منتديات السديرة
أنت غير مسجل لدينا . للتسجيل اضغط على زر التسجيل


منتديات السديرة
أنت غير مسجل لدينا . للتسجيل اضغط على زر التسجيل

منتديات السديرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات السديرةدخول

descriptionlhu[f,كأن الحوش خدها الوضئ!!

more_horiz
بقلم: عبدالغني كرم الله

"كش.. كش.. كش."!!...

سعدية تكنس، سعدية تعزف، أيقاع يومي، تبدأ به الدار حياتها ، في الفجر، حين تكون الشمس برتقالية، كأنها بالون أنفك من يد طفل شقي أقصى الشرق، مسالمة، تمسك أختي سعدية المقشاشة، الريشة، ثم تعزف على تراب الدار، حوش كبير، يصلح ميدانا للمولد، أو ملعب لكرة الشراب، كما كنا نفعل، ونلهو!!..

تصحو قبلي، لم؟ لست أدري، لأني ولد؟ تبدو أذكى، وأجمل، أصغر مني بعامين، غريزة الجمال تتوهج بقلبها، كأن الأرض خدها الوضئ، تعاملها برفق وتأني، هواية محببة، أكثر من واجب يومي، أكون راقدا في العنقريب، وأنا أراقبها، شبه نائم، ظل الصالون يفرش ملاءته فوقي، وعلى برميل المياه، وطربيزة العشاء، وجزء من كرسي خشبي، جلس عليه خالي، بقية الكراسي في ضوء الشمس، تبدو برتقالية، تحاكي شعيعات الشمس الواهنة، رغم لونها الأبيض..

هل تحبون مثلي صوت المقشاشة؟!!، تعني لي الأرض، تغوص شعيراتها في تراب وطني الصغير، دارنا، كي تمسح عنها بقايا حياة يوم كامل، آثار نعال أمي، حوافر حيوانات، ودجاج، وجيران، ووضوء خالي (دفع الله)، وأثارطرابيز، وسراير، بقايا طعام، وفوضى رياح (جلبت معها اوساخ فطرية، وريقات نيم وبعر وقش وشعر مشاط بتول)، وشقاوة مدثر، أبن أختي الكبرى..

تمسح كالبشاورة، يوم الأمس، حكايات الأمس، سعي الأمس، تعد الدار، والحوش ليوم جديد، كي تقبل شعيعات الشمس وجه الدار، وكي تسير أمي، وأخواتي ويبكي مدثر، وتكاكي دجاجات، ويزورنا أهل، وضيوف، وكي نرسم بشعور، أو لاشعور، أحداث يوم عادي آخر، ومعنا الدجاجات، والأغنام، والرياح، والمطر، والسