إن المتصوفة أوفر الناس اقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والتخلق بأخلاقه واحياء سنته ,
وقد أوصى صلى الله عليه وآله وسلم أمته إلى أحسن الخلق فقال :
" إن من أحبكم اليّ وأقربكم مني مجالسا إلى يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ,
وإن أبغضكم اليّ وأبعدكم مني مجالسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون ,
قالوا : يا رسول الله علمنا الثرثارون المتشدقون فما المتفيقهون ؟
قال : " المتكبرون " 0
قال الواسطي : الخُلق العظيم أن لا يُخاصِم ولا ُيخَاصَم 0
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :
كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
" مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في أبنه , وتكون في الأبن ولا تكون في أبيه ,
وتكون في العبد ولا تكون في سيده , يقسمها الله تعالى لمن أراد به السعادة :
صدق الحديث , وصدق البأس , وأن لا يشبع وصاحبه وجاره جائعان , وإعطاء السائل ,
والمكافأة بالصانع , وحفظ الامانه , وصلة الرحم , والتذمم للصاحب , وإقراء الضيف , ورأسهن الحياء " 0
وسُئل صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة
قال : " تقوى الله وحسن الخلق " ,
وسُئل عن أكثر ما يُدخل الناس النار
فقال : " الغم والفرح " 0
وبسط عبد الله بن المبارك حسن الخلق فقال : هو بسط الوجه , وبذل المعروف , وكف الأذى 0
والمتصوفة راضوا نفوسهم بالمجاهدات والمكابدات حتى استجابت الى تحسين الأخلاق ,
فكم من نفوس تجيب إلى الأعمال ولا تجيب إلى الأخلاق ,
فنفوس العباد أجابت إلى الأعمال وجمحت عن الأخلاق ,
ونفوس الزهاد أجابت إلى بعض الأخلاق دون البعض ,
ونفوس الصوفية أجابت إلى الأخلاق الكريمة كلها