بعد أن أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام , وأخرج العرب من كونهم أعاريب بداة أجلاف إلى عظماء أشاوس في السلم والحرب , خرجو من جزيرتهم القاحلة وملكوا قصور الكياسرى والقياصرى وغيرهم , وبنوا حضارة كبيرة , وما أن انقضى جيل الصحابة الكرام والتابعين حتى عاد العرب أعاريباً رعاعاً كما كانوا ( ونسوا نصيباً مما ذُكِّروا به ) وكأنّما طال عليهم الأمد مع حداثة عهدهم بعهد الرسالة , لأنَّهم اتخذوا هذا القرآن مهجوراً , وخلدوا إلى الدعة واللهو على مستوى الملوك والقيادات العظمى .
فتجد فلسطين التي استعاده بن الخطاب ضاعت منهم وهم في غفلة معرضون , وما أعادها لهم إلا الأعاجم بقيادة صلاح الدين الايوبي الكردي , والأندلس التي صنعها الأعاجم بقيادة طارق بن زياد وفرسانه البرابرة , عاش فيها العرب يتصارعون فيما بينهم على الملك ( كطبيعتهم المعروفة بالأنانية ) بين يمنية وقيسية وشامية فوجد الغوط والفرنجة فرصة العمر فأخرجوهم منها وأبادي المسلمين فيها في أبشع مجازر عرفها التاريخ .
أما بغداد التي بناها الفرس المسلمون والخراسانيون وغيرهم من مسلمي الشعوب الأخرى بعلمهم وفنونهم , أول من تسبب في ضياعها هم االعرب حينما كان حكامهم يلعبون بالحمام وكرة الصولجان ويراقصون الحسان في مجالس الترف والمجون - ويحيكون المؤآمرات على بعضهم البعض , آنذاك وجد التتار فرصتهم فاجتاحوا بلاد المسلمين ودكُّوها وأحرقوا كل حضارتها وعمرانها وقتلوا مئات الآلاف بل الملايين من المسلمين - ودكوا بغداد دكاً ما عرفه التاريخ لعاصمة .
وتخاذل ولاة العرب وحكَّامهم عن التناصر وعن رد التتار عن بلادهم - حتى برز لهم من المماليك ( وهو أعجمي وليس عربي ) الظاهر بيبرس فهزم التتار في معركة فاصلة وهي عين جالوت - وهي أول معركة ينهزم فيها التتار في بلاد المسلمين - وردهم وأعاد هيبة الإسلام إلى سيرتها الأولى .
أما إذا نظرت إلى العلوم الإسلامية فستجدها إن لم يكن كلها فغالبيتها العظمى لم يصنعها العرب بل الأعاجم , بدءً من علوم الدين المختلفة انتهاءً بعلوم الدنيا المختلفة , فعلم الحديث البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وكلهم أعاجم , وفي التفسير والسيرة النبوية بن كثير والطبري والطبراني وغيرهم وكلهم أعاجم بل حتى في اللغة والتي هي لغتهم فقد برز فيها الأعاجم مثل سيبويه ووالخليل بن أحمد , وغيرهم , وفي علوم الأدب والخطابة تجد الأعاجم مثل بن المقفع والجاحظ وعبد الحميد الكاتب .
أما في علوم الطبيعة فلن تجد فيها عربياً واحدً , ففي الرياضيات تجد الرازي والخوارزمي وفي الفيزياء تجد بن الهيثم , في الكيمياء ومتعلقاتها تجد جابر بن حيان الذي هو أول من ركب حامض الكبريتيك في المعمل وأول من صنع ورقاً لا تأكله النار وأول من صنع حبراً يُقرأ في الظلام - وهو كذلك وضع 308 كتاب في الكيمياء .وفي الفيزياء والكيمياء تجد عباس بن فرناس الذي هو أول من صنع قنبلة - وكانت تسمى آنذاك بالفزع - وأول من حاول الطيران وأول من وضع رسماً تخطيطياً لمركبة تطير في الفضاء . أما في الطب فتجد بن سيناء والذي هو أول من قام بتشريح دقيق للعين وسمى أجزاءها بدقة متناهية , كما شرَّح جسم الإنسان ووضَّح أعضاءه . وقد طلت مؤلفات اابن سيناء الطبية تترجم في أوروبا وبجميع اللغات الأوروبية إلى الفرن الثامن عشر . وكذلك تجد بن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى . وكل الذين اشتهروا في الطب الإسلامي كانوا أعاجم .
وفي المجهود الحربي قام المماليك والسلاجقة والأتراك والفرس بعد دخولهم في الإسلام بتطوير نظم الجيش وتسليحه وتكتيكه , فقد أدخلوا المنجنيق الذي لم يعرفه العرب من قبل , وكذلك استعملوا الدبابة قبل أن يعرفها الغرب - وهي آلة ضخمة كانت تصنع من الخشب المتين والحبال الغليظة والجلود تتدحرج على زلاقات أشبه بالعجلات يدفعها عدد من الجنود لهدم الجدران والتحصينات وكذلك لحماية الجنود ليصلوا بها إلى بعض المواقع المهمة في المعركة . كما صنع عباس بن فرناس قوساً يرمي عشرة اسهم في دفعة واحدة . وقد أدخل الأعاجم كذلك المواد الحارقة لقصف الحصون .
وكثيرٌ وكثيرٌ من الأمجاد صنعها الأعاجم وأضاعها العرب , ومع كل ذلك تجد العرب ينسبونها إلى أنفسهم ولا يقولون حضارة الإسلام بل يقولون حضارة العرب ! فمن هم العرب بغير الإسلام ؟! قال بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن طلبنا العزة في غيره أزلنا الله . فهؤلاء العرب رعاع مافونين ولا يشبهون الحضارة , والبداوة تسري في عروقهم حتى وإن عاشوا في قلب التكنولوجيا .
هم المتخصصون في إضاعة المجد .
فتجد فلسطين التي استعاده بن الخطاب ضاعت منهم وهم في غفلة معرضون , وما أعادها لهم إلا الأعاجم بقيادة صلاح الدين الايوبي الكردي , والأندلس التي صنعها الأعاجم بقيادة طارق بن زياد وفرسانه البرابرة , عاش فيها العرب يتصارعون فيما بينهم على الملك ( كطبيعتهم المعروفة بالأنانية ) بين يمنية وقيسية وشامية فوجد الغوط والفرنجة فرصة العمر فأخرجوهم منها وأبادي المسلمين فيها في أبشع مجازر عرفها التاريخ .
أما بغداد التي بناها الفرس المسلمون والخراسانيون وغيرهم من مسلمي الشعوب الأخرى بعلمهم وفنونهم , أول من تسبب في ضياعها هم االعرب حينما كان حكامهم يلعبون بالحمام وكرة الصولجان ويراقصون الحسان في مجالس الترف والمجون - ويحيكون المؤآمرات على بعضهم البعض , آنذاك وجد التتار فرصتهم فاجتاحوا بلاد المسلمين ودكُّوها وأحرقوا كل حضارتها وعمرانها وقتلوا مئات الآلاف بل الملايين من المسلمين - ودكوا بغداد دكاً ما عرفه التاريخ لعاصمة .
وتخاذل ولاة العرب وحكَّامهم عن التناصر وعن رد التتار عن بلادهم - حتى برز لهم من المماليك ( وهو أعجمي وليس عربي ) الظاهر بيبرس فهزم التتار في معركة فاصلة وهي عين جالوت - وهي أول معركة ينهزم فيها التتار في بلاد المسلمين - وردهم وأعاد هيبة الإسلام إلى سيرتها الأولى .
أما إذا نظرت إلى العلوم الإسلامية فستجدها إن لم يكن كلها فغالبيتها العظمى لم يصنعها العرب بل الأعاجم , بدءً من علوم الدين المختلفة انتهاءً بعلوم الدنيا المختلفة , فعلم الحديث البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وكلهم أعاجم , وفي التفسير والسيرة النبوية بن كثير والطبري والطبراني وغيرهم وكلهم أعاجم بل حتى في اللغة والتي هي لغتهم فقد برز فيها الأعاجم مثل سيبويه ووالخليل بن أحمد , وغيرهم , وفي علوم الأدب والخطابة تجد الأعاجم مثل بن المقفع والجاحظ وعبد الحميد الكاتب .
أما في علوم الطبيعة فلن تجد فيها عربياً واحدً , ففي الرياضيات تجد الرازي والخوارزمي وفي الفيزياء تجد بن الهيثم , في الكيمياء ومتعلقاتها تجد جابر بن حيان الذي هو أول من ركب حامض الكبريتيك في المعمل وأول من صنع ورقاً لا تأكله النار وأول من صنع حبراً يُقرأ في الظلام - وهو كذلك وضع 308 كتاب في الكيمياء .وفي الفيزياء والكيمياء تجد عباس بن فرناس الذي هو أول من صنع قنبلة - وكانت تسمى آنذاك بالفزع - وأول من حاول الطيران وأول من وضع رسماً تخطيطياً لمركبة تطير في الفضاء . أما في الطب فتجد بن سيناء والذي هو أول من قام بتشريح دقيق للعين وسمى أجزاءها بدقة متناهية , كما شرَّح جسم الإنسان ووضَّح أعضاءه . وقد طلت مؤلفات اابن سيناء الطبية تترجم في أوروبا وبجميع اللغات الأوروبية إلى الفرن الثامن عشر . وكذلك تجد بن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى . وكل الذين اشتهروا في الطب الإسلامي كانوا أعاجم .
وفي المجهود الحربي قام المماليك والسلاجقة والأتراك والفرس بعد دخولهم في الإسلام بتطوير نظم الجيش وتسليحه وتكتيكه , فقد أدخلوا المنجنيق الذي لم يعرفه العرب من قبل , وكذلك استعملوا الدبابة قبل أن يعرفها الغرب - وهي آلة ضخمة كانت تصنع من الخشب المتين والحبال الغليظة والجلود تتدحرج على زلاقات أشبه بالعجلات يدفعها عدد من الجنود لهدم الجدران والتحصينات وكذلك لحماية الجنود ليصلوا بها إلى بعض المواقع المهمة في المعركة . كما صنع عباس بن فرناس قوساً يرمي عشرة اسهم في دفعة واحدة . وقد أدخل الأعاجم كذلك المواد الحارقة لقصف الحصون .
وكثيرٌ وكثيرٌ من الأمجاد صنعها الأعاجم وأضاعها العرب , ومع كل ذلك تجد العرب ينسبونها إلى أنفسهم ولا يقولون حضارة الإسلام بل يقولون حضارة العرب ! فمن هم العرب بغير الإسلام ؟! قال بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن طلبنا العزة في غيره أزلنا الله . فهؤلاء العرب رعاع مافونين ولا يشبهون الحضارة , والبداوة تسري في عروقهم حتى وإن عاشوا في قلب التكنولوجيا .
هم المتخصصون في إضاعة المجد .