منذ ان تفتحت مداركي وانا مولود بقرية تبعد من الخرطوم العاصمة 65 كيلو اري ابي ياتي من الحقل منتصف النهار مجهد يتفصد عرقا زرات التراب عالقة علي تجاعيد وجهه المتعب يحمل معاوله متسخ الثياب يجتهد ليوفر بالكاد لقمه عيشنا ونحن ثمانية اخوة امي ايضا لم تعي بعد مخاطر عدم تحديد النسل وشظف العيش لم اكن حينها ادرك ان نتيجه اجهاده هي سياسات فاشله وعلاقة انتاج هشه مابين الحكومة او الحكومات المتعاقبة والمزارع بمشروع الجزيرة منذ نشاته ومنذ ان كان جل ثماره وقطنه يذهب الي مصانع لانكشير سمعت كثيرا من جدي ومن ابي ان الوضع في زمن الاستعمار كان افضل من الان ومن قبله وان الانجليز اكثر عدلا خلق هذا الحديث في مخيلتي تناقض ارق مضجعي مابين استحسان عهد الاستعمار والذين يلعنون الاستعمار واثاره السالبة كنت غضا لم افهم اللعبة السياسية بعد , وتنقصني مهارة المقارنه والتحليل
تزحف السنين الدراسية وانتقل من مرحلة لمرحلة طعامي ذرة ولوبيا وفول مصري من انتاجنا وقمح يزرعه ابي وجدي – واقف بجانب اخي الاكبر علي طوابير الخبر اري الناس تتعارك – مثلما فشلت الحكومات العسكرية كعهد كل الحكم العسكري في افريقيا- يفشل عسكري بحلته الخضراء في تنظيم صفوف الخبز – تغلق المخابز لان حصة الدقيق نفذت – نعود ناكل اللوبيا محاصيل لسد الغذاء – ليست محاصيل نقدية – اسمع ان امريكيا تاتي بالقمح لجياع العالم الديباجات باللغة الانجليزية لم اري ديباجة عربية – ارتال من الدواب والحمير تحمل نساء واطفال عجاف وشيوخ – تقتحم الجزيرة الامطار شحت في مناطقهم مثلما شحت في الجزيرة انهم يفرون الينا – في العام 83 تبدلت الاشياء –امريكيا ترسل البواخر محملة بالقمح – مرة اخري – تتناقض الاشياء وتتداخل في مخيلتي –انهم يهتمون بلاطفال الجياع– اذا لماذا ننظر اليهم كقتله من الذين يرسلون القمح والمواد الغذائية اهم الشعب الامريكي ام الحكومة الامريكية – ريغن اسم وقتها يردده الجميع ويدعون له بالخير والجنه من هو ؟ الخرطوم تنتفض الشوارع تمتلي بالشعب يهتفون ضد العسكر ومن قبل انتفضوا ضد العسكر وفهمت بعد نضوج عقلي ان التجربة الديمقرطة فشلت للمرة الالف- والعسكر يفشلون للمرة المليون – لماذا لم نستوعب الدروس –لماذا لم نتعلم من الشعوب الديمقراطية المتحررة - مثلما حلم ابي وجدي بتعليم مجاني وعلاج مجاني احلم انا الان ويحلم اطفالي – شباب يموت في احراش الجنوب ومن ارسلهم لهذا النهاية يقف الان ليعتزر للفئة الاخري – انتقاص لمفهوم الشهادة عقديا -كان ينتظر منهم الكثير لكن ابي لجدي عاش في وئام مع اخوته الجنوبين اهدوه في رحلته الي الجنوب بالمراكب الخشبية ريش نعام وابنوس واهداهم كل الحب
. الشمال والجنوب الان تنفصم عراهم – تنعدم الثقة بين شعوبهم – انها اللعبة القذرة والسياسة – وابي مازال يصارع وعلاقة الانتاج بين المزارع والحكومة مازالت هشه الماء يجري في نيلين وزرع ابي هشيم تزروه الرياح – عطشي اراضيهم - ليس من قله المياه ولكن سوء ادارة – البلهارسيا تتفشي بين المزارعين وابي ياخذ نصيب الاسد من الامراض هي ايضا سياسة الدولة - لم يجد ابي العلاج انا واخوتي عاجزين علي ان نوفر مصلا للملاريا –او لدغة عقرب – اخي الاكبر 5 سنوات عاطل بلا عمل مثله الاف قذفتهم الجامعات للشارع والمهن الهامشية وسياسة الدولة في التوظيف – صفر – اسمع في اجهزة الاعلام –عن توفير فرص وظيفة ولكن لمن -اخي الاكبر يذهب – ويملاء ا استمارات التوظيف ويعود ادراجه للقرية – ثم يعاود العام القادم لا شي الا ان استمارات التوظيف ذات خانتين اخريين يجب ملاأهما – كم دخل رب الاسرة –صفر- هل انت اكبر اخوتك –نعم – هل تعاني من امراض مزمنه –لا –هل الوالدة علي قيد الحياة نعم – ماهي مساهماتها في البيت –صفر – هل لك اخوة –نعم – هل تشارك في العمل الاجتماعي – نعم – جمعيات منظمات – نعم – لا- نعم –صفر – صفر –
ها انا اشد الرحال – تخرجت مثلما تخرج اخي – لم يضيع حلمي اتشبث بحباله احمل شهادة البكلاريوس – واتكلم لغة اخري غير العربية – جيد جدا ان لم اكن ممتازا- قال ابي لن ادعك تخوض تجربة اخيك – لن ادع الامراض النفسية تجد طريقا اليك مثل اخيك – والدتك لديها مصوغات ذهبية تدخرها ليوم اسود حالك ليس كسائر الايام – وبعض ابقار هزال – كان الثمن بخسا اني في قوم يبخسون اشياء الناس خاصة اذا كان الامر ملحا كانت دراهم معدودة بالكاد تكفي لاوراق السفر والجواز والسماسرة – وانا في بلد سماسرته اكثر من طوب الارض – ودعدت امي وابي واخوتي بكيت كان لم ابك من قبل – ووعدهم باصلاح الحال – زرفت امي دمعتين – ضغط ابي علي رسغي وقال لي شد حيلك –
ها انا احط في بلاد عربية – بلاد نفط – المباني والارصفة والناس يختلفون احمل همي وهم اسرتي وشهاداتي – واحمل حلمي – وفيزا – كان الحظ عاثرا – ذهبت ابحث عن ؟؟؟؟ مع بعض اهلي واصدقائي – الذين سبقوني – وجدناه بعد جهد جهيد – نفسه عالية جباره رفض ان يصافحنا اشار الينا بالجلوس – لم ادري حينها من صلف هذا ام غرور – ام جهل – لاشك انها الاخيرة - انا ؟ علي؟ اتيت من؟ احمل شهادة بكلاريوس من جامعة؟ لم اسمع بها ومن قال لك اني اريد شهادة بكلاروس حتي انه نطقها خطا – ثم ضم السبابة والابهام –وقال هدول الي يبغون عملا التفتنا جمعيا الي جهة اشارته – عشرون شاه اويزيد – ينتظرونني – واعطيك 800 ؟؟؟ - كان الصدمة قوية ولكن تحملتها – اشار اهلي نعطيك 1000 اعطيه حريته ليبحث عن عمل انه يحمل شهادات عليا – وقفت كثيرا عند ( حريته ) هانذا بعد اسبوع مستعبد وباوراق رسميه – تقتلني الحاجة في بلدي ويقتلني الاستعباد في بلد عربي شقيق –
مرة اخري – تتناقض الاشياء في مخيلتي وتتداخل المشاهد – ولكن انا الان قادر علي التحليل –المنطقي علاقة الانتاج والراسمال – والاستثمارالجبان – العرض والطلب – التضخم – سوء استخدام الموارد – الفقر – البطالة – الميزان التجاري العلاقات التجارية – الميزة النسبية للمورد – الصادرالوارد – التكامل التجاري – العملة المحلية مقابل ؟ زيادة سعر البرميل – سلاح المياه – الحرب – الاقتصادية – الخ الخ
كان هذا نتاج طبيعي لدراسة جامعية 4 سنوات لفهم المتغيرات الدولية – اقتصادية – سياسيا – اجتماعيا – وفهم ان الشعوب بعيدا جدا من بعضها ثقافيا – متباعدة كما المشرق والمغرب والحكومات متقاربة علي الاقل برتكوليا وان القرارات تتخذ داخل القاعات الحكومية – عندما يعزف السلام الجمهوري لكل البلدين وان الرئيس الزائر ينعم بوليمة وضيافة قوامها ستين خروفا وشعبه جائع والقرارات نفسها يتخذها الرؤسا دون الرجوع لشعوبهم تتلوها اجهزة الاعلام للعلم فقط وان المقاطعة دون الرجوع لارادة الشعوب والشعوب تحتاج لبعضها ويقتلها الشوق وجمعياتها الخيرية تطارد اذا هبت لاغاثة ملهوف وتسمي ارهابية هذه هي السياسة
– والحلم يبقي والهم يبقي – والمصير والامل في سلام يرعي فيه الحمل جوار الذئب – وانا احمل املي في عيش كريم تحت رعاية كريمة وعلاج مجاني وتعليم وانشودة اطفال الرعاية الاجتماعية ترن في الاذان بحثا عن ام رؤوم واالد عطوف- وانا افهم الان انهم نتاج خلل اجتماعي بفضل دراستي خلل يسوس في كل دياري الافريقية والعربية – يسري كما النار في الحطب في انتظار من يخمده – والامل معقود السلام مع كل الشعوب – التكامل – تبادل المعرفة والعلم والمصالح الاقتصادية فلتذهب اموال بلادي في استثمار يفيد الضعفاء واموال اشقائي في زرع وفير واستغلال امثل للمورد – بعدا للحروب بعدا للبطانة السوء والمنافع الرزيلة بعدا للمتاجرة بقوت الشعوب الجياع بعدا لسفك دماء الاخرين تحت اي مسمي بعدا لتلويث عقول الشباب بعدا لاي سياسة حمقاء توردنا مورد المهالك .
