صناعة الانسان
ولله الحمد لم يحدث هذا بعد ولن يتمكن الإنسان من صناعة نفسه حتى تقوم الساعة ولكن قد نصل إلى مراحل لا علم لنا في مصائبها إذا أستمر الجدل الدائر في الأوساط العلمية ووسائل الإعلام منذ إعلان الحكومة البريطانية عام 2004م عن عزمها إصدار قانون يعدل منعها السابق لاستنساخ البشر من أجل توفير فرصة القيام بأبحاث علمية على الخلايا الجينية البشرية والذي سيجعل من بريطانيا أول دولة في العالم تجيز استنساخ البشر. لن يسمح القانون المنتظر باستنساخ كامل يصل لمرحلة استنساخ الأطفال ، ولكن يخشى الكثير من الناس أن مثل هذا القانون يمثل سابقة خطيرة سيؤدي حتمًا إلى هذه النتيجة . يتم التصويت النهائي على هذا القرار قريبا من قبل البرلمان البريطاني ، وسيسمح لكل عضو أن يصوت حسب مبادئه الشخصية بدلاً من إتباع قرار حزبه . أعلن وزير الصحة البريطاني هذا القرار بعد دراسة لجنته الاستشارية لمميزات الاستنساخ العلاجي منذ عام مضى . وأكد في قراره أن اللجنة تحققت بشكل دقيق من القضايا الأخلاقية المتصلة بهذا الموضوع ، وأستنتجت إلى أن المميزات المرجو التوصل إليها من القيام بمثل هذه الأبحاث أهم من الأمور التي تقلق الشعب البريطاني ؛ إذ ستستفيد أجيال قادمة من المرضى من نتائج هذه الأبحاث . ما يخاف منه الشعب البريطاني بل العالم بأكمله الآن هو " هل منطق الغاية تبرر الوسيلة ؟ " إذ أن إصدار مثل هذا القانون سيسمح لعلماء بريطانيا ويتبعها الغير بـ" خلق " متعمد لأجنة بشرية من أجل القيام بتجارب عليها ، الأمرالذي ستؤدي إلى تخلص متعمد منها بعد إنتهاء التجارب .ويسمح القانون البريطاني الحالي بالقيام ببعض الأبحاث على الأجنة الفائضة من عمليات التلقيح الصناعي لمدة 14 يوما من سن الجنين فقط ، وأوصت اللجنة الاستشارية بالتمسك بشرط المدة في القانون الجديد ، كما أوصت بإصدار قانون يمنع عمل جنين بشري - حيواني مهجن . وترتكز فكرة استنساخ الخلايا الجنينية على ما توصل إليه العلماء عام 1998م من كيفية فصل ما يسمى بالخلايا الأصلية البشرية human stem cells والتي توجد بوفرة في الجنين المبكر . وهذه الخلايا الأصلية لديها القدرة على التحول إلى أي نوع من خلايا الإنسان . فقد أعلن في يونيو الماضي تمكن فريق علمي ألماني من تحويل خلايا نخاعية إلى خلايا كبدية ، مما يعطي أملاً كبيرًا في إمكانية التوصل مستقبلاً إلى طريقة يستبدل بها عمليات زرع الأعضاء التي تتعرض لمشاكل رفض الجسم لها ، بالإضافة إلى عدم توفر الأعضاء لمرضى الفشل الكلوي والكبدي والقلبي ، وذلك من خلال زرع خلايا أصلية للشخص نفسه ؛ لتتحول إلى العضو المطلوب دون مشاكل . السؤال هو : كم منا يقبل هذه المبررات مقابل صناعة البشر ؟ مهما وصل الإنسان من العلم , قال الله تعالى: «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا»
ولله الحمد لم يحدث هذا بعد ولن يتمكن الإنسان من صناعة نفسه حتى تقوم الساعة ولكن قد نصل إلى مراحل لا علم لنا في مصائبها إذا أستمر الجدل الدائر في الأوساط العلمية ووسائل الإعلام منذ إعلان الحكومة البريطانية عام 2004م عن عزمها إصدار قانون يعدل منعها السابق لاستنساخ البشر من أجل توفير فرصة القيام بأبحاث علمية على الخلايا الجينية البشرية والذي سيجعل من بريطانيا أول دولة في العالم تجيز استنساخ البشر. لن يسمح القانون المنتظر باستنساخ كامل يصل لمرحلة استنساخ الأطفال ، ولكن يخشى الكثير من الناس أن مثل هذا القانون يمثل سابقة خطيرة سيؤدي حتمًا إلى هذه النتيجة . يتم التصويت النهائي على هذا القرار قريبا من قبل البرلمان البريطاني ، وسيسمح لكل عضو أن يصوت حسب مبادئه الشخصية بدلاً من إتباع قرار حزبه . أعلن وزير الصحة البريطاني هذا القرار بعد دراسة لجنته الاستشارية لمميزات الاستنساخ العلاجي منذ عام مضى . وأكد في قراره أن اللجنة تحققت بشكل دقيق من القضايا الأخلاقية المتصلة بهذا الموضوع ، وأستنتجت إلى أن المميزات المرجو التوصل إليها من القيام بمثل هذه الأبحاث أهم من الأمور التي تقلق الشعب البريطاني ؛ إذ ستستفيد أجيال قادمة من المرضى من نتائج هذه الأبحاث . ما يخاف منه الشعب البريطاني بل العالم بأكمله الآن هو " هل منطق الغاية تبرر الوسيلة ؟ " إذ أن إصدار مثل هذا القانون سيسمح لعلماء بريطانيا ويتبعها الغير بـ" خلق " متعمد لأجنة بشرية من أجل القيام بتجارب عليها ، الأمرالذي ستؤدي إلى تخلص متعمد منها بعد إنتهاء التجارب .ويسمح القانون البريطاني الحالي بالقيام ببعض الأبحاث على الأجنة الفائضة من عمليات التلقيح الصناعي لمدة 14 يوما من سن الجنين فقط ، وأوصت اللجنة الاستشارية بالتمسك بشرط المدة في القانون الجديد ، كما أوصت بإصدار قانون يمنع عمل جنين بشري - حيواني مهجن . وترتكز فكرة استنساخ الخلايا الجنينية على ما توصل إليه العلماء عام 1998م من كيفية فصل ما يسمى بالخلايا الأصلية البشرية human stem cells والتي توجد بوفرة في الجنين المبكر . وهذه الخلايا الأصلية لديها القدرة على التحول إلى أي نوع من خلايا الإنسان . فقد أعلن في يونيو الماضي تمكن فريق علمي ألماني من تحويل خلايا نخاعية إلى خلايا كبدية ، مما يعطي أملاً كبيرًا في إمكانية التوصل مستقبلاً إلى طريقة يستبدل بها عمليات زرع الأعضاء التي تتعرض لمشاكل رفض الجسم لها ، بالإضافة إلى عدم توفر الأعضاء لمرضى الفشل الكلوي والكبدي والقلبي ، وذلك من خلال زرع خلايا أصلية للشخص نفسه ؛ لتتحول إلى العضو المطلوب دون مشاكل . السؤال هو : كم منا يقبل هذه المبررات مقابل صناعة البشر ؟ مهما وصل الإنسان من العلم , قال الله تعالى: «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا»