الحركة الطلابية (6 )

عودة إلى الأوضاع السائدة وقتها حين كان الطلاب هم الدينمو المحرك لكل المظاهرات والتحركات لان النظام أودع كل القيادات السياسية في المعتقلات والسجون بدأ من اليساريين بعد أحداث يوليو 1971 (انقلاب الرائد هاشم العطا ) مرورا بالحزبين الكبيرين الأمة والاتحاد الديمقراطى إلى أن وصل إلى الإسلاميين الذين بدأت تقوى شوكتهم ويزداد عددهم وبدأت سيطرتهم وقدرتهم على تحريك الشارع حيث أنهم باتوا يسيطرون على الاتحادات الطلابية ثانويات وجامعات ومصالح حكومية بنوك ووزارات وكانت جامعة الخرطوم هي الشرارة التي منها تنطلق التحركات وظهر ذلك جليا في اتحاد 1974 دورة داود يحي بولاد وفاروق احمد ادم ومن قبلهم احمد عثمان المكي وكانت الجامعة هي الدليل الذي يتقدم الركب وكنا على علاقة طيبة بأفراد الاتحاد وكنا نتزود منهم بالجرائد الحائطية التي كنا نأخذها من مقهى النشاط في الجامعة واذكر انه كان لنا ممثلين من الطلاب الصناعيين دخلوا الجامعة كأول دفعة هم نور الدين السر ومحمد الفاتح ورئيس الاتحاد السابق لنا كمال الدين احمد التوم وكنا على اتصال دائم بهم وفى إحدى المرات تصادف أن قابلت ابن العم إسماعيل بابكر وهو زميل لإخواننا نوالدين ومحمد الفاتح في الداخلية والذي علمت أنهما فيما بعد كونا شركة هندسية عملا فيها سويا عودة إلى الحركة الطلابية ومن خلال هذه التداخلات والتفاصيل
والأوضاع السيئة والأجواء الملبدة بالتحركات السياسية بعد انقلاب حسن حسين وكان الاجتماع الذي ذكرناه سابقا و تم فيه القبض على المجموعة في أم درمان في مدينة الثورة الحارة الأولى عند بدا الاجتماع فوجئ الجميع بمجموعة تقتحم الصالون وبأيديهم مسدسات ممنوع التحرك والمقاومة انتم مقبوض عليكم معنا تصريح من النيابة بالتفتيش تحرزوا على الأفراد فتشوا البيت اثبتوا محضر الاجتماع القوا القبض على الجميع اعصبوا أعينهم ضعوهم في السيارات تحركوا امنعوا المواطنين من الاقتراب مجموعة خلية تخريبية تريد العبث وإثارة الإضرابات
وضعنا في عربات التويوتا كروزر كنفوى وتحركت المجموعة بالجميع الى اتجاهات متعددة ووضعت كل مجموعة في السيارة معهم على جوانب السيارات المسلحين وفى الوسط المقبوض عليهم مرت الساعات طوالا لأننا لا ندرى الى اين سيذهب بنا وما مصيرنا كنا نعلم ان المظاهرات نهايتها مركز البوليس إما أن تجلد أو تكتب تعهد بعدم تكرار ذلك المهم طال الانتظار إلى أن أدخلنا مبنى الآمن العام وكان في الاستقبال رائد اسمه معاوية حمو وأخر اسمه عدلي تمام سيادتك العصافير بتاعت أم درمان جبناها المواطنين والناس في اى مقاومة لا سيادتك الخزن مليانة ضعوهم كل واحد لوحده اعرفوا الوراهم منو بعدين ودوهم أماكنهم
أجلسونا في استجوابات إلى أن سلمونا وردية الصبح وللشهادة والتاريخ احضروا لكل واحد منا سحور وماء وأعطونا سجاير ولكنا علمنا فيما بعد ان ذلك كله يسمى بضيافة له ميزانيته الأسئلة متكررة بأكثر من صيغة وبأكثر من نفر وتعرض إلينا صور بعض المطلوبين امنيا وأكثر من صورة عرضت للسيد حاج الزبير والكارس وبعض العسكريين وواحد من بيت المال اسمه صديق عبد الكريم المهم بعد أكثر من يومين نحن لا ندرى في البقاع نحن ولا ماهو مصيرنا هل سنكون في هذه الزنزانة إلى الأبد انتهت الأسئلة والتحقيق وأخذت منا التواقيع وعملت لنا الصور من جميع الاتجاهات عرفوا اهلك وجميع أفراد العائلة ومع من تتلقى وابن وكيف تقضى أوقاتك وممكن أن تفاجأ بسؤال حواشتكم في كم بيت وزارعين القمح في نمر كم وراعى البقر في الحلة اسمه منو شيخ الحلة المهم كل الأسئلة التعسفية لأنك صيده جديدة المهم انتهت التحقيقات حولوهم إلى أماكنهم وفى سجن كوبر سيكون اللقاء القادم