تزحف السنين الدراسية وانتقل من مرحلة لمرحلة طعامي ذرة ولوبيا وفول مصري من انتاجنا وقمح يزرعه ابي وجدي – واقف بجانب اخي الاكبر علي طوابير الخبر اري الناس تتعارك – مثلما فشلت الحكومات العسكرية كعهد كل الحكم العسكري في افريقيا- يفشل عسكري بحلته الخضراء في تنظيم صفوف الخبز – تغلق المخابز لان حصة الدقيق نفذت – نعود ناكل اللوبيا محاصيل لسد الغذاء – ليست محاصيل نقدية – اسمع ان امريكيا تاتي بالقمح لجياع العالم الديباجات باللغة الانجليزية لم اري ديباجة عربية – ارتال من الدواب والحمير تحمل نساء واطفال عجاف وشيوخ – تقتحم الجزيرة الامطار شحت في مناطقهم مثلما شحت في الجزيرة انهم يفرون الينا – في العام 83 تبدلت الاشياء –امريكيا ترسل البواخر محملة بالقمح – مرة اخري – تتناقض الاشياء وتتداخل في مخيلتي –انهم يهتمون بلاطفال الجياع– اذا لماذا ننظر اليهم كقتله من الذين يرسلون القمح والمواد الغذائية اهم الشعب الامريكي ام الحكومة الامريكية – ريغن اسم وقتها يردده الجميع ويدعون له بالخير والجنه من هو ؟ الخرطوم تنتفض الشوارع تمتلي بالشعب يهتفون ضد العسكر ومن قبل انتفضوا ضد العسكر وفهمت بعد نضوج عقلي ان التجربة الديمقرطة فشلت للمرة الالف- والعسكر يفشلون للمرة المليون – لماذا لم نستوعب الدروس –لماذا لم نتعلم من الشعوب الديمقراطية المتحررة - مثلما حلم ابي وجدي بتعليم مجاني وعلاج مجاني احلم انا الان ويحلم اطفالي – شباب يموت في احراش الجنوب ومن ارسلهم لهذا النهاية يقف الان ليعتزر للفئة الاخري – انتقاص لمفهوم الشهادة عقديا -كان ينتظر منهم الكثير لكن ابي لجدي عاش في وئام مع اخوته الجنوبين اهدوه في رحلته الي الجنوب بالمراكب الخشبية ريش نعام وابنوس واهداهم كل الحب
. الشمال والجنوب الان تنفصم عراهم – تنعدم الثقة بين شعوبهم – انها اللعبة القذرة والسياسة – وابي مازال يصارع وعلاقة الانتاج بين المزارع والحكومة مازالت هشه الماء يجري في نيلين وزرع ابي هشيم تزروه الرياح – عطشي اراضيهم - ليس من قله المياه ولكن سوء ادارة – البلهارسيا تتفشي بين المزارعين وابي ياخذ نصيب الاسد من الامراض هي ايضا سياسة الدولة - لم يجد ابي العلاج انا واخوتي عاجزين علي ان نوفر مصلا للملاريا –او لدغة عقرب – اخي الاكبر 5 سنوات عاطل بلا عمل مثله الاف قذفتهم الجامعات للشارع والمهن الهامشية وسياسة الدولة في التوظيف – صفر – اسمع في اجهزة الاعلام –عن توفير فرص وظيفة ولكن لمن -اخي الاكبر يذهب – ويملاء ا استمارات التوظيف ويعود ادراجه للقرية – ثم يعاود العام القادم لا شي الا ان استمارات التوظيف ذات خانتين اخريين يجب ملاأهما – كم دخل رب الاسرة –صفر- هل انت اكبر اخوتك –نعم – هل تعاني من امراض مزمنه –لا –هل الوالدة علي قيد الحياة نعم – ماهي مساهماتها في البيت –صفر – هل لك اخوة –نعم – هل تشارك في العمل الاجتماعي – نعم – جمعيات منظمات – نعم – لا- نعم –صفر – صفر –
ها انا اشد الرحال – تخرجت مثلما تخرج اخي – لم يضيع حلمي اتشبث بحباله احمل شهادة البكلاريوس – واتكلم لغة اخري غير العربية – جيد جدا ان لم اكن ممتازا- قال ابي لن ادعك تخوض تجربة اخيك – لن ادع الامراض النفسية تجد طريقا اليك مثل اخيك – والدتك لديها مصوغات ذهبية تدخرها ليوم اسود حالك ليس كسائر الايام – وبعض ابقار هزال – كان الثمن بخسا اني في قوم يبخسون اشياء الناس خاصة اذا كان الامر ملحا كانت دراهم معدودة بالكاد تكفي لاوراق السفر والجواز والسماسرة – وانا في بلد سماسرته اكثر من طوب الارض – ودعدت امي وابي واخوتي بكيت كان لم ابك من قبل – ووعدهم باصلاح الحال – زرفت امي دمعتين – ضغط ابي علي رسغي وقال لي شد حيلك –
ها انا احط في بلاد عربية – بلاد نفط – المباني والارصفة والناس يختلفون احمل همي وهم اسرتي وشهاداتي – واحمل حلمي – وفيزا – كان الحظ عاثرا – ذهبت ابحث عن ؟؟؟؟ مع بعض اهلي واصدقائي – الذين سبقوني – وجدناه بعد جهد جهيد – نفسه عالية جباره رفض ان يصافحنا اشار الينا بالجلوس – لم ادري حينها من صلف هذا ام غرور – ام جهل – لاشك انها الاخيرة - انا ؟ علي؟ اتيت من؟ احمل شهادة بكلاريوس من جامعة؟ لم اسمع بها ومن قال لك اني اريد شهادة بكلاروس حتي انه نطقها خطا – ثم ضم السبابة والابهام –وقال هدول الي يبغون عملا التفتنا جمعيا الي جهة اشارته – عشرون شاه اويزيد – ينتظرونني – واعطيك 800 ؟؟؟ - كان الصدمة قوية ولكن تحملتها – اشار اهلي نعطيك 1000 اعطيه حريته ليبحث عن عمل انه يحمل شهادات عليا – وقفت كثيرا عند ( حريته ) هانذا بعد اسبوع مستعبد وباوراق رسميه – تقتلني الحاجة في بلدي ويقتلني الاستعباد في بلد عربي شقيق –
مرة اخري – تتناقض الاشياء في مخيلتي وتتداخل المشاهد – ولكن انا الان قادر علي التحليل –المنطقي علاقة الانتاج والراسمال – والاستثمارالجبان – العرض والطلب – التضخم – سوء استخدام الموارد – الفقر – البطالة – الميزان التجاري العلاقات التجارية – الميزة النسبية للمورد – الصادرالوارد – التكامل التجاري – العملة المحلية مقابل ؟ زيادة سعر البرميل – سلاح المياه – الحرب – الاقتصادية – الخ الخ
كان هذا نتاج طبيعي لدراسة جامعية 4 سنوات لفهم المتغيرات الدولية – اقتصادية – سياسيا – اجتماعيا – وفهم ان الشعوب بعيدا جدا من بعضها ثقافيا – متباعدة كما المشرق والمغرب والحكومات متقاربة علي الاقل برتكوليا وان القرارات تتخذ داخل القاعات الحكومية – عندما يعزف السلام الجمهوري لكل البلدين وان الرئيس الزائر ينعم بوليمة وضيافة قوامها ستين خروفا وشعبه جائع والقرارات نفسها يتخذها الرؤسا دون الرجوع لشعوبهم تتلوها اجهزة الاعلام للعلم فقط وان المقاطعة دون الرجوع لارادة الشعوب والشعوب تحتاج لبعضها ويقتلها الشوق وجمعياتها الخيرية تطارد اذا هبت لاغاثة ملهوف وتسمي ارهابية هذه هي السياسة
– والحلم يبقي والهم يبقي – والمصير والامل في سلام يرعي فيه الحمل جوار الذئب – وانا احمل املي في عيش كريم تحت رعاية كريمة وعلاج مجاني وتعليم وانشودة اطفال الرعاية الاجتماعية ترن في الاذان بحثا عن ام رؤوم واالد عطوف- وانا افهم الان انهم نتاج خلل اجتماعي بفضل دراستي خلل يسوس في كل دياري الافريقية والعربية – يسري كما النار في الحطب في انتظار من يخمده – والامل معقود السلام مع كل الشعوب – التكامل – تبادل المعرفة والعلم والمصالح الاقتصادية فلتذهب اموال بلادي في استثمار يفيد الضعفاء واموال اشقائي في زرع وفير واستغلال امثل للمورد – بعدا للحروب بعدا للبطانة السوء والمنافع الرزيلة بعدا للمتاجرة بقوت الشعوب الجياع بعدا لسفك دماء الاخرين تحت اي مسمي بعدا لتلويث عقول الشباب بعدا لاي سياسة حمقاء توردنا مورد المهالك .