قمت وقعدت في طرف السرير حيّاني وقال :- كيف السمحة الليلة .
- تمام والله يا أبوي , كيفك إنت ؟ متين جيت ما حسيت بي دخلتك ؟
- هو لكن مع جنس كلام بن البادية ده تحسي بي كيفن , كدي زحي لي كدي أقعد جنبك عندي موضوع كدي عاوزك فوقه .
- موضوع شنو ده يا أبوي ؟ إن شاء الله خير .
- خير وكل الخير يابتي , أسمعي قبل يومين دق عليّ عمك الأمين من السعودية وقال عاوزك لي ولده الفاتح .
- عاوزني أنا ! إنت يا أبوي الفاتح ده مش ياهو زاتو ال كنت قعد تتكلموا عنو إنت وعمي قبل كدي وقلت قاليك عنه إنو ولد زيادة عدد ساي وما منو فايده ؟
- آي ياهو زاتو يالسمحة يا بتي , لكن عمك زاتو في كلامه قال إن شاء الله عفاف تكون هي الكتاب ال بهدي ولدي الفاتح ده .
- أها إنت قلت ليهو شنو يابوي ؟ أديتو كلمه ولا لسه ؟
- شوفي ياعفاف يابتي أنا كلمه ما أديتو , الشرع زاتو بقول نسألك الأول , وياني أنا هسع جيت وختيت الموضوع قدامك وشوفي إنتي رايك شنو .
- إنت يا أبوي بيني وبينك كدي رايك شنو , هل إنت عندك راي قاطع ولا أنا عندي كل الحرية .
- والله عفاف إنتي عارفة البيني وبين عمك الأمين , الحتة ضيقة شديد , أخاف أقول آآي يقوم الولد ده ماينستر معاك في الحالة دي ح أضيعك إنت وأفقد أخوي كمان , وكمان لو ماوافقت دي ح تكون كبيرة في حق أخوي الكبير اللي هو في مقام أبوي وإنت عارفة إنو هو ال رباني من أنا صغيّر وهو ال وقف معاي في أيام مافي زول إستحملني في الدنيا دي كلها إلا هو وأمك الغالية .
- شوف يابوي أنا ياني بتك , ووالله مابرد ليك كلمة ولو قلت تعرسني لي ود أخوك ده مابقول شي وإتأكد إني عمري ما ح أقصر رقبتك بين الناس , على العكس أخلي الناس كلهم يقولوا ياها عفاف بت إبراهيم , ف إنت شوف المناسب يا أبوي وأعمله وشيل التكشيرة دي من وشك واسأل الله يدينا خير الجاي .
قام من مكانه ومسك راسي وأداني قبله فوق الراس وقال لي :- تسلم الأم ال ربتك ياعفاف يابتي , أنا ده ماعارف عملت شنو في دنياي دي عشان الله يكافئني بي أمك ومن بعد أمك تجي إنت وأخواتك كل واحدة منكم ال تقول كدي عفاف ماشه في الواطة , قال بعدها :- شوفي وإنتي السمحة بتي أنا والله ما بظلمك , ح أقول لي أخوي الأمين موافق ونعمل لينا خطوبة لمدة كم شهر كدي وإنتى شوفي الولد ده في الفترة دي لو حسيتي ياهو "كفى الله المؤمنين القتال" , أما لو طالع الولد "تايواني" فخلي الموضوع علي أنا بعرف كيف إتكلم مع أخوي الأمين .
بعد المحادثة دي بي إسبوع جاني أبوي وأداني "موبايل" على أساس إنو ده ح يكون وسيلة الإتصال بيني وبين خطيبي "الفاتح" , تاني يوم من إستلامي الموبايل رنّ في العصرية كان المتصل عمي الأمين شكرني على الموافقة المبدئية وقال لي لو إني حسيت في أي لحظة إني مامنسجمة مع الفاتح ولدوا فأنا في حل من الخطوبة دي وأكد لي إنو زي ما الفاتح ولدوا أنا برضو بته , وقال لي أنا عارف ولدي خمله ومايع لكن يابتي دي تربية أمه ودي البيئة ال عاش وإترعرع فوقه وأنا أصريت أعرس ليهو من السودان وإنتي بالذات عشان تصلّحي العوج ال فوقو ده وصدقيني يا عفاف الولد هو كويس لكن طريقة أمه في تربيته هي ال خربته , قلت ليهو :- قول خير ياعمي وال فوقا الخير يسويها الله إن شاء الله , وهو الزول ياعمي لو ما غطا ماعونُه ال بغطي ليهو من , أنا إن شاء الله ناوية خير ومافي زول في الدنيا دي مابتعدل , بس المهم هو زاتو يكون عنده الرغبة وعاوز يغير من وضعه ويحس إنو وضعه غلط , قال لي:- ماهو أنا لازم أكون معاك صريح يابتي الزول ال متل الفاتح ده مابشوف نفسه غلط على العكس هو شايف نفسه صاح ميه في الميه , عموماً يابتي إنتو ح تتواصلوا في الفترة الجاية دي وأنا قدّرت فيك حس المسئوليه تجاه ود عمك وده إن دل إنما يدل على أصالتك وده ماغريب عليك وإنتي بت "الرضية" الرضية المره ال سودان كله ما جاب شبيه ليها ولا ح يجيب , وإنتي يابتي لو عندك ربع ال عند أمك بتكوني كاملة .
أمي "الرضية" المره البسيطة الساهلة الوديعة الجميلة , الإنسانة دي رغم بساطتها لكنها من العمق والثراء ما تحتاج معاهو لأكبر علماء النفس والإجتماع لتحليل هذه الحالة ودراستها وعمل مجلدات وكتب عنها , أمي الرضية كانت عبارة عن أسطورة على الأرض تمشي , كانت عبارة عن ملك قاعد وسط البشر , كانت نوع أخر جنس أخر شكل أخر , كل الضجة والسمعة ال عملتا أمي كانت من خلال أبوي (ولعل المفارقة هنا) , المسألة كانت كما لو كانت ذلك الباب المكتوب في القرأن العظيم (باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبله العذاب) , أمي دي عاشت مع أبوي سنين خلت "الصبر" زاتو يكورك ويجري منها بعيد , أبوي الهين اللين هسع ده عنده ماضي (الله لا أعادة) كان فوقه سكران,رمدان,حيران,مشكلجي وبتاع نسوان , أها كل الأفات المتراكمة فوق بعض دي عاشت معاهم أمي من عمرها أكتر من عشرة سنوات أعادت فيهم سنين نوح وصبر أيوب وقصة يوسف , ماعاوزة أدخل في التفاصيل كتير لكن حالة أبوي وقتها لخصها عمي الأمين في يوم كان بتناقش فيهو مع أبوي لمن دقّ أمي في واحدة من مرّاته الكتيرة , كنت أنا بره وسمعتهم جوة الأوضة وهو بقول ليهو (والله يا أبراهيم يا أخوي الشيطان زاتو إستغفر ربه من عمايلك دي , وتجي هسع أخرتها تقول لي عاوز أطلق الرضية والله يا إبراهيم لو طلقت الرضية دي إنت لا أخوي ولا بعرفك , المره دي ياخي سوت ليك شنو , إختشي عليك الله ماكفاية متحملاك ومتحملا بلاويك , كله يوم جايها شكل يوم جاي سكران ومره مطعون ومره ضاربنك بي فاس ومره ضارب ليك واحد بي عكاز , ياخي نحن أخوانك ملينا وزهجنا وهي دي من يوم ما جبتها من أهلها لا إشتكت لا كلت لا ملت وماسكة ليك أولادك مربياهم ليك تربية ناس الحلة كلهم بحسدوك عليها , تجي هسع تقول لي عاوز أطلقها , ولّا أقول ليك طلقها أحسن عشان تمشي تجيب ليك واحدة من بتاعات المرايس ديلك لمن تجيها بي حالتك دي تمسكك تديك بالعكاز في نص راصك ده يمكن يتعدل , مش زي الرضية , حليلا الرضية ال بتمسكك وتحممك وتغسلك وتريحك وترقدك في السرير تصحى الصباح بني أدم بعد ما دخلت عليها شيطان رجيم) , المهم مرت الأيام وإستمر أبوي زي ماهو يخت كورة المريسة عشان مايرفع كباية العرقي وكم مرق من البيت يا جا داقي يا مدقوق , وإستمرت أمي في تجسيد تلك اللوحة النادرة في هذا الزمن الإغبر , بذكّر وأنا صغيرة كيف كان خالاتي وحبوبتي يجو ويقيلوا معانا اليوم بي كاملة وكانوا كلهم يتكلموا بي لسان واحد (أمرقي سيبي البيت وخللي السكران الرمدان ده وأولاده) كانت تبتسم لهم بسمة كانت مزيج من سخرية وعطف ورضا وحنان ولسان حلها يقول (إنني أنظر بعين الله وهو يقول لي سيكون الغد أحلى وأجمل) , وقد كان بالفعل فسبحان الذي بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشآء , حكاية توبة أبوي بدت بمأساة إنتهت خير نهاية , في واحده من قعدات السكر بتاعته إضارب مع واحد فما كان من الزول داك إلا إستل سكين وطعن أبوي في صدره يمكن سته طعنات , اليوم داك قلنا خلاص أبوي لو قريب يكون عند ناس منكر ونكير هناك , الحلة كلها إتلمت في المستشفى ناس يقولوا الزول حي وناس يقولوا مات , أمي لمتني أنا وأخوي "الأمين" وحضنتنا عليها وبدت تبكي بي حرقة كأنها بكت شبابا ال ضيعتو في إنتظار السراب , في اللحظات ديك جا عمي "الأمين" وقال ليها أبراهيم حي يا الرضية والدكاترة قالوا بيعيش , أبت تدخل عليهو شالتنا ورجعت بينا البيت ومن لحظتا ديك لغاية تاني يوم الصباح عيونا دي ما بطّلت بكا , تاني يوم من الصباح بدري ساقتني أنا وأخوي بعد ماعملت الشاي ومشينا على المستشفى , وقفت قدام السرير وعيونا كانت جمرة نار عديل وقال ليهو (أسمع يا أبراهيم دي أنا وديل أولادك نحن الأربعة وخامسنا إلا الله بس والكلام ال ح أقولوا ده ما ح أقيف تاني قدامك وأكرره مرة تاني يعني هو واحد يا أخدته يا خليته , أول شي ما دايرة أفتح عليك باب بتاع مَن أوقول عملت ليك وصبرت عليك ووو , كل العملته أنا عملتو عشان أنا مقدرة إنك راجلي وأبو أولادي وعيبك هو عيبي والشي بجرحك بجرحني أنا فبل ما يجرحك , قبل كده ياما نصحتك تخلي السكة ال إنت ماشي فوقها دي ال ما خلت ليك قريب ولا حبيب حتى أخوانك أولاد أمك وأبوك مابقى منّم إلا الطيّب أبو قلب كبير أخوك الأمين , ده كله بحصل قدام عيني وأنا بقول لي نفسي مدي حبل الصبر والجزا عند الله قدام ماعندك ولا عند غيرك , ما خليت لي شي يا إبراهيم ضرب ضربتني إهانة أهنتني وأسواء من ذلك جرحتني في أعز ما أملك بي كلامك السافر وإنت سكران عن النسوان وال عملته معاهم , شلت ده كله جواي وقلت لي نفسي واحد من إتنين يا إما تقتلني الحسرة أكون شهيدة عند الله أو ربنا يهديك ونرجع نعيش كأسرة عيشة كريمة زي بقيت خلق الله , وهسع الظاهر إنو خلاص يا إبراهيم ياأخوي حبال الصبر بتاعتي كلها إتقطّعت عشان كده أقول ليك هي كلمة وما ح أتنيها , عاوز ترجع البيت زيك زي أي راجل محترم ونعيش مرحبابك أنا والله لسه مشترياك , قلت لا , عاوز ترجع للسجم بتاعك ده بقول ليك الله يهديك أنا خلاص إنتظار الليالي والقلق عليك , إنت وين وبتعمل في شنو وح تجيني كيف وح تعمل فوقي شنو ؟ كل ده خلاص قفلتو للأبد وما عندي إستعداد أفتحة تاني نهائياً , إلتفتت بعدها وسألته :- أها قولك شنو)
قال أبي وهو يحاول أن يخفي دموعه :- يالرضية ربنا قال (عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) , الكلام القلتي إنتي هسع ده أنا كله قلتو لي نفسي أمبارح بليل وإتخذت قراري خلاص "ابراهيم" بتاع السنين الفاتت ديك كلها مات أمبارح خلاص , القدامك ده إبراهيم تاني إتولد من جديد وصدقيني يالرضية لو قعدت إشتغل ليك خدّام باقي عمري كله أنا ما ح أقدر أرجع جزو من جزو من فضلك عليّ , إن شاء الله ياالرضية أقولها ليك وأنا صادق أنا تاني حياتي دي مافيها إلا إنتي والأولاد والله يقدرني أعوضكم كل الفات , أمي بكت مره تاني وإرتمت على أبوي وإحتضنته بحنان وحب كان بقدر كل الأسى المآسي العاشتم معاهو السنين الفاتت , أنا كمان بكيت والأمين بكى لكنها كانت أخر بكية لينا فمن داك الصباح "المبروك" ونحن بيتنا حاله إنقلب وأبوي بقى عبارة عن "اُبوّه" على الأرض تمشي .
معليش على التخريمة دي لكن كان لابد منها حتى أسلط الضؤ على بيئتي وتنشئتي فديل هم كانو سلاحي في معركتي المصيرية الراجيني قدام , فكوني كبيرت البيت ده كان ليهو أكبر الأثر بالطبع , فالبكر ما دايماً "عوقة" زي إعتدنا القول لكن البكر في الغالب يكون عنده روح القيادة وثقته بي نفسه بتكون أكتر ومقدرته على تحمل المسئوليات والتصدي للعقبات بكون أكبر , وبالنسبة لي أنا على وجه الخصوص ما بقدر أقول إنو ماضي أبوي ما أثر فوقي نهائياً , أثر فوقي وحسيت في كتير من المرات إنو وجود أبوي بجرح كرامتي وإنو (يعني أبوي) حاجة كده أنا بخجل منها , لكن أمي قدرت في كتير من اللحظات تعيد لي التوازن وتفهمني وضعية أبوي بالطريقة ال كانت بتتوافق مع عمري ومع تفكيري , وبي كده قدرت تستخلص الشربات من وسط كل الفسيخ داك , تعامل أمي مع أبوي وهو في حالات لا يمكن وصفها زرع فوقي المبداء بتاع "التعامل مع الأخر مهما كانت وضعيته" , تصرفات أبوي اللامسئولة إستطاعت أمي أن تصيغا لي شعراً "إنو مافي زول كامل حتى لو كان أبوك" , يمكن ديل كانوا أهم مبدئين إتعلمتهم وهم بالفعل نفعوني وجعلوا من شخصتي عموماً "من النوع الذي يُبرر للأخر أو فلنق يعترف بالأخر" , وسبحان الله كنت في كتير من الأحيان لمن أقعد مع نفسي أقول ليها كأن الحصل ده كله كان مقدمة أو تهيئة لي حكايتي مع الفاتح ود عمي ويللا تعالوا بعد كده نشوف الحكاية شنو وبدت كيف؟ وإنتهت كيف؟ .
نفس اليوم ال كلمني فوقو عمي الأمين , بليل وأنا نايمة أسمع ليك صوت الجوال برن , في البداية قلت ما أرد وصهينته فعلاً خليتو دقّ لمن سكت , كم دقيقة كده ودقّ مره تاني , أختي الوسطانية "عفراء" قعدت تطنطن في سريرا من هناك بي صوت أغلبه كان نايم وقالت :- يافوفو عليك ردي على جوالك ده يا إمه أقفليو وريحينا من الإزعاج ده , وهو زاته ده منو ده ال بدق في نص الليالي ده .
عاينت لي الساعة لقيتا "إتناشر ونص" بليل , جريت الموبايل علي ورديت بي صوت مش نايم كان بيحلم عديل :- الو .
رد من هناك :- ألو مين معاي , إنتي عفاف بنت عمي إبراهيم , إيش لونك , وش أخبار عمي وكل الأهل عساكم طيبين ؟
- بسم الله الرحمن الرحيم , إنت منو يا زول إنت وداير منو ؟
- مو هادا بيت عمي "إبراهيم" , مو إنتي عفاف بنت عمي ؟
- آآي أنا عفاف , أول حاجة إنت منو ؟ وضارب من وين ؟
- كيف , ولّا ما أدري إيش لون أقول , بس صراحة أنا مضيّع مافهمت شي من اللي تحكيه .
قمت ليك "رررب" فقلت الخط وقفلت ليك الجوال وواصلت نومتي زي ال ماحصل شي , الصباح وأثناء قعدت الشاي قامت عفراء نخست ليك الموضوع :- تعالي إنتي يافوفو أمبارح الداقي عليك نص الليل ده منو وعاوز شنو .
قلت ليها :- والله كويس ذكرتيني أنا قايلا الموضوع حلم كدي أمشي جيبي الجوال أنا قفلتو أمبارح ال نشوف الزول الدقة علي ده من وين .
قالت لي :- لكن هو قال ليك شنو سامعاك بتقولي آآي أنا عفاف .
قلت :- والله ياعفورة , مافهمت منو أي شي دقّ وقعد يرطن لي رطانة كدي لا عرفتها عربي لا عرفتها عجمي وبيني وبينك أنا كنت هلكانة ومافوقي حيل أخد ولا أدي , قمت قفلت ليك الجوال في وشو وأديته نومه .
لمن جا أبوي أمي حكت ليهو الحصل , عاوز يموت من الضحك عديل وقال لي :- أصلوا الناس ديل متعودين على السهر في السعودية الساعة "إتناشر" دي عندهم زي سبعة عندنا , هو المسكين قايل حالنا متل حالهم , لكن مافي مشكلة أنا بكلم أخوي الأمين أخلي يوضح ليهو الصورة .
صراحة مسألة التوقيت والوقت دي مشّيتا ولقيت ليهو بدل العذر مليون , لكن الشي الخوفني وقلقني هو الكلام المتل كلام الطير في الباقير ده "الحل فوقو شنو !!!" , قلت لي نفسي أول الخطوات أصعبها والوضع ما ح يستمر كده أكيد هو ح يتفهم ويصلح عوجة اللسان الفوقو دي , بعد ساعة كدي دقّ علي عمي الأمين سبقته ضحكته قبل السلام وقال لي معليش يابتي "المفعوص" ده قايل الناس كلهم زيّوا كدي بساهروا للصباح , لكن أنا شرحت ليهو وفهمته الوضع كيف , قلت ليهو :- إنت تعال ياعمي هو كلامه كله كدي سعودي بس مافيهو ولا كلمة سوداني ! ده أنا غير كلمة عفاف بنت عمي دي ماسمعت أي شي الباقي رطانة عديل لمن جاني وجع أضان , تعالت ضحكات عمي من هناك وقال لي :- أها شفتي جنس كلمة وجع الأضان دي نحن عاوزينه يتعلما , خلي هو عمك زاتو إشتاق ليها خلاااص , الله ساي بس يفك غربتنا يا بتي , قلت ليهو :- إنت ياعمي ما تعال نشوف عروسة تانية من السودان هنا تفك بيها خشمك بدل نضمي البلد ديك المكتفك ده (طبعاً كنت بتكلم والسماعات مفتوحة والبيت كله قاعد) , أبوي أداها ليك ضحكة عالية وقال :- والله غايتو يا الأمين أخوي البت دي كم بقت بتجيك هناك شيل شيلتك معاها غايتو , قامت أمي صرّت لي يدها كدي فيما معناه شيلي شيلتك معاي الليلة , العصرية كدي دقّ الرقم مرة تاني (طبعاً أنا حفظت الرقم بإسم "فتوحتي" من باب التفاؤل ما أكتر) , المهم قام فتوحتي دق العصرية كدي وكنت وقتها قاعدة أخر مزاج ورواقه .