منتديات السديرة
أنت غير مسجل لدينا . للتسجيل اضغط على زر التسجيل


منتديات السديرة
أنت غير مسجل لدينا . للتسجيل اضغط على زر التسجيل

منتديات السديرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات السديرةدخول

descriptionدكان ود البصير ( حكايات سودانية ) Emptyدكان ود البصير ( حكايات سودانية )

more_horiz
هو اشهر دكان في التاريخ السوداني المعاصر دكان من الزمن الجميل ياتيك ريحه عبر هنا امدرمان فترتاح النفس لسماع حكاياته الجميلة بلغتنا العامية البسيطة ، داكان ود البصير هنا في منتديات سنار غير لانه ينقل حكاوي السودانين بالقلم لا بالصوت ، محاولة جديدة لفتح افاق ارحب للقصة والحكاوي عبر هذه المساحة اتمنى ان اوفق في وضع القصص والحكاوي التي تفيد القاري ويجد فيها المتعة التي نبحث عنها كقراء واعضاء ..

حكاية رجل لم يركب سيارة في حياته ...
ينتعل عطا حذاءه البالي في الصباح الباكر ويضرب في الارض على غير هدى في اغلب الاحيان ، يتأبط قلباً وصفة بأنه لا يحقد فيه على أحد ولم يحدث ان تشاجر مع احد طوال سنواته الثمانين ، تحتضن يديه وذهنه ( خبرات ) ومهارات حرفية فائقة من عمله في السباكة والنجارة والحدادة واعمال البناء وفي السكة حديد والصحة ، عطا صديق ، الكهل الثمانيني يمتلك قوة بدنية هائلة ، احتفظ بها رغم تقدم السنوات ، مكنته من ممارسة ( حوامته ) المحببة الي نفسه كما يقول فهو لم يمتطي دابة منذ العام ( 46) ويحكي عن ذلك :
- كنت بشتغل في عربية اللحمة في مدينة عطبرة واذكر ان جوادي سواري استعصى ترويضه على الجميع وقالوا ما يقدر عليها الا عطا وفعلاً جابوني للجواد ، واستطعت ترويضه والذهاب به الي النيل والرجوع به وعندما كنت راجعا جفل الجواد عند إحدى البوابات ورماني من فوقه ، ومنذ ذلك الحين لم امتطي دابة او عربة ، عطا يتميز بالمعرفة الدقيقة لتاريخ لامتزاجه بكثير من البيئات السودانية ويقول انه ومنذ قدومه الي الخرطوم في منتصف الاربعينات يقضي كل مشاويره على رجليه اللتين لم يصيبهما الوهن رغم تقدم عمره الي ما فوق الثمانين ، سألناه عن السبب تقاعده عن النساء وعدم زواجه حتى الان فرمي بعينية الغائرتين اللتين لم يشكوا الضعف والعمش الي البعيد وهو يقول :
- انا في حياتي كانت عندي سبعة علاقات حب وكل واحدة كنت بطلق عليها لقب ابتداء من ذات الشامة ، ومرجوع القلب ، وبتاع الوفاء ، والاميرة ، وملعوبة الصدى ، والوسادة الخالية ، وكل منها قصة مختلفة عن الاخرى ، ولكن السبب الاساسي في عدم زواجي هو فشلي في الارتباط بفتاة عشقي الاول والتي وقف اهلها في طريق زواجنا ولم تراودني نفسي بعد ذلك بالتقدم للزواج حتى الان .
=========؟؟؟؟======؟؟؟؟=========؟؟؟؟========
حكايات خرفانة ...

من
أميز معالم وإشارات الخرف كثرة الكلام وحب الجدل والمغالطة في (الهينة والقاسية)، فالمسن دائما ما يحاول التحكم فيما يحدث حوله من أحداث ويظهر أنه هو المسيطر على الإمور كالأيام الخوالي.
كان الجد (سالم) ينام وحيدا في الحوش الوراني ولأنه غالبا ما يقضي نهاره نائما كان كثيرا ما يجافيه النوم ليلا، فيجلس على سريره وينشغل بحك جسمه وجمع وكرفسة الغطاء ثم فرده من جديد، وقد ينهمك في البحث بهمة وتركيز تحت المخدة ويرفع طرف المرتبة ويقوم بنفض السرير عدة مرات، وإن صدف وسألته عن مايبحث فلن تجد لديه إجابة (لأنو ما عارف روحو بفتش في شنو) المهم (حراق روح للمجروح والسلام !!).
وفي ذات ليلة استيقظ سكان البيت المجاور لهم من الخلف على هبوط ثلاثة من زوار الليل الى ساحتهم، وعندما قام شباب البيت بمطاردتهم قفزوا إلى حوش الجد (سالم)، وبينما هو جالس (يسوي في البسوي فيهو) مر من أمامه اللصوص الثلاثه وألقوا إليه بالتحية فرد عليهم في ود ( أهلا مرحب) وبعد قليل قفزخلفهم الشباب وسألوه وهم يتصايحوا في إنفعال:
عمي (سالم) .. الحرامية النطوا بي هنا .. جروا على وين؟
أجابهم في ثقة وهدوء:
حرامية شنو؟ .. نحنا صاحييين ما شفنا أيييي حاجة!!!!
طبعا صيغة الجمع في (نحنا) بتكون للتعظيم.
و من ألطف الصفات المصاحبة للخرف (تقل الأضان) و(الضهابة) وهي نسيان وعدم معرفة أقرب الأقربين، فعندما قام أبناء الحاج (عبد الماجد) بإحضاره من السافل لزيارة (عشة) إبنة شقيقه المرحوم وأبناءها في المدينة والبقاء معها لعدة أيام، سعد الأطفال ايما سعادة بزيارة الجد واحتفوا به طوال اليوم وفي (العِصير) أخبرهم برغبته في زيارة بعض معارفه من السافل الذين يقيمون غير بعيد من بيت بنت أخيه، أخذه إبنها وأوصله لمعارفه ثم عاد ولكن عندما تقدم الليل دون أن يعود ، أحست إبنة أخيه بالقلق وأرسلت بناتها للعودة بجدهم ، ولكن يبدو أن الجد بالإضافة لضعف الإرسال والإستقبال، كان يخرج تماما من الشبكة في الليل، ولذلك عندما ذهبت إليه البنات وجدنه في خير حال (مشعوق) في (ضيفة وقرعة نضيفة)، فقد قام أهل الدار بعد تعليق جلبابه على مسمار في الحائط ، قاموا بتمسيحه بزيت السمسم من (راسو لي كرعيو) و تمدد في عنقريب قد اسندوا أرجله الأربعة بالطوب لتعليته ، وتغطى بالفردة البيضاء (في أمان الله).
وعندما أخبرت البنات ربة الدار(فاطنة) عن رغبة أمهن في العودة بالجد ليبيت معها، جلست (فاطمة) بجواره وصاحت في أذنه صياحا يوقظ الأموات:
يا جدي .. ديل بنات عشة جو يسوقوك.
صاح بصوت أعلى من صوتها:
قلتي منو؟؟؟
أجابته بنفس الصوت داخل طبلة أذنه:
بنات عشة .. عشااااااااااا .. جوك دايرين يسوقوك.
قال مستدركا:
أيوااا .. بنات عشة ..
وضحك ضحكة ابانت معها (خشمو الفاضي من السنون) ثم تسائل في براءة:
عرفناهم بنات عشة .. إنتي منو؟
ضج الجميع بالضحك وأجابته صارخة:
هي أنا ما نفيسة يا جدي .. نسيتني أنا ذاتي؟
قال معتذرا:
معليش .. أنا ودّرتكم ..دايرات شنو يا بنات عشة؟
قالت نفيسة مستعملة يديها كمايكرفون على أذنه:
دايرين يسوقوك .. بتمشي معاهم .. ولا داير تبيت معانا؟
إلتفت إلى البنات وأشار لهم بيده إشارة ( أمشوا) واعقبها قائلا في حسم:
صُدوا ..صُدوا .. أمشن لي أمكن .. قولن ليها جدي بايت قبلوا وبجيك بكرة.

descriptionدكان ود البصير ( حكايات سودانية ) Emptyرد: دكان ود البصير ( حكايات سودانية )

more_horiz
(بلّة) و(أمات طه)
كيف يُفتى .. ومالك في المدينة ؟!!
بقلم الكاتبة ( منى سلمان ) منقول :

لأستاذنا (عبد المطلب الفحل) فقرة جميلة في برنامج (دنيا)، أحرص على مشاهدتها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، يشرح في كل حلقة معنى واحد من الأمثال السودانية، ولقد تلقيت الكثير من خطابات أصدقاء اللطائف من الشباب وطلاب الجامعات، يطلبون فيها منّي أن أحكي لهم عن قصص الأمثال، التي لا يعرفوا معنى أو قصص الكثير منها، وكم أسعدتني إحدى قريباتي (خريجة جامعية) عندما أخبرتني عن أنها، لأول مرة تسمع عن المثلين (الفيلة دايرة ليها رفيقة) و(منو البقدر يقول البغلة في الابريق)، وذلك عندما كتبت عنهما في ذات مرة.
ولكن ما أثار حيرة شاويشي، ما كتبه أستاذي (د. فتح العليم) في احدى مقالاته، فعندما أورد مثل (لحق أمات طه) في سياق المقال، عقّب بأنه استعمل المثل رغم أنه لا يعرف (أمات طه ديل قصّتن شنو؟) .. حقيقة عندما قرأت ذلك التعليق ضحكت كعادتي كلما قرأت احدى مقالات أستاذنا الكبير، ثم (نفضت) عيوني من الجريدة على طريقة (نفضة يد) متلقي الحجج من الأكل في نكتة (محمد موسى) (الماكلين ليها شنو؟) وقلت لنفسي:
عاد كان د. فتح العليم ما بعرف أمات طه يبقى القاعدين ليها شنو؟!
فلابد أن أتكفل بشرح قصة المثل لأستاذنا كما سمعتها من (أمّاتي)، ولكن قبل ذلك علي أن أستسمح أستاذنا (الفحل)، فلا يمكنني أن أفتي في قصة مثل و(مالك) الأمثال في المدينة.
يقال، والعهدة على حبوباتي، أنه عاش في الزمن الماضي، سبع شقيقات (أخوات لزم) ولم يكن لهن شقيق، فنشأن مترابطات متحابات كأنهن جسد واحد، إذا اشتكى منه عضوا تداعت له الاخريات بالسهر والحمى، والغريبة أن سهم (البورة) النافذ قد أصاب أؤلئك الشقيقات جميعا، ما عدا واحدة فيهن جاءها (السعد) ناقصا، لأنها بعد أن تزوجت لم تتهنى بزواجها طويلا، فقد توفى عنها زوجها بعد انجابها لابنها البكر أو (الأول والأخير) والذي أسمته (طه) ..
بعد وفاة الزوج حملت أم (طه) صغيرها، وعادت لتعيش مع أخواتها، وهكذا نشأ (طه) في غرفة (العناية المكثفة) التي بنتها حوله أمه وخالاته الستة، ولشدة تعلقهن به جميعا اعتبرت كل واحدة منهن أن طه (ود مصرانها) شخصيا، حتى أن الناس أطلقوا على الأخوات كنية (أمات طه)، لتفانيهن في خدمته وتلبة طلباته ولو كانت باستحالة (لبن الطير)، ولكن لأن (ما زاد عن حده انقلب إلى ضده) فقد ضاق (طه) زرعا بوصاية أمه وخالاته عليه، ولازمه الشعور بـ (الخنقة) من كثرة الحنان والمحبة المدلوقين عليه بدون حساب، فكان ينهيهن عن متابعته وملاحقتهن له ولكن دون جدوى، حتى أصابته (عقدة) من معايرة الناس له بدلع أماته، فحمل مخلايته سرا في ذات زهجة و(فزّ) من الحلّة بالفيها هربا من (حنانن) ..
أصاب الفزع (أمات طه) عندما علمن بخبر هروبه منهن، وأسرعن بالخروج للخلاء خلفه علّهن يتمكن من اللحاق به واقناعه بالعودة معهن، ولاستعجالهن للخروج لم يهتمن باصطحاب (دليل) أو أخذ (الزوادة) لتعينهن على السفر، ثم (تمت الناقصة) عندما ضلّن الطريق وتاهن في الخلاء لأيام حتى هلكن جميعا بسبب الجوع والعطش، فصارن مضرب مثل لفاجعة الموت الجماعي !
أما المثل الثاني الذي أود أن أورد شرحه فهو (يحلّنا الحلّه بلّه من القيد والذلّة)، فقد كتب (أبن حكايات) الصغير (أسامة جاب الدين) محاولة طريفة لتفسير قصة هذا المثل، ولكن برواية مقطوعة من عرقوب (مخّو) الممتلئ بالابداع، ذكر فيها نسبة المثل لـ (واحد مفلس) تورط بلبس جلباب أسود في توقيت خاطئ مما تسبب له في أن يتعرض للتقيد والجلد من سكان مدينته الذين حسبوا أنه (الفقر) بي ذاتو أو كما (فتل) ود جاب الدين ..
وللحقيقة فحسب رواية أمهاتي فإن (بلّه) المقصود في المثل، لم يكن يلبس جلبا أبيض أو أسود، حتى أنه ليس بسوداني من أساسو (وإن كان في ذلك قولان)، لأن (بلّه) المعني في المثل هو الصحابي الجليل سيدنا (بلال بن رباح)، حيث أن أهلنا زمان كانوا يضربون به المثل، في صبره على القيد والجلد والهوان، الذي تعرض له على أيدي كفار قريش وثباته على ايمانه وتوحيده لله، حتى أكرمه الله تعالى بـ (الحلل) عندما تقدم سيدنا (أبو بكر الصديق) بشرائه من سيده (أبو جهل) ثم أعتقه لوجه الله، ومن هنا جاء مثلنا بعد سودنة اسم (بلال) ليصير (بلّه)، ليكون معنى المثل في شكل دعاء يقول:
(يحلّنا الله سبحانه وتعالى من كُربتنا كما تكرم بحل كُربة سيدنا بلال من هوان القيد والذل).

descriptionدكان ود البصير ( حكايات سودانية ) Emptyرد: دكان ود البصير ( حكايات سودانية )

more_horiz
كلب الجيلاني !
( لمنى سلمان )
بوابة كتاب المطالعة كانت محروسة بـ (كلب عبد الجليل) الوفي، وحفظ التاريخ ذكر (كلب أهل الكهف) وبسطه لذراعيه بالوصيد، كذلك حفظت الأمثال ذكر العديد من الكلاب كـ (الكلب البريد خنّاقو) و(كلب الحر) ولا أدري ما هي العلة التي جعلته مضربا للمثل، ولكن في طفولتنا عندما يكثر الصغير من الجري هنا وهناك يقال له:
مالك بتتجارى زي كلب الحر؟!!
وأما (كلب النقاقير) فقد حكى أستاذي (د. البوني) من أنه كان يتسمع لصوت النقّارة ثم يتبعها ليقينه من أنه سوف يلقى الطعام مكان المناسبة التي ضربت فيها النقّارة، ولضرب المثل على سوء الحظ يقال: (الشقي يعضيهو الكلب في الزفة)، فقمة الشقاوة أن يختارك (كلب) من وسط الزحام دونا عن المئات من المجتمعين لحضور زفة المولد ويعضك، ولكن مقابل شقاوة ذلك الشقي فإن هناك البعض من الكلاب تشقى (في روحا) بسبب (حركات) أصحابها كحال (كلب الجيلاني).
* جلس (الجيلاني) تحت ظل المزيرة على عنقريب (هبابي) بينما رقد تحت قدميه في استمخاخ كلبه وصديقه الوفي (جرقاس) .. وضع (الجيلاني) رأسه بين يديه فقد كان يعاني من تبعات إسرافه على نفسه بالانبساط ليلة البارحة، وهاهو يجني ثمار تلك الانبساطة بعد استيقاظه صداعا حادا يكاد ينفجر معه رأسه المفلطح ..
هداه تفكيره الذي لا يزال يعاني من الضبابية وبقايا السكْرة التي لم (تفك) بعد، لأن يملأ جردل البلاستيك من ماء الزير البارد ويصبها على رأسه علّها تخخف من (النتّاحة) التي تنقر في دماغه دون رحمة، عندما مرت من أمامه زوجته (العافية) في طريقها للراكوبة .. وقفت تراقبه بدهشة وهو يملأ (الكوز) من الماء ثم يصبه فوق رأسه المتألم، ويعود ليملأه مرة أخرى و(يكشحه) فوق ظهر (جرقاس)، بينما يكتفي الكلب المسكين بزمجرة احتجاج خفيفة يقوم بعدها بالوقوف وهز جسمه بشدة فـ يتطاير منه الماء ويرش (الجيلاني) ثم يعاود الرقاد بجواره في استكانة .. ظلت (العافية) تراقب الموقف لفترة ولكن عندما (كتر) الرش على (جرقاس) أحست نحوه بالشفقة فصاحت تزجر (الجيلاني):
آآآ راجل ها .. إنتا بايتة معاك لسه ما فكّت؟ .. مالك على الكلب المسكين ده بلّيتو متل الجدادة الدقّتا المطرة ؟
وعندما لم تجد من (الجيلاني) اذنا صاغية، زجرت الكلب بـ (جر) رأفة به من البلل، قبل أن تواصل طريقها، فقام من مكانه وانطلق بعيدا عن مهوى السيول المندلقة على ظهره من كوز الموية.
لم تكن عمايل (الجيلاني) لتمنع قلب (جرقاس) الوفي من محبة (خنّاقو)، ففي مساء نفس اليوم اتخذ موقعه في الشارع واضجع جوار الباب، انتظارا لصاحبه حتى يعود من سهرته مع شلة الأنس فوق تلال الرمال على تخوم (الحِلّة) .. مرت معظم ساعات الليل على جلسته، عندما لاح شبح رجلين يمشيان في الطريق من بعيد، انتصبت اذناه الطويلتان ترصدا، ثم انتصب واقفا وبدأ في النباح .. وعلى الجانب البعيد كان الشبحين الذين لم يكونا سوى (الجيلاني) وصاحبه (نعمان)، يتبادلان المؤانسة ويستندان على بعضهما من شدة اهتزاز (الواطة) تحت أقدامهما أو هكذا خيلت لهما (الطشمة)، عندما سمعا صوت نباح (جرقاس) من بعيد، فإلتفت (الجيلاني) لـ (نعمان) وقال:
شوفني حا أخوف ليك الكلب ده كيف؟
ثم صاح حتى طغى صوته المخمور على نباح (جرقاس):
تسكت وللا هسي أجي أعضيك؟
ما أن سمع (جرقاس) صوت صاحبه حتى كف عن النباح لتبينه، أن الشبحين لم يكونا لغريبين أرادا شرا بأهل الدار، ولكن (السكرة) أوحت لـ (الجيلي) أن الكلب قد خاف منه وانقرع، فإلتفت لصاحبه وقال في زهو:
شنو ليك .. ما سكّتو؟!!
لم يكتفي (الجيلاني) عندما وصل إلى البيت ودخل بـ (وهمة) أنه قد (هرش) الكلب المسكين، فقد سولت له نفسه أن يزود عيار الهرشة حبّتين، فحمل طورية من جانب الحائط ودخل إلى الغرفة وهو ينادي على (جرقاس) الذي أسرع بالدخول خلفه، فما كان من (الجيلاني) إلا أن أغلق عليهما الباب بالمفتاح ورفع الطورية إلى أعلى رأسه، وهمّ بالاقتراب من (جرقاس) وهو حدق فيه بعينيه المحمرتين وقال بنبرة تهديد ووعيد:
عاد بتمشي مني وين؟ أنا الليلة حا أكتلك !!
فاض الكيل بـ (جرقاس) من كثرة تحمله لـ (حركات الجيلاني)، وخاصة بعد أن رأى الشر يقفز من عينيه المحمرتين، فقال في نفسه (ما بدهاش بقى) ثم كشر عن أنيابه وزام بغضب شديد، وهمّ بأن يفتك بصاحبه الذي أطارت تلك الزمجرة من رأسه السكرة !
تلفت خائفا يبحث عن مهرب فلم يجد، لأنه اغلق عليهم الباب بالمفتاح بنفسه ثم ألقاه بعيدا .. عاد ينظر لـ (جرقاس) فوجده يجد في التقدم نحوه وقد تحول لوحش كاسر فما كان من (الجيلاني) إلا أن جثا على قدميه وقال باستعطاف (يحنن):
جرقاس !! أنا ما صاحبك .. ما بتعرفني يا جرقاس؟ !!

descriptionدكان ود البصير ( حكايات سودانية ) Emptyرد: دكان ود البصير ( حكايات سودانية )

more_horiz
الثائر ودحبوبه صورة مشرقة من ناضال السودانيين ضد الاستعمار)
هو عبد القادر امام و حبوبة من ابناء الحلاوين بمنطقة وسط الجزيرة وكانت له قصة جميلة عن النضال والكفاح ضد المستعمر الانجليزي فقد ثار ضد مامور المنطقة وقاد ابناءها للثورة ضد المستعمر وقتل المامور ومن معه فكان اول من قاد النضال في المنطقة متسلحاً بارادة من لا يخشى غير الله لانه كان يؤمن بانه على حق وان الله لن يضيع اجره وقد اعتقلته الحكومة بعد ان استبسل فى المعركة وقتل مامور المركز واعوانه ، ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً عام ( 1908 )
لقد جرت محاكمة عبدا لقادر ود حبوبه في الكاملين يوم 7 مايو 1908 أمام قاضى محكمة المديرية المستر بيكوك القاضي المدني. فأثبتت عليه المحكمة جريمة قتل مستر منكريف أسكوت المفتش الإنجليزي برئاسة مديرية النيل الأزرق واليوزباشي محمد شريف مأمور المسلمية وجريمة فتنة وإثارة الحرب على حكومة السودان ، وحكمت عليه المحكمة بالإعدام ومصادرة أملاكه . وقد نفذ فيه حكم الإعدام صباح الأحد الموافق 17 مايو1908 بسوق حلة مصطفى حيث كان يقام سوق الحلاوين في ذلك الوقت ، و في يوم شنقه احضر ود حبوبه مكبلا بالحديد وقبل أن يشنق ودع أهله وأقربائه دون خوف أو وجل حيث كان ثابت القلب قوى العزيمة شجاعا بطلا لا يخاف الموت ولا يهابه ، حيث شجع أهله على الجهاد ومحاربة المستعمر وبعدها صعد إلى المشنقة وهو يهلل ويكبر ومن حوله النساء يزغردن لهذه الرجولة والشجاعة والفروسية ولقد هزّ هذا المشهد المستعمر هزا عنيفا لأنهم لم يروا شجاعة كشجاعة ودحبوبه ، ولقد دفن جثمانه الطاهر بالقرب من منطقة الحلاويين (المصدر صديق محمد احمد البادي _ لمحات من حياة عبدالقادر ود حبوبه) ولقد ذُكر إن ود حبوبه عندما منح فرصة ليطلب مايريد قال ان طلبه هو تسليم ملابسه بعد إعدامه لبنات عمه ليتأكدن انه لم يخاف أو يرجف أو يتبرز في ملابسه كما يفعل الكثير عند إعدامهم وبالفعل كان نظيفا فانطلقت الزغاريد من نساء الحلاويين .

لقد صورت لنا رقية آخت ود حبوبه مشهد المحكمة في الأبيات الآتية ...

تريد اللطام أسد الكداد الزام
هزيت البلد من اليمن للشام
سيفك للفقر قلام
*********
ديّم في التقر انصارو منزربين
بالصفا واليقين حقيقة أنصار دين
بالحرب أم طبائق قابلوا المرتيين
في وش المكن رقدوا التقول نايمين
***********
ديّم في التقر انصارو زاربنو
بعهدوا القبيل بعيسى تاهمنوا
اتلموا العمد ليهم نقر سنوا
الهوج والشرق طار المنام منوا
**********
ديّم في التقر قال العمير للسوم
القوى والضعيف من عينو طار النوم
الكفرة النجوس مابختوا من اللوم
حجرت الدرب خليت جمالهم تحوم
*********
الأسد النتر وقال الدين منصور
لمولوا الاورط جابوهم بالبابور
العمد الكبار كلامهم بقى مدحور
كم فقشت مدير وكرمت بالمأمور
***********
الأسد النتر بى جيهة الأبقار
لمولو الاورط شايلين سلاح النار
ود حبوبة قام ورتب الأنصار
في كتفيه ديك كم شبعن صقار
***********
الإعلان صدر واتلمت المخلوق
بى عيني بشوف أب رسوة طامح فوق
كان جات بالمراد واليمين مطلوق
ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق
***********
الإعلان صدر واتلمت الحلال
نصبولو السلاح واتكرنف الخيال
قدر الله الحصل و الزمان ميال
منسول من أبوك ماك ود حرام دجال
***********
بتكلم بقول بوريك شن حسبوا
نايبو السنين منّو الرجال حسبو
كل الخاصموك في الآخرة ما كسبوا
التبعوك جنود لله ما انتسبوا
***********
رضوان الإله تملأ الضريح كافور
مسك الرحمه لاح منو يلوح النور
اغفر سيئات كل من يجيك زور
في الفردوس هناك يتمنى مهما يدور

descriptionدكان ود البصير ( حكايات سودانية ) Emptyرد: دكان ود البصير ( حكايات سودانية )

more_horiz
يا سلام علي الحاجات البتفتح النفس من الصباح ومشكور عسيلاتي

descriptionدكان ود البصير ( حكايات سودانية ) Emptyرد: دكان ود البصير ( حكايات سودانية )

more_horiz
مشكور الشمالي علي المرور
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد