أنيتا
العمر:
23الصفات:
حساسة، عاقلة،
تستطيع تحمل المسؤولية، طيبة
أنيتا "
أشكرك...... والآن ما رأيك أن أبداً بتدريبك على كيفية التعايش مع وضعك "
إليزابيث "
لا أريد..... لا أريد أن أتدرب أبداً "
أنيتا "
لكن يجب عليك هذا وإلا فلن تستطيعي العيش حياة طبيعية "
صرخت إليزابيث وأخذت تقول بصوت عالي "
ماذا....... حياة طبيعية........ عن أي حياة طبيعية تتكلمين..... كيف لعمياء أن تعيش حياةً طبيعية........ كما أنني لن أبقى على هذه الحالة سوف يعود لي نظري...... أنا لن أتعايش مع هذا الوضع ولا أريد ذلك هل تفهميني "
أنيتا "
اهدئي إليزابيث أرجوك "
أخذت إليزابيث تصرخ بجنون وتقول "
لا لن أهدأ "
أنيتا "
أيتها الممرضات..... تعالين إلى هنا أرجوكن "
ثم حضرت الممرضات وحاولن الإمساك بإليزابيث وإعطائها حقنة مهدئة لكنها كانت عنيفة جداً
وأخذت تصرخ وتقول "
ابتعدوا عني أخرجوا من غرفتي أنا لن أبقى هكذا أتفهمون "
ثم أمسكن بها بسرعة وأعطينها حقنة مهدئة بسرعة فما من هذه الفتاة المسكينة إلا أن خلدت إلى نوم عميق وكان هذا المخدر مفعوله قوي جداً لهذا نامت إليزابيث إلى صباح اليوم التالي............
استيقظت إليزابيث وفتحت عينيها الزرقاوتين ببطء لكنها لازالت على حالة الظلام الذي كانت تعيش فيه وقفت وبدأت تمشي ببطء وتمد ذراعيها أمامها لتتحسس ما حولها واقتربت من الجدار وبدأت تمشي محاذية له وكفها يلامسه إلى أن وصلت إلى باب فتحته فأدركت من الجو المحيط بأنه الحمام فدخلت إليه بحذر شديد وبصعوبة بالغة اغتسلت وخرجت، عندها دخل شخص الغرفة وقال بنبرة رقيقة "
صباح الخير إليزابيث..... كيف حالك اليوم "
انتفضت إليزابيث وقالت بنبرة حادة "
ماذا تريدين "
أنيتا "
أساعدك على النهوض "
إليزابيث "
أنا لست طفلة ولست معاقة لتقولي لي هذا "
أنيتا "
آسفة إليزابيث لكني فقط أود تقديم المساعدة "
إليزابيث "
لا بأس أخرجي لي ملابسي لو سمحتي "
توجهت أنيتا إلى الخزانة وأخرجت فستاناً أبيض اللون ضيقاً قليلاً من الأعلى ويتوسطه حزام ذهبي اللون ومنسدلاً برقة للأسفل وكان قماشه قطنياً جميلاً ومريحاً بنفس الوقت ووضعته على السرير وقالت "
هل تريدين أن أساعدك.... أو أن أجلب لك الكرسي المتحرك "
إليزابيث "
قلت لك أنا لست معاقة فقط اتركيني وحدي "
أومأت أنيتا برأسها وقالت "
كما تريدين " ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها
توجهت إليزابيث إلى حيث يوجد الفستان فألتقطته وأخذت ترتديه ببطء وعندما انتهت تحسست الجدار إلى أن وصلت إلى باب الغرفة فأمسكت بمقبضه وكادت أن تفتحه لولا ذلك الخوف الذي يتملكها فقالت في نفسها (
إنها أول مرة أخرج فيها وحدي من الغرفة وأنا عمياء......... كيف سيكون الوضع يا ترى....... ماذا سألاقي ) بعدها استجمعت قواها وفتحت الباب ببطء شديد وأخذت خطورة خارجاً كان المكان هادئاً وكأنه خالي لكن... قاطع هذا الهدوء صوتٌ مألوفٌ لفتاة تقول "
هل تريدين أيه مساعدة؟؟ "
لإليزابيث وهي تضغط على حروفها بعصبية "
قلت لك لا........ أريد أن أعتمد على نفسي "
أنيتا "
لكن المكان كبير جداً وقد تضيعين فيه "
غيرت إليزابيث نبرتها من الحدة إلى الرجاء وقالت "
أرجوك أنا فقط أريد الاعتماد على نفسي أرجوك "
أنيتا "
حسناً....... لكن تذكري رقم غرفتك هو 306 حسناً؟؟ "
إليزابيث "
حسناً " ثم استدارت ومشت قليلاً لكنها توقفت وقالت بهدوء "
أنيتا "
أنيتا "
نعم "
إليزابيث "
شكراً لك "
أنيتا "
لا شكر على واجب اعتبريني صديقتك " ثم انصرفت وانصرفت من بعدها إليزابيث
أخذت إليزابيث تتجول بالأروقة على غير هدىً إلى أن........ خرجت إلى مكان لم تعرف ما هو لكنه كان مزدحماً جداً.... وأخذت تصطدم بالناس وبالجدران فكانت خائفة جداً وتسابقت الدموع على الخروج من تلك العينين الزرقاوتين فبسرعة استدارت وركضت محاولة العودة إلى غرفتها ومن شدة سرعتها وعدم وعيها لما حولها سقطت على الأرض بقوة لكنها وقفت بسرعة ودموعها في ازدياد مستمر عندها........ لمست الجدار فوجدت باباً فقالت في نفسها (
لقد مشيت كثيراً أظن أن هذه غرفتي ) وببطء فتحت الباب ودخلت فسمعت صوتأ من الداخل يقول " من؟؟ " وقد كان صوت شاب
ارتبكت إليزابيث وقالت بنبرة متقطعة "
آ...... آسفة... لا.... لا بد أنني أخطأت الغرفة "
الشاب "
لا بأس.... لكن..... هل أنت جديدة هنا "
إليزابيث "
آه.... نعم لا...... لكن كيف عرفت..... أعني..... هل أنت مبصر "
الشاب "
لا لست مبصراً لكن صوتك غريب لأول مرة أسمعه هنا "
إليزابيث "
وهل تعرف صوت كل شخص يقيم هنا "
الشاب "
نعم "
إليزابيث "
رائع.......... آسفة على إزعاجك.... عن إذنك سوف أذهب " ثم أستدارت ومشت قليلاً لكنها اصطدمت بمنضدة وسقطت وآلمت معدتها فوضعت يدها على معدتها وأخذت تئن وتقول "
آه كم هذا مؤلم "
أبتسم الشاب ثم وقف وتوجه إليها ثم أمسك كفها وساعدها على الوقوف وقال "
يبدوا أنك لست معتادة على أن تكوني عمياء "
شعرت إليزابيث بالإحراج من سقوطها أولاً ثم من قربه الشديد لها فقالت بنبرة خافته "
و..... وكيف عرفت؟ "
الشاب "
لنر.... دخولك للغرفة الخطأ.... واصطدامك بالمنضدة.... إنها أخطاء لا يرتكبها إلا من فقد بصره حديثاً"
إليزابيث "
هذا صحيح... يبدو أنك شديد الذكاء "
الشاب "
شكراً لك...... لكن أخبريني ما أسمك؟؟ "
إليزابيث "
إليزابيث ...... وأنت؟؟ "
الشاب "
أسمي دانيال.... تشرفت بمعرفتك "
إليزابيث "
وأنا أيضاً " ثم ابتسمت ابتسامة ساحرة لو رآها دانيال لسحر بها
دانيال "
هل أساعدك......... يبدو أنك في حاجة ماسة إلى المساعدة "
إليزابيث "
نعم ليتك تفعل فأنا تائهة تماماً "
دانيال "
أخبريني ما رقم غرفتك "
إليزابيث "
306 "
دانيال "
غرفتك قريبة من غرفتي لذا إن احتجتي إلى أية مساعدة فلا تترددي في طلبها مني "
إليزابيث "
وكم رقم غرفتك؟؟ "
دانيال "
303 "
إليزابيث "
لكن أخبرني..... كيف تعرف مكان غرفتك؟؟ "
أمسك دانيال بكف إليزابيث الناعم وبيده الأخرى أمسكها من خصرها وفتح الباب ليسير بها إلى الخارج..... أغمضت إليزابيث عينيها من شدة الخجل لكنها استنشقت عطره الفواح الذي كان يضعه وقالت في نفسها (
واو ما أجمل رائحته....... إنه.....أنه رائع....... آه ليتني استطيع رؤية هذا الشاب )
وعندما وصلا إلى غرفتها مد دانيال كف إليزابيث الذي كان ممسكاً به ليلامس اللوحة الي كتب عليها رقم الغرفة وقال " هكذا تعرفين رقم الغرفة هذه الأرقام بارزة ولن يصعب عليك معرفتها ها هي غرفتك " ثم فتح الباب وقال "
تفضلي "
دخلت إليزابيث وقالت "
شكراً لك "
دانيال "
لا شكر على واجب لكن أخبريني....... لم كنت تبكين؟؟ "
إليزابيث "
و..... وكيف عرفت أنني كنت أبكي؟؟ "
دانيال "
لا يهم كيف عرفت أخبريني لم كنت تبكين؟؟ "
إليزابيث "
لـ....... لقد كنت خائفة....... إنها أول مرة أخرج فيها إلى العالم وحدي وأنا...... فاقدة بصري "
دانيال "
لا عليك..... سوف تعتادين على الأمر كما أعتدنا عليه جميعاً " ثم قرب وجهه من وجهها كثيراً وقال "
لا أريدك أن تبكي ثانيةً...... كوني قوية..... حسناً؟ "
ابتسمت إليزابيث بخجل مع احمرار وجنتيها وقالت "
حسناً "
دانيال "
والآن...... إلى أللقاء "
إليزابيث "
إلى اللقاء " ثم أغلقت الباب ووقفت خلفه قليلاً ووجنتيها محمرتين
لنتوقف مرة أخرى لنتعرف على هذه الشخصية التي دخلت عالم إليزابيث