رحله الي قضارف الخير
--------------------------------------------------------------------------------
[=333333]>عبق الزكري
اسامة حسن محمد
رحلة الي قضارف الخير
كانت الساعة الثامنه صباحا البصات تقف في الساحة الشرقية لاستاد الخرطوم كلنا يحمل حقيبته نتعانق في شوق فقد مضي عام ويزيد منذ ان افترقنا ونحن نتخرج من جامعة الخرطوم, اعتصرنا زكريات خمس سنين بين ردهات الجامعة تخللتها مواقف طريفة لبعض الزملاء نادي منادي بان حان وقت المغادرة صوب القضارف السماء تتلبد بالغيوم ساعتان من ذمن الرحلة تمضي ثقيلة –وقفنا بالخياري لتناول وجبه غداء كانت نسائم القضارف وبدايات طبيعة المنطقة تتجلي الي النواظر رويدا رويدا انه عالم اخر من الجمال خضرة علي امتداد البصر كانت القلوب تتسابق الي ارض الخير كاننا نكتشف عالم اخر يختلف عن عالمنا –بدون ضوضاء –الارض ورائحة الطين الممزوجه بمياه الامطار تبعث رسالة صادقة بالخير الوفير حتي ان السماء تعطي بسخاء كاهل القضارف الوقت يمضي سريعا الاندهاش يسيطر علي العقول هاهي صوامع الغلال تلوح من بعيد الشمس تاذن بالمغيب تمنينا ان تمهلنا قليلا حتي ندخل القضارف لتنجلي الملامح وتزول الدهشه دخلناها وقد ابدات تلبس ثوب الليل ولكن شوارعها تبدو لنا بيضاء ناصعة مثل دواخلهم دلفنا الي ساحة مكتب التعليم بجوار وزارة المالية استقبلنا استقبال المنتصرين اثلجت صدورنا كلمة مسؤل الوزارة انذاك ولا ذالت روحه المرحة وهو يمازحنا رطبه في خاطري رغم مرور السنين وبعد تقديم الضيافة ونحن زهاء المائتان خريخ تم توزيعنا علي المدارس للمبيت واخذ قسطا من الراحه بعد عناء يوم طويل كانت الخضرةوالمناظر الخلابه رفيقنا في الطريق
رحنا في نوم عميق املنا ان نصحو علي ملامح المدينه عندما يتنفس صبح اليوم التالي وقد كان هاهي المدينه كاننا علي ميعاد منذ زمن طويل اقتحمنا ابواب الوزارة ,قائمة طويله علي البورد في صالة مصنوعة من الحصير والقش( فاتني ان اذكر ان معظم المنازل من القش –قطيه- ولكن من الداخل تحفة من الجمال والترتيب –والعافيه - التوزيع علي المدارس (مدرسه ابايو) كنت قد نطقتها بل قراتها خطأ.
ولكنني حملت حقيبتي انها رحلة قصيرة لاكتشاف معالم المدينة في الجانب الجنوبي الشرقي استمتعت بالكرم والاستقبال لتسعة ايام بلياليها قبل ان ياتيني مكتوب من الوزارة لمدير المدرسة بالتبليغ الفوري للوزارة
وان هنالك حوجة ماسة لمعلم لغة انجليزية بمدرسة حلة حكومة(سفاوة) رغم وجود الاستاذ محمد مدير المدرسة عبقري اللغة ولكنه مشغول بتاسيس المدرسة وهي في طور البناء
انعقدت حواجب الزملاء عندما ابلغتهم بالامر فقد سري كالنار في الهشيم او كخبيث الكلام ان حلة حكومه (سفاوة) منطقة شديدة القساوة وعرة المسالك والدروب تبعد ثلاثة ساعات من مدينة القضارف نحو الشرق اضافة لوجود وباء تسببه زبابةغاية في الصغر يسمي (الكلازار )نظراتهم توحي بالمواساة ,ولكن الامر عندي كان يختلف تماما
فهي فرصه اخري لسبر اغوار الولايه –دلفت الي مسؤل الوزارة وقلت له اقذف بي ماشئت فهي ضريبة للوطن عظمت ام صغرت لا بد من اداءها –حملني خطاب الي الاستاذ الامين مدير التعليم في المنطقة ولا زلت اذكر محياه وورعه (وسيماءهم في وجوههم من اثر الصلاة والعم عطا مدير تعليم الاساس –رغم طعونه في السن الا انه نشيط ويمتلك روح مرحه شبابية) اذكر في صباح ذلك اليوم ذهبت الي صومعة الغلال ذلك العملاق تمتلكك الدهشة والحيرة وانت تري خلية نحل في عمل دؤوب الاف من الاطنان تحملها الشحانات واخري تخرج لتسد رمق قوم اخرين في طول البلاد وعرضها , محطة المغادرة الي سفاوة(لوري بيدفورد ) ملامح الناس مجهده امراة وطفل ممددين فوق كومه العفش يبدوعليهم اثر المرض وانهم كانوا يتعالجون في مستشفي القضارف بعد ان (عجزت –مستشفياتهم ) امتلاء اللوري حتي فاضت جنوبه بالكاد وجدت لي مكانا وحقيبتي في مقدمة اللوري تنازل لي احدهم لمظهري الانيق انذاك والذي يفضح مهمتي دونما سوال من احدهم ولكن السماء تلبدت بالغيوم –ملت جانبا علي احدهم وسالته سؤال الجاهل بطبيعة المنطقة ماذا لو امطرت –لم يسالني من اين انت لان الرد واضح في هندامي انني غريب من ضواحي الخرطوم –اكتفي فقط (عادي قاعدين نعدي في الطريق يومين ثلاثه) - تحركت العربة بعد انين تمخر عباب الارض- شاشينا مرننا بها سريعا – السماء ارعدت وزمجرت وكل قواميس الانزار بالهطول –ساعة ونصف الساعة – الارض بدات تلين تحت اقدام اللوري وبدات سرعته تبطء تدريجيا –التمرقو تلوح تلالها من بعيد, جهد السائق حتي شارفنا القريه يقع سوقها في الناحيه الشمالية الشرقية سفح الجبل يبدو كباسط يده لتستريح عليه البيوت خشية السيول –دلفنا الي رواكيب السوق لنتقي قطرات المطر الساعة الان الثالثه بعد الظهر الشمس توارت خلف ركام السحب ولم نراها الا غد اليوم التالي افترشنا ارض السوق سارع الاهالي الينا بالمطارف والحشايا الارض رطبه من تحتنا وضعت حقيبتي تحت راسي كوسادة وجبة من العصيدة الساخنة منحتنا شئ من الدفء لم انم تلك الليلة نتقلب ذات اليمين وذات الشمال (-------------- )وزع اصحاب الخبرة( الجازولين ) اتقاء شر الباعوض – نادي منادي الفجر تحسسنا طريقنا وسط زحمة المسافرين وعابري الطريق الاجسام متعبة وانين مرضي الملاريا يشق صمت الليل –هاهي الشمس ترسل اشعتها الذهبيه من بين الحشائش واوراق الشجر والسمسم والزرة قطرات الندي العالقة تمنح نفسها لونا فضيا اخاذا –اوقدوا نيران الحطب المبتل بمياه الامطار –تناولنا الشاي والزلابيا( فكة الريق كما يقولون) دسست يدي في جيبي فوجدت ايادي اخري سبقتني الناس هنا كرماء يعطون بلا حدود مثل ارضهم –تحركنا نحو العربه –الارض لزجة جدا ترنحت كثيرا حتي امكست بموخرة اللوري وبمساعدة احدهم ارتقيت الي الاعلي اشق اكوام الحقائب الحديدية المعلقة علي الجوانب – تحركت العربه صوب سفاوة تئن اطارتها تحت وطاة الطين اللآزب وفجاءة ابطات سيرها عندما دخلت واديا مبتل نزل الجميع من علي متنها اسندوا صدورهم علي جنباتها اصوات تخرج من حناجرهم تلهب السائق وتمنحه الحماس لتجاوز الوادي الان نحن في بر الامان في الجانب الاخر ثلاثه ساعات امضيناها بين الركوب والنزول الشمس انتصفت في كبد السماء نقابل علي الطريق اناس تحمل معاولهم راجلين وعلي ظهور الدواب يلقون بالتحية عند مرور العربه بجانبهم ثم يشيرون باداة صامته الي الشرق وهذا يعني ان ثمة خطر امامكم تجاوزنا كل المطبات المائيه حتي لاحت لنا كونا زبرما عرفت فيما بعد ان كونا تعني المكان والزبرما قبائل افريقيه مستوطنة منذ القدم كغيرها من الهوسا والفلاته وام بررو غالبية سكان سفاوة اضافة للجعليين والهدندوة وغيرهم من قبائل السودان المختلفة نسيج اجتماعي او صورة مصغرة لسودان اليوم - الدرابي ممرنا بعيدا منها بقليل زرتها فيمابعد ترقد علي ضفاف نهر عطبرة طيبون حتي النخاع وكرماء بلا حدود التقيت بمجموعة منهم يعملون في التجارة في سفاوة (عباس واخيه عبد الغني )- استقبلتنا سفاوه من داخل سوقها حيث المحطة الاخيرة للوري المجهد اثار الارهاق تبدو علي ملامحنا العيون والنظرات المتفحصة تراقبنا –الاطفال نصف العرايا يتحلقون حولنا – رد علي احدهم من غير سؤال وجه احد الصبيه اصتصحبني الي ميز المعلمين قطيه من القش تتوسط صريف من القش ايضا الارض مائلة بصورة شديدة الي انينتهي بك المقام داخل القطيه وجبه من الباميه المفروكة والعصيدة اطفات جوعي عند مغيب ذلك اليوم عرفت فيما بعد ان الباميه( بتقوم بروس) لكن طعمها ومزاقها لذيذ مكثت يوما اوبعض يوم حتي استقر بي المقام بسفاوة الحياة قاسيه نوع ما ولكن ذكرياتى فيها ماذالت رطبه
المدرسه-المحلية –السوق –القهوة-بشير سمبو العم سمبو –كبيرة-استاذ عز الدين-استاذعطا- الاستاذ محمد-محي الدين- قرات له مقالا في احد الصحف قريبا-فتحي والقائمة طويلة-
كان طريق العودة بعد ثلاثة اشهر لايقل خطورة – عودت الي مدينة القضارف بعد اعلان صيانة المدرسه في سفاوة وتجهيز داخليات الطلاب والمعلمين من بقايا اخشاب مباني المنظمات التي كانت تعمل في مجال اغاثة الاجئيين الاثيوبيون سفاوة علي مرمي حجر من الجارة اثيوبيا -
كانت محطتي الثانيه بقريه الرواشدة كنت ازورها دائما في طريق عودتي الي سفاوة او من الخرطوم مرورا بام شجرة فام شجرة والرواشده واجه القضارف من الناحية الشرقيه وكنت احيانا امكث في الرواشدة اكثر من اسبوع الرواشدة محطه مهمه في رحلتي الي القضارف عندما دخلتها اول مرة احسست انني اعرف المنطقة من زمان
بل انني مولود بها يدخلون قلبك من اول وهله طيبون وكرماء- تستقبلك جدران منازلهم قبل وجوههم الصبوحه –زرتها قبل اشهر قليلة وانا قادم من ميناء بشاير فوجدتها كما تركتها البيوت الشوارع الملامح يستقبلون الضيف ويكرمونه اشد الكرم نفسي بالعودة الي القضارف والرواشدة فلهم حنين خاص
اسامه حسن محمد
--------------------------------------------------------------------------------
[=333333]>عبق الزكري
اسامة حسن محمد
رحلة الي قضارف الخير
كانت الساعة الثامنه صباحا البصات تقف في الساحة الشرقية لاستاد الخرطوم كلنا يحمل حقيبته نتعانق في شوق فقد مضي عام ويزيد منذ ان افترقنا ونحن نتخرج من جامعة الخرطوم, اعتصرنا زكريات خمس سنين بين ردهات الجامعة تخللتها مواقف طريفة لبعض الزملاء نادي منادي بان حان وقت المغادرة صوب القضارف السماء تتلبد بالغيوم ساعتان من ذمن الرحلة تمضي ثقيلة –وقفنا بالخياري لتناول وجبه غداء كانت نسائم القضارف وبدايات طبيعة المنطقة تتجلي الي النواظر رويدا رويدا انه عالم اخر من الجمال خضرة علي امتداد البصر كانت القلوب تتسابق الي ارض الخير كاننا نكتشف عالم اخر يختلف عن عالمنا –بدون ضوضاء –الارض ورائحة الطين الممزوجه بمياه الامطار تبعث رسالة صادقة بالخير الوفير حتي ان السماء تعطي بسخاء كاهل القضارف الوقت يمضي سريعا الاندهاش يسيطر علي العقول هاهي صوامع الغلال تلوح من بعيد الشمس تاذن بالمغيب تمنينا ان تمهلنا قليلا حتي ندخل القضارف لتنجلي الملامح وتزول الدهشه دخلناها وقد ابدات تلبس ثوب الليل ولكن شوارعها تبدو لنا بيضاء ناصعة مثل دواخلهم دلفنا الي ساحة مكتب التعليم بجوار وزارة المالية استقبلنا استقبال المنتصرين اثلجت صدورنا كلمة مسؤل الوزارة انذاك ولا ذالت روحه المرحة وهو يمازحنا رطبه في خاطري رغم مرور السنين وبعد تقديم الضيافة ونحن زهاء المائتان خريخ تم توزيعنا علي المدارس للمبيت واخذ قسطا من الراحه بعد عناء يوم طويل كانت الخضرةوالمناظر الخلابه رفيقنا في الطريق
رحنا في نوم عميق املنا ان نصحو علي ملامح المدينه عندما يتنفس صبح اليوم التالي وقد كان هاهي المدينه كاننا علي ميعاد منذ زمن طويل اقتحمنا ابواب الوزارة ,قائمة طويله علي البورد في صالة مصنوعة من الحصير والقش( فاتني ان اذكر ان معظم المنازل من القش –قطيه- ولكن من الداخل تحفة من الجمال والترتيب –والعافيه - التوزيع علي المدارس (مدرسه ابايو) كنت قد نطقتها بل قراتها خطأ.
ولكنني حملت حقيبتي انها رحلة قصيرة لاكتشاف معالم المدينة في الجانب الجنوبي الشرقي استمتعت بالكرم والاستقبال لتسعة ايام بلياليها قبل ان ياتيني مكتوب من الوزارة لمدير المدرسة بالتبليغ الفوري للوزارة
وان هنالك حوجة ماسة لمعلم لغة انجليزية بمدرسة حلة حكومة(سفاوة) رغم وجود الاستاذ محمد مدير المدرسة عبقري اللغة ولكنه مشغول بتاسيس المدرسة وهي في طور البناء
انعقدت حواجب الزملاء عندما ابلغتهم بالامر فقد سري كالنار في الهشيم او كخبيث الكلام ان حلة حكومه (سفاوة) منطقة شديدة القساوة وعرة المسالك والدروب تبعد ثلاثة ساعات من مدينة القضارف نحو الشرق اضافة لوجود وباء تسببه زبابةغاية في الصغر يسمي (الكلازار )نظراتهم توحي بالمواساة ,ولكن الامر عندي كان يختلف تماما
فهي فرصه اخري لسبر اغوار الولايه –دلفت الي مسؤل الوزارة وقلت له اقذف بي ماشئت فهي ضريبة للوطن عظمت ام صغرت لا بد من اداءها –حملني خطاب الي الاستاذ الامين مدير التعليم في المنطقة ولا زلت اذكر محياه وورعه (وسيماءهم في وجوههم من اثر الصلاة والعم عطا مدير تعليم الاساس –رغم طعونه في السن الا انه نشيط ويمتلك روح مرحه شبابية) اذكر في صباح ذلك اليوم ذهبت الي صومعة الغلال ذلك العملاق تمتلكك الدهشة والحيرة وانت تري خلية نحل في عمل دؤوب الاف من الاطنان تحملها الشحانات واخري تخرج لتسد رمق قوم اخرين في طول البلاد وعرضها , محطة المغادرة الي سفاوة(لوري بيدفورد ) ملامح الناس مجهده امراة وطفل ممددين فوق كومه العفش يبدوعليهم اثر المرض وانهم كانوا يتعالجون في مستشفي القضارف بعد ان (عجزت –مستشفياتهم ) امتلاء اللوري حتي فاضت جنوبه بالكاد وجدت لي مكانا وحقيبتي في مقدمة اللوري تنازل لي احدهم لمظهري الانيق انذاك والذي يفضح مهمتي دونما سوال من احدهم ولكن السماء تلبدت بالغيوم –ملت جانبا علي احدهم وسالته سؤال الجاهل بطبيعة المنطقة ماذا لو امطرت –لم يسالني من اين انت لان الرد واضح في هندامي انني غريب من ضواحي الخرطوم –اكتفي فقط (عادي قاعدين نعدي في الطريق يومين ثلاثه) - تحركت العربة بعد انين تمخر عباب الارض- شاشينا مرننا بها سريعا – السماء ارعدت وزمجرت وكل قواميس الانزار بالهطول –ساعة ونصف الساعة – الارض بدات تلين تحت اقدام اللوري وبدات سرعته تبطء تدريجيا –التمرقو تلوح تلالها من بعيد, جهد السائق حتي شارفنا القريه يقع سوقها في الناحيه الشمالية الشرقية سفح الجبل يبدو كباسط يده لتستريح عليه البيوت خشية السيول –دلفنا الي رواكيب السوق لنتقي قطرات المطر الساعة الان الثالثه بعد الظهر الشمس توارت خلف ركام السحب ولم نراها الا غد اليوم التالي افترشنا ارض السوق سارع الاهالي الينا بالمطارف والحشايا الارض رطبه من تحتنا وضعت حقيبتي تحت راسي كوسادة وجبة من العصيدة الساخنة منحتنا شئ من الدفء لم انم تلك الليلة نتقلب ذات اليمين وذات الشمال (-------------- )وزع اصحاب الخبرة( الجازولين ) اتقاء شر الباعوض – نادي منادي الفجر تحسسنا طريقنا وسط زحمة المسافرين وعابري الطريق الاجسام متعبة وانين مرضي الملاريا يشق صمت الليل –هاهي الشمس ترسل اشعتها الذهبيه من بين الحشائش واوراق الشجر والسمسم والزرة قطرات الندي العالقة تمنح نفسها لونا فضيا اخاذا –اوقدوا نيران الحطب المبتل بمياه الامطار –تناولنا الشاي والزلابيا( فكة الريق كما يقولون) دسست يدي في جيبي فوجدت ايادي اخري سبقتني الناس هنا كرماء يعطون بلا حدود مثل ارضهم –تحركنا نحو العربه –الارض لزجة جدا ترنحت كثيرا حتي امكست بموخرة اللوري وبمساعدة احدهم ارتقيت الي الاعلي اشق اكوام الحقائب الحديدية المعلقة علي الجوانب – تحركت العربه صوب سفاوة تئن اطارتها تحت وطاة الطين اللآزب وفجاءة ابطات سيرها عندما دخلت واديا مبتل نزل الجميع من علي متنها اسندوا صدورهم علي جنباتها اصوات تخرج من حناجرهم تلهب السائق وتمنحه الحماس لتجاوز الوادي الان نحن في بر الامان في الجانب الاخر ثلاثه ساعات امضيناها بين الركوب والنزول الشمس انتصفت في كبد السماء نقابل علي الطريق اناس تحمل معاولهم راجلين وعلي ظهور الدواب يلقون بالتحية عند مرور العربه بجانبهم ثم يشيرون باداة صامته الي الشرق وهذا يعني ان ثمة خطر امامكم تجاوزنا كل المطبات المائيه حتي لاحت لنا كونا زبرما عرفت فيما بعد ان كونا تعني المكان والزبرما قبائل افريقيه مستوطنة منذ القدم كغيرها من الهوسا والفلاته وام بررو غالبية سكان سفاوة اضافة للجعليين والهدندوة وغيرهم من قبائل السودان المختلفة نسيج اجتماعي او صورة مصغرة لسودان اليوم - الدرابي ممرنا بعيدا منها بقليل زرتها فيمابعد ترقد علي ضفاف نهر عطبرة طيبون حتي النخاع وكرماء بلا حدود التقيت بمجموعة منهم يعملون في التجارة في سفاوة (عباس واخيه عبد الغني )- استقبلتنا سفاوه من داخل سوقها حيث المحطة الاخيرة للوري المجهد اثار الارهاق تبدو علي ملامحنا العيون والنظرات المتفحصة تراقبنا –الاطفال نصف العرايا يتحلقون حولنا – رد علي احدهم من غير سؤال وجه احد الصبيه اصتصحبني الي ميز المعلمين قطيه من القش تتوسط صريف من القش ايضا الارض مائلة بصورة شديدة الي انينتهي بك المقام داخل القطيه وجبه من الباميه المفروكة والعصيدة اطفات جوعي عند مغيب ذلك اليوم عرفت فيما بعد ان الباميه( بتقوم بروس) لكن طعمها ومزاقها لذيذ مكثت يوما اوبعض يوم حتي استقر بي المقام بسفاوة الحياة قاسيه نوع ما ولكن ذكرياتى فيها ماذالت رطبه
المدرسه-المحلية –السوق –القهوة-بشير سمبو العم سمبو –كبيرة-استاذ عز الدين-استاذعطا- الاستاذ محمد-محي الدين- قرات له مقالا في احد الصحف قريبا-فتحي والقائمة طويلة-
كان طريق العودة بعد ثلاثة اشهر لايقل خطورة – عودت الي مدينة القضارف بعد اعلان صيانة المدرسه في سفاوة وتجهيز داخليات الطلاب والمعلمين من بقايا اخشاب مباني المنظمات التي كانت تعمل في مجال اغاثة الاجئيين الاثيوبيون سفاوة علي مرمي حجر من الجارة اثيوبيا -
كانت محطتي الثانيه بقريه الرواشدة كنت ازورها دائما في طريق عودتي الي سفاوة او من الخرطوم مرورا بام شجرة فام شجرة والرواشده واجه القضارف من الناحية الشرقيه وكنت احيانا امكث في الرواشدة اكثر من اسبوع الرواشدة محطه مهمه في رحلتي الي القضارف عندما دخلتها اول مرة احسست انني اعرف المنطقة من زمان
بل انني مولود بها يدخلون قلبك من اول وهله طيبون وكرماء- تستقبلك جدران منازلهم قبل وجوههم الصبوحه –زرتها قبل اشهر قليلة وانا قادم من ميناء بشاير فوجدتها كما تركتها البيوت الشوارع الملامح يستقبلون الضيف ويكرمونه اشد الكرم نفسي بالعودة الي القضارف والرواشدة فلهم حنين خاص
اسامه حسن محمد