قال تعالى :
- (( ألم نخلقكم من ماء مهين ، فجعلناه في قرار مكين ، إلى قَدَرٍ معلوم ، فقَدَرنا فنعم القادرون )) المرسلات (20) . وقال سبحانه :
- (( ونُقرُّ في الأرحام ما نشاء ، إلى أجلٍ مسمَّى )) الحج (5 ) .
في هاتين الآيتين الكريمتين ، إشارة معجزة إلى حقيقتين علميّتين كبيرتين :
الأولى هي : القرار المكين . والثانية هي : القدر المعلوم .
فما حقيقة القرار المكين .!؟
نطفة صغيرة حقيرة لا تُرى بالعين المجرّدة إلا بعد تكبيرها آلاف المرّات ، أودعها الله في جوف الرحم ، وهيأ لها الظروف المناسبة حتى تكاثرت ونمت وتخلّقت ثمّ أعطت ذلك البناء الإنساني الرائع ، كل ذلك وهي تنعم بكل وسائل الأمن والراحة والاستقرار ، فتعالوا معنا لنتعرّف على مجموعة العوامل التي تحقق ذلك القرار المكين ..
من الناحية التشريحية :
تقع الرحم في جوف الحوض ، فتحدّها المثانة من الأمام ، والمستقيم من الخلف ، ويحيط بها جدار عظمي متين جداً ، هو من أمتن عظام الجسم ، إن لم يكن أمتنها على الإطلاق . من الأمام عظم العانة ، ومن الخلف عظما العجز والعصعص ، ومن الجانبين عظما الحرقفة .
هذا البناء العظمي المتين ، يحمي الرحم من الرضوض والصدمات الخارجية ، كما أنه في نفس الوقت، يؤمن ولادة سهلة للجنين ، ولا يعيق مروره من خلالها . كذلك يتم تثبيت الرحم في مكانها بمجموعة أربطة مرنة تتصل بهذه التركيبة العظمية المحيطة بالرحم بشكل محكم ودقيق .
من الناحية الهرمونية :
تسيطر على الرحم لجنة هرمونية تؤمن لها التوازن في النمو ، والتوازن في الانقباض والانبساط بشكل يدعو إلى الدهشة . فمنذ اللحظة التي يتم فيها قذف البويضة الناضجة من المبيض ، يتشكل مكانها جسم يسمى الجسم الأصفر ( Corpus lutum ) ، هذا الجسم يبقى يرقب الأحداث عن كثب ، فإذا ما حصل التلقيح بين النطفة والبويضة وتشكلت النطفة الأمشاج ، وتلقى إشارة بذلك من محصول الحمل نفسه ، فإنه يستمر في الحياة ، ويقوم بإفراز هرمون يسمى هرمون الجريبين ( Ostrogen ) ، الذي يذهب بدوره إلى الرحم ويعطيها إيعاز بضرورة الاستعداد والتهيؤ لاستقبال الضيف الجديد ، فتبدأ الرحم بالنمو والسماكة في جدارها المخاطي ، وتزداد التوعية الدموية فيه ، وتهيء فراش وثير لاستقبال العرسان الجدد .!
أما إذا لم يحصل التلقيح ، ولم يتلقّ الجسم الأصفر الإشارة المطلوبة ، فإنه لا يلبث أن يذبل ويموت ، وبالتالي لا يفرز الهرمون المطلوب .
ما إن تعشعش النطفة الأمشاج في جدار الرحم ، حتى ترسل هي الأخرى إشارة هرمونية اسمها المنمّيات التناسلية ( Gonadotrophin ) ، التي تذهب بدورها إلى المبيض لتحثه على إبقاء الجسم الأصفر فاعلاً ريثما تقوم المشيمة المقبلة بأخذ دوره الهرموني ، وفعلاً يستجيب المبيض لهذا الطلب ، ويكلّف الجسم الأصفر بالاستمرار بالحياة وإفراز هرموني الجريبين واللوتيئين (Progesteron ) ..
وهكذا ، فإن هذا التوازن الهرموني الثلاثي (Progesteron , Ostrogen ,Gonadotrophin ) يكون مسؤولاً عن إبقاء محصول الحمل ونموه ، وأي خلل يحصل في هذا التوازن الرائع قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ، فإما أن يتسبب في طرد محصول الحمل قبل الأوان مسبباً الإسقاط ( Abortion ) أو الخداجة (Prematurity ) . أو يؤدي إلى عطالة في تقلصات الرحم ، مسببا تأخر خروج محصول الحمل أو ما يسمى الحمل المديد (Post maturity ) .
من الناحية الميكانيكية :
يشكل السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين ، والذي يقدّر بحوالي ( 600 - 1000 ) مل ، والذي يصحب الجنين طيلة فترة الحمل ، عاملاً مهماً لحفظه من الصدمات والرضوض الخارجية ، بالإضافة لكونه يخفف وزنه على الأم ، ويؤمن حركته بصورة حرّة ومستمرّة .. بعد كل ذلك ، ألا يحق لنا أن نقف بكل خشوع واحترام أمام قول الله المعجز (( فجعلناه في قرار مكين )) .!؟
ثم ما حكاية القدر المعلوم ، أو الأجل المسمّى .!؟
إن الإعجاز في الآيات الكريمات التي سبقت الإشارة إليها ، ليس في الإشارة إلى مدّة الحمل المعلومة فقط - على عظيم أهميته - ( إلى قدر معلوم ) أو ( إلى أجل مسمّى ) ..
بل في تقرير العليم الخبير ، بأن هذه المدة هي المدة المثالية للحمل الطبيعي أيضاً (( فقدرنا ، فنعم القادرون )) المرسلات ( 23 ) .
ولقد أثبت الطب فعلاً ، بأن هذه المدة التي قررها الله للحمل ، هي المدة المثالية فعلاً ، فإذا ما نزل الحمل قبل هذه المدة اعتبر خديجاً ، وكان معرّضاً للكثير من المشاكل الطبية التي قد تودي بحياته .!
أما إذا بقي في الرحم أكثر من هذه المدة ، فيعتبر الحمل مديداً ، والذي لا يخلو هو الآخر من المشاكل.!!! ترى ...فمن الذي أوعز إلى الرحم أن تحفظ الجنين هذه المدة المحدّدة ( أربعين أسبوعاً = 270-280 ) يوماً لا تزيد ولا تنقص .!؟
وكيف ارتضى جسم المرأة أن يحفظ في أحشائه جسماً غريباً يشاطره طعامه وهواءه دون أن يبادر إلى طرده ، كما هي العادة مع أي جسم غريب متطفّل .!؟
ومن الذي عطّل أجهزة المناعة في جسم المرأة حتى ترضخ لقبول هذا الضيف الثقيل .!؟
ثمّ ، ما هي الآلية بالضبط ، التي يتمُّ بموجبها إخراج الجنين في اللحظة المقدّرة لا تزيد ولا تنقص .!؟
إنها عشرات بل مئات الأسئلة ، التي حيّرت ألباب العلماء ، ودوّخت الجهابذة من الأطبّاء ، والتي لا توجد عليها إلا إجابة واحدة فقط ، رضي من رضي ، وسخط من سخط ، إنه الله العليم الخبير.!
فقدرة الله المعجزة ، هي التي تحفظ الحمل كل هذه المدة المحدّدة ، من خلال توازن هرموني مدهش ، فإذا ما دنت ساعة الفراق ، أذن الله للرحم بتقلّصات لا يصمد لها شيء ، ولا تهدأ قبل أن تقذف بالجنين خارجاً ، فيستهلُّ صارخاً من شدّة ما لاقى من الكرب ، فتبارك الله أحسن الخالقين ...!!!
- (( ألم نخلقكم من ماء مهين ، فجعلناه في قرار مكين ، إلى قَدَرٍ معلوم ، فقَدَرنا فنعم القادرون )) المرسلات (20) . وقال سبحانه :
- (( ونُقرُّ في الأرحام ما نشاء ، إلى أجلٍ مسمَّى )) الحج (5 ) .
في هاتين الآيتين الكريمتين ، إشارة معجزة إلى حقيقتين علميّتين كبيرتين :
الأولى هي : القرار المكين . والثانية هي : القدر المعلوم .
فما حقيقة القرار المكين .!؟
نطفة صغيرة حقيرة لا تُرى بالعين المجرّدة إلا بعد تكبيرها آلاف المرّات ، أودعها الله في جوف الرحم ، وهيأ لها الظروف المناسبة حتى تكاثرت ونمت وتخلّقت ثمّ أعطت ذلك البناء الإنساني الرائع ، كل ذلك وهي تنعم بكل وسائل الأمن والراحة والاستقرار ، فتعالوا معنا لنتعرّف على مجموعة العوامل التي تحقق ذلك القرار المكين ..
من الناحية التشريحية :
تقع الرحم في جوف الحوض ، فتحدّها المثانة من الأمام ، والمستقيم من الخلف ، ويحيط بها جدار عظمي متين جداً ، هو من أمتن عظام الجسم ، إن لم يكن أمتنها على الإطلاق . من الأمام عظم العانة ، ومن الخلف عظما العجز والعصعص ، ومن الجانبين عظما الحرقفة .
هذا البناء العظمي المتين ، يحمي الرحم من الرضوض والصدمات الخارجية ، كما أنه في نفس الوقت، يؤمن ولادة سهلة للجنين ، ولا يعيق مروره من خلالها . كذلك يتم تثبيت الرحم في مكانها بمجموعة أربطة مرنة تتصل بهذه التركيبة العظمية المحيطة بالرحم بشكل محكم ودقيق .
من الناحية الهرمونية :
تسيطر على الرحم لجنة هرمونية تؤمن لها التوازن في النمو ، والتوازن في الانقباض والانبساط بشكل يدعو إلى الدهشة . فمنذ اللحظة التي يتم فيها قذف البويضة الناضجة من المبيض ، يتشكل مكانها جسم يسمى الجسم الأصفر ( Corpus lutum ) ، هذا الجسم يبقى يرقب الأحداث عن كثب ، فإذا ما حصل التلقيح بين النطفة والبويضة وتشكلت النطفة الأمشاج ، وتلقى إشارة بذلك من محصول الحمل نفسه ، فإنه يستمر في الحياة ، ويقوم بإفراز هرمون يسمى هرمون الجريبين ( Ostrogen ) ، الذي يذهب بدوره إلى الرحم ويعطيها إيعاز بضرورة الاستعداد والتهيؤ لاستقبال الضيف الجديد ، فتبدأ الرحم بالنمو والسماكة في جدارها المخاطي ، وتزداد التوعية الدموية فيه ، وتهيء فراش وثير لاستقبال العرسان الجدد .!
أما إذا لم يحصل التلقيح ، ولم يتلقّ الجسم الأصفر الإشارة المطلوبة ، فإنه لا يلبث أن يذبل ويموت ، وبالتالي لا يفرز الهرمون المطلوب .
ما إن تعشعش النطفة الأمشاج في جدار الرحم ، حتى ترسل هي الأخرى إشارة هرمونية اسمها المنمّيات التناسلية ( Gonadotrophin ) ، التي تذهب بدورها إلى المبيض لتحثه على إبقاء الجسم الأصفر فاعلاً ريثما تقوم المشيمة المقبلة بأخذ دوره الهرموني ، وفعلاً يستجيب المبيض لهذا الطلب ، ويكلّف الجسم الأصفر بالاستمرار بالحياة وإفراز هرموني الجريبين واللوتيئين (Progesteron ) ..
وهكذا ، فإن هذا التوازن الهرموني الثلاثي (Progesteron , Ostrogen ,Gonadotrophin ) يكون مسؤولاً عن إبقاء محصول الحمل ونموه ، وأي خلل يحصل في هذا التوازن الرائع قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ، فإما أن يتسبب في طرد محصول الحمل قبل الأوان مسبباً الإسقاط ( Abortion ) أو الخداجة (Prematurity ) . أو يؤدي إلى عطالة في تقلصات الرحم ، مسببا تأخر خروج محصول الحمل أو ما يسمى الحمل المديد (Post maturity ) .
من الناحية الميكانيكية :
يشكل السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين ، والذي يقدّر بحوالي ( 600 - 1000 ) مل ، والذي يصحب الجنين طيلة فترة الحمل ، عاملاً مهماً لحفظه من الصدمات والرضوض الخارجية ، بالإضافة لكونه يخفف وزنه على الأم ، ويؤمن حركته بصورة حرّة ومستمرّة .. بعد كل ذلك ، ألا يحق لنا أن نقف بكل خشوع واحترام أمام قول الله المعجز (( فجعلناه في قرار مكين )) .!؟
ثم ما حكاية القدر المعلوم ، أو الأجل المسمّى .!؟
إن الإعجاز في الآيات الكريمات التي سبقت الإشارة إليها ، ليس في الإشارة إلى مدّة الحمل المعلومة فقط - على عظيم أهميته - ( إلى قدر معلوم ) أو ( إلى أجل مسمّى ) ..
بل في تقرير العليم الخبير ، بأن هذه المدة هي المدة المثالية للحمل الطبيعي أيضاً (( فقدرنا ، فنعم القادرون )) المرسلات ( 23 ) .
ولقد أثبت الطب فعلاً ، بأن هذه المدة التي قررها الله للحمل ، هي المدة المثالية فعلاً ، فإذا ما نزل الحمل قبل هذه المدة اعتبر خديجاً ، وكان معرّضاً للكثير من المشاكل الطبية التي قد تودي بحياته .!
أما إذا بقي في الرحم أكثر من هذه المدة ، فيعتبر الحمل مديداً ، والذي لا يخلو هو الآخر من المشاكل.!!! ترى ...فمن الذي أوعز إلى الرحم أن تحفظ الجنين هذه المدة المحدّدة ( أربعين أسبوعاً = 270-280 ) يوماً لا تزيد ولا تنقص .!؟
وكيف ارتضى جسم المرأة أن يحفظ في أحشائه جسماً غريباً يشاطره طعامه وهواءه دون أن يبادر إلى طرده ، كما هي العادة مع أي جسم غريب متطفّل .!؟
ومن الذي عطّل أجهزة المناعة في جسم المرأة حتى ترضخ لقبول هذا الضيف الثقيل .!؟
ثمّ ، ما هي الآلية بالضبط ، التي يتمُّ بموجبها إخراج الجنين في اللحظة المقدّرة لا تزيد ولا تنقص .!؟
إنها عشرات بل مئات الأسئلة ، التي حيّرت ألباب العلماء ، ودوّخت الجهابذة من الأطبّاء ، والتي لا توجد عليها إلا إجابة واحدة فقط ، رضي من رضي ، وسخط من سخط ، إنه الله العليم الخبير.!
فقدرة الله المعجزة ، هي التي تحفظ الحمل كل هذه المدة المحدّدة ، من خلال توازن هرموني مدهش ، فإذا ما دنت ساعة الفراق ، أذن الله للرحم بتقلّصات لا يصمد لها شيء ، ولا تهدأ قبل أن تقذف بالجنين خارجاً ، فيستهلُّ صارخاً من شدّة ما لاقى من الكرب ، فتبارك الله أحسن الخالقين ...!!!