مقدمة
أكثر ما يلفت النظر في شوارع أحياء الخرطوم الطرفية
(الضواحي طرف المدائن) هي ناقلات الركشة التي إنتشرت مؤخراً
وعلى الرغم من الضوضاء الذي تجلبها الركشة لركابها إلا أنها أيضاً تمنحك شعوراً بالخصوصية ناهيك عن إنسيابية الحركة وسرعتها فإذا كان الشارع يعاني من إختناق مروري فالركشة لها مخارج عديدة وأحياناٌُ تضطر إلى الخروج كلياًُ من الشارع فلا إنتظار ولا ضياع وقت.
وقد تفنن سائقو الركشات حالياً في تزيين ركشاتهم بشتى ضروب وأنماط الزخارف والبهرجة والزينة فتبدو كالعروس في ليلة الزفاف وثمة كراهية تقليدية قد نمت وترعرعت مؤخراً بين سائقي تلكم الركشات المزركشة وسائقي سيارات الأمجاد
ربما كانت نتيجة لمشاعر الغيرة التي تنتاب سائقي الأمجاد أحياناً لمزاحمة الركشات لهم في خطف الركاب أو لمضايقتهم في الطريق لست أدري!!!
دعوني عبر هذا البوست ألقي الضوء على سائقي الركشات والمفارقات التي تعتريهم يومياً مع جموع الركاب ومشاويرهم التي لا تنتهي.
وقفت سهام مع صديقتها روان على قارعة الطريق في مكان قصي بلفة الكلاكلة
وقد فرغن على التو من التسوق في ذلك السوق العجيب الذي يقصده القاصي والداني وفجأة مرت ركشة زاهية الألوان قد تم زركشتها بعناية فائقة حتى السائق قد تأنق في مظهره وقد إرتدى قميصاً (نص كم) كُتب عليه من ناحية الأمام عبارة (ياهو ده السوادن) ونقش على أسفله خارطة مصغرة للسودان وتوقفت الركشة أمام البنات وأخرج السائق رأسه من على النافذة وقال لهن: " ماشات وين يا بنات؟ صنقعت وللا كلاكلة شرق" فقالت سهام وهي تحمل أكياس البلاستيك التي كانت قد وضعتها على الأرض:
" لا يا أخوي أنحن ماشات التعويضات، تودينا بي كم يا إنت؟ فقال سائق الركشة وهو يلقي نظرة عجلى لساعة كانت قد زينت معصمه:" التعويضات ما بعيدة شوية أنا عايز أحصل الصلاة قوام،،، يللا تعالن بأخذ منكن ثلاثة ألف بس" فقالت سهام لروان وهي تهم بالصعود:" عليكي الله خلينا نتخارج من السخانة دي،، ما تركبي شنو مالك واقفة بتعايني لي كدة،،،
ما مشكلة إن شاء الله أربعة ألف عشان نلحق نطبخ الغداء"
إنطلقت الركشة في طريقها إلى التعوضات وهي تلتوي بين منعطفات الطرقات الترابية منها والمسفلت كالحية الرقطاء بينما إستلقت سهام وقد وضعت أكياس البلاستيك تحت ذراعيها وقالت وهي تخاطب روان:
" روان تذكري محاسن الشايقية اللي كانت بتقرأ معانا في الأساس؟
فقالت روان وهيتضع طرف التوب الذي تهدل من على رأسها:
كيفن ما بعرفها وكنا قاعدين نسميها محاسن رياضيات لأنها كانت فقرية في الرياضيات ومجضمتها لامن غلط ،،،،
لكين ما قلت لي يا أختي مالها محاسن حصل ليها حاة لا سمح الله"
فقالت سهام:" حصل ليها الهناء والسرور عرسها عقبال عندك يوم الخميس الجايي في الشقيلاب" فقالت روان مستغربة:" عليكي الله،،، مشاء الله ومنو سعيد الحظ ده"
فقالت سهام :" والله أنا ما عرفة إسمو لكين حسب الشمار الجاني أظنو والله أعلم قالوا واحد مغترب في الإمارات وقالوا عريس مرطب شديد" فقالت روان متهكمة:" يا أختي المغتربين الأيام دي بقوا موضة قديمة إنتي قايلة القبة فيها شيخ؟"
فقال سائق الركشة وقد أعجبه رد روان:" والله كلامك صح يا أختي الواحد فيهم ما عنده حاجة ويقعد يتسوى ما عارف كيف ويتقندف على الفاضي والله نحن ناس الركشات ديل الواحد يوميته أحسن من يومية أجدع مغترب،،،، يا زولة الإغتراب ده كان زمان في الثمانينات" فقاطعت سهام سائق الركشة قائلة: " والعجيبة كمان يا روان أختي تعالي نقولي ليكي،،،
أنقري جايبين منو من الفنانين في العرس ما حتصدقي؟
فأجابت روان:" حيكونوا جايبين منو يعني ود الأمين والله وردي؟
فقالت سهام:" أيوة يا أختي أتريقي ذي ما إنت عايزة
لكين الفنانين الكبار ديل حسع ما قاعدين يجبيوهم في أعراس ،،،،
تشوفيهم بس في التلفزيون والقنوات الفضائية "
فقالت روان وقد ضاقت ذرعاً من الشمار:
"طيب يا أختي قولي لينا إنتي حيكونوا جايبين منو يعني؟"
فقالت سهام:" جايبين أحمد الصادق مرة واحدة إيه رأيك؟
فقالت روان وهي تكتم نبرات الضحك:
" طيب إيه رأيك لو قلت ليكي أنا ما عارفة فنان بالإسم ده؟"
فقالت سهام وقد إستشاطت غضباً:
" أجي يا أخواني!! بتبالغي عديل كدة يا روان!!
حرام عليكي،،، معقولة ما بتعرفي تيمان الصادق أحمد وحسين"
فقالت روان:" بري يا يمة الله يقتلني كان سمعت بيهم
وبعدين أنا الفنانين الشباب ديل قاعدين يجيبو لي الضغط والسكري بعيد عنك"
فقال سائق الركشة يخاطبهن:
" يا بنات نحن وصلنا التعويضات نازلات وين؟
فقالت سهام وهي تهم برفع الأكياس:
" أول لفة على اليمين لوسمحت"
نواصل في حلقة أخرى
أكثر ما يلفت النظر في شوارع أحياء الخرطوم الطرفية
(الضواحي طرف المدائن) هي ناقلات الركشة التي إنتشرت مؤخراً
وعلى الرغم من الضوضاء الذي تجلبها الركشة لركابها إلا أنها أيضاً تمنحك شعوراً بالخصوصية ناهيك عن إنسيابية الحركة وسرعتها فإذا كان الشارع يعاني من إختناق مروري فالركشة لها مخارج عديدة وأحياناٌُ تضطر إلى الخروج كلياًُ من الشارع فلا إنتظار ولا ضياع وقت.
وقد تفنن سائقو الركشات حالياً في تزيين ركشاتهم بشتى ضروب وأنماط الزخارف والبهرجة والزينة فتبدو كالعروس في ليلة الزفاف وثمة كراهية تقليدية قد نمت وترعرعت مؤخراً بين سائقي تلكم الركشات المزركشة وسائقي سيارات الأمجاد
ربما كانت نتيجة لمشاعر الغيرة التي تنتاب سائقي الأمجاد أحياناً لمزاحمة الركشات لهم في خطف الركاب أو لمضايقتهم في الطريق لست أدري!!!
دعوني عبر هذا البوست ألقي الضوء على سائقي الركشات والمفارقات التي تعتريهم يومياً مع جموع الركاب ومشاويرهم التي لا تنتهي.
وقفت سهام مع صديقتها روان على قارعة الطريق في مكان قصي بلفة الكلاكلة
وقد فرغن على التو من التسوق في ذلك السوق العجيب الذي يقصده القاصي والداني وفجأة مرت ركشة زاهية الألوان قد تم زركشتها بعناية فائقة حتى السائق قد تأنق في مظهره وقد إرتدى قميصاً (نص كم) كُتب عليه من ناحية الأمام عبارة (ياهو ده السوادن) ونقش على أسفله خارطة مصغرة للسودان وتوقفت الركشة أمام البنات وأخرج السائق رأسه من على النافذة وقال لهن: " ماشات وين يا بنات؟ صنقعت وللا كلاكلة شرق" فقالت سهام وهي تحمل أكياس البلاستيك التي كانت قد وضعتها على الأرض:
" لا يا أخوي أنحن ماشات التعويضات، تودينا بي كم يا إنت؟ فقال سائق الركشة وهو يلقي نظرة عجلى لساعة كانت قد زينت معصمه:" التعويضات ما بعيدة شوية أنا عايز أحصل الصلاة قوام،،، يللا تعالن بأخذ منكن ثلاثة ألف بس" فقالت سهام لروان وهي تهم بالصعود:" عليكي الله خلينا نتخارج من السخانة دي،، ما تركبي شنو مالك واقفة بتعايني لي كدة،،،
ما مشكلة إن شاء الله أربعة ألف عشان نلحق نطبخ الغداء"
إنطلقت الركشة في طريقها إلى التعوضات وهي تلتوي بين منعطفات الطرقات الترابية منها والمسفلت كالحية الرقطاء بينما إستلقت سهام وقد وضعت أكياس البلاستيك تحت ذراعيها وقالت وهي تخاطب روان:
" روان تذكري محاسن الشايقية اللي كانت بتقرأ معانا في الأساس؟
فقالت روان وهيتضع طرف التوب الذي تهدل من على رأسها:
كيفن ما بعرفها وكنا قاعدين نسميها محاسن رياضيات لأنها كانت فقرية في الرياضيات ومجضمتها لامن غلط ،،،،
لكين ما قلت لي يا أختي مالها محاسن حصل ليها حاة لا سمح الله"
فقالت سهام:" حصل ليها الهناء والسرور عرسها عقبال عندك يوم الخميس الجايي في الشقيلاب" فقالت روان مستغربة:" عليكي الله،،، مشاء الله ومنو سعيد الحظ ده"
فقالت سهام :" والله أنا ما عرفة إسمو لكين حسب الشمار الجاني أظنو والله أعلم قالوا واحد مغترب في الإمارات وقالوا عريس مرطب شديد" فقالت روان متهكمة:" يا أختي المغتربين الأيام دي بقوا موضة قديمة إنتي قايلة القبة فيها شيخ؟"
فقال سائق الركشة وقد أعجبه رد روان:" والله كلامك صح يا أختي الواحد فيهم ما عنده حاجة ويقعد يتسوى ما عارف كيف ويتقندف على الفاضي والله نحن ناس الركشات ديل الواحد يوميته أحسن من يومية أجدع مغترب،،،، يا زولة الإغتراب ده كان زمان في الثمانينات" فقاطعت سهام سائق الركشة قائلة: " والعجيبة كمان يا روان أختي تعالي نقولي ليكي،،،
أنقري جايبين منو من الفنانين في العرس ما حتصدقي؟
فأجابت روان:" حيكونوا جايبين منو يعني ود الأمين والله وردي؟
فقالت سهام:" أيوة يا أختي أتريقي ذي ما إنت عايزة
لكين الفنانين الكبار ديل حسع ما قاعدين يجبيوهم في أعراس ،،،،
تشوفيهم بس في التلفزيون والقنوات الفضائية "
فقالت روان وقد ضاقت ذرعاً من الشمار:
"طيب يا أختي قولي لينا إنتي حيكونوا جايبين منو يعني؟"
فقالت سهام:" جايبين أحمد الصادق مرة واحدة إيه رأيك؟
فقالت روان وهي تكتم نبرات الضحك:
" طيب إيه رأيك لو قلت ليكي أنا ما عارفة فنان بالإسم ده؟"
فقالت سهام وقد إستشاطت غضباً:
" أجي يا أخواني!! بتبالغي عديل كدة يا روان!!
حرام عليكي،،، معقولة ما بتعرفي تيمان الصادق أحمد وحسين"
فقالت روان:" بري يا يمة الله يقتلني كان سمعت بيهم
وبعدين أنا الفنانين الشباب ديل قاعدين يجيبو لي الضغط والسكري بعيد عنك"
فقال سائق الركشة يخاطبهن:
" يا بنات نحن وصلنا التعويضات نازلات وين؟
فقالت سهام وهي تهم برفع الأكياس:
" أول لفة على اليمين لوسمحت"
نواصل في حلقة أخرى