الاخت سارة , لك السلام والمواساة ولنا جميعاً السلوان , لم أكن الشقيق الذي عاش مع الفقيد آناء الطفولة ولا وهج الشباب , ولكني أخال أني أعرفه أكثر من كثير من أقاربه , غيري قد يشاركني في هذا الإحساس لأننا نحبه دون أن يدري الناس أننا نحبه , وذلك لأنَّه جميل في أخلاقه وخلقه , وكنت أرى فيه أديباً أريباً عاجلت كف الأيام قطافه , وربما كان السودان كافةً وليس السديرة فحسب على وعدٍ بأديب عظيم , كان الفقيد محباً للقرآءة ومحباً للأدب والإطِّلاع , كان على قدر كبيرٍ من الثقافة , كان أنيقاً مهذَّباً لطيفاً جميلاً في كل شيء , رأيته في فترات قصيرة متقطعة ولكنَّها كانت كافية فتعلمت منه دون أن يقصد تعليمي , تعلمت منه أنَّ القراءة شيءٌ عظيم , كان يمر في طريقه على دكاني ( لعل الكثيرون يذكرون ذلك الدكان) كنت أحاول استبقائه لأكثر وقتٍ ممكن حينما يمر ومعه بعض من اخوته , كان لطيف العبارة وصاحب طرفة لا تمل بقائه بل تستزيده , وكنت حينما أعرض عليه محاولاتي الشعرية المتعثرة أحس أن هناك من يشعرني بأهميتي ويدفعني للسير قدماً , كنت أسمع منه أشعاراً جميلة لا أدري إن كانت له أو لغيره , لم يكن من الذين يعرضون أنفسهم . والله ما حزنت في حياتي على شابٍّ مثل حزني على عبد الله بشرى , ألا رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته .ولسارة أقول لا تحزني فالناس يحبونه وما سمعت في حياتي من يبغضه , وفي هذا دلالة على رضى الله عنه ( فإن أحب الله عبداً حبب الناس فيه ) . اللهم ارحمه وأسكنه فسيح جناتك يا رب العالمين . أخوك ودالشيخ.