طه
تروي الروايات ان هذه الواقعة وقعت حوالي عام 1818 ميلادية وكانت الواقعة الشهيرة بقتل أحد فرسان البطاحين حمد ود دكين زعيم الشكرية واحتمي البطاحين بابناء عمومتهم الجعلين وعلي رأسهم المك نمر وكادت الحرب تقع بينهم ولكنها انتهت الي الصلح .
وصور الشاعر الكبير إبراهيم العبادي هذه الواقعه مع إضافات أدبيه جمه ومحسنات أفضت بها إلي مسرحية شعريه بقت أثر عظيم لتلك الواقعة التي تناسي التاريخ سببها الأصلي وبقيت أبيات الشعر وألحان القوافي .
هذه المسرحية قدمتها فرقة الرواد المسرحية على خشبة المسرح القومي بامدرمان
في العام 1968م و استمر عرضها حتى عام 1971م وقد لاقت نجاحا واقبالا شديدا
خاصة بعد أن طافت أقاليم السودان حيث كانت مدينة شندي آخر محطة للعرض
ثم تجمعت الفرقة مرة أخري و قدمت آخر عرض لهذه المسرحية على خشبة مسرح نادي
العمال بالخرطوم وكانت المناسبة هى عيد العمال و كان ذلك في العام 1976 بحضور الأستاذ إبراهيم العبادي .
فرقة الرواد المسرحية كان معظم أعضائها من العمال في النقل الميكانيكي ومصلحة لمخازن والمهمات و كانوا هواة يتمتعون بموهبة عظيمة في التمثيل .
كانت المسرحية من إخراج المرحوم احمد عثمان عيسى وقد لعب هو نفسه دور طه،
المرحوم ميرغنى خليفة عثمان لعب دور حمد ود دكين .
الأستاذ إبراهيم حجازي لعب دور ود النعيسان
ابراهيم احمد حمد لعب دور المك نمر .
قال طه :
أخوك يا ريا وكت الخيول بدبكن
أخوك يا ريا وكت الرماح يتشبكن
أخوك جبل الثبات وكت القواسي بحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا :
وراك أسود علي ما نمت اسع طيب
قال طه :
بسم الله قولي أخو طيب طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلا الشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شويه تجي الهموم لاحقاهو
الصف ابلبوس أنا ما بخافو لقاهو
ياليت الحلم في صحيا كان بلقاهو
قالت ريا :
كعب نوم النهار أمس العصير كنت نايمه
رأيت قدام الفريقنا أشوف صقوراً حايمه
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في القايمه (1)
قال طه :
وانتي كمان رأيتي صقور عباره غريبه
علامتا كافية ظنيت الحكايه قريبه
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبه
هادي الحله بي عيني أشوف تخريبه
قالت ريا:
تف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدغري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما ابتشيلني وطاها
وقعدت ريا تبكي:
رد عليها طه وقال :
ما بفيد البكاء وكلامي احسن تنسي
قالت ليه ريا :
كيف ما أبكي وكيف أفوت مراتع أنسي
افقد كل شي عزي ورجالي وانسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي أنسي
كنا في سيرة لقاء طه وريا وهم بيحكوا لي بعض قصة الحلم
قال طه :
فال الخير أخير ما شفنا شيناً جدت
كلا لشفنا أحلام في طريقه إتعدت
قبل الليلة إيد لحمان قطْ ما اتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا :
خير إنشاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف وأشوف هناك و أفراحك
قال طه :
خير الزول يقول مهما الامر يتهول
قالوا الناس علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناه إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الوري بتتقول
قالت ريا :
وريني الحلم التورك مذهول
قال طه :
أصبري لي أروق حبل الفكر مبهول (2)
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحده شفت النار وشفت الهول
أحكيلك تمام الشفتو ما بتغابه
جايين العصير أنا وإنتي من الغابه
سايقه ليك بهم قدامي بي رقابه
بينا والفريق إتولعت تقابه
قدر ما نشوف قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفنا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من عطش واخوك يابس ريق
فترتي قعدتي , انا محتار جلست وراكى
حاقبه الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكى
وكت بعد البهم لى قسعو قمتى براكى
غسعتي وجيتي ومعاك كور صقور تبراكى
تبت بي عجل شافنى جفلن و طارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يالضامره
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامره
سيل تلوى اندفق فوقو السحائب هامره
حجر الصاقعه فرتاك الصفوف العامره
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وقت بي ريشو رقد اتكفن
قالت له ريا :
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفن
بعد ان بدأ طه يطمئن ريا اراد ان يقطع الشكوك والمخاوف من تحقق هذا الحلم بالزواج من بنت عمه ريا فقال :
نحمد ربنا الليلة مات عارِضنا
وان كان عمروا طال يا ريا كان قارضنا
يلحقوا بي عجل ديش همنا المارضنا
نبدا زواجنا بكرة منو البيجي يعارضنا
بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح لبفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقوا ترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا (3)
يحضروا اهلنا فرحانين يباركوا عرسنا
كل بطحاني يفرح بي عرسنا مناه
ساعة جمعتن بيتنا يتم بناه
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضضقناه
سمح الزول صبي يد ويربي جناه
طبعاً ريا ما قبلت الكلام ده لانو ابوها عبد الله المعروف بابو كبس ما تمّ سنه من وفاته والناس في حالة حداد فقالت :
ده الاعوج تراه والشين نهايه حدو
إن شاع ده الخبر يملا الفريق لي حدوا
يقولوا ابكبس من دخل ود احدو
فرحوا وعرسو لا موجعن لا حدو
إن كان في الفريق ماتت مريه ذليله
لي الحول يرفعوا العرس الدخلتوا الليله
خليه ابكبس راجل الرجال ودليله
إن كان بي قبيلة تعدوا تبقي قليلة
خليه الكلام وعرسنا في ده الحال
من بالك أمرقو محال والف محال
علي ميتت ابوي لي الليله حول ما حال
نصبح بكره ونسه وبهادل حال
رد عليها طه وقال ليها :
الموت ما شمت غاية البخود والببروا
والموت والحزن ما جابو زول من قبرو
الزول في الشدايد أولي يلزم صبروا
يترجي الكريم مولاه كسره يجبروا
بنخاتر منو الوجعه هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
في آخر المراح دايماً تجي الفترانا
هادة الحد ندوس والناس عقب تبرانا
بعدين ريا شافت تحسم موضوع العرس ده مع طه وانه لازم يتم السنة كالعادة المتعارف عليها في الحداد :
فقالت :
الناس بالمكارم والفعال بتباهو
زي الفطرة ينشا الزول حسب مرباهو
عاة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس ثوب قبيلته ان داره ولا اباهو
من الليلة حول مضيوه تاني اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد ان سلم
رد عليها طه :
تاني امضي حول وانا بالحسا اتالم (4)
علي حكمك صعب انا قابله ما بظلم
نستني السنة قاسية وصعيبه علينا
ردت عليه ريا :
تم الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادة البلد لا زدنا لا قلينا
إن شاء الله السنة بي خيرة عايده علينا
يا طه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد ديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبار الراحو
قالو العربي ما بنعز كان ما مراحو
وتقوم ريا فايته علي الفريق وطه يعاين فيها وهي ماشه ويقول :
ياليت السعادة ان كان وقت ايديه
كنت اعيش غني في الدنيا بالزنديه
علي حكموا ناسي الفب اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا
اه يا رب ارحم صبري امس ضنين
يمحف ديه السنه ربي الحليم وحنين
يخصمه من حياتي رضيت بعشرة سنين
وهنا ريا داخله علي الفريق لاقوها خمسة عرب راكبين زواملم " وده بداية الحلم الشافتوا ريا وشافوا طه " العرب قربوا من ريا قام واحد من العربان المع ود دكين شيخ العرب نادي ريا وقال :
بالضيفان تمري لا لام لا كلام
صدقوا اهل المثل توب العرب صح لام
قامت ريا ردت عليه :
حبابكم عشرة ومن دون كشرة والف سلام
يا وجوه العرب المتلي ما بتلام
انا بت الرجال اهل الدرق والسيف
بت الما بهموا بي حساب الخريف والصيف
بت البحجو لى المرقوب بكرموا الضيف
انا ريا كان شفتكم افوتك كيف
قام العربي قال ليها :
من وين في الاهل كفاك فخر يا بنية
ردت عليه ريا :
انا بت البيوت المن بعيد معنيه
بى فوق السما نفوسنا وبيوتنا حنيه
انا بت ابكبس في النسبه بطحانيه
قام رد عليها ود دكين طبعاً عرفها انها هي زولتوا العاوز يعرس زاته فقال :
عبد الله ابكبس عز البطانه وفخري
في راس العرب بنعد ماهو الوخري
كريم وهميم كان للقبائل دخري (5)
بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخري
توقد ناره ديمه الما بكوس الجمره
وفي الضيفان يهوش سكينو دايماً حمره
بي كاس ما عبر لبنو بيجيك بالعمره
هيلو الشكرة هيلو الرئاسه هيلو الامره
المرحوم ابوك كان للقبيله غطاها
عزك قديم عمك حسين ابو طه
ان شاء الله اخوك دي السكه ما تخطاها
بقصد بيها ود عمها طه يعني هل هو في مكانه ابواتوا
فردت عليه ريا قايله :
كما يسد مكانن قدموا ليش يوطاها
( يعني ماشي في الواطه ليشنو غير اكرام الضيف واغاثة الملهوف(
لا يفوت ولا يموت الساحتو يوت مغشيه
تقابة الفريق يوقد صباح وعشيه
زايد في الرجال طالق قفاي ووشيه
رد عليها و دكين :
ما دخل التراب البركه في الذريه
والخلاك وراه ما بقولوا مات يا ريه
دايما في القبائل سيرة ابوك مطريه
بيكي وبي اخوك تزيد وديه المطريه
قام واحد من العرب داير يعرفا انه ده شيخ العرب ود دكين فقال :
ما بتسألي لامن وين ولا وين ترسو
قالتلوا ريا :
كيف العربي يسأل ضيفو كيفن تنسوا
أول بكرموا ويخابروا ساعة أنسو
من مقلب حديث يعرف أبوه وجنسوا
فرد عليه العربي :
عملتي حسابو ضيفك وكرموا وجبتيه
يخجل كان سألتي وإسمو ما عرفتيهو
إسم شيخ العرب سامعابو ما شفتيه
ده خريف البطانه المالوا فيها مشارك
هيلوا السارحه هيلوا الصاهله هيلوا البارك
ما وقع لك كلامي ساكته لي شنو خبارك
فخرك ود دكين جاك في فريقك زارك
ردت عليه ريا :
اهلا حبابو العزو ماهو لفايه
اب ناراً تولع للضيوف دفايه
بي شيخ العرب الإفتخار ما كفايه (6)
تابعو إنت جانا نجري ونخدموا حفايه
رد عليها ود دكين :
بارك ربي فيك عقلك يدوم يا ريا
كرمك ماهو كلفه ديه طبعتك فطريه
إياك بت التلوب والسمته فيك محريه
قديم فوت البطاحين عزه للشكريه
في الوقت داك جاء طه ووجدتهم واقفين فقال :
مرحبتين حباب مرحب خريفنا الزارنا
حباب شيخ العرب اتشرفنبوا ديارنا
حباب راس العرب البيهو كل مدرنا
تنزلوا في الدرب مالنا ماتت نارنا
رد عليه شيخ العرب:
حباب طه الضرس والفي الصهيباب راس
الجود والكرم يلك قديم ميراس
نارك ما بتموت با ولده الفراس
قاصدين ام شديد ومعانا عوجه راس
رد عليه طه :
لعدوك العوج يا الفي الكبس سراي
راسك ما بدوس مليان رجاله وراي
باكر لي ام شديد اركب معاك براي
يا شيخ العرب لاكن تختوا كراى
طبعاً شيخ العرب ما فهم كلمة كراى ديه فقال لي طه :
هادي الشورة يا طه الغلبني دليله
كل البزمه القاهو فيك قليله
رد عليه طه شارح ليه كلمة كراي :
كراي الدايروا تبقوا ضيوفنا انتو الليلة
ترقدوا في الفريق حتي ان عشانا بليله
رد عليه ود دكين :
مسكنا الدرب أسرع قوام ما تلعب
دارك ديمه عامره والسمح ما بكعب
يكفين الوصف لاتشد جمل لا تتعب
وهدنا الطريق عقب الوصول ما بصعب
رد عليه طه:
يمين تغشوا الفريق بتفوتوا نحنا مقابر
رد عليه شيخ العرب :
عامر انشاء الله ديمه اياك مرسى العابر
مشطوطين خلاص مسكنا في دريب جابر
نخاف عوج الطريق منو لي المقدر خابر
رد عليه طه : (7)
دريب جابر مزم والسكه سالكه ورايقه
فرقان ما بتلاقيك ما بتعوقك عايقه
اخذ خاترنا نحنا قالوا واصله السايقه
بتراوح ام شديد باكر زواملك فايقه
رد عليه ود دكين :
الزول ان وعد شين ميعادو يخلفو
في ربط اللسان يسخابو دمو يتلفو
سفري الليله فيه زولين ما بختلفو
ضروري اصل ام شديده علي وعد بي حلفو
ما بعرف ازوق من نشيت تبيت
فريقكم لي فريق وبيتكم يمين لي بيت
اجيك ديناً علي حتي إن بقيت حبيت
هاك وعداُ نجيض ارجانا بكره مبيت
شوفتي للفريق ايام بكي ابواتك
ما غابني حالك سمعت بي نخواتك
فريقك بكره ضيفوا وما بفوتوا وحاتك
إلا أحققك وبراي اشوف نفحاتك
يا ود الهميم النفسوا ما معارضاه
كرم الضيف عليك مكانه ابوك فارضاه
جاييك في امر ان تابه وان ترضاه
غيرك ما بكوس واملي بس تقضاه
رد عليه طه :
غرضك مقضي كان احتاج لخيل وجمال
والضان والابل سارح يمين وشمال
رد عليه ود دكين :
فوق القولتو انا لي فيك امال
رد عليه طه:
بي دمي الغرض اقضاهو خلي المال
المهم طه زي فهم شيخ العرب وده ماشيلوا جاي وطه ماشيلوا علي المال
فرد عليه شيخ العرب :
دي المأموله فيك وين الدرب خترنا
رد عليه طه :
دربكم في السلم
قالوا شيخ العرب :
والله تب ما ودرنا
بكره نجيك ان قلينا ولا كترنا
وهنا ودعهم شيخ العرب وسار بي جماعته قاصد ام شديد وعلي اساس في اليوم التاني ينزل ضيف علي طه وقبيلة البطاحين (8)
وفي اليوم التالي طلع طه مع ريا منتظرين ود دكين حسب موعده معاهم وفي الحديث قال لي ريا :
في البال لي ضمير شيخ العرب متعوب
قايم نفسه يختف في الكلام مرعوب
ما خاتيلوا شئ ما شوفتي كيف مرعوب
حمد ود دكين مرتع دياروا وربعوا
ده الشئ السمعتوا من الاباه والتبعو
الراجل فاعيلوا يبين لك طبعوا
انا ود الخلا البعرف اسوده وضبعو
ردت عليه ريا :
اعوج كان يخلف الليله ميعاد جيتو
رجال وحريم كل اهل الفريق في رجيتو
قطعوا السارحه كل زول في مراحو سعيتو
كبار وصغار و حتي الراعي خله رعيتو
قال ليها طه :
محال يخلف محال قال جايبو غرضاً عندي
ردت عليه ريا :
كان غرضاُ صعب ؟؟؟؟؟
رد عليها طه :
كان رأس نمر في شندي
وعدتوا أقضاه وابذل كل جهدي العندي
كان بالمال وكان بالراى وكان بي زندي
قالت ريا :
هيلك من زمان غنت البجيك تحجالوا
لاكين ود دكين عامر قديم برجالو
قال ليها طه :
يا ريا الكلام ده اخير تقفلي مجالو
وكت اوعدته بقضالو غرضو الجالو
وفي وقفه طه وريا يجوهم ثلاثه من ابناء البطاحين عبدالله وخلف الله وأحمد
قال عبد الله :
سلام يا طه
قال طه :
مرحب بي كبار قبيلتي وعزي
مرحب بالاسود البفقعوا المستهزي
ريا جات قبيلتك فوقه انكعى هزي
وإن زحينا يوم الحارة قرنك جزي
ردت عليه ريا :
اولاد بطحان تعيشوا ويزيد مراحكم ناير
وناركم في سرات الوادي تهدي الحاير
بتحلو المضيق وتصدوا غارات الغاير
ما هيلم تزحوا غن كان يزح الداير (9)
قام خلف الله لما سمع الكلام ده خاف وارتجف واصابته خوفه كده
فناداه عبدالله قال :
خلف الله ولدي اقعد قبال ود عمك
كلام ريا هادا بشوفه غير دمك
من زمن بعيد أتمني أسمع نمك
فرج همنا مولاي يفرج همك
دوبينا ......قول ... دوبينا
قال خلف الله :
الولد البخاف من القبيلة تلومو
بخلف ساقوا فوق تيساً رقيق قدومو
اما يجيب رضوه البهم البينقر فومو
وإما تخامشن قدح الرماد حرومو
سنابك حضر الطافه و جرايدك نوا
كورك سال و مزيقا و رطانه و عوا
الخلاني فوق نار أم لهيب أتلوي
النوم شفتو يا قرد القلوع شن سوا
أكل الشلخه لامن كمل المنسية
شمخ الحورى لبعصه عريب بت ريه
أكان ما أسكت الباكيات و أخلف الكيه
قوله أبو فاطنه يا الصادق خساره عليا
خرير دوماتو فوق عاجن رسن متلاقيه
يا الغول النقيب سويلو سوق الساقيه
بت معز الخلا الفوق الكجر متاقيه
عكرناها يا أمروبه النشوف الباقيه
وبعدين ظهر ود دكين في جماعته جايين علي الفريق
فقال طه :
هداك ود دكين بي زمله بان شفناه
دار اليوم يروح خلف الوعد خفناه
الراجل في الاصول ما خاتي لي معناه
يا ريه استعدي الزول جمعنا عناه
ولما وصلوهم ود دكين قال :
قلنا جاهم شيخ العرب فقال:
ولاد بطحان سلام اهل النبا و الشكره
سلام عز العرب اهل الفحل والبكره
سلام يا طه يا راس الكرم والضكره
جيت لي غرضي يا طيب الاصل والذكره
رد عليه طه :
مرحبتين حباب مرحب خريف الرازه
حباب شيخ العرب البيه القبائل عازه
حباب سيف العرب البيه هاشه وهازه (10)
في يمنك قبيلتاً ما تقبل فازه
قام عبد الله قال : هيا جايهو الزمل
رد شيخ العرب :
خليه يا عبد الله
غرضي إن كان ما أنقضى أنا زملي ما بتدله
رد عيه طه :
الناس في رجاك من الصباح في مله
كدي شوف الطعام شيخ العرب بسم الله
رد شيخ العرب :
ما بأكل طعام كان ما حساب اتضرب
وقضيان الغرض فيكم حقيقه مجرب
الامر العنيتو كما اتدرب
ما بنفعني اكل وما بيرويني مهما اشرب
كانت العرب لا تمتنع عن تناول طعام قوم الا لوقع امر جلل وامر هام فيحاول اهل الدار واهل القبيله تلبيه ذلك الامر مهما كلف ومهما كان ثمينا
فقام عبدالله وقال:
ياشيخ العرب امرك خلاص همانا
قول غرضك عديل خصصنا او عمانا
عسع نقضى ليك في محلنا اللمانا
كان بي مالنا كان بي دمانا
رد ود دكين " شيخ العرب: "
عندكم الغرض لا بدور قلم لا ورقه
ماغرضاً تسافرو لو وتقيسوا الفرقه
يقضي ان قولتوا خير مابدورلو سيف لا درقه
وان قلتوا لا يروح شمار في مرقه
ما مقبوض وجيتكم لاجي فوقي جنيه
بي خيري ومراحي وتاني نفسي غنيه
جاييكم نسيب تدوني بطحانيه
رد عليه عبدالله :
خير سميها
رد ود دكين:
في بت ابكبس لي نيه
قال عبد الله :
يفتخروا البطاحين ساحتم راحبالك
لكن ريا امرها مقضي من قبالك
فات فيها الفوات لي طه هاد قبالك (11)
من دون ريا قول الدايروا في بالك
ده فريق الصهيباب مافيهو واحده حقيره
مال ورجال وعز في الحله مافي فقيره
كثير الزي ريا مليان البلد من غيره
ان درت الضغار وان كان قصدت صغيره
قام شيخ العرب قال :
إن مال الشجر ما بكسرن فراعو
وقمحان الطلب لي المابجيبه ضراعو
ليه يا أهلنا البيناتنا ما بتراعوا
القال راسي موجوعني يربطولوا كراعو
قام عبد الله قال :
حبل المهله يربط انت ارتاح بيت
بكره نمر سوي ونلفي البيوت بيت بيت
سمي الدايره ولوم البقولك ابيت
رد عليه شيخ العرب :
يمين بالله غير الغايه مالي مبيت
هنا طه حز الكلام في نفسه لانه شيخ العرب بينوا ليه انه ريا مخطوبه وبعد ده هو بصر وبجادل فقام طه وقف وقال :
يا شيخ العرب أمرك بشوفو حقاره
وما جايباك مره الجابتك بس غارة
وقرناك كثير ونفسك ابيت وقاره
خبرك هادا ما دايرلو دق نقاره
قام واحد من اعوان شيخ العرب اسمه علي ووجه الكلام لي طه وقال :
قبلك في اللجج يا طه راحو الهدو
تتجاسر علي شيخ العرب بتهدو
زولكم ماعقل يا كبار كما تهدو
بعنادوا الفريق خايف يسبب هدو
هنا جو المجلس توتر وقام طه قال :
انا المالح الكارب خريفي وصيفي
المثلك تبيع ما بطول فوق قيفي
كما الليله في بيتي وبعدك ضيفي
في الشي السمعتو برد عليك بي سيفي
هذه الابيات تمثل قيم وجدانية راقية جدا
الحلم عند الغضب( فليس القوي بالصرعة، وإنما القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب، )
علو منزلة الضيف عند العرب
هنا قال شيخ العرب :
كفي يا بطاحين فيكم اتغشينا
كرمكم جانا طامح رخصه اتعشينا
بعد الشى السمعنا كان ما مشينا
خايف في اجتماعنا تقع وقايعاً شينه
في وداعة الله عقب بيناتنا ما في علاقه
تروي الروايات ان هذه الواقعة وقعت حوالي عام 1818 ميلادية وكانت الواقعة الشهيرة بقتل أحد فرسان البطاحين حمد ود دكين زعيم الشكرية واحتمي البطاحين بابناء عمومتهم الجعلين وعلي رأسهم المك نمر وكادت الحرب تقع بينهم ولكنها انتهت الي الصلح .
وصور الشاعر الكبير إبراهيم العبادي هذه الواقعه مع إضافات أدبيه جمه ومحسنات أفضت بها إلي مسرحية شعريه بقت أثر عظيم لتلك الواقعة التي تناسي التاريخ سببها الأصلي وبقيت أبيات الشعر وألحان القوافي .
هذه المسرحية قدمتها فرقة الرواد المسرحية على خشبة المسرح القومي بامدرمان
في العام 1968م و استمر عرضها حتى عام 1971م وقد لاقت نجاحا واقبالا شديدا
خاصة بعد أن طافت أقاليم السودان حيث كانت مدينة شندي آخر محطة للعرض
ثم تجمعت الفرقة مرة أخري و قدمت آخر عرض لهذه المسرحية على خشبة مسرح نادي
العمال بالخرطوم وكانت المناسبة هى عيد العمال و كان ذلك في العام 1976 بحضور الأستاذ إبراهيم العبادي .
فرقة الرواد المسرحية كان معظم أعضائها من العمال في النقل الميكانيكي ومصلحة لمخازن والمهمات و كانوا هواة يتمتعون بموهبة عظيمة في التمثيل .
كانت المسرحية من إخراج المرحوم احمد عثمان عيسى وقد لعب هو نفسه دور طه،
المرحوم ميرغنى خليفة عثمان لعب دور حمد ود دكين .
الأستاذ إبراهيم حجازي لعب دور ود النعيسان
ابراهيم احمد حمد لعب دور المك نمر .
قال طه :
أخوك يا ريا وكت الخيول بدبكن
أخوك يا ريا وكت الرماح يتشبكن
أخوك جبل الثبات وكت القواسي بحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا :
وراك أسود علي ما نمت اسع طيب
قال طه :
بسم الله قولي أخو طيب طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلا الشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شويه تجي الهموم لاحقاهو
الصف ابلبوس أنا ما بخافو لقاهو
ياليت الحلم في صحيا كان بلقاهو
قالت ريا :
كعب نوم النهار أمس العصير كنت نايمه
رأيت قدام الفريقنا أشوف صقوراً حايمه
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في القايمه (1)
قال طه :
وانتي كمان رأيتي صقور عباره غريبه
علامتا كافية ظنيت الحكايه قريبه
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبه
هادي الحله بي عيني أشوف تخريبه
قالت ريا:
تف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدغري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما ابتشيلني وطاها
وقعدت ريا تبكي:
رد عليها طه وقال :
ما بفيد البكاء وكلامي احسن تنسي
قالت ليه ريا :
كيف ما أبكي وكيف أفوت مراتع أنسي
افقد كل شي عزي ورجالي وانسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي أنسي
كنا في سيرة لقاء طه وريا وهم بيحكوا لي بعض قصة الحلم
قال طه :
فال الخير أخير ما شفنا شيناً جدت
كلا لشفنا أحلام في طريقه إتعدت
قبل الليلة إيد لحمان قطْ ما اتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا :
خير إنشاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف وأشوف هناك و أفراحك
قال طه :
خير الزول يقول مهما الامر يتهول
قالوا الناس علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناه إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الوري بتتقول
قالت ريا :
وريني الحلم التورك مذهول
قال طه :
أصبري لي أروق حبل الفكر مبهول (2)
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحده شفت النار وشفت الهول
أحكيلك تمام الشفتو ما بتغابه
جايين العصير أنا وإنتي من الغابه
سايقه ليك بهم قدامي بي رقابه
بينا والفريق إتولعت تقابه
قدر ما نشوف قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفنا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من عطش واخوك يابس ريق
فترتي قعدتي , انا محتار جلست وراكى
حاقبه الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكى
وكت بعد البهم لى قسعو قمتى براكى
غسعتي وجيتي ومعاك كور صقور تبراكى
تبت بي عجل شافنى جفلن و طارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يالضامره
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامره
سيل تلوى اندفق فوقو السحائب هامره
حجر الصاقعه فرتاك الصفوف العامره
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وقت بي ريشو رقد اتكفن
قالت له ريا :
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفن
بعد ان بدأ طه يطمئن ريا اراد ان يقطع الشكوك والمخاوف من تحقق هذا الحلم بالزواج من بنت عمه ريا فقال :
نحمد ربنا الليلة مات عارِضنا
وان كان عمروا طال يا ريا كان قارضنا
يلحقوا بي عجل ديش همنا المارضنا
نبدا زواجنا بكرة منو البيجي يعارضنا
بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح لبفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقوا ترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا (3)
يحضروا اهلنا فرحانين يباركوا عرسنا
كل بطحاني يفرح بي عرسنا مناه
ساعة جمعتن بيتنا يتم بناه
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضضقناه
سمح الزول صبي يد ويربي جناه
طبعاً ريا ما قبلت الكلام ده لانو ابوها عبد الله المعروف بابو كبس ما تمّ سنه من وفاته والناس في حالة حداد فقالت :
ده الاعوج تراه والشين نهايه حدو
إن شاع ده الخبر يملا الفريق لي حدوا
يقولوا ابكبس من دخل ود احدو
فرحوا وعرسو لا موجعن لا حدو
إن كان في الفريق ماتت مريه ذليله
لي الحول يرفعوا العرس الدخلتوا الليله
خليه ابكبس راجل الرجال ودليله
إن كان بي قبيلة تعدوا تبقي قليلة
خليه الكلام وعرسنا في ده الحال
من بالك أمرقو محال والف محال
علي ميتت ابوي لي الليله حول ما حال
نصبح بكره ونسه وبهادل حال
رد عليها طه وقال ليها :
الموت ما شمت غاية البخود والببروا
والموت والحزن ما جابو زول من قبرو
الزول في الشدايد أولي يلزم صبروا
يترجي الكريم مولاه كسره يجبروا
بنخاتر منو الوجعه هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
في آخر المراح دايماً تجي الفترانا
هادة الحد ندوس والناس عقب تبرانا
بعدين ريا شافت تحسم موضوع العرس ده مع طه وانه لازم يتم السنة كالعادة المتعارف عليها في الحداد :
فقالت :
الناس بالمكارم والفعال بتباهو
زي الفطرة ينشا الزول حسب مرباهو
عاة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس ثوب قبيلته ان داره ولا اباهو
من الليلة حول مضيوه تاني اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد ان سلم
رد عليها طه :
تاني امضي حول وانا بالحسا اتالم (4)
علي حكمك صعب انا قابله ما بظلم
نستني السنة قاسية وصعيبه علينا
ردت عليه ريا :
تم الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادة البلد لا زدنا لا قلينا
إن شاء الله السنة بي خيرة عايده علينا
يا طه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد ديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبار الراحو
قالو العربي ما بنعز كان ما مراحو
وتقوم ريا فايته علي الفريق وطه يعاين فيها وهي ماشه ويقول :
ياليت السعادة ان كان وقت ايديه
كنت اعيش غني في الدنيا بالزنديه
علي حكموا ناسي الفب اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا
اه يا رب ارحم صبري امس ضنين
يمحف ديه السنه ربي الحليم وحنين
يخصمه من حياتي رضيت بعشرة سنين
وهنا ريا داخله علي الفريق لاقوها خمسة عرب راكبين زواملم " وده بداية الحلم الشافتوا ريا وشافوا طه " العرب قربوا من ريا قام واحد من العربان المع ود دكين شيخ العرب نادي ريا وقال :
بالضيفان تمري لا لام لا كلام
صدقوا اهل المثل توب العرب صح لام
قامت ريا ردت عليه :
حبابكم عشرة ومن دون كشرة والف سلام
يا وجوه العرب المتلي ما بتلام
انا بت الرجال اهل الدرق والسيف
بت الما بهموا بي حساب الخريف والصيف
بت البحجو لى المرقوب بكرموا الضيف
انا ريا كان شفتكم افوتك كيف
قام العربي قال ليها :
من وين في الاهل كفاك فخر يا بنية
ردت عليه ريا :
انا بت البيوت المن بعيد معنيه
بى فوق السما نفوسنا وبيوتنا حنيه
انا بت ابكبس في النسبه بطحانيه
قام رد عليها ود دكين طبعاً عرفها انها هي زولتوا العاوز يعرس زاته فقال :
عبد الله ابكبس عز البطانه وفخري
في راس العرب بنعد ماهو الوخري
كريم وهميم كان للقبائل دخري (5)
بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخري
توقد ناره ديمه الما بكوس الجمره
وفي الضيفان يهوش سكينو دايماً حمره
بي كاس ما عبر لبنو بيجيك بالعمره
هيلو الشكرة هيلو الرئاسه هيلو الامره
المرحوم ابوك كان للقبيله غطاها
عزك قديم عمك حسين ابو طه
ان شاء الله اخوك دي السكه ما تخطاها
بقصد بيها ود عمها طه يعني هل هو في مكانه ابواتوا
فردت عليه ريا قايله :
كما يسد مكانن قدموا ليش يوطاها
( يعني ماشي في الواطه ليشنو غير اكرام الضيف واغاثة الملهوف(
لا يفوت ولا يموت الساحتو يوت مغشيه
تقابة الفريق يوقد صباح وعشيه
زايد في الرجال طالق قفاي ووشيه
رد عليها و دكين :
ما دخل التراب البركه في الذريه
والخلاك وراه ما بقولوا مات يا ريه
دايما في القبائل سيرة ابوك مطريه
بيكي وبي اخوك تزيد وديه المطريه
قام واحد من العرب داير يعرفا انه ده شيخ العرب ود دكين فقال :
ما بتسألي لامن وين ولا وين ترسو
قالتلوا ريا :
كيف العربي يسأل ضيفو كيفن تنسوا
أول بكرموا ويخابروا ساعة أنسو
من مقلب حديث يعرف أبوه وجنسوا
فرد عليه العربي :
عملتي حسابو ضيفك وكرموا وجبتيه
يخجل كان سألتي وإسمو ما عرفتيهو
إسم شيخ العرب سامعابو ما شفتيه
ده خريف البطانه المالوا فيها مشارك
هيلوا السارحه هيلوا الصاهله هيلوا البارك
ما وقع لك كلامي ساكته لي شنو خبارك
فخرك ود دكين جاك في فريقك زارك
ردت عليه ريا :
اهلا حبابو العزو ماهو لفايه
اب ناراً تولع للضيوف دفايه
بي شيخ العرب الإفتخار ما كفايه (6)
تابعو إنت جانا نجري ونخدموا حفايه
رد عليها ود دكين :
بارك ربي فيك عقلك يدوم يا ريا
كرمك ماهو كلفه ديه طبعتك فطريه
إياك بت التلوب والسمته فيك محريه
قديم فوت البطاحين عزه للشكريه
في الوقت داك جاء طه ووجدتهم واقفين فقال :
مرحبتين حباب مرحب خريفنا الزارنا
حباب شيخ العرب اتشرفنبوا ديارنا
حباب راس العرب البيهو كل مدرنا
تنزلوا في الدرب مالنا ماتت نارنا
رد عليه شيخ العرب:
حباب طه الضرس والفي الصهيباب راس
الجود والكرم يلك قديم ميراس
نارك ما بتموت با ولده الفراس
قاصدين ام شديد ومعانا عوجه راس
رد عليه طه :
لعدوك العوج يا الفي الكبس سراي
راسك ما بدوس مليان رجاله وراي
باكر لي ام شديد اركب معاك براي
يا شيخ العرب لاكن تختوا كراى
طبعاً شيخ العرب ما فهم كلمة كراى ديه فقال لي طه :
هادي الشورة يا طه الغلبني دليله
كل البزمه القاهو فيك قليله
رد عليه طه شارح ليه كلمة كراي :
كراي الدايروا تبقوا ضيوفنا انتو الليلة
ترقدوا في الفريق حتي ان عشانا بليله
رد عليه ود دكين :
مسكنا الدرب أسرع قوام ما تلعب
دارك ديمه عامره والسمح ما بكعب
يكفين الوصف لاتشد جمل لا تتعب
وهدنا الطريق عقب الوصول ما بصعب
رد عليه طه:
يمين تغشوا الفريق بتفوتوا نحنا مقابر
رد عليه شيخ العرب :
عامر انشاء الله ديمه اياك مرسى العابر
مشطوطين خلاص مسكنا في دريب جابر
نخاف عوج الطريق منو لي المقدر خابر
رد عليه طه : (7)
دريب جابر مزم والسكه سالكه ورايقه
فرقان ما بتلاقيك ما بتعوقك عايقه
اخذ خاترنا نحنا قالوا واصله السايقه
بتراوح ام شديد باكر زواملك فايقه
رد عليه ود دكين :
الزول ان وعد شين ميعادو يخلفو
في ربط اللسان يسخابو دمو يتلفو
سفري الليله فيه زولين ما بختلفو
ضروري اصل ام شديده علي وعد بي حلفو
ما بعرف ازوق من نشيت تبيت
فريقكم لي فريق وبيتكم يمين لي بيت
اجيك ديناً علي حتي إن بقيت حبيت
هاك وعداُ نجيض ارجانا بكره مبيت
شوفتي للفريق ايام بكي ابواتك
ما غابني حالك سمعت بي نخواتك
فريقك بكره ضيفوا وما بفوتوا وحاتك
إلا أحققك وبراي اشوف نفحاتك
يا ود الهميم النفسوا ما معارضاه
كرم الضيف عليك مكانه ابوك فارضاه
جاييك في امر ان تابه وان ترضاه
غيرك ما بكوس واملي بس تقضاه
رد عليه طه :
غرضك مقضي كان احتاج لخيل وجمال
والضان والابل سارح يمين وشمال
رد عليه ود دكين :
فوق القولتو انا لي فيك امال
رد عليه طه:
بي دمي الغرض اقضاهو خلي المال
المهم طه زي فهم شيخ العرب وده ماشيلوا جاي وطه ماشيلوا علي المال
فرد عليه شيخ العرب :
دي المأموله فيك وين الدرب خترنا
رد عليه طه :
دربكم في السلم
قالوا شيخ العرب :
والله تب ما ودرنا
بكره نجيك ان قلينا ولا كترنا
وهنا ودعهم شيخ العرب وسار بي جماعته قاصد ام شديد وعلي اساس في اليوم التاني ينزل ضيف علي طه وقبيلة البطاحين (8)
وفي اليوم التالي طلع طه مع ريا منتظرين ود دكين حسب موعده معاهم وفي الحديث قال لي ريا :
في البال لي ضمير شيخ العرب متعوب
قايم نفسه يختف في الكلام مرعوب
ما خاتيلوا شئ ما شوفتي كيف مرعوب
حمد ود دكين مرتع دياروا وربعوا
ده الشئ السمعتوا من الاباه والتبعو
الراجل فاعيلوا يبين لك طبعوا
انا ود الخلا البعرف اسوده وضبعو
ردت عليه ريا :
اعوج كان يخلف الليله ميعاد جيتو
رجال وحريم كل اهل الفريق في رجيتو
قطعوا السارحه كل زول في مراحو سعيتو
كبار وصغار و حتي الراعي خله رعيتو
قال ليها طه :
محال يخلف محال قال جايبو غرضاً عندي
ردت عليه ريا :
كان غرضاُ صعب ؟؟؟؟؟
رد عليها طه :
كان رأس نمر في شندي
وعدتوا أقضاه وابذل كل جهدي العندي
كان بالمال وكان بالراى وكان بي زندي
قالت ريا :
هيلك من زمان غنت البجيك تحجالوا
لاكين ود دكين عامر قديم برجالو
قال ليها طه :
يا ريا الكلام ده اخير تقفلي مجالو
وكت اوعدته بقضالو غرضو الجالو
وفي وقفه طه وريا يجوهم ثلاثه من ابناء البطاحين عبدالله وخلف الله وأحمد
قال عبد الله :
سلام يا طه
قال طه :
مرحب بي كبار قبيلتي وعزي
مرحب بالاسود البفقعوا المستهزي
ريا جات قبيلتك فوقه انكعى هزي
وإن زحينا يوم الحارة قرنك جزي
ردت عليه ريا :
اولاد بطحان تعيشوا ويزيد مراحكم ناير
وناركم في سرات الوادي تهدي الحاير
بتحلو المضيق وتصدوا غارات الغاير
ما هيلم تزحوا غن كان يزح الداير (9)
قام خلف الله لما سمع الكلام ده خاف وارتجف واصابته خوفه كده
فناداه عبدالله قال :
خلف الله ولدي اقعد قبال ود عمك
كلام ريا هادا بشوفه غير دمك
من زمن بعيد أتمني أسمع نمك
فرج همنا مولاي يفرج همك
دوبينا ......قول ... دوبينا
قال خلف الله :
الولد البخاف من القبيلة تلومو
بخلف ساقوا فوق تيساً رقيق قدومو
اما يجيب رضوه البهم البينقر فومو
وإما تخامشن قدح الرماد حرومو
سنابك حضر الطافه و جرايدك نوا
كورك سال و مزيقا و رطانه و عوا
الخلاني فوق نار أم لهيب أتلوي
النوم شفتو يا قرد القلوع شن سوا
أكل الشلخه لامن كمل المنسية
شمخ الحورى لبعصه عريب بت ريه
أكان ما أسكت الباكيات و أخلف الكيه
قوله أبو فاطنه يا الصادق خساره عليا
خرير دوماتو فوق عاجن رسن متلاقيه
يا الغول النقيب سويلو سوق الساقيه
بت معز الخلا الفوق الكجر متاقيه
عكرناها يا أمروبه النشوف الباقيه
وبعدين ظهر ود دكين في جماعته جايين علي الفريق
فقال طه :
هداك ود دكين بي زمله بان شفناه
دار اليوم يروح خلف الوعد خفناه
الراجل في الاصول ما خاتي لي معناه
يا ريه استعدي الزول جمعنا عناه
ولما وصلوهم ود دكين قال :
قلنا جاهم شيخ العرب فقال:
ولاد بطحان سلام اهل النبا و الشكره
سلام عز العرب اهل الفحل والبكره
سلام يا طه يا راس الكرم والضكره
جيت لي غرضي يا طيب الاصل والذكره
رد عليه طه :
مرحبتين حباب مرحب خريف الرازه
حباب شيخ العرب البيه القبائل عازه
حباب سيف العرب البيه هاشه وهازه (10)
في يمنك قبيلتاً ما تقبل فازه
قام عبد الله قال : هيا جايهو الزمل
رد شيخ العرب :
خليه يا عبد الله
غرضي إن كان ما أنقضى أنا زملي ما بتدله
رد عيه طه :
الناس في رجاك من الصباح في مله
كدي شوف الطعام شيخ العرب بسم الله
رد شيخ العرب :
ما بأكل طعام كان ما حساب اتضرب
وقضيان الغرض فيكم حقيقه مجرب
الامر العنيتو كما اتدرب
ما بنفعني اكل وما بيرويني مهما اشرب
كانت العرب لا تمتنع عن تناول طعام قوم الا لوقع امر جلل وامر هام فيحاول اهل الدار واهل القبيله تلبيه ذلك الامر مهما كلف ومهما كان ثمينا
فقام عبدالله وقال:
ياشيخ العرب امرك خلاص همانا
قول غرضك عديل خصصنا او عمانا
عسع نقضى ليك في محلنا اللمانا
كان بي مالنا كان بي دمانا
رد ود دكين " شيخ العرب: "
عندكم الغرض لا بدور قلم لا ورقه
ماغرضاً تسافرو لو وتقيسوا الفرقه
يقضي ان قولتوا خير مابدورلو سيف لا درقه
وان قلتوا لا يروح شمار في مرقه
ما مقبوض وجيتكم لاجي فوقي جنيه
بي خيري ومراحي وتاني نفسي غنيه
جاييكم نسيب تدوني بطحانيه
رد عليه عبدالله :
خير سميها
رد ود دكين:
في بت ابكبس لي نيه
قال عبد الله :
يفتخروا البطاحين ساحتم راحبالك
لكن ريا امرها مقضي من قبالك
فات فيها الفوات لي طه هاد قبالك (11)
من دون ريا قول الدايروا في بالك
ده فريق الصهيباب مافيهو واحده حقيره
مال ورجال وعز في الحله مافي فقيره
كثير الزي ريا مليان البلد من غيره
ان درت الضغار وان كان قصدت صغيره
قام شيخ العرب قال :
إن مال الشجر ما بكسرن فراعو
وقمحان الطلب لي المابجيبه ضراعو
ليه يا أهلنا البيناتنا ما بتراعوا
القال راسي موجوعني يربطولوا كراعو
قام عبد الله قال :
حبل المهله يربط انت ارتاح بيت
بكره نمر سوي ونلفي البيوت بيت بيت
سمي الدايره ولوم البقولك ابيت
رد عليه شيخ العرب :
يمين بالله غير الغايه مالي مبيت
هنا طه حز الكلام في نفسه لانه شيخ العرب بينوا ليه انه ريا مخطوبه وبعد ده هو بصر وبجادل فقام طه وقف وقال :
يا شيخ العرب أمرك بشوفو حقاره
وما جايباك مره الجابتك بس غارة
وقرناك كثير ونفسك ابيت وقاره
خبرك هادا ما دايرلو دق نقاره
قام واحد من اعوان شيخ العرب اسمه علي ووجه الكلام لي طه وقال :
قبلك في اللجج يا طه راحو الهدو
تتجاسر علي شيخ العرب بتهدو
زولكم ماعقل يا كبار كما تهدو
بعنادوا الفريق خايف يسبب هدو
هنا جو المجلس توتر وقام طه قال :
انا المالح الكارب خريفي وصيفي
المثلك تبيع ما بطول فوق قيفي
كما الليله في بيتي وبعدك ضيفي
في الشي السمعتو برد عليك بي سيفي
هذه الابيات تمثل قيم وجدانية راقية جدا
الحلم عند الغضب( فليس القوي بالصرعة، وإنما القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب، )
علو منزلة الضيف عند العرب
هنا قال شيخ العرب :
كفي يا بطاحين فيكم اتغشينا
كرمكم جانا طامح رخصه اتعشينا
بعد الشى السمعنا كان ما مشينا
خايف في اجتماعنا تقع وقايعاً شينه
في وداعة الله عقب بيناتنا ما في علاقه