مع الايام اذكر صوت الوالد حمد ينهر خادم الله يا بت قومي وسوي لينا القهوة فتأتي خادم الله وتعاب يكاد بنهش جسمها ولكن جدي لايعرف ان للقحة علاج غير أكل القرض وشراب السمن فلا يسمح لها بالذهاب لطبيب القرية لإعتقاده ان الاطباء ما عندهم اي علاج والناس نست الفقرة البيعالجو مشت الدكاترة يا ولية ما تشوفي كسرتك وعواستك وين وكفاكي من دلع و هلع وهذه التي نتكلم عنها جأني عنها خبر قبل أيام انها طريحة سرير في المستشفى ولا ادري كيف وافق الوالد حمد على ذهابها الى الخرطوم المهم في الامر ان للوالد حمد حديث ذو معاني وشجون هفو يحدثني عن الطين وعن الأولياء والصالحين والطالحين فحديثهو خليط فيه صوت المسبحة مع صوت القزازة مع رائحة دخان السيجارة صراحي كما يبدو لي أو كان يخصني بذلك لست أدري فكلما ما زرته كان يحضر لي السيجائر ونشرب القهوة ونضحك ونسرح ونمرح ففي الأنساب يحدثني عن احمد ود الحاج مساعد ومشكلة أبونا محمد علي ود الدرويش في الطينوعن طين الحرم بت احمد تمام ووراثتها وعن البقرات والحواشة فما ينبري الا وغير مجرى الحديث عني إلى شخصي وأني كثير الشبه به وأنهو يري في طفولته وشقائه وهذا هو سر سعادته فليما لا أعز الولد ولد الولد .فكيف كان كثير التقلبات في الحياة وحتى ذلك بارز في تبديل حميره في الارس وابو الكيلك وأنهو يحب الجديد ولكنهو لمن فتر من الجري واللهث وراء الجديد وتزوج في عمره الكبير هذا بعد التسعين ورزق بالابن وثلاثة بنات رأى ان النهاية قد أتت وأنهو لا محالة مفارق ولذلك يكثر من وصيتي وأن ابنائه في ذمتي وأنهو ناوي الحج السنة دي سيبيع الطين ويسافرمجاورا مع النبي ويلحق جده الدرويش علي ويأتي سؤالي عن الحواشة ولماذا لا يبيعها لأنهو لا فائدة فيها فيقول بعد ما أموت ان شاء الله تحرقوها لكن انا حي كده ما بخليكم ويعجبوني فيه انهو متمسك لي رأيه ولا يمكن ان يتنازل عنه لأي كائن من كان فهو لا يعرف اللف والدوران وأنسان لا يعرف الحقد ولا الغش ولكنه يكره الحقارة وخاصة من أخوانه وأولادهم ويعتقد أنهم السبب في مشاكله مع زوجته "حبوبتي" ولكنه انسان طيب القلب مسامح حمودا ولا يعطي ريقه لأحد من أبنائه أو أحفاده لأعتقاده أنهو اذا عمل الشافع غلط يقوم تسبو لي أحسن تترحمو علي على تربتي بدل ما تدعو علي بغلط شافعكم. المهم أنا وهو اصحاب واخوان وأكثر من ذلك أعزه ويعزني أعزمه ويعزمني وكم من مرة دعاني وزوجتي لتناول وجبة العشاء معه فهو شخص لطيف ظريف ذو نكته سريعة الحسنة فيه لاينساها أبدا ولا ينكر جميلا لأي انسان فعلهو معه حتى لو خاصمه لا يتدخل أبدا في مشاكل أبنائه مع زوجاتهم ولكنه يكره أن يأكل منهن لقمة لأعتقاده أنهن قد يدعون عليه لأنهو أزعجهن ومع ذلك فهو يحترم أبناء أبنائه ويسلم عليهم ولا يقسو ابدا على واحد منهم وبخاصة يحب عبد الرؤوف البيعيو كما يسميه ويحبه ويلاعبه حين شراب القهوة فيعلل ذلك بأن عبد الرؤوف هذا سيكون له شأن لأنه لا يرضى النهرة ولازم ينتقم من الي بيضربو ظنك أبدولو كانت امه ونادرا ما يبكي ألا رحمك الله يا جدي وأصبح عبد الرؤوف دكتورا ولم يخب ظنك
عدل سابقا من قبل محمد قسم السيد حمد في الأحد ديسمبر 21, 2008 8:53 pm عدل 2 مرات