بدأ الهلال مهاجما منذ البداية لادراك هدف مبكر يربك به حسابات ضيفه الانجولى وقاد الهلال عدة هجمات عن طريق طرفى الجنب واجتهد خط الوسط الهلالى فى عملية صناعة الفرص السهلة امام المرمى الانجولى بالمقابل اعتمد فريق اغسطس على دفاع المنطقة الكامل لصد الهجمات الهلالية والهجمات المرتدة واستمر هذا الوضع حتى انقضاء 20 دقيقة من عمر الشوط الاول بعد ذلك انخفض اداء خط الوسط الهلالى الامر الذى ساعد الفريق الانجولى على التقدم لتهديد مرمى الدعيع ليعتمد الهلال على اسلوب الارسال الطويل من المناطق الخلفية عن طريق مهند الطاهر ولكن سرعان ماكانت تعود لمنطقة الوسط من الدفاع الانجولى وفى الدقيقة 30 لاحت فرصة محسنة للهلال من هجمة منظمة قادها مدثر كاريكا حيث ارسل عكسية قابلها امبيلى ولكنه لم يحسن ترجمتها داخل الشباك وبعد هذه الفرصة تحسن اداء الهلال كثيرا بهجمات متوالية ساعدته على فرض اسلوبه واجبار الفريق الانجولى على التراجع ونتج عن ذلك ثماني ضربات ركنية للهلال لكنها لم تستثمر بالطريقة الصحيحة وتواصل الضغط الهلالى وحصار الانجولى فى ملعبه الخاص حتى الدقيقة 40 والتى شهدت مخالفة لصالح الهلال على راس خط ال18 لفريق اغسطس نفذها مهند الطاهر بدون تركيز فى الجزء الاخير من هذا الشوط بدأ الانجولى محاولات لفك الحصار والتقدم لتهديد مرمى الهلال ولكنها باءت بالفشل لتماسك الدفاع الهلالى بقيادة المالى المجنس ديمبا ومن جديد عاد الهلال لممارسة ضغط متواصل بفضل تحركات امبيلى وكاريكا غير ان مهند الطاهر مال قليلا للعب الاستعراضى واستمر الاداء على نحو تقدم هلالى وتراجع لفريق اغسطس لحماية شباكه مع الاعتماد على المرتدات ومن احداها شكل الانجولى خطورة على مرمى الدعيع الذى اخطأ بالخروج فى توقيت خاطىء تصدى لها المدافع ديمبا ونجح فى ابعادها وفى الدقيقة الاخيرة من الزمن المحتسب بدل الضائع الذى احتسبه الحكم الزيمبابوى 4 دقائق احتسب الحكم ضربة جزاء لصالح الهلال بعد مخالفة ارتكبت مع مدثر كاريكا داخل الصندوق واشهار البطاقة الصفراء فى وجه مدافع اغسطس غير ان لاعبي الهلال احتجوا على قرار الحكم وطالبوه بطرد المدافع بالبطاقة الحمراء باعتبار انه نال بطاقة صفراء فى الدقائق الاولى وتصدى مهند الطاهر لتنفيذ ركلة الجزاء والتى ارتدت من القائم لتضيع الفرصة وسط دهشة الجميع ليقرر الحكم اعادة تنفيذ الركلة بحجة دخول لاعبى اغسطس خط ال18 مع تنفيذ الركلة ومن جديد تقدم مهند الطاهر للتنفيذ ونجح هذه المرة فى ايداعها الشباك هدفا اول للهلال اشعل المدرجات بالنار والهتافات الداوية و احتج عليه لاعبو اغسطس لينتهى الشوط الاول بهدف وحيد فتح الشهية لتعزيزه بهدف العبور فى الشوط الثانى
وفى شوط اللعب الثانى واصل الهلال ضغطه على الفريق الانجولى لادراك الهدف الثانى مبكرا ليريح به اعصاب جماهيره فى المدرجات وبعد مرور 5 دقائق اجرى مدرب اغسطس تبديلا فى صفوف فريقه لتحسين الاداء وصد الهجمات الهلالية وتقدم الانجولى لتهديد مرمى الهلال ولاحت له فرصة من ضربة ركنية ابعدها الدفاع الهلالى ببسالة ليعود اغسطس للتراجع لحماية مرماه مع الاعتماد على المرتدات وفتح اللعب عن طريق الاطراف بتمريرات عرضية وينال علاء الدين يوسف انذارا بالبطاقة الصفراء ومن هجمة منظمة للهلال انطلق المتحرك مدثر كاريكا وارسل عكسية امام مرمى اغسطس لم يحسن امبيلى التعامل معها لتضيع فرصة للهلال ومن جديد عاد الهلال للارسال الطويل وفتح اللعب عن طريق الاطراف لفك طلاسم الدفاع الانجولى واجرى مدربه تبديلا ثانيا لتدعيم خط الدفاع حتى يتمكن من صد الهجمات الهلالية وبعد انقضاء ربع الساعة الاولى من الشوط الثانى لاحت فرصة للهلال من ضربة ركنية نفذها القائد هيثم مصطفى امام المرمى الانجولى شتتها الدفاع داخل الملعب وفى الدقيقة 19 اجرى مدرب الهلال البرازيلى التبديل الاول بخروج الطرف الايسر احمد الفاضل متاثرا بالاصابة ودفع بديلا عنه بالنيجيرى امولادى ومن هجمة منظمة للهلال صد القائم تهديفة قوية من امبيلى لتضيع فرصة هدف مؤكد بعدها سقط حارس الهلال الدعيع على الارض متاثرا بالاصابة فى راسه والتى تعرض لها فى الشوط الاول ويطالب الدعيع بالتبديل وبالفعل حل الحارس المعز محجوب بديلا عنه وسط استقبال حافل من الجماهير لعودته لحماية العرين بعد طوال غياب وكاد مهند الطاهر ان يضيف الهدف الثانى للهلال من تهديفة قوية ابعدها حارس اغسطس الى ضربة زاوية لم تستثمر ايضا وفى الجهة اليمنى للهلال تحرك سيف مساوى وقاد عدة هجمات بكرات عكسية امام المرمى الانجولى تصدى لها دفاع اغسطس وبعد مرور 25 دقيقة انحصر الاداء فى وسط الملعب ومن كرة ارسلها ديمبا من عمق الدفاع الهلالى للقائد هيثم مصطفى الذى كان مرتكزا فى الوسط لعبها بدوره على الطائر عالية لامبيلى الذى استلمها من منتصف الملعب وتوغل بها وسط اثنين من مدافعى اغسطس وواصل اختراقه حتى وجد نفسه فى مواجهة حارس اغسطس ليودعها بذكاء فى الزواية البعيدة هدف ثانٍ للهلال فى الدقيقة 30 اشعل المدرجات وفتح الباب امام الهلال للتحليق فى دور المجموعات ليشهر الحكم البطاقة الصفراء فى وجه امبيلى بعد خلعه الفانلة احتفالا بهدف العبور للهلال وكاد مهند الطاهر ان يضيف الهدف الثالث للهلال من تهديفة قوية ارتدت من القائم بعد ذلك اجرى مدرب الهلال تبديلا قضى بخروج هيثم مصطفى صاحب تمريرة هدف العبور ودخول حمودة بشير فى منطقة الوسط وتقلد عمر بخيت شارة القيادة فى الملعب خلفا للبرنس وتواصل المد الهلالى من كل الجبهات مع حصار محكم على الفريق الانجولى فى ملعبه الخاص الذى حاول جاهدا فك الحصار الهلالى ولاحت له فرصة من مخالفة فى وضع جيد ولكنها نفذت بعيدا عن الشباك والمباراة تلفظ الانفاس الاخيرة احتج لاعبو الفريق الانجولى فى وجه الحكم الزيمبابوى فى محاولة منهم للتاثير على قراراته وجماهير الهلال تحتفل فى المدرجات فى انتظار صافرة النهاية فرحا بالتاهل لدور المجموعات للمرة الثالثة على التوالى فكانت اجمل لوحة فى مدرجات استاد المريخ بالاعلام الزرقاء والبيضاء ليعلن الحكم صافرة النهاية وتاهل الهلال لدور المجموعات بفوز مستحق بهدفين رائعين ويحتفل نجوم الهلال فى الملعب والجماهير فى المدرجات والتى غادرت الاستاد فى مسيرات فرح هادرة جابت شوارع العاصمة وهى تتغنى باسماء ابطال الهلال الذين رسموا الفرح والابتسامة فى وجوه الجماهير التى احتشدت منذ وقت مبكر باستاد المريخ فكانت اروع ملحمة كروية فى تاريخ الهلال الحديث تضاف لسجله الحافل بالانتصارات فى مسابقة ابطال افريقيا التى خبر الهلال دروبها بصولات وجولات ظلت عالقة بالاذهان
انتهى الدرس الذى قدمه ابطال الهلال بالامس فى ابهى صورة اكدت قوة الاصرار والعزيمة السودانية وحلق الموج الازرق جوار شقيقه الاحمر الوهاج فى دور الكبار لاول مرة فى تاريخ الكرة السودانية كانجاز جديد اكد الطفرة التى حدثت للكرة السودانية فى السنوات الاخيرة ليصبح السودان ممثلا بفريقين فى دور مجموعات ابطال افريقيا مثله مثل نيجيريا التى اطاح ممثلاها بحامل اللقب الاهلى المصرى ووصيفه القطن الكاميرونى فى اكبر مفاجأة فى المسابقة الافريقية
تاهل الهلال وعاشت جماهيره اروع اللحظات وسكبت دموع الفرح . فالانجاز تحقق بعد جهد وعمل مدروس من مجلس الادارة بقيادة الارباب صلاح ادريس الذى رابط الليل بالنهار وهو يتابع اعداد فريقه فى الملعب والمعسكر حتى يتحقق الفوز بهدفين نظيفين والتاهل لدور المجموعات وقد كان له ما اراد ولم يخذله فتية الهلال الذين عاهدوه على التاهل ومواصلة المشوار مع الكبار
التحية لابطال الهلال وجماهير الموج الازرق التى لم تبخل على معشوقها بالمساندة والمؤازرة فى مشهد تاريخى لم تشهده الملاعب الافريقية