اشجان في بورتسودان

( ج 1)

قعدنا انا وعصام (مهندس ) وصلاح (طبيب ) نحكى عن ذكرياتنا والدنيا عيد ومتعودين كل إجازة تلمنا سوا كان فى عيد ولآ مناسبة نحكى لبعض حكاوى الدنيا الما بتنتهى وبدأ كل واحد يحكى عن نفسو وبدأ عصام والوكت عصر وجنب البحر يحكى قصتو :
انتو عارفين ياشباب انا سنة 2000 كملت الجامعة ورجعت البلد وما عارف اسوى شنو وبقيت من ضل لضل والقرف حصل خصوصاً شلة الجامعة والجكس دا كلو فقدتو وبقيت اناجى نجوم الليل براى وابوى وكت شاف قعدتى طولت ومعديها شراب جبنة مع الحاجة فى الضهرية نادانى وقال لى :
- ياولدى لبتين بتقعد كدى من ضل لضل حارس امك دى النهار كلو
- اسوى شنو ياابوى
- ابقى زى الجنيات التانيين ديل وشوف ليك شغلة إشتغلة
- والله إلا كان اسوق لى رقشة ولا اقعد لى فى بقالة
- ونحن قريناك عشان دا
- اسوى شنو شهادة الجامعة ما بدونا ليها إلا نقضى الخدمة الوطنية وكمان كما قضيناها شغل زاتو مافى وهو اصلاً مافى .
- هسة عليك الله ياولدى تعبنا دا يروح فى الفاضى ساى وصرفنا عليك انت واخوانك العدمتونا بيهو التعريفة وخليتونا نعصر على بطنا عشان تتعلموا وتبقوا ناس يروح كدا - وتجئ تقول لى رقشة وبقالة ما كان ريحتونا من زمان ودخلناكم السوق بدل الجامعة الهرتنا دى .
- ظروفنا جات كدى وزمنا بقى صعب
- شوف ياولدى قعاد فى البيت ساى زى دا ما بفيدك غير يعلمك الصعلقة والمباراة سوى خدمتك دى والله كريم بعدين
- سمح يا ابوى
وتانى يوم طوالى سفر للخرطوم واقدم مع الخريجين والقى نفسى شالونى معلم خدمة وطنية رياضيات وفيزياء فى بورتسودان وهناك وزارة التربية والتعليم بتوزعنا على المدارس وما فارقة معاى يودونى محل ما يودونى المهم افك الساجور دا وانسى قصة (سناء ) :
يخش فيهو صلاح
-يا اخى نحن ما نسينا ، موضوعك معاها الحصل فيهو شنو
- والله بقى ذكرى وماضى جميل .
-اها كدى ورينا الحصل شنو
- انتو زى ما عارفين انو البنية وراى بدفعتين والحصل انو جاها عريس جاهز وما عندو مانع تقرأ وتعرس واهلها ماصدقوا الفرصة دى وبقت تدفر فينى وتلز لى فى صاحبتا عشان اجئ اخطبا والباقى عليها بصراحة ما قدرت حتى اجئ بجنب بيتم - امشى اقول ليهم شنو ، وانا اكل فى خشمى ما قادر عليو يومى كلو وجبة بوش ولمن اضوق لحمة يجينى إسهال عشان ما متعود عليها .
-اها سويت معاها شنو ؟؟؟؟؟؟؟
قعدّتّ بت الناس فى الواطة دى وقلت ليها
- يا سناء والله انا بريديك اكتر من عيونى بس احسن تشوفى مستقبلك وخلينى انا احلى زكرى
- بس ياعصام انا ما متخيلة حياتى من دونك
- ياسناء خلينا واقعيين إنت جاك زول جاهز وما فيهو عيب وانا لسة ما تخرجت وقدامى مشوار طويل وإنتى بت ما ممكن تنتظرينى كتير وحرام على احتفظ بيك وانا ما قادر اسوى ليك شئ
- يا اخى الله كريم وربنا بفرجا وهسة ياهو انت باقى ليك شهور تتخرج وتشتغل وانا مستعدة اعيش معاك حتى لو فى راكوبة بس تكون إنت معاى
واحاول اهدئ العواطف شوية واقلب الجو لهظار :
- هسة عليك الله العاجبك فينى شنو مفلس ومقحط وجيعان عديل كدا
- تضحك وتعاين لى : وجاهتك البتكسر دى
- والله كويس خلى الوجاهة دى تفتح لينا بيت
المهم قدر ما حاولت جاى لجاى كلو كلو طريقة ليها مافى عشان تقنعنى بيها وكت يأست خلاص وفترت وحاولت وحاولت وبقيت ازوغ منا واتجنبا لحدى ما قنعت منى وعرست والحمد لله عايشة حياتها وكمان هسة عندها طفلة عسولة زيها .
واقول ليهو : هسة خلينا من سناء بتاعتك دى و ورينا بورتسودان كيف كانت معاك
- اها سافرت بورتسودان وهناك اتوزعت فى مدرسة ثانوية حقت بنات ومشيت المدرسة شايل اوراقى لمديرة المدرسة والمديرة دى خليها ساى هارشة الناس كلهم غايتو مرة زى دى ما شفتا ، مرة صعبة والله تعاين ليك ساى تخوفك وعاينت لى بصرامة كدى من فوق النظارة :
- اهلاً يااستاذ شرفتنا
- اهلاً
وامد ليها الاوراق وتقلب فيوم كدى وتنادى معلمة وتعرفنى عليها وتقول لى دى رئيسة الشعبة امشى معاها عشان توريك جدول حصصك . وتسوقنى لمكتب كدى ومن ديك اللحظة بديت شغلى فى المدرسة

يسلموووو يارائع على الموضوع

ومع تحياتي

مشكووور يالغلا

- الو ، عصام حمد لله على السلامة
- الله يسملك
- الاخبار شنو
- والله الاخبار تمام التمام ومشكلة مافى
- ابوك وافق .
- ايو وكمان فرح شديد للكلام دا وقال لى : والله عصام ولد مدردح ومخو نضيف وزول صبور و يعتمد عليهو . تضحك : اوع رأسك يكبر بس
- انتى قلت ليهو عصام قال داير يشتغل معاك ولا شنو
- طبعاً دايرنى اقول ليهو شغل عصام ، ما لازم اقول ليهو عصام كلمنى بكدا
- يازولة مافارقة المهم الواحد يشتغل وخلاص
- ياللا تقوم تجينى بكرة عشان تودعنى مادام الموضوع ظبط معاك
- اتفقنا
رغم ان الشغل الماشى عليهو ماعارف فيهو الواو الضكر بس فرحان بيهو عشان بفك الساجور والنحس وبخلينى اشم الهو شوية واجر نفس واقول : خطوة لقدام اخير من اقعد احرس لى شئ ما معروف يجئ بتين وعصفور فى اليد اخير من عشرة على الشجرة .
تانى يوم ،اريج كانت منتظرانى فى الكافتيريا وزى عادتها استقبلتنى ببسمتها الحلوة وهى اخر اناقة بالسلسل الفى رقبتها والاسورة فى المعصم مع الساعة وهى زى عادتها رايقة ورزينة وحالها دائماً يقول ياجبل مايهزك ريح من ثقتها بنفسها ، واجمل شئ فيها عيونها الحلمانة بالفرح ، شئ يخلى القلب يتراقص والدم يجرى فى العروق ويخلى الاعصاب تهدأ وبالجد نسيت معاها الدنيا وبهدلتها الشديدة لى ، وقعدة واحدة من بعد الفطور ماقمنا إلا العصر لابنشبع من الكلام ولا من النظرات ولابنمل من طول القعاد ومستعدين نقعد لتانى يوم ومانتعب ، وبعد دا اصرت إلا تعزمنى الغداء ونمشى لمطعم فاخر قريب من داخليتها ونقعد فيهو للمغرب وما خلينا شئ كلام غزل معسول وكمان ذكريات وحكاوى طفولة كل واحد فينا والمشاعر بينا منسابة رقيقة وسألتها : اريج انت العاجبك فينى شنو زول رمدان وسجمان
- شفت الكسر سناء فيك زمان دا برضو كسرنى انا وتتبسم وكمان حنيتك وحنكك الحلو دا وعقلك وكل شئ فيك عاجبنى ، إرتحت
كلاما دا زكرنى كلام سناء ايام الجامعة لمن قلت ليها انت العاجبك فينى شنو قالت لى : الوجاهة بتاعتك دى ونسيت انو انا حكيت ليها الحكاية دى وارد عليها :
- عرفنا رأى سناء ، الباقى داكلو فينى وانا ماعارف
- لييه انت هين ولا لين

ابتسم ليها ورأسى تقل واتصلب فى محلو وكان قلت لى هزو ساى مابتهز من شدة ما كبر واقول فى سرى : يازولة ما حتيتى قلبى حت وهو براهو رهيف معاك دايرة تنتهى منو مالك
وتودعنى وتقول لى : نتقابل فى بورتسودان وخلى بالك من نفسك
واقول ليها : وانت خلى بالك من نفسك وربنا يحفظك ويخليك لى