رحل النهار بضوضائه .. وجاء المساء يرفـل فى عباءة هدوئه ونسماته الرقـيقة .. كنا أنا ومصطفى لوحدنا .. أدركت أن شهيته كانت مفـتوحة إلى آخرها للبوح .. كان يتحدث عن الحب .. لم أقاطعه .. تركته .. حتى يقـف عند نقطة مناسبة ... وقلت له:
الحب ماذا يعـنى لديك ؟
* ولازلت أذكـر نـبـرات صوته وهى ترن فى أذنى قائلاً: الحب يـقـترن فى داخلى باللون البنفسج .. فيه هدوء الأزرق وسخونة الأحمر... وبتعادلهما يصير دافـئاً.
وحتى لا يفـلت مناخ اللحظة منى قلت له : (غدّار دموعك )؟
إمـتـدت لحـظة مـن الصمت .. ســـرح فيها طويلاً .. حتى خـلته يتجاهل الإجابة على سؤالى .. وهى عادته فى مواجهة بعض الأسئلة ... إلاّ أن صوته إنتشــلنى من خيالى وهو يقول :
غـــــدّار كانت نـتـــاج تجربة واقعية ... عندما كانت العواطف يافعة .. فى زمان غير الزمان .. ومــكــان غــيـــر المكان .. إشـتعل الإحساس البكر مغالطاً لترتيب الواقع والمجتمع .. وخبأ ونحن نستوحـش السير بدونه ...
- قلت له : هــــذه إجابــة جميلة .. أنا أسأل عن تفاصيل تـفـسـير .. دون الخوض فى تفاصيل دقـيقـة؟
* أجابنى : تفاصيل ليسـت للنشـر .. غير ذلك لا ..
- قلت له فـليكن .. وحكى لى مصطفى التفاصيل ... وإختتمها قائلاً: أنا أحـترم أمانتك المهنية ... فأجبته : وأنـــا أحترم ثـقـتــك فىّ..... إذن حـدّثـنى عن ( ضياع العشم ) و ( الغصّة ) الذان وردا فى غدّار دموعك.
* أجـاب : ضـيـاع العـشــم هو إنطفاء شمعة المـستوحـش ... والغصّة لغةً .. هى ما يعـترض الحـلــق عــنــد الـفجـيــعة .. وإحساساً هى المفازة التى يمتد خـلفها الطريق المعبّد !
طفولة
- فى طفولتك .. هل كنت شقياً؟
* ويعود مصطفى بخياله إلى زمن البراءة ... والشـقـاوة ، ويقول ضاحكاً : نعم كنت شـقـياً .. بل حاد الطباع ، كثير الإنفعال .. وألتقـط كل ما يدور حـولى من معلومات من الكبار .. وأتمرد عليها عندما يحدث التناقـض .
- وفى دراستك .. هل كنت ذكياً؟
* لم أكــن أحـب الإسـتـذكار الكثـيـر .. بل لم أكن أحب المقررات المدرسية ، وكنت أهرب كثيراً منها للإطّلاع الخاص .
- نـقـطة ضعف .. ما هى ؟
* المجامـلة .. والإحساس بالزمن .. حيث يكون تافهاً عند البعض.
- ومصدر نفـورك ؟
* النفاق .. ونقـص القادرين على التمام .
- ومصدر خوفـك ؟
سـباق الزمن .. حيث أن الحـياة قـصيرة .
- متى فرح قلبك ؟
* حلمت البارحة بالجـدب إخضراراً .. وبالخواء إمتلاءاً... والإنكسار شـموخاً ... والفرح والصدق يلوّنان هذا المهرجان .
- هذه أفـراح الحـلم .. فأين أفــراح الواقع ؟
* يا صديقى .. تـتـداخـل أحـلامى مع واقـعى لأبـقى ..
- هل تشـعـر بالسـعادة .. ومـتى ؟
* السـعادة هى الرضاء .. والرضاء لا يـتوفـر فى الأزمـنة العجـفـاء .. بـل فى تـلك التى تمـتلىْ مشاركةً .. وتوافـقاً .. وإنسجاماً ..
- ما الذى يشعرك بالإضطّهاد ؟
* عندما أحس بأننى قادر ... وأشعر أن الآخرين يقـفون حائلاً بينى وبين إستطاعتى .
- هل صحيح أن الوعود ..أرخص هدية تـقـدّم فى الأزمات ؟
* أنا شخصياً لا أحب الربت على الكتف.
- قلت له : المرأة .. هل ملهمة عاطفة أم شريك وعقل ؟
* العاطفة والعقل هـما الإلهام الذى يفجره الإنسان .. رجلاً كان أم إمرأة ..
- المرأة أم الرجل .. أيهما أصدق فى الحب وأوفى ؟
* كلاهـما صادق إذا تـوفـر التوافـق والإنسـجام .
- وفى الكراهـية؟
* كلاهـما أيضاً أصـدق فى الكراهية .. حيث أنـهـما دائماً واتـر .. ومـوتـور ..
- هل توافـق عـلى أن وراء كـل رجـل عـظـيـم .. إمرأة تـعـذبـه ؟
* هـذا إذا كـان مـعـدن الرجل لا يـجـديـه الـطـرق الا ..وهو سـاخـن .
- سلاح المرأة مع الرجـل من وجهة نـظرك ؟
* هو الخيار الوحيد الذى تركه الرجل فى يدها ..
- وما هـو ؟
* السلاح الذى تستعمله !!
حـــــرمـــــــــان
- المرأة تـذبـل إذا فـقـدت الرجل .. الرجـل ماذا يحـدث له إذا حـرم من المرأة ؟
* يـجـف فيه نـبـض الإنسـانـيـة .. ويـصـيـبـه القحط العاطفى .. وخواء المشاعر .. ويتعاطى الحياة كما لو كان يسف نشارة الخـشـب .
- هل سبق أن شعرت بملل .. وأنت تـتـحـدث مع إمـرأة جـمـيـلـة ؟
* عـنـدما تـعـطـيـنى الإحسـاس بأننى أتحدث إلى دمـيـة فى إحـدى فـتريـنـات شـارع الجمهورية !!
- المـرأة المـثـقـفـة .. فى بـيـت الـزوجـيـة .. ماذا تـعـنى ؟
* تـعـنى إمـكانيـات إنـسجام عـالية إذا أقـر الطرفـان مبـدأ التوافـق .. وليس التطاول .. حيث يستحيل الأخير .
- متى تطلع الشعيرات البيضاء .. فلى قلبك ؟
* عنـدما يـتـضاءل إحساسى بالحب .. والحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقبل أن تغادر شهيته المفتوحة للبوح - على آخرها - أدرت دفة الحوار إلى منحى آخر .. وقلت : من هم مماليك هذا العصر كما تعتقد ؟
* هم اؤلئك الذين حولوا مقدرة العطاء إلى الأخذ فقط .. وإمكانية المشاركة للإستغلال .. وأفرغوا مفردات اللغة من مضامينها ومحتواها .
- البطل .. الديمقراطى .. الفدائى ... كيف تراهم من وجهة نظرك ؟
* البطل هو أكثر الناس عطاءاً للناس ... الديمقراطى هو الذى إستطاع أن يعالج نفسه ويصححها من عيب وخطأ تربوى وتاريخى ... أما الفدائى فهو الذى ينكر ذاته حقيقةً.
- قلت له حدثنى عن معان تنبع فى دواخلك تجاه الجمال .. الغيرة .. الحقد .. الخيانة .. الأخلاق .
* الجمال فى شىء قليل عنه كتب هـيـغـل كتاباً ... الغيرة أشواك لثمرة طيبة .. الحقد إتساخ للداخل .. الخيانة ماقلته عن الحقد بإضافة حسابات مختلفة ... الأخلاق نداء يصيح فى دواخلنا ( تماسكى هذه الأشياء.... ما حان زمان التساقط ) !!
- الخطأ الذى لا يغتـفر فى وجهة نظر مصطفى .. ما هو ؟
* ما لا أستطيع أن أجد له موقعاً فى دائرة تسامحى
الحب ماذا يعـنى لديك ؟
* ولازلت أذكـر نـبـرات صوته وهى ترن فى أذنى قائلاً: الحب يـقـترن فى داخلى باللون البنفسج .. فيه هدوء الأزرق وسخونة الأحمر... وبتعادلهما يصير دافـئاً.
وحتى لا يفـلت مناخ اللحظة منى قلت له : (غدّار دموعك )؟
إمـتـدت لحـظة مـن الصمت .. ســـرح فيها طويلاً .. حتى خـلته يتجاهل الإجابة على سؤالى .. وهى عادته فى مواجهة بعض الأسئلة ... إلاّ أن صوته إنتشــلنى من خيالى وهو يقول :
غـــــدّار كانت نـتـــاج تجربة واقعية ... عندما كانت العواطف يافعة .. فى زمان غير الزمان .. ومــكــان غــيـــر المكان .. إشـتعل الإحساس البكر مغالطاً لترتيب الواقع والمجتمع .. وخبأ ونحن نستوحـش السير بدونه ...
- قلت له : هــــذه إجابــة جميلة .. أنا أسأل عن تفاصيل تـفـسـير .. دون الخوض فى تفاصيل دقـيقـة؟
* أجابنى : تفاصيل ليسـت للنشـر .. غير ذلك لا ..
- قلت له فـليكن .. وحكى لى مصطفى التفاصيل ... وإختتمها قائلاً: أنا أحـترم أمانتك المهنية ... فأجبته : وأنـــا أحترم ثـقـتــك فىّ..... إذن حـدّثـنى عن ( ضياع العشم ) و ( الغصّة ) الذان وردا فى غدّار دموعك.
* أجـاب : ضـيـاع العـشــم هو إنطفاء شمعة المـستوحـش ... والغصّة لغةً .. هى ما يعـترض الحـلــق عــنــد الـفجـيــعة .. وإحساساً هى المفازة التى يمتد خـلفها الطريق المعبّد !
طفولة
- فى طفولتك .. هل كنت شقياً؟
* ويعود مصطفى بخياله إلى زمن البراءة ... والشـقـاوة ، ويقول ضاحكاً : نعم كنت شـقـياً .. بل حاد الطباع ، كثير الإنفعال .. وألتقـط كل ما يدور حـولى من معلومات من الكبار .. وأتمرد عليها عندما يحدث التناقـض .
- وفى دراستك .. هل كنت ذكياً؟
* لم أكــن أحـب الإسـتـذكار الكثـيـر .. بل لم أكن أحب المقررات المدرسية ، وكنت أهرب كثيراً منها للإطّلاع الخاص .
- نـقـطة ضعف .. ما هى ؟
* المجامـلة .. والإحساس بالزمن .. حيث يكون تافهاً عند البعض.
- ومصدر نفـورك ؟
* النفاق .. ونقـص القادرين على التمام .
- ومصدر خوفـك ؟
سـباق الزمن .. حيث أن الحـياة قـصيرة .
- متى فرح قلبك ؟
* حلمت البارحة بالجـدب إخضراراً .. وبالخواء إمتلاءاً... والإنكسار شـموخاً ... والفرح والصدق يلوّنان هذا المهرجان .
- هذه أفـراح الحـلم .. فأين أفــراح الواقع ؟
* يا صديقى .. تـتـداخـل أحـلامى مع واقـعى لأبـقى ..
- هل تشـعـر بالسـعادة .. ومـتى ؟
* السـعادة هى الرضاء .. والرضاء لا يـتوفـر فى الأزمـنة العجـفـاء .. بـل فى تـلك التى تمـتلىْ مشاركةً .. وتوافـقاً .. وإنسجاماً ..
