد أولئك الجنود لازالو يعيشون في تلك المدن في وقتهم، ولهم حكامهم الخاصين التابعين لملك (أو ملكة) مروى.
اتلانيرسا معروف من تمثاله الضخم الرائع المنحون من الجرانيت والذي عثر عليه في جبل البركل، والموجود حالياً في متحف بوسطن للفنون الجميلة. احتمالاً أنه توفي بصورة مفاجئة ذلك أن كل من معبده في البركل ومدفنه في نوري بقيا غير مكتملين عند وفاته.
سنكامنسكن 640 - 620 ق.م.
مثله مثل اتلانيرسا، فإن سنكامنسكن معروف فقط من آثاره لكن ليس من نقوش تاريخية. أكمل بناء معبد صغير في جبل البركل كان قد شرع في بنائه اتلانيرسا. بالقرب من بوابة المعبد قام سنكامنسكن بوضع تمثال ضخم، ارتفاعه حوالي 4 أمتار، وهو موجود حالياً بمتحف السودان القومي للآثار في الخرطوم. عثر المنقبون في جبل البركل على ثلاثة تماثيل أصغر الى جانب أبى هول يمثل الملك. عاشت زوجته الرئيسة، الملكة ناسالا، من بعده. وهى أم أيضاً لابنيه الذين قدر لهما أن يصبحا ملكين.
أنلاماني 620 - 600 ق.م.
كان أنلاماني شقيقاً لسنكامنسكن. تعرف الآثاريون على أنلاماني من مسلته المنقوشة التى تم الكشف عنها في كوة (الواقعة على الضفة الشرقية للنيل بمواجهة دنقلا العرضي). تصف المسلة مراسم تتويجه. تحدثنا أيضاً عن قراره الخاص بجعل أربع من شقيقاته "عازفات صلاصل" في المعابد القومية الأربعة لآمون (الصلصل هو آلة موسيقية مخشخشة تستخدم في الطقوس الدينية "كشكوش"). واعتقد الناس بأن صوت الصلصل يجعل الآلهة في حالة نفسية جيدة. تم اختيار النساء من العائلة المالكة لعزف تلك الآلات في المعابد. يصف نقش أنلاماني أيضاًُ حملاته العسكرية ضد قبائل الصحراء التى يسميها بولاهايو. أسر رجالاً ونساءً منهم وجعلهم يعملون خدماً في المعابد. عثر المنقبون على تمثالين لهذا الملك في جبل البركل. واحد من التمثالين بالحجم الطبيعي وموجود حالياً بالمتحف القومي للآثار في الخرطوم. والثاني يبلغ ارتفاعه 12 قدماً وهو حالياً في متحف بوسطن للفنون الجميلة. في عام 1920 نقب الآثاريون قصر أنلاماني في جبل البركل وعثروا على
هو أقدم ملك كوشي معروف لنا بالاسم. عثر علماء الآثار على اسمه مكتوب بالحبر على أجزاء من تمثال فخاري مهشم لأسير مقيد. صنع المصريون التمثال في حوالي 1850 ق.م. وهشموه عن قصد. اعتقد المصريون أنه في حالة صنع مجسد للعدو، وكتابة اسمه عليه، ومن ثم تهشيمه، فإن ذلك سيلحق به الأذى أو يقتله عن طريق السحر. ورغم أننا لا نعلم شيئاً عن أواوا، فإنه قد سمي "حاكم كوش". لا بدَّ وأنه كان بلا شك أحد الملوك الكوشيين الأقوياء الذين حكموا في كرمة عندما شيد المصريون قلاعهم في النوبة السفلى. غالباً ما يكون جنود أواوا قد شنوا هجوماً على المصريين، ولذلك فقد رغبوا في إيذائه - عن طريق السحر، طالما أنهم كانوا عاجزين عن إلحاق الأذى به فعلياً.
الارا 790- 760 ق.م. هو الملك الأول المعروف من ملوك مملكة نبتة. بعد سنوات عديدة أعقبت وفاته، تضرع الملوك الى الإله آمون بأن يهبهم عمراً مديداً وحكماً مزدهراً مثل الذى وهبه الى الارا. نعلم من النقوش أنه أصبح ملكاً بعد صراع مرير مع منافسيه، وأنه كرس نفسه لعبادة آمون. يعتقد علماء الآثاريون أن النقشين الذين تم الكشف عنهما في معبد آمون في كوة "الواقعة على الضفة الشرقية لمدينة دنقلا العرضي"، ينتميان الى الارا. يشير النقشان الى أنه حكم على الأقل لمدة 23 سنة. ويرى الآثاريون أنه سيطر على كامل النوبة العليا وجعل من مدينة نبتة (جبل البركل) عاصمة دينية لمملكته.
كاشـتا 760- 747 ق.م. أصبح كاشـتا ملكاً بعد الارا وكان أخاً له في الغالب الأعظم. نجح في مد حدود كوش شمالاً حتى أسوان، الحدود الجنوبية لمصر. عثر الآثاريون على أثر بالقرب من أسوان لازال يحتفظ بصورته. في هذا الحجر يسمي كاشـتا نفسه "ملك مصر العليا والسفلى"، وهو اللقب الذى استخدمه فراعنة مصر. وبالرغم من أن كاشـتا قد لا يكون محتملاً وصوله إلى الأراضي المصرية وفرض سيطرته الفعلية عليها، فإنه والد بيَّا (بعانخي)، الذى سيقدر له غزو مصر والسيطرة عليها بعد انقضاء سنوات قليلة على وفاة والده. كان كاشـتا أيضاً والداً لـ أماني ريديس، وهى الأميرة الكوشية التى أصبحت زوجة للإله آمون في طيبة وصارت تعرف بلقب "زوجة الإله".
بيَّا "بعانخي"
أمانى ريديس 740 ق.م. كانت أمانى ريديس أميرة كوشية وابنة للملك كاشـتا. في حوالي سنة 740 ق.م.، وصلت إلى مصر بصحبة أخيها بيَّا (بعانخي) وأصبحت "زوجة" للإله آمون الطيبي في مصر. هناك أقلعت عن استخدام اسمها الكوشي (وهو غير معروف) واتخذت لنفسها الاسم المصري "أمانى ريديس" (الذى يعنى: ما يخلقه آمون، فإنها تهبه). وبالرغم من أنه لم يكن بمقدورها أن تتزوج رجلاً من الأحياء غير الخالدين، فإنها أصبحت "الزوجة الإلهية" على مدى أربعين عاماً. كانت من حيث المرتبة في وضع ملكة وإلهة حية. كانت مسئولة عن مصر العليا نيابة عن أخويها بيَّا وشباكا وابني أخويها شبتاكا وتهارقا. أصبحت ابنة أخيها بيَّا " شبينوت" زوجة الإله آمون التالية بعدها.
شباكا "شباكو" 716- 702 ق.م. كان شباكا أخاً لـ بيَّا. أصبح ملكاً لكوش ومصر بعد وفاة بيَّا. غالباً ما تكون مراسم تتويجه قد جرت في نبتة. عندما ثار أمراء شمال مصر، أعاد غزو مصر وجعل ممفيس عاصمة للبلاد. ولأن شباكا كان الملك الكوشي الأول الذى جعل مصر مقراً له، فإن الأجيال اللاحقة اعتقدت بأنه مؤسس الأسرة الخامسة والعشرين المصرية. لدى وفاته، حنط جثمانه احتمالاً في مصر، ونقل الى آلاف الأميال جنوباً ليجد مثواه الأخير في هرمه الصغير في جبانة الأسرة بالقرب من نبته في الكرو جنباً الى جنب مع أسلافه.
شبتاكا "شبيتكو" 702- 690 ق.م.
شبتاكا (الذى وجد اسمه أحياناً في صيغة شيبتكو) كان ابناً إما لـ بيَّا أو لـ شباكا، ولازال علماء الآثار في حالة عدم يقين حول الموضوع. بمجرد أن اعتلى العرش وأصبح ملكاً وجد نفسه يواجه أزمة تمثلت في الغزو الآشوري القادم من شمال العراق للأراضي الممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. أحس شبتاكا بأن أرضه أصبحت مهددة، بالتالي ضم قواته مع ملوك إسرائيل والأقاليم المحيطة بهدف محاولة وقف الزحف الآشوري. بل أنه أرسل طالباً المزيد من القوات لجيشه من الوطن، أي من كوش، ونصب تهارقا (ابن أخيه) قائداً للجيش. ورغم أن جيش شبتاكا لم يتمكن من هزيمة الآشوريين، فإن الغزاة اضطروا للتراجع عندما ألم بجنودهم مرض أدى إلى موت العديد منهم. أدى ذلك إلى إنقاذ مصر. توفي شبتاكا غالباً في مصر. دفن في جبانة الأسرة مع أسلافه في الكرو بالقرب من نبتة.
تهارقا 690- 664 ق.م.
كان تهارقا أحد أبناء بيَّا وغالباً ما كان شقيقاً لـ شبتاكا. طلب شبتاكا من تهارقا تولي قيادة الجيش وهو لازال في سن العشرين. كان تهارقا محارباً عظيماً وخاض غمار العديد من المعارك ضد الآشوريين. عندما توفي شبتاكا، أصبح تهارقا ملكاً وتم تتويجه في مصر. مع أن تهارقا لم ير والدته منذ أن كان صغيراً، لكنه أكد على ضرورة حضورها مراسم تتويجه. تحصل الآثاريون على الكثير من المعلومات من نقوش حجرية تم العثور عليها في كل من السودان ومصر. وقد كتب أعداؤه الآشوريون عنه أيضاً, وذكر مرتين في الكتاب المقدس الذى سماه ترهاقا (وهو النطق الخاطئ الذى نال شيوعاً ووجب تصحيحه كما نوهنا في الصفحة الرئيسة).
في حوالي 684 ق.م. ارتفع منسوب النيل خلال فيضانه السنوي بصورة غير معهودة من قبل. وقد جلب ذلك محصولاً استثنائياً انعكس إيجابا على ثراء المملكة. أمر تهارقا بتشييد العديد من المشروعات، وأعاد مجدداً بناء العديد من المعابد. كانت السنوات الأولى لحكمه قد شهدت ازدهاراً هائلاً، لكن السنوات الختامية شهدت كوارث. ففي حوالي 671 ق.م. بدأ الآشوريون في شن الهجمات على مصر بصورة متكررة سنوياً. في البداية حققت قوات تهارقا انتصاراً في المعارك، لكن الآشوريون سرعان ما تمكنوا من السيطرة على هجمات القوات الكوشية-المصرية. احتل الآشوريون ممفيس وأسرت قواتهم زوجة تهارقا وابنه. تراجع تهارقا إلى نبتة حيث توفي هناك في سنة 664 ق.م. ودفن في جبانة جديدة أنشأها في نوري. بلغ ارتفاع هرمه 150 قدماً وكان الأكبر من بين الأهرام التى شيدت في كوش.
تانوت أماني (تالتاماني) 664- 653 ق.م.
(يسمى أيضاً تانوت أمن و تالتاماني) كان أحد أبناء شباكا. أصبح ملكاً بعد وفاة عمه تهارقا. بعد أن تراجعت أشور عن مصر قام بغزو مصر مجدداً كما فعل والده وجده بيَّا من قبل. وصف الغزو سجل في مسلة (أي لوح حجري حفر فيه نقش) عثر عليها في جبل البركل، توجد الآن في المتحف المصري بالقاهرة. يصف تانوت أماني في تلك المسلة مراسم تتويجه في جبل البركل. ويكتب أيضاً عن حلم راءه. في ذلك الحلم يقول تانوت أماني أنه رأى أفعتين. واقتنع بأن الأفعتين مثلتا أفعتي التاج الملكي لكوش ومصر. واعتقد بأن حلمه يشير إلى أن سيحكم كل من كوش ومصر. وقد نجح في تحقيق حلمه ولو أن ذلك كان لفترة قصيرة لم تتجاوز السنتين.
عندما علم الملك الآشوري اشوربانيبال بأن الكوشيين أعادوا سيطرتهم على مصر جن جنونه وأرسل على الفور جيشاً جراراً للانتقام. تراجع تانوت أماني إلى كوش. هاجم الآشوريون مدينة طيبة في جنوب مصر، وقتلوا العديد من الناس ونهبوا أماكنها المقدسة. بعد ذلك لم تطأ أقدام الملوك الكوشيين مصر. استمر تانوت أماني ملكاً في كوش حتى وفاته حيث دفن في جبانة الأسرة في الكرو. عثر الآثاريون على حجرات دفن رائعة في مدفنه. التمثال الوحيد لهذا الملك عثر عليه في جبل البركل ويوجد حالياً في متحف توليدو للفنون الجميلة، لكن وللأسف بدون رأس.
اتلانيرسا 653- 640 ق.م.
غالباً ما يكون اتلانيرسا واحداً من أبناء تهارقا. غير معروف سوى القليل عن فترة حكمه. احتمال كبير أن يكون اتلانيرسا هو ملك كوش نفسه الذى كتب عنه المؤرخ الإغريقي هيرودوت. فقد تحدث هيرودوت عن ملك حرض جنود الحامية المصرية الليبيين في جزيرة الفنتين وساعدهم على التخلي عن ملك مصر والهروب جنوباً إلى كوش. وقد وعد الملك الكوشي الجنود بأنه في حالة نجاحهم في القضاء على أعدائه في الأطراف الجنوبية لمملكته، فإنه يحق لهم الاستيلاء على أرضهم والاستقرار فيها. هكذا هرب الجنود الليبيون من مصر وذهبوا للعمل عند ملك كوش، ودمروا أعداءه، واستولوا على أرضهم، وبنوا مدناً لهم في تلك الأراضي. بعد ستة قرون لاحقة ذكر الكتاب الرومان بأن أحفاد أولئك الجنود لازالو يعيشون في تلك المدن في وقتهم، ولهم حكامهم الخاصين التابعين لملك (أو ملكة) مروى.
اتلانيرسا معروف من تمثاله الضخم الرائع المنحون من الجرانيت والذي عثر عليه في جبل البركل، والموجود حالياً في متحف بوسطن للفنون الجميلة. احتمالاً أنه توفي بصورة مفاجئة ذلك أن كل من معبده في البركل ومدفنه في نوري بقيا غير مكتملين عند وفاته.
سنكامنسكن 640 - 620 ق.م.
مثله مثل اتلانيرسا، فإن سنكامنسكن معروف فقط من آثاره لكن ليس من نقوش تاريخية. أكمل بناء معبد صغير في جبل البركل كان قد شرع في بنائه اتلانيرسا. بالقرب من بوابة المعبد قام سنكامنسكن بوضع تمثال ضخم، ارتفاعه حوالي 4 أمتار، وهو موجود حالياً بمتحف السودان القومي للآثار في الخرطوم. عثر المنقبون في جبل البركل على ثلاثة تماثيل أصغر الى جانب أبى هول يمثل الملك. عاشت زوجته الرئيسة، الملكة ناسالا، من بعده. وهى أم أيضاً لابنيه الذين قدر لهما أن يصبحا ملكين.
أنلاماني 620 - 600 ق.م.
كان أنلاماني شقيقاً لسنكامنسكن. تعرف الآثاريون على أنلاماني من مسلته المنقوشة التى تم الكشف عنها في كوة (الواقعة على الضفة الشرقية للنيل بمواجهة دنقلا العرضي). تصف المسلة مراسم تتويجه. تحدثنا أيضاً عن قراره الخاص بجعل أربع من شقيقاته "عازفات صلاصل" في المعابد القومية الأربعة لآمون (الصلصل هو آلة موسيقية مخشخشة تستخدم في الطقوس الدينية "كشكوش"). واعتقد الناس بأن صوت الصلصل يجعل الآلهة في حالة نفسية جيدة. تم اختيار النساء من العائلة المالكة لعزف تلك الآلات في المعابد. يصف نقش أنلاماني أيضاًُ حملاته العسكرية ضد قبائل الصحراء التى يسميها بولاهايو. أسر رجالاً ونساءً منهم وجعلهم يعملون خدماً في المعابد. عثر المنقبون على تمثالين لهذا الملك في جبل البركل. واحد من التمثالين بالحجم الطبيعي وموجود حالياً بالمتحف القومي للآثار في الخرطوم. والثاني يبلغ ارتفاعه 12 قدماً وهو حالياً في متحف بوسطن للفنون الجميلة. في عام 1920 نقب الآثاريون قصر أنلاماني في جبل البركل وعثروا على