التقطت مفاتيح سيارتى على عجل وهرولت باتجاه الباب لأدرك صلاة العشاء
عندما سمعت الصوت المعتاد
…… خذ هذه ورقة بما نحتاجه من السوق وأريدها كلها اليوم رمضان إقترب
تناولت الورقة صاغرا .... فعشر سنين من الزواج كفيلة بترويض أسد هصور
دسست الورقة فى جيبى دون النظر إليها مؤثرا السلامة مما قد يصيبنى من توبيخ محقق إذا استشفت
زوجتى من النظرة امتعاضا أو ترددا فى سرعة التنفيذ
…
…
خرجت من المسجد مشمرا عن ساعد الجد للمهمة الجليلة
فى السيارة أخرجت الورقة كما أخرجت دفترا صغيرا أخفيه بعناية لأعيد ترتيب المتطلبات حسب أماكن
تواجدها بالأسواق
اكتسبت هذه العادة مؤخرا بعد أن اكتشفت – متأخرا جدا – أن زوجتى تتعمد بعثرة المتطلبات فى
الورقة بقدر ما تستطيع
فإذا احتاجت ثمناية أصناف من العطارة فهى لا تكتبهم متجاورين بل تكتب أول أربعة منهم متجاورين
وذلك لكى تعطينى الانطباع بأن هذا كل ما تريده من عطارة ثم توزع الباقى بين أصناف اللحوم والخضار
والمنظفات فلا أكتشفها إلا عند الجزار ويكون الوقت قد فات للعودة 20 كيلو مترا وسط الزحام لإحضار
100 جرام ورق غار ، فأعود بدونها واقف أمامها كتلميذ خائب يخفق دائما فى الامتحان ……......
( وعند ذلك يهان الزوج أو يهان )
انتهيت من ترتيب المتطلبات وانطلقت أولا إلى محل العطارة
وبدأت أملى على البائع
منشليش مطحون – سبلدج أسود حب – وراغ ورق صغير – ملسويس خشن – حمنش أصفر -
فشخمان إيرانى
….. موجود ولكن عندنا ملسويس ناعم فقط
….. حسنا سأبحث عنه فى مكان أخر كم الحساب
…. 117 ملطوش ولكن لا يوجد ملسويس خشن فى السوق لم يعد أحد يستورده لن تجد سوى الناعم
( بائع حقير… (. منذ سنوات _ والقلب غض والآمال واعده_ كنت أصدق مثل هذا البائع
فما أن أعود إلى زوجتى بما قال حاملا البديل حتى تصب على رأسى كل ما فى قاموس التهكم
والسخرية من كلمات على غفلتى وخيبتى الثقيلة وكيف ضحك على البائع لأشترى ما لديه وتؤكد لى أن
جارتنا قد اشترت نفس الغرض أمس فقط
شكرت البائع وطفت سوق العطارة كله بحثا عن ملسويس خشن بلا فائدة
اتصلت من الجوال
…… السلام عليكم
…… نعم
……لا يوجد ملسويس خشن فى كل السوق لا يوجد سوى ملسويس ناعم
…… أنت فلوسك كثيرة تتصل من الجوال لهذا ألا تتصرف مرة واحدة من نفسك أشترى ناعم طبعا
وهل تريدنا أن نقضى رمضان بدون ملسويس حسبى الله ونعم الوكيل فيك
عدت إلى البائع وطلبت ملسويس ناعم ناولني إياه وابتسامة شامتة مرسومة على وجهه العكر
عدت إلى سيارتى لأجد أحدهم وقد أغلق على الطريق بسيارته ’ انتظرت لمدة نصف ساعة وأنا أكاد
أنفجر من الغيظ ، الويل لى إن أغلقت الأسواق قبل أن أشترى كل ما بالورقة
أخذت أتخيل ما سأفعله بصاحب السيارة ، لأفجرن فيه قهر السنين .
وصل أخيرا وأتجه إلى سيارته كطاووس متبختر
كظمت غيظى وعفوت_ امتثالا للآية الكريمة_ ثم امتثالا لهاتف العقل حيث إن وزن المذكور لا يمكن
أن يقل عن المائة وخمسين كيلو جراما بحال من الأحوال
قفزت إلى سيارتى وقبلتى سوق الخضار
وصلت إلى سوق الخضار
كم أحس بالاختناق هنا فأنا من ( رُهاب الزحام ) ولكن بدرجه أقل من ( رُهاب الزوجات )
انطلقت على بركة الله بين المبسطات حاملا الورقة بين أسنانى لانشغال يدى وكتفى بحمل ما لذ وطاب ،
خطر لى استئجار أحد الحمالين ولكنه كان مطلبا أعز من الخل الوفى فى مثل هذا الزحام
أحرص دائما على الفصال مع شدة كرهى له ولكن امتثالا لأوامر حرمنا المصون التى لا تنسى السؤال
عن سعر كل سلعة قبل الفصال وبعده ...فإذا أرتج على القول كعادة كل كذوب صاحت بحكمتها المفضلة
( أطبعك والطبع فيك غالب ) وتمسك عن إكمالها لوضوح القصد وتعففا عن ذكر الذيول
من بين المتطلبات ( فلفل رومى أصفر ) لم أجده …. هناك أخضر و أحمر فقط مددت يدى إلى الجوال
ولكن تذكرت موقعة ملسويس الحربية وما نالنى فيها فتوكلت على الله و اشتريت فلفلا ذا لون أحمر
أوصلت الخضار والفواكه إلى السيارة و أنا أشهق بأنفاسى ويتصبب منى العرق
لمحت البقالات على الجانب الأخر من الطريق فعبرت الطريق متقافزا بين السيارات كراقص باليه
محترف
أعانى مشكلة عويصة فى هذه البقالات...
أقف وسط الزبائن أمام ثلاجة الأجبان والمخللات فيتجاهلنى البائعون تماما ملبين طلبات كل من
حولى ... وكثيرا ما وقفت أمام المرآة فى حمامى أحملق فى صورتى لعلى أكتشف السبب ….. ولكن
عجزت تماما
الصبر يا رب …….
أخذت أبتسم للبائع ابتسامات عريضة عل بياض أسنانى يلفت نظره
أخيرا تلطف البائع بإجابة طلباتى
ولكن جبن فلمنك شركة رحمانى اختفى من السوق.. لا يوجد سوى جبن فلمنك شنخوانى
لا بأس كله فلمنك …… أخذت شنخوانى
دفعت الحساب ووضعت الأغراض على المقعد الخلفى والباقى على المقعد الأمامى وانحشرت بين
الأغراض لأقود السيارة إلى البيت
وصلت أخيرا وقضيت حوالى الساعة فى رحلات مكوكية بين منزلنا العامر فى الطابق الثالث والسيارة
لنقل كل الأغراض
دخلت بالدفعة الأخيرة من الأغراض وأنا أكاد أحبو على أربع
وجدت زوجتى واقفة فى المطبخ وسط الأغراض ويديها فى وسطها كقائد ملهم يستعرض قواته
……. السلام عليكم
…… هل اشتريت كل ما طلبت
…… نعم الحمد لله
…… هات الورقة التى بها الطلبات
ألقت عليها نظرة سريعة ومدت يدها إلى أحد الأكياس
الحقيقة أن الله قد من على بزوجة ذات موهبة رائعة _تفوق موهبة سحرة برامج المنوعات
التلفزيونية _فمن بين الثمانين كيسا وصندوقا سحبت أول كيس فكان كيس الفلفل الأحمر ثم سحبت
الكيس التالى فكان طبعا كيس الجبن الشنخوانى
نظرت إلى بدهشة واستنكار
فهوى قلبى إلى قرار سحيق
….
صرخت زوجتى
…… جبن شنخوانى !!!!!!!!!!
…… لم أجد رحمانى
…… ولماذا لم تتصل لتسألنى قبل شراءه أليس فى يدك جوال
(( أضغط على أعصابى بكل ما أوتيت من قوه حتى لا أنفجر))
….. كله جبن فلمنك
…. لا .. نحن لا نحب هذا النوع …لا بد أن ترجعه
فى بعض الأحيان يضطر الزوج إلى اتخاذ قرار ديكتاتورى قبل انفلات زمام الأمور
اتخذت قرارى وبحسم وهدوء يسبق عاصفة هوجاء قلت
…… لن أُعيد شيئا
….. على راحتك أنا لن أكل منه وكذلك الأولاد لا يأكلونه
….. حسنا سأكله أنا
….
….
على مائدة العشاء وجدت كرة الجبن الشنخوانى _ والتى تزن 2 كيلو_ موضوعة بكاملها على الطبق
المقابل لمقعدى وإلى جوارها السكين , حسناً إنها لحظة التحدى وإثبات الذات , العيون كلها معلقة
بى , تناولت السكين واقتطعت جزءا ووضعته فى فمى
(( لعنة الله عليك يا شنخوانى ))
ما هذا الطعم !!!!!
أغمضت عينى وأخذت أمضغ بهدوء متصنعا أننى غارق فى لذة الطعم الشنخوانى العريق
ابتلعت الجبن بعد جهد جهيد وقلت
….. ما شاء الله هكذا يكون الجبن
رأيت فى العيون سخرية ماكرة ، عرضت على الطفلين قطعه ولكنهما امتنعا
(( طبعا أمهما هى السبب ))
أكملت عشائى وتناولت خلاله نصف كيلو جبن شنخوانى وغادرت المائدة وان أترنح من هول العذاب
بعد صلاة الفجر فتحت الثلاجة وأحضرت السكين وأخذت أقطع الكرة اللعينة إلى مربعات صغيره
ووضعتها فى علبة أنيقة
فى العمل أخذت أطوف بمكاتب الزملاء حاملا العلبة فى يدى وأنا استحلفهم بالله ألا يرفضوا مشاركتى
هذا النوع الجديد من الجبن زاعما أنه جبن فرنسى اسمه
( فاتلوا ) أحضره أخى معه من فرنسا أمس
تناولوا الجبن بتلذذ ( جُبِلَ الناس على حب كل ما هو مجانى )
….
….
عدت إلى المنزل سعيدا بالتخلص من هذا البلاء ممنيا النفس بغذاء شهى ينسينى معاناة تلك الليلة
الرهيبة
على الغذاء سألتنى زوجتى أين ذهبت كرة الجبن
…… أكلت منها فى الإفطار وأخذت الباقى إلى العمل حيث أنها جميلة جدا مع الشاى ولمحها الزملاء
فتختطفوها من بعضهم البعض
صمتت و أُفحمت تماما
(( أخيرا انتصرت عليها))
تناولت الغذاء ودخلت إلى سريرى لأنام القيلولة
استيقظت قبل المغرب وتوضأت وبينما أرتدى ثيابى دخلت زوجتى وعلى وجهها ابتسامة جميلة ووجها
ينم عن فرحة غريبة لا أفهمها
(( هاهى أول نتائج انتصارى عليها ))
……. هل نمت جيدا يا حبيبى
….. الحمد لله
…… زينب زوجة حسين زميلك بالعمل اتصلت بى
…… وماذا تريد
…… طلبت منى أن أسألك سؤالا
…… خيرا إن شاء الله
……. تسال إن كنت تعرف من أى محل فى باريس أحضر أخوك جبن (فاتلوا ) لأن أختها مسافرة
غدا وهى تريد تذوقه بعد أن حكى لها زوجها عن جمال هذا الجبن الذى تذوقه من يدك الكريمة
((رباه ما هذا الحظ ألا يمكن أن أظل منتصرا لنصف يوم فقط!!!!!!!!!!))
ولكم شكرى وتقديرى
(يتبع ....)
عندما سمعت الصوت المعتاد
…… خذ هذه ورقة بما نحتاجه من السوق وأريدها كلها اليوم رمضان إقترب
تناولت الورقة صاغرا .... فعشر سنين من الزواج كفيلة بترويض أسد هصور
دسست الورقة فى جيبى دون النظر إليها مؤثرا السلامة مما قد يصيبنى من توبيخ محقق إذا استشفت
زوجتى من النظرة امتعاضا أو ترددا فى سرعة التنفيذ
…
…
خرجت من المسجد مشمرا عن ساعد الجد للمهمة الجليلة
فى السيارة أخرجت الورقة كما أخرجت دفترا صغيرا أخفيه بعناية لأعيد ترتيب المتطلبات حسب أماكن
تواجدها بالأسواق
اكتسبت هذه العادة مؤخرا بعد أن اكتشفت – متأخرا جدا – أن زوجتى تتعمد بعثرة المتطلبات فى
الورقة بقدر ما تستطيع
فإذا احتاجت ثمناية أصناف من العطارة فهى لا تكتبهم متجاورين بل تكتب أول أربعة منهم متجاورين
وذلك لكى تعطينى الانطباع بأن هذا كل ما تريده من عطارة ثم توزع الباقى بين أصناف اللحوم والخضار
والمنظفات فلا أكتشفها إلا عند الجزار ويكون الوقت قد فات للعودة 20 كيلو مترا وسط الزحام لإحضار
100 جرام ورق غار ، فأعود بدونها واقف أمامها كتلميذ خائب يخفق دائما فى الامتحان ……......
( وعند ذلك يهان الزوج أو يهان )
انتهيت من ترتيب المتطلبات وانطلقت أولا إلى محل العطارة
وبدأت أملى على البائع
منشليش مطحون – سبلدج أسود حب – وراغ ورق صغير – ملسويس خشن – حمنش أصفر -
فشخمان إيرانى
….. موجود ولكن عندنا ملسويس ناعم فقط
….. حسنا سأبحث عنه فى مكان أخر كم الحساب
…. 117 ملطوش ولكن لا يوجد ملسويس خشن فى السوق لم يعد أحد يستورده لن تجد سوى الناعم
( بائع حقير… (. منذ سنوات _ والقلب غض والآمال واعده_ كنت أصدق مثل هذا البائع
فما أن أعود إلى زوجتى بما قال حاملا البديل حتى تصب على رأسى كل ما فى قاموس التهكم
والسخرية من كلمات على غفلتى وخيبتى الثقيلة وكيف ضحك على البائع لأشترى ما لديه وتؤكد لى أن
جارتنا قد اشترت نفس الغرض أمس فقط
شكرت البائع وطفت سوق العطارة كله بحثا عن ملسويس خشن بلا فائدة
اتصلت من الجوال
…… السلام عليكم
…… نعم
……لا يوجد ملسويس خشن فى كل السوق لا يوجد سوى ملسويس ناعم
…… أنت فلوسك كثيرة تتصل من الجوال لهذا ألا تتصرف مرة واحدة من نفسك أشترى ناعم طبعا
وهل تريدنا أن نقضى رمضان بدون ملسويس حسبى الله ونعم الوكيل فيك
عدت إلى البائع وطلبت ملسويس ناعم ناولني إياه وابتسامة شامتة مرسومة على وجهه العكر
عدت إلى سيارتى لأجد أحدهم وقد أغلق على الطريق بسيارته ’ انتظرت لمدة نصف ساعة وأنا أكاد
أنفجر من الغيظ ، الويل لى إن أغلقت الأسواق قبل أن أشترى كل ما بالورقة
أخذت أتخيل ما سأفعله بصاحب السيارة ، لأفجرن فيه قهر السنين .
وصل أخيرا وأتجه إلى سيارته كطاووس متبختر
كظمت غيظى وعفوت_ امتثالا للآية الكريمة_ ثم امتثالا لهاتف العقل حيث إن وزن المذكور لا يمكن
أن يقل عن المائة وخمسين كيلو جراما بحال من الأحوال
قفزت إلى سيارتى وقبلتى سوق الخضار
وصلت إلى سوق الخضار
كم أحس بالاختناق هنا فأنا من ( رُهاب الزحام ) ولكن بدرجه أقل من ( رُهاب الزوجات )
انطلقت على بركة الله بين المبسطات حاملا الورقة بين أسنانى لانشغال يدى وكتفى بحمل ما لذ وطاب ،
خطر لى استئجار أحد الحمالين ولكنه كان مطلبا أعز من الخل الوفى فى مثل هذا الزحام
أحرص دائما على الفصال مع شدة كرهى له ولكن امتثالا لأوامر حرمنا المصون التى لا تنسى السؤال
عن سعر كل سلعة قبل الفصال وبعده ...فإذا أرتج على القول كعادة كل كذوب صاحت بحكمتها المفضلة
( أطبعك والطبع فيك غالب ) وتمسك عن إكمالها لوضوح القصد وتعففا عن ذكر الذيول
من بين المتطلبات ( فلفل رومى أصفر ) لم أجده …. هناك أخضر و أحمر فقط مددت يدى إلى الجوال
ولكن تذكرت موقعة ملسويس الحربية وما نالنى فيها فتوكلت على الله و اشتريت فلفلا ذا لون أحمر
أوصلت الخضار والفواكه إلى السيارة و أنا أشهق بأنفاسى ويتصبب منى العرق
لمحت البقالات على الجانب الأخر من الطريق فعبرت الطريق متقافزا بين السيارات كراقص باليه
محترف
أعانى مشكلة عويصة فى هذه البقالات...
أقف وسط الزبائن أمام ثلاجة الأجبان والمخللات فيتجاهلنى البائعون تماما ملبين طلبات كل من
حولى ... وكثيرا ما وقفت أمام المرآة فى حمامى أحملق فى صورتى لعلى أكتشف السبب ….. ولكن
عجزت تماما
الصبر يا رب …….
أخذت أبتسم للبائع ابتسامات عريضة عل بياض أسنانى يلفت نظره
أخيرا تلطف البائع بإجابة طلباتى
ولكن جبن فلمنك شركة رحمانى اختفى من السوق.. لا يوجد سوى جبن فلمنك شنخوانى
لا بأس كله فلمنك …… أخذت شنخوانى
دفعت الحساب ووضعت الأغراض على المقعد الخلفى والباقى على المقعد الأمامى وانحشرت بين
الأغراض لأقود السيارة إلى البيت
وصلت أخيرا وقضيت حوالى الساعة فى رحلات مكوكية بين منزلنا العامر فى الطابق الثالث والسيارة
لنقل كل الأغراض
دخلت بالدفعة الأخيرة من الأغراض وأنا أكاد أحبو على أربع
وجدت زوجتى واقفة فى المطبخ وسط الأغراض ويديها فى وسطها كقائد ملهم يستعرض قواته
……. السلام عليكم
…… هل اشتريت كل ما طلبت
…… نعم الحمد لله
…… هات الورقة التى بها الطلبات
ألقت عليها نظرة سريعة ومدت يدها إلى أحد الأكياس
الحقيقة أن الله قد من على بزوجة ذات موهبة رائعة _تفوق موهبة سحرة برامج المنوعات
التلفزيونية _فمن بين الثمانين كيسا وصندوقا سحبت أول كيس فكان كيس الفلفل الأحمر ثم سحبت
الكيس التالى فكان طبعا كيس الجبن الشنخوانى
نظرت إلى بدهشة واستنكار
فهوى قلبى إلى قرار سحيق
….
صرخت زوجتى
…… جبن شنخوانى !!!!!!!!!!
…… لم أجد رحمانى
…… ولماذا لم تتصل لتسألنى قبل شراءه أليس فى يدك جوال
(( أضغط على أعصابى بكل ما أوتيت من قوه حتى لا أنفجر))
….. كله جبن فلمنك
…. لا .. نحن لا نحب هذا النوع …لا بد أن ترجعه
فى بعض الأحيان يضطر الزوج إلى اتخاذ قرار ديكتاتورى قبل انفلات زمام الأمور
اتخذت قرارى وبحسم وهدوء يسبق عاصفة هوجاء قلت
…… لن أُعيد شيئا
….. على راحتك أنا لن أكل منه وكذلك الأولاد لا يأكلونه
….. حسنا سأكله أنا
….
….
على مائدة العشاء وجدت كرة الجبن الشنخوانى _ والتى تزن 2 كيلو_ موضوعة بكاملها على الطبق
المقابل لمقعدى وإلى جوارها السكين , حسناً إنها لحظة التحدى وإثبات الذات , العيون كلها معلقة
بى , تناولت السكين واقتطعت جزءا ووضعته فى فمى
(( لعنة الله عليك يا شنخوانى ))
ما هذا الطعم !!!!!
أغمضت عينى وأخذت أمضغ بهدوء متصنعا أننى غارق فى لذة الطعم الشنخوانى العريق
ابتلعت الجبن بعد جهد جهيد وقلت
….. ما شاء الله هكذا يكون الجبن
رأيت فى العيون سخرية ماكرة ، عرضت على الطفلين قطعه ولكنهما امتنعا
(( طبعا أمهما هى السبب ))
أكملت عشائى وتناولت خلاله نصف كيلو جبن شنخوانى وغادرت المائدة وان أترنح من هول العذاب
بعد صلاة الفجر فتحت الثلاجة وأحضرت السكين وأخذت أقطع الكرة اللعينة إلى مربعات صغيره
ووضعتها فى علبة أنيقة
فى العمل أخذت أطوف بمكاتب الزملاء حاملا العلبة فى يدى وأنا استحلفهم بالله ألا يرفضوا مشاركتى
هذا النوع الجديد من الجبن زاعما أنه جبن فرنسى اسمه
( فاتلوا ) أحضره أخى معه من فرنسا أمس
تناولوا الجبن بتلذذ ( جُبِلَ الناس على حب كل ما هو مجانى )
….
….
عدت إلى المنزل سعيدا بالتخلص من هذا البلاء ممنيا النفس بغذاء شهى ينسينى معاناة تلك الليلة
الرهيبة
على الغذاء سألتنى زوجتى أين ذهبت كرة الجبن
…… أكلت منها فى الإفطار وأخذت الباقى إلى العمل حيث أنها جميلة جدا مع الشاى ولمحها الزملاء
فتختطفوها من بعضهم البعض
صمتت و أُفحمت تماما
(( أخيرا انتصرت عليها))
تناولت الغذاء ودخلت إلى سريرى لأنام القيلولة
استيقظت قبل المغرب وتوضأت وبينما أرتدى ثيابى دخلت زوجتى وعلى وجهها ابتسامة جميلة ووجها
ينم عن فرحة غريبة لا أفهمها
(( هاهى أول نتائج انتصارى عليها ))
……. هل نمت جيدا يا حبيبى
….. الحمد لله
…… زينب زوجة حسين زميلك بالعمل اتصلت بى
…… وماذا تريد
…… طلبت منى أن أسألك سؤالا
…… خيرا إن شاء الله
……. تسال إن كنت تعرف من أى محل فى باريس أحضر أخوك جبن (فاتلوا ) لأن أختها مسافرة
غدا وهى تريد تذوقه بعد أن حكى لها زوجها عن جمال هذا الجبن الذى تذوقه من يدك الكريمة
((رباه ما هذا الحظ ألا يمكن أن أظل منتصرا لنصف يوم فقط!!!!!!!!!!))
ولكم شكرى وتقديرى
(يتبع ....)