( ج 19 )
سلمى بدت تتململ فى الكرسى ودايرة تقول شئ و طلع برة من بالى اسألها سبب الجية شنو واتذكر واقول ليها :
- خير انشاء الله ، اى خدمة
- خير ، وين امير
- موجود ، فى شئ
- لا دايرهو فى شغل
امير من سمع اسمو جانا داخل توشك وعامل فيها الود رسمى ويسلم بإحترام كدى لمن خلعنى ويقبّل على سلمى
- اهلاً سلمى ، جيبتى معاك الاوراق
- البت ترد بربكة وسرعة : ايوا
- خلاص تعالى ورينى ليهم
ويسوقا للمكتب وانا مفتح عيونى وخشمى ورمشة عين مافى زى الصنم بس ، وعيونى ما نزلت منهم لحدى مادخلو المكتب .
قعدوا ليهم زى عشرة دقائق وهم يوسوسوا لبعض وماسكة ليها اوراق وعملوها ظاهرة الغبى لو شافهم بعرف انو الاوراق دى تمثيلية ساى وعاملنها موضوع .
قلبى لسة ماكلنى على البت دى وخفت عليها اكتر من خوفى عليها من راجل امها ومن مرقت ناديتها وانا واقف ليها برة الباب :
- سلمى ممكن دقيقة من وكتك
امير حدر لى بعيونو والغيظ ملاهو بس عارف لو فتح قدوموا بكسرهو ليهو وقال احسن امشى واعمل فيها انو الموضوع ما هامينى عاينت فى عيونو اشوفوا مغيوظ ومهزوز ، دخلت المكتب وقلت ليها اقفلى الباب وراك .
قعدت قدامى فى الكرسى وانا على المكتب
- سلمى انا بعتبرك اختى واتمنى تفهمى الكلام البقول ليك
- وانا زاتى بعتبرك اخوى الكبير
- خلاص كان كدى اسمعى كلامى دا
- اها قول انا سامعاك
- قبل كل شئ انتى عندك مع امير شئ او علاقة غير الشغل ؟
تسكت وحسيت البت خجلت وسؤالى مفأجئ ليها واستدرك :
- المهم اعملى حسابك من امير وما يلعب بيك
- بصراحة انا ما شايفاهو بتاع لعب
رد ما كنت متوقعو كلو كلو منها ومتخيل حاتقول لى مشكور واحاول اقنعا :
- انا الولد دا عارفو كويس ، فوضجى شديد وغشاش أسالينى منو
- انت يا استاذ فاهمو غلط وانا الوحيدة الفاهماهو وعارفاهو كويس وما شفت الكلام البتقول فيهو دا
- يعنى انا كضاب !!!
- انا ماقلت انت كضاب
- المهم انا نصحتك وانتى مخيرة ويازولة بجازك
- مشكور على نصيحتك وما تخاف على انا شديدة وعارفة بسوى فى شنو ، ممكن تخيلينى امشى
- اتفضلى
حسيت البت كرهتنى من نصيحتى ليها وحسستنى انا زول متطفل وبدّخل فى امور ما بتخصنى وقريت فى عيونا انو هى ما بتتناقش فى موضوع امير دا وشكلها غرقانة غرق لدرجة انو شافتنى عدو ليها وانا بتكلم عنو بالطريقة دى وشكلو ملأ راسا بكلام عنى وصور ليها انا زول بكرهو عمى وما بدورو حسادة وغيرة ساى ، ولو ما كان فى باقى احترام قديم كان احرجتنى وقعدتنى فى مقاعدى بس البت عملت فيها كأنها ما سمعت حاجة والشئ الحيرنى امير دا بليد فى كل حاجة إلا فى نقتو مع البنات قدر يملأ رأسها كلام لمن عمى قلبها والبت بقت مرضانة بيهو – وقلت لنفسى : يازول انت عملت العليك ، تحرق تغرق ماعندى بيها شغلة مادام هى عنيدة وما راضية تسمع نصيحتى .
سلمى طلعت بهنا بعد شوية جا نى نابل امير وقال لى :
- انا ماشى البنك اورد القروش الاديتنى ليها الليلة الصباح
- وانت لسة ما وردتها ، من الصباح بتسوى فى شنو
- نسيت
- خلاص جيبا انا طالع و بوردها معاى مرة واحدة
- ويدينى القروش ويرجع المكتب
يعدى ليهو دقائق كدى ويجينى تانى رادى :
- فى حاجة ياامير
- لا لا : بس انا ماشى اودى حاجات للبيت كلمتنى بيها امى
- وامك دى كلمتك هسع
- لا لا من قبيل وماقدرت اطلع اشتريهم انت شايف انا مشغول قدر شنو
وانا عارف لا مشغول ولاحاجة وكمان انا عارفو ماعندو شغلة بمقاضى البيت ولا بدور زول يقول ليهو ناولنى موية خلى يشترى حاجات البيت بس ما بقدر اتحاجج معاهو فى حاجة زى دى واقول ليهو
- خلاص وديها سريع وماتتاخر عشان انا طالع وما بنقدر نخلى المكتب انا وانت
- كويس
ويشتت بسرعة كأنو مامصدق مكنتو تشيل كدا وخليتو لحدى ما مرق من المكتب ودور العربية واطلع برة اشوفوا ليك طبق البت سلمى وشتتوا واتارى الولد بسوى لى فى حركات وينط لى كل دقيقة عشان مواعدها يتقابلوا على الشارع وهى المسكينة راجياهو المدة دى كلها .
امير تم ليهو ساعتين وجاء داخل المكتب يقدل ساى ومبسوط :
- السلام عليكم
- حمد لله على السلامة مالك إتاخرت كدى
- يازول اسكت ساى السوق زحمة والحاجات زاتا ما بتتلقى بالساهل لفيت ليها السوق كلو
- انشاء الله لقيتا
- كيف دا كلامك
- والحاجات دى واقفة فى الشارع مش كدا
- شارع شنو
- هوووووووى يا امير انت قايلنى كيشة
سكت عاين ليى مندهش وضحك عشان عرف انو انا نقشتو وعرفتا نومتو
- اها انت تقصد سلمى ، يا اخى المسكينة دى لقيتا ليك مشحوطة فى الشارع راجية المواصلات وقلت اقدمها معاى فى طريقى
- والتقديمة دى ساعتين
- تقصد شنو ياعصام
- انت عارف قصدى واخير تبعد من البت دى ، ديل ناس فى حالهم وما تلعب بمخ البت
- يا اخى انا فاضى للحاجات دى ، دا كان زمان وين يامعلم مع العصِر دا ، وبعدين انا لو داير اجكس ما بجكس واحدة زى سلمى دى
- ماله سلمى بت حلوة ومحترمة
- اسكت ساى انت ماعارف حاجة بس
- دا كلام شنو ياامير
- يازول سلمى دى زولة لافة ساى وفاكة الدرب
- الكلام دا عيب ياامير دى عروض ناس والبت دى بعرفها زولة كويسة
- دا كان زمان
الله يلعنك يا امير خليتنى اشك فى بت الناس
فى المساء كالعادة لازم امشى اخد لي مسكن فى الكبانية الجنب البيت وصوت اريج فى التلفون ما مسكن الم بس دا مسكن كل شئ ويرد الروح ويفرق الهم ويزيل الغم وينعش الجسم ويخليهو نشيط :
- الو اريج
- اهلين عصام
- الاخبار شنو
- والله الليلة عندى ليك خبر بفرحك
- خبر شنو
- الجامعة الليلة قفلوها وقالو لناس الداخليات تفضوها سريع ، الشغلة كركبت هنا
- والله خبر حلو عشان حاشوفك وما حلو عشان بأخرك وانا ما عاوزك تتأخرى ودايرك تخلصى سرعة سرعة ونتلم على بعض
- مافى تأخير كتير كلها اسبوعين تلاتة وتفتح تانى ، بكرة بورتسودان جاك زول
من الفرحة كرعينى فى الواطة ما ثابتة وانا ماشى وسرحان لمن فوتا البيت بقادى ولو ما واحد من الجماعة قاعد قدام البيت كورك لى كان حصلت السوق وانا ما شاعر بنفسى