الصحبة فيها معاني سامية فهي للخير و في الخير و علي الخير، للخير دائمآ ، و في الخير و اقعآ ، و علي الخير مستقبلآ ، و قد يكون ذلك محل اتفاق من الجميع قولآ أما فعلآ فأصناف الناس تختلف...ليست الصحبة ان تجد صاحبك علي الشر فتتركه ولا تنهاه مخافة زعله عليك او جرح احساسه كلا ينبغي مناصحته في لطف ... و ليست الصحبة ان تكون في الخير وكفي بل لا بد من الاستمرار عليه و الزيادة فيه. و ليست الصحبة تهنئة و فرحآ و سرورآ و كفي بل فيها من تحمل التبعات و المشاق في سبيل جعل الآخر سعيدآ في دنياه و آخرته فيقف بجانبه في السراء و الضراء و يسد عنه حاجته ويحمله علي الخير ..تلك المعاني اخذتها من هجرة المصطفي ـ صلي الله عليه و سلم ـ حين ذهب الي بيت ابي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال .. الصحبة يا رسول الله، قال ، الصحبة، رواه البخاري ـ 2138 ـ من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ رغم ان ابا بكر ـ رضي الله عنه ـ صحب النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ منذ أن أمن به و بما جاء به ففي حادثة الأسراء و المعراج لما ذهب كفار قريش الي ابي بكر ـ رضي الله عنه ـ يقولون له.. إن صاحبك يزعم انه أسري به الي بيت المقدس ثم أصبح بين أظهارنا فقال ابو بكر ـرضي الله عنه ـ إن كان قال ذلك فقد صدق.....ولكن لمزيد من التضحية و البذل لدين الله ـ عز وجل ـ و في ذلك مزيد خير كانت الصحبة في الهجرة و الملازمة التامة لرسول الله ـ صلي الله عليه و سلم ـ و في طريق الهجرة رويت امثلة حية لهذة التضحية ..منها ترك المال والاهل و الوطن ، و منها دخوله لغار ثور قبل النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ مخافة ان يكون فيه شر فيلحقه قبل النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ و منها وضع ابوبكر ـ رضي الله عنه ـ رجله في مكان جحرآ مخافة أن يخرج منه شئ يؤذي النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ حتي ان العقرب لدغته فلم يصدر صوتآ حتي لا يزعج النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ و منها وهما في الطريق يمشي ابوبكر ـ رضي الله عنه ـ امام النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ و تارة يمشي خلفه و تارة عن يمينه و تارة عن يساره يحوط النبي ـ صلي الله عليه و سلم ـ من جميع الجهات.....تلك المعاني في الصحبة نحتاج إليها و خاصة في طلب العلم الشرعي و نشره فهل هناك اثنان اصطحبا علي حفظ كتاب الله ـ عز وجل ـ او حفظ متن من المتون متحملين تبعات ذلك . نحتاج الي تلك المعاني ف الدعوة الي الله لرفع الهمه و تفعيل الذات و الأرتقاء الي مستوي الروح وتطبيق المعاني الايمانية . هذا و الله الموفق الهادي الي سواء السبيل و صلي الله وسلم و بارك علي نبينا محمد و علي آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان الي يوم الدين و الحمد لله رب العالين...