- ما الذى يشعرك بالإضطّهاد ؟
* عندما أحس بأننى قادر ... وأشعر أن الآخرين يقـفون حائلاً بينى وبين إستطاعتى .
- هل صحيح أن الوعود ..أرخص هدية تـقـدّم فى الأزمات ؟
* أنا شخصياً لا أحب الربت على الكتف.
- قلت له : المرأة .. هل ملهمة عاطفة أم شريك وعقل ؟
* العاطفة والعقل هـما الإلهام الذى يفجره الإنسان .. رجلاً كان أم إمرأة ..
- المرأة أم الرجل .. أيهما أصدق فى الحب وأوفى ؟
* كلاهـما صادق إذا تـوفـر التوافـق والإنسـجام .
- وفى الكراهـية؟
* كلاهـما أيضاً أصـدق فى الكراهية .. حيث أنـهـما دائماً واتـر .. ومـوتـور ..
- هل توافـق عـلى أن وراء كـل رجـل عـظـيـم .. إمرأة تـعـذبـه ؟
* هـذا إذا كـان مـعـدن الرجل لا يـجـديـه الـطـرق الا ..وهو سـاخـن .
- سلاح المرأة مع الرجـل من وجهة نـظرك ؟
* هو الخيار الوحيد الذى تركه الرجل فى يدها ..
- وما هـو ؟
* السلاح الذى تستعمله !!
حـــــرمـــــــــان
- المرأة تـذبـل إذا فـقـدت الرجل .. الرجـل ماذا يحـدث له إذا حـرم من المرأة ؟
* يـجـف فيه نـبـض الإنسـانـيـة .. ويـصـيـبـه القحط العاطفى .. وخواء المشاعر .. ويتعاطى الحياة كما لو كان يسف نشارة الخـشـب .
- هل سبق أن شعرت بملل .. وأنت تـتـحـدث مع إمـرأة جـمـيـلـة ؟
* عـنـدما تـعـطـيـنى الإحسـاس بأننى أتحدث إلى دمـيـة فى إحـدى فـتريـنـات شـارع الجمهورية !!
- المـرأة المـثـقـفـة .. فى بـيـت الـزوجـيـة .. ماذا تـعـنى ؟
* تـعـنى إمـكانيـات إنـسجام عـالية إذا أقـر الطرفـان مبـدأ التوافـق .. وليس التطاول .. حيث يستحيل الأخير .
- متى تطلع الشعيرات البيضاء .. فلى قلبك ؟
* عنـدما يـتـضاءل إحساسى بالحب .. والحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقبل أن تغادر شهيته المفتوحة للبوح - على آخرها - أدرت دفة الحوار إلى منحى آخر .. وقلت : من هم مماليك هذا العصر كما تعتقد ؟
* هم اؤلئك الذين حولوا مقدرة العطاء إلى الأخذ فقط .. وإمكانية المشاركة للإستغلال .. وأفرغوا مفردات اللغة من مضامينها ومحتواها .
- البطل .. الديمقراطى .. الفدائى ... كيف تراهم من وجهة نظرك ؟
* البطل هو أكثر الناس عطاءاً للناس ... الديمقراطى هو الذى إستطاع أن يعالج نفسه ويصححها من عيب وخطأ تربوى وتاريخى ... أما الفدائى فهو الذى ينكر ذاته حقيقةً.
- قلت له حدثنى عن معان تنبع فى دواخلك تجاه الجمال .. الغيرة .. الحقد .. الخيانة .. الأخلاق .
* الجمال فى شىء قليل عنه كتب هـيـغـل كتاباً ... الغيرة أشواك لثمرة طيبة .. الحقد إتساخ للداخل .. الخيانة ماقلته عن الحقد بإضافة حسابات مختلفة ... الأخلاق نداء يصيح فى دواخلنا ( تماسكى هذه الأشياء.... ما حان زمان التساقط ) !!
- الخطأ الذى لا يغتـفر فى وجهة نظر مصطفى .. ما هو ؟
* ما لا أستطيع أن أجد له موقعاً فى دائرة تسامحى