كان طه طفلاً صغيراً، وُلد في إحدى المستشفيات، وسط مواليد كُثر في ذلك اليوم، وطه يختلف عن أقرانه بأنه كان أجمل طفل وُلد في هذه القرية، وكل الأطفال من حوله كانوا من (الدقاشم والقشاعم)، وفي هذه المستشفى أى طفل يولد يوضع في غرفة بها جميع الأطفال الذين ولدوا في ذات اليوم، وكل منهم يُعطى رقماً محدداً موضحاً في الدفتر أنه ابن فلانة، كل الأطفال تم إعطائهم أرقامهم، إلاّ أن طه سقط سهواً.. لم يعط رقمه الخاص به!!.. وعند مرور الأطباء نهاية اليوم وجدوا طفلاً بلا رقم!! واحتاروا فيه، ابن من هذا؟!!.. ولتمييزه عن البقية أطلقوا عليه اسم (طه) مؤقتاً ريثما تحل المشكلة.
(2)
بدءوا رحلة البحث عن والدته، وبالمنطق بما أنه تبقى طفل واحد، لذا فالمرأة التي لم تسجل في الدفتر هي أمه، ولكن ما حدث هو أن كل امرأة في ذلك العنبر رأت طه أدعت أنه ابنها، وأنكرت تماماً أن المسجل في الدفتر يتبع لها، وأصرّت كل واحدة أن طه هذا ابن بطنها!! وهكذا صار لـ طه أمهات كُثُر!! واحتد النقاش بين (أمات طه) في العنبر، وتعالت الأصوات: - ده ولدي أنا .. لا لا ما ولدك !!..
وتطور الأمر فنهضن جميعهن من السراير ونسوا آلام الوضع، واشتبكن (النفساوات) في (شكلة ليها ضل)، وتطايرت (السفنجات والشباشب)، و(هاك يا لبع وزعميط شعر بين النسوان)، يتخلله بعض الخربيش بالاظافر والعض بالأسنان، تم استدعاء شرطة النجدة لتفض الاشتباك، ونُقل جميع (أمات طه) إلى قسم الشرطة، وأدخلن إلى الحراسة حتى ينظر في أمرهن، كل أهل الحلة عرفوا مشكلة (أمات طه)، وصاروا يتساءلون إذا كن كل هؤلاء النسوة هن (أمات طه)، فمن أنجب بقية الأطفال؟!!..
(3)
تصاعد الأمر، حتى عقدت لهن جلسة في المحكمة ليسمع القاضي أقوالهن، والذي حدث هو أن كل واحدة تمسكت بأن طه هو ابنها!.. وبما أنه في ذلك الزمان لم يظهر فحص فصائل الدم ولا البصمة الوراثية، لذا كان الأمر مشكلة حقيقية!.
في إحدى الجلسات في المحكمة نهضت واحدة من (أمات طه) وأبدت اقتراحاً للقاضي وقالت:
- (يا مولانا القاضي .. المشكلة دي أدينا ليها يوم واحد بس بنحلها برانا).
وبعد مشاورة الأخريات تم إجازة الطلب وأطلق سراح (أمات طه).
(4)
التي ألقت الاقتراح اجتمعت بهم وطرحت فكرة لتحل بها المشكلة نهائياً فقالت:
- (أنا عندي حل بريحنا كلنا).
أشاروا إليها بطرحه.
قالت:
- ( بما إنو كلنا مصلبطين في طه ده، وأي واحدة بتقول حقها رايكم شنو نشتري سفنجة من الدكان، ونقوم نمشى البحر الليلة العصر، ونجدع السفنجة بعيييد جوة البحر، ونعمل سباق أول واحدة بتلحق السفنجة يبقى طه حقها!!! أها رايكن شنو؟؟).
تلفتن أمات طه نحو بعضهن، وكل واحدة أدارت الفكرة في رأسها ووافقن على هذا الاقتراح، وعندما حان الميعاد شدوا الرحال إلى النيل ومعهن سفنجة مقاس حداشر، أمسكت واحدة من أمات طه بالسفنجة، وقذفتها بعيداً داخل النيل، ودخلن جميعهن الماء عوماً وراء السفنجة، كُن يقتربن والسفنجة تبتعد .. وتبتعد .. وهن يجاهدن للوصول، وفي هذه اللحظة سمع أهل الحلة بالحكاية وتدفقوا نحو النيل لردع هؤلاء المجنونات، وفي داخل النيل فجأة ظهر تمساح كبير .. إنفرد بكل واحدة على حده ... وأكلها!! نعم أكلها عديييل، وعندما حضر أهل الحلة وجدوا أن جميع (أمات طه) السبعة صرن في بطن التمساح.. ومن ديك أصبحن أمات طه مضرباً للأمثال... أما بالنسبة لـ (طه) والله ما عارف الحصل عليهو شنو بعداك
(2)
بدءوا رحلة البحث عن والدته، وبالمنطق بما أنه تبقى طفل واحد، لذا فالمرأة التي لم تسجل في الدفتر هي أمه، ولكن ما حدث هو أن كل امرأة في ذلك العنبر رأت طه أدعت أنه ابنها، وأنكرت تماماً أن المسجل في الدفتر يتبع لها، وأصرّت كل واحدة أن طه هذا ابن بطنها!! وهكذا صار لـ طه أمهات كُثُر!! واحتد النقاش بين (أمات طه) في العنبر، وتعالت الأصوات: - ده ولدي أنا .. لا لا ما ولدك !!..
وتطور الأمر فنهضن جميعهن من السراير ونسوا آلام الوضع، واشتبكن (النفساوات) في (شكلة ليها ضل)، وتطايرت (السفنجات والشباشب)، و(هاك يا لبع وزعميط شعر بين النسوان)، يتخلله بعض الخربيش بالاظافر والعض بالأسنان، تم استدعاء شرطة النجدة لتفض الاشتباك، ونُقل جميع (أمات طه) إلى قسم الشرطة، وأدخلن إلى الحراسة حتى ينظر في أمرهن، كل أهل الحلة عرفوا مشكلة (أمات طه)، وصاروا يتساءلون إذا كن كل هؤلاء النسوة هن (أمات طه)، فمن أنجب بقية الأطفال؟!!..
(3)
تصاعد الأمر، حتى عقدت لهن جلسة في المحكمة ليسمع القاضي أقوالهن، والذي حدث هو أن كل واحدة تمسكت بأن طه هو ابنها!.. وبما أنه في ذلك الزمان لم يظهر فحص فصائل الدم ولا البصمة الوراثية، لذا كان الأمر مشكلة حقيقية!.
في إحدى الجلسات في المحكمة نهضت واحدة من (أمات طه) وأبدت اقتراحاً للقاضي وقالت:
- (يا مولانا القاضي .. المشكلة دي أدينا ليها يوم واحد بس بنحلها برانا).
وبعد مشاورة الأخريات تم إجازة الطلب وأطلق سراح (أمات طه).
(4)
التي ألقت الاقتراح اجتمعت بهم وطرحت فكرة لتحل بها المشكلة نهائياً فقالت:
- (أنا عندي حل بريحنا كلنا).
أشاروا إليها بطرحه.
قالت:
- ( بما إنو كلنا مصلبطين في طه ده، وأي واحدة بتقول حقها رايكم شنو نشتري سفنجة من الدكان، ونقوم نمشى البحر الليلة العصر، ونجدع السفنجة بعيييد جوة البحر، ونعمل سباق أول واحدة بتلحق السفنجة يبقى طه حقها!!! أها رايكن شنو؟؟).
تلفتن أمات طه نحو بعضهن، وكل واحدة أدارت الفكرة في رأسها ووافقن على هذا الاقتراح، وعندما حان الميعاد شدوا الرحال إلى النيل ومعهن سفنجة مقاس حداشر، أمسكت واحدة من أمات طه بالسفنجة، وقذفتها بعيداً داخل النيل، ودخلن جميعهن الماء عوماً وراء السفنجة، كُن يقتربن والسفنجة تبتعد .. وتبتعد .. وهن يجاهدن للوصول، وفي هذه اللحظة سمع أهل الحلة بالحكاية وتدفقوا نحو النيل لردع هؤلاء المجنونات، وفي داخل النيل فجأة ظهر تمساح كبير .. إنفرد بكل واحدة على حده ... وأكلها!! نعم أكلها عديييل، وعندما حضر أهل الحلة وجدوا أن جميع (أمات طه) السبعة صرن في بطن التمساح.. ومن ديك أصبحن أمات طه مضرباً للأمثال... أما بالنسبة لـ (طه) والله ما عارف الحصل عليهو شنو بعداك