فترة
الخطوبة هي أخطر الفترات التي يمر بها الشريكان وعلي أساسها يتحدد مصير
العلاقة الزوجية فيما بعد ، ولذا يجب أن تستغل الفتاة والخجول خاصة هذه
الفترة للتعرف الجيد علي خطيبها حتى لا تتعرض البنت لمشكلة كبيرة عندما
تجد نفسها مقتحمة حياة شخص آخر غريب لا تعرف الكثير عنه ومن المفترض أنه
زوج المستقبل ، ولكن حواء بطبيعتها خجولة أحيانا تعجز عن التواصل بشكل جيد
مع بداية العلاقة مع الجنس الآخر ، فتفضل الصمت في كثير من الأحيان ولا
تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن شخصيتها.
ووصلت
إلى باب "حكي نسوان" بعض الرسائل التي تشكو راسلاتها من الخجل وعدم القدرة
على التواصل أو فتح الأحاديث التى تسهل التعارف على الطرف الآخر .
خجولة .. ماذا أقول؟
تقول
راجية رضا الله من قطر فى رسالتها : أنا فتاة مخطوبة ومشكلتي أنني أحب
خطيبي لكني لا أقدر على التحدث إليه ، فأنا خجولة لا أستطيع البوح بمشاعري
، ودائما ينتابني إحساس بأنه ليس من حقي أن أتحدث معه أو أبادله أي حديث
بالرغم من إنني لبقة جداً أمام الآخرين ، وأخاف أن يمل من صمتي أو عدم
مشاركتي له في الحديث ، بالرغم من أني عندما انفرد بنفسي أتكلم بطلاقة
فماذا افعل؟
لدي ريم طاهر نفس
المشكلة وتقول :" أتكسف جدا من خطيبي وخاصة لو قال لي كلمة حلوة واعتدت
ألا أرد عليه ، هذا الأمر يضايقه جداً ودائماً لا أستطيع أتجاوب معه "
وتطلب حل لأزمتها مع خطيبها.
أسئلة التعارف
هناك عدة أسئلة ينصحك بها خبراء علم النفس والاجتماع للتعرف على شخصية
خطيبك بطريقة مفيدة تقوي التواصل بينكما وتفتح مجال للحديث والحوار ، ولكن
انتبهي هذه المعلومات لا يكفى السؤال عنها فقط ، ولكن يمكنك استنباطها من
شريك حياتك أيضاً خلال تصرفاته وطريقة تعامله مع الآخرين خلال المواقف
المختلفة ، ولكن يظل الحوار مجال جيد للتعرف والتعود على الطرف الآخر
وإذابة اللوح الثلجي بينكما ومن هذه الأسئلة:
1- ما هي طموحاتك المستقبلية في الحياة ، وما هي الأهداف التي تتمنى أن تصل إليها ؟
هذا
السؤال يعتبر مدخل جيد للتعارف بين المخطوبين ، لأن لكل إنسان أمنية في
حياته يسعى لتحقيقها في جميع المجالات "الاجتماعي - الديني - الأسري أو
المجال العلمي والعملي" وهنا يمكنك اكتشاف الرؤية المستقبلية للطرف الآخر
، وكلما كانت الرؤية واضحة كلما قل الخلاف بين الزوجين في المستقبل وخاصة
إذا ما كانت الرؤية بعيداً عن الوهم.
2- ما هي فكرتك عن معنى الزواج ؟
خطوة
بخطوة يصبح التعارف بين الطرفين أكثر وأقوي، وهنا يجب أن يتعرف الطرفين عن
تصورات الآخر عن الزواج ، فمعرفة مفهوم الزواج عند الطرفين والحوار عن هذا
الأمر يساعد على الاستقرار الأسري مستقبلاً.
3- ما هي الصفات التي تحب أن تتوافر في شريك حياتك؟
من
الأفضل أن يعبر الإنسان عن مشاعره وما يحب وما يكره وأجمل من ذلك كله أن
يكون مثل هذا الحوار قبل الزواج بين المخطوبين ، حتى يستطيع كل طرف أن
يحكم على الطرف الآخر إذا كان يناسبه وقريب من ميوله و هواياته على سبيل
المثال "ما هي أكثر الأشياء المحببة أو المكروهة " ،"وكيف تتصرف
حيالها"..وغيرها .
4-هل تتمنى أن يرزقنا الله فى السنة الأولي من الزواج بطفل ؟
قد
يعتقد البعض أن هذا السؤال ثانوي ، ولكن يؤكد خبراء علم الاجتماع أن هناك
حالات عديدة من الطلاق والتفكك حدثت فى كثير من الأسر بسبب هذا الموضوع ،
لاسيما إذا بدأ أهل الزوج أو الزوجة يضغطون على الزوجين في موضوع الإنجاب
، ولكن على الزوجين أن يتفقا فيما بينهما على هذا الموضوع، حتى لا يكون
سبباً من أسباب المشاكل الزوجية في المستقبل .
5-هل تعاني من أمراض وراثية أو مشكلات خلقية ؟
إخفاء
هذه الأمور تهدد استقرار الحياة الزوجية ، لذا يجب أن تكون هناك مصارحة
بنوع المرض إن وجد ، صحيح أن الصراحة في هذا الأمر قد تؤثر على اتخاذ قرار
الزواج ، ولكن إخفاء المرض على الطرف الأخر يعتبر من الغش في العقد فلا بد
أن يكون ذلك واضحاً بين الطرفين سواء كان به عاهة مستديمة أو مرض جلدي
معين أو مرض السكر أو غيرها من الأمراض الوراثية ، واترك للطرف الآخر حرية
القرار.
6- هل أنت شخصية اجتماعية بطبعك أم انطوائي لا تهوى المخالطة ؟ ومن هم أقرب أصدقائك ؟
تبرز
العلاقات الاجتماعية جوانب خفية من شخصية الإنسان، ويا حبذا إن كان شريك
حياتك شخصية اجتماعية مرحة يألف ويؤلف ، يحب الآخرين ويتفاعل معهم عند
التعارف ، لذا يفضل أن يكون الطرف الآخر على دراية بالنواحي الاجتماعية
لشريكه كمعرفة أصدقائه وقوة علاقته بهم، وهل هو من النوع الاجتماعي أو
الانطوائي.
7- إلى أي مدى علاقتك وطيدة بوالديك وأقارب ؟
هذه العلاقات خاصة ، ويمكن اكتشافها بدون أى سؤال وتظهر من طريقة تعامل
خطيبك مع والديه وأقاربه ، وهذا الأمر في غاية الأهمية لأن الزواج ليس
عقداً بين شخصين وإنما هو ارتباط عائلتين فالزوج لن يعيش مع زوجته بمفرده
منقطعاً عن العالم من حوله ، وإنما سيعيشان معاً وكلما كان خطيبك باراً
بأهله كلما بارك الله في هذا الزواج ، وكتب لكِ التوفيق مع إنسان خلوق دمث
الخلق وسيعاملك بالمثل.
8- كيف تقضي أوقات فراغك ، وما هي هواياتك المفضلة؟
مع
الوقت والاقتراب من الطرف الآخر سيكون الحديث أكثر سلاسة وسهولة ، وستجدين
أن قرار اختيار الموضوعات أسهل وأيسر ، ويمكنك في هذه المرحلة معرفة ما
يحب الطرف الآخر من هوايات ، وماذا يعمل في وقت فراغه ، فكل هذه الأمور
دليل على شخصيته ومعيار طموحه وأهدافه في الحياة ونظرته لمستقبله وشخصيته.
9- هل لديك أي نشاط خيري أو تطوعي ؟
مثل
هذه الأنشطة تعكس علاقة خطيبك بربه ، خاصة إذا خصص جزءاً من وقته بالعمل
الخيري بأشكاله المختلفة وذلك من خلال تقديم عمل إنمائي أو مساعدة أو حضور
مجالس الخير والاستفادة منها ، اشتراكه فى هذه الأنشطة يجدد الحياة
الزوجية ويقوي العلاقة بينكما لأن السعي وراء هذه الأعمال له هدف واحد وهو
مرضاة الله .
10- كيف تتصرف إذا تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الزوجية؟
هذا
السؤال هام جداً ليتعرف كل واحد منكما على الأخر واكتشاف مدى حساسيته تجاه
تدخل الآخرين فى حياته ، وهى وسيلة جيدة لمعرفة وجهة نظره في الأمر ، ووضع
بعض القواعد الأساسية لبناء المستقبل دون تدخلات الآخرين ، والاتفاق على
سياسة في التعامل وطريقه حل الخلاف.
تكلم حتى أراك
ويشير الدكتور "رمضان حافظ" فى كتابه "كيف تسعدين زوجك وتحافظين عليه" إلى
أن هناك بعض الأمور أثناء فترة الخطوبة يمكنك أن تتجنبي بها الصدمات بعد
الزواج ، والذكية هي من تعرف مفتاح التعامل مع الزوج في جميع حالاته.
وأوضح
أن من الممكن أن يتفق كل عروسين علي قواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق
يشمل كل ما يثري الحياة ويوفر المتعة على أن يحترم كل شريك شريكه ويشعره
بقيمته ويقلل مخالفاته وسوء معاملاته ويوقع الطرفان علي الوثيقة برضاء
كامل، وقد تضاف بنود جديدة وتحذف أخري المهم أن يظل النظام قائماً
والاحترام متواصلاً.
وقبل أن تقع
الفأس في الرأس، عليك أن تستميتي في فهم خطيبك جيداً ، حاولي أن تسحبيه
إلى عالمك، واعرفي ما يحبه ويكرهه ، اتبعي معه مبدأ تكلم حتى أراك ،
أدخليه في مناقشات عديدة وحيوية في شتى مجالات الحياة وخاصة حياتكما معاً؛
ولأن الطبع يغلب التطبع ستكشفين شخصيته بسهولة، وما دمتِ على البر ستحددين
دون ضغوط إن كان هذا الشخص يصلح شريك لحياتك أم لا .[/b][/size][/size]