تلقيت دعوة من أسرة عربية (جيران أهل زوجتى فى أثينا) لحفل زواج ابنتهم
الى هنا الأمر عادى ... و لكن الصدمة كانت فى أن العريس يونانى (عابد صليب
على الأقل) و العروس أمها مسلمة من قطر عربى شقيق جدا ومجاور ...
كيف حدث ذلك؟
كانت الأم فى أثينا منذ أكثر من 20 سنة مع زوجها العربى سابقا (من نفس
البلد)...سافر الزوج الى بلاده و لم يعد الى أثينا . أنجبت زوجته طفلة و
أخبرته بذلك فأنكر أبوته للطفلة و رفض تسجيلها بأسمه فى بلاده و طلق زوجته
متهما اياها بالخيانة مع اليونانى الذى كانت تعمل عنده...
ماذا حدث بعد ذلك ؟
قام اليونانى الذى تعمل عنده أم الطفلة بتبنى الطفلة و منحها اسمه و سجلها
رسميا بنتا له و منحت الطفلة و أمها الجنسية اليونانية فورا ... و سجل لها
(والدها بالتبنى) شقتين فاخرتين بأسمها و وضع لها فى رصيدها تحت وصاية
امها مبلغا ضخما من المال يكفيها حتى أحفادها... و قام أهل الثرى اليونانى
بتعميد البنت لتصبح صليبية فى الكنيسة... و مات اليونانى بعد أن أوصى أهله بمراقبة الأم و الطفلة و خصوصا فى مسألة دين الطفلة..
كبرت الطفلة و زارت بلاد امها عدة مرات و ذهبت للمساجد هناك و صلّت أحياتا
و صامت و احتفلت مع المسلمين بالأعياد و لبست الزى العربى التقليدى الحجاب
و الطرحة ...كنوع من التعرف على التقاليد ليس الا...
و لم أكن أعرف حقيقة دينها فى المرات القليلة التى التقيتها ...حتى فوجئت
بكرت الدعوة الى الزواج فى الكنيسة (اليوم 6-12-2008) فى هذا الوقت الذى
أكتب لكم هذا الموضوع هى الآن تزف الى زوجها ... و أمها مبسوطة على الآخر
...
طبعا اعتذرت عن حضور الزواج بدون تردد و تعللت بأننى مشغول ، فكرت فى أن
أتحدث مع الأم حول الموضوع قبل الزواج و لكن زوجتى العزيزة قالت لى : وفر
مجهودك ...!!!!
جلست وحدى أتأمل الموقف................و أفكر............... كيف حدث ذلك ؟
وصلت الى الآتى :
السبب بسيط و مؤلم ..... و المسؤلية معلقة فى رقاب الجميع و أولهم أمها
التى تعللت بأنها كانت فقيرة و فى غربة و مجروحة من تهمة زوجها لها
بالخيانة لذلك حاولت أن تضمن مستقبل بنتها الوحيدة ....و لذلك وافقت على
تبنى الثرى اليونانى لها حتى تعيش فى دعة و بحبوحة و لا تذوق ألم الفاقة و
المسغبة ...!!!!!
السبب هو أن مسلمى اليوم الا من رحم ربى ضعيفى الانتماء لهذا الدين ...فهم
يفهمون أن الدين لا يعدو كونه صلوات(ان وجدت) و صيام ....و ذهول عن كل شعب
الايمان و ارتباط للانسان بربه و تحقيق معنى العبادة فى محاريب الحياة
التى لا تحصى و لا تعدّ....
لقد فهمت الآن ما كان يقصده الشهيد سيد قطب رحمه الله عندما قال لمن
يغرقون فى الكتب لاستخراج الفتاوى حول شراء سيارة أو بيت من البنوك بقيمة
أكبر من قيمتها ....الخ قال لهم : ان البذور لا تستنبت فى الهواء
.....فالمجتمع اليوم مسلم بلسانه و شعائره الا أن كل ما تبقى وهو كثير
فالناس يحكّمون فيه غير الله و يتبعون منهج غير الله فى كل شئونهم و
أوضاعهم و ليتنا نهتم بانشاء المجتمع المسلم من جديد بتعليمه كل ما من
شانه أن يوطد العلاقة بين العبد و ربه و يعرفه بمهمته فى هذا الكون و معنى
كلمة ورثة الأنبياء و حملة الأمانة الكبيرة تلك الأمانة التى لم تستطع
حملها السموات و الأرض ....بعد ذلك تكون هناك جدوى لهذه الأبحاث و الفتاوى
فى كل الأمور و سيختفى من الساحة لغو كثير و لغط عندما يستقيم المجتمع على
الصراط بشكل غالب و ستكون حتما الأوضاع غير أوضاع اليوم و ستكون هنالك
جدوى حقيقية و مثمرة لكل ذلك....
أنا لم أبتعد عن موضوع تلك الفتاة التى تزوجت بنصرانى اليوم ... و دعونى أتساءل :
هل كانـت والدتها و أسرتها المسلمة مسلمين ؟أعنى هل كانوا يقدمون ما يأمر به الله على كل شى فى حياتهم العامة و الخاصة ....؟ هل كانوا يبغضون ما يبغض الله و رسوله ؟
الأجابة عن ذلك رأيتها فى سلوك من يسمّون أنفسهم مسلمين اليوم لا أستطيع كتابتها لأن ذلك أمر عسير و مؤلم أشد الألم ...
لا بد من بناء أرضية معلوماتية تعريفية صلبة عن هذا الدين حتى يتسنى لى و
لغيرى أن يقف أمام البنت و أمها ويصرخ قائلا : اتقوا الله ....حرام عليكم
يا ناس ...هل نسيتم يوم الحساب ؟ هل نسيتم قوله تعالى ( و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخرة من الخاسرين )، (ان الدين عند الله الاسلام)...عندها
سيفقهون قولى و قولكم و عندها سيكون عندهم قدرة على التفاعل .... أما و هم
لا يفقهون شيئا ....فالأولى هو تعليم الناس أبجديات هذا المنهج القويم
...باقامة جسر يربط بينهم و بين القرآن الذى اتخذ مهجورا ....
لقد اسفت أيما أسف عند وصول الدعوة الىّ ، و أسفت أكثر عندما لم استطع
تغيير ذلك ، و بلغ منى الأسف قمته عندما تذكرت أحوالنا كمسلمين ...معرضون
للسؤال أمام الخلائق يوم الحشر ....لماذا لم توضحوا لهؤلاء و لماذا لم
تعلموهم حتى لا تحشروا مقصرين ؟
و فى هذه الساعة ستكون تلك الفتاة وسط أهلها و صديقاتها تحتفل بزفافها الى
ذلك الصليبى ....و عذرها أنها لم تكن يوما من الأيام مسلمة ....و الى هنا
يأبى قلمى الاسترسال فى الكتابة و لا حول و لا قوة الا بالله .و انا لله و
انا اليه راجعون
الى هنا الأمر عادى ... و لكن الصدمة كانت فى أن العريس يونانى (عابد صليب
على الأقل) و العروس أمها مسلمة من قطر عربى شقيق جدا ومجاور ...
كيف حدث ذلك؟
كانت الأم فى أثينا منذ أكثر من 20 سنة مع زوجها العربى سابقا (من نفس
البلد)...سافر الزوج الى بلاده و لم يعد الى أثينا . أنجبت زوجته طفلة و
أخبرته بذلك فأنكر أبوته للطفلة و رفض تسجيلها بأسمه فى بلاده و طلق زوجته
متهما اياها بالخيانة مع اليونانى الذى كانت تعمل عنده...
ماذا حدث بعد ذلك ؟
قام اليونانى الذى تعمل عنده أم الطفلة بتبنى الطفلة و منحها اسمه و سجلها
رسميا بنتا له و منحت الطفلة و أمها الجنسية اليونانية فورا ... و سجل لها
(والدها بالتبنى) شقتين فاخرتين بأسمها و وضع لها فى رصيدها تحت وصاية
امها مبلغا ضخما من المال يكفيها حتى أحفادها... و قام أهل الثرى اليونانى
بتعميد البنت لتصبح صليبية فى الكنيسة... و مات اليونانى بعد أن أوصى أهله بمراقبة الأم و الطفلة و خصوصا فى مسألة دين الطفلة..
كبرت الطفلة و زارت بلاد امها عدة مرات و ذهبت للمساجد هناك و صلّت أحياتا
و صامت و احتفلت مع المسلمين بالأعياد و لبست الزى العربى التقليدى الحجاب
و الطرحة ...كنوع من التعرف على التقاليد ليس الا...
و لم أكن أعرف حقيقة دينها فى المرات القليلة التى التقيتها ...حتى فوجئت
بكرت الدعوة الى الزواج فى الكنيسة (اليوم 6-12-2008) فى هذا الوقت الذى
أكتب لكم هذا الموضوع هى الآن تزف الى زوجها ... و أمها مبسوطة على الآخر
...
طبعا اعتذرت عن حضور الزواج بدون تردد و تعللت بأننى مشغول ، فكرت فى أن
أتحدث مع الأم حول الموضوع قبل الزواج و لكن زوجتى العزيزة قالت لى : وفر
مجهودك ...!!!!
جلست وحدى أتأمل الموقف................و أفكر............... كيف حدث ذلك ؟
وصلت الى الآتى :
السبب بسيط و مؤلم ..... و المسؤلية معلقة فى رقاب الجميع و أولهم أمها
التى تعللت بأنها كانت فقيرة و فى غربة و مجروحة من تهمة زوجها لها
بالخيانة لذلك حاولت أن تضمن مستقبل بنتها الوحيدة ....و لذلك وافقت على
تبنى الثرى اليونانى لها حتى تعيش فى دعة و بحبوحة و لا تذوق ألم الفاقة و
المسغبة ...!!!!!
السبب هو أن مسلمى اليوم الا من رحم ربى ضعيفى الانتماء لهذا الدين ...فهم
يفهمون أن الدين لا يعدو كونه صلوات(ان وجدت) و صيام ....و ذهول عن كل شعب
الايمان و ارتباط للانسان بربه و تحقيق معنى العبادة فى محاريب الحياة
التى لا تحصى و لا تعدّ....
لقد فهمت الآن ما كان يقصده الشهيد سيد قطب رحمه الله عندما قال لمن
يغرقون فى الكتب لاستخراج الفتاوى حول شراء سيارة أو بيت من البنوك بقيمة
أكبر من قيمتها ....الخ قال لهم : ان البذور لا تستنبت فى الهواء
.....فالمجتمع اليوم مسلم بلسانه و شعائره الا أن كل ما تبقى وهو كثير
فالناس يحكّمون فيه غير الله و يتبعون منهج غير الله فى كل شئونهم و
أوضاعهم و ليتنا نهتم بانشاء المجتمع المسلم من جديد بتعليمه كل ما من
شانه أن يوطد العلاقة بين العبد و ربه و يعرفه بمهمته فى هذا الكون و معنى
كلمة ورثة الأنبياء و حملة الأمانة الكبيرة تلك الأمانة التى لم تستطع
حملها السموات و الأرض ....بعد ذلك تكون هناك جدوى لهذه الأبحاث و الفتاوى
فى كل الأمور و سيختفى من الساحة لغو كثير و لغط عندما يستقيم المجتمع على
الصراط بشكل غالب و ستكون حتما الأوضاع غير أوضاع اليوم و ستكون هنالك
جدوى حقيقية و مثمرة لكل ذلك....
أنا لم أبتعد عن موضوع تلك الفتاة التى تزوجت بنصرانى اليوم ... و دعونى أتساءل :
هل كانـت والدتها و أسرتها المسلمة مسلمين ؟أعنى هل كانوا يقدمون ما يأمر به الله على كل شى فى حياتهم العامة و الخاصة ....؟ هل كانوا يبغضون ما يبغض الله و رسوله ؟
الأجابة عن ذلك رأيتها فى سلوك من يسمّون أنفسهم مسلمين اليوم لا أستطيع كتابتها لأن ذلك أمر عسير و مؤلم أشد الألم ...
لا بد من بناء أرضية معلوماتية تعريفية صلبة عن هذا الدين حتى يتسنى لى و
لغيرى أن يقف أمام البنت و أمها ويصرخ قائلا : اتقوا الله ....حرام عليكم
يا ناس ...هل نسيتم يوم الحساب ؟ هل نسيتم قوله تعالى ( و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخرة من الخاسرين )، (ان الدين عند الله الاسلام)...عندها
سيفقهون قولى و قولكم و عندها سيكون عندهم قدرة على التفاعل .... أما و هم
لا يفقهون شيئا ....فالأولى هو تعليم الناس أبجديات هذا المنهج القويم
...باقامة جسر يربط بينهم و بين القرآن الذى اتخذ مهجورا ....
لقد اسفت أيما أسف عند وصول الدعوة الىّ ، و أسفت أكثر عندما لم استطع
تغيير ذلك ، و بلغ منى الأسف قمته عندما تذكرت أحوالنا كمسلمين ...معرضون
للسؤال أمام الخلائق يوم الحشر ....لماذا لم توضحوا لهؤلاء و لماذا لم
تعلموهم حتى لا تحشروا مقصرين ؟
و فى هذه الساعة ستكون تلك الفتاة وسط أهلها و صديقاتها تحتفل بزفافها الى
ذلك الصليبى ....و عذرها أنها لم تكن يوما من الأيام مسلمة ....و الى هنا
يأبى قلمى الاسترسال فى الكتابة و لا حول و لا قوة الا بالله .و انا لله و
انا اليه راجعون
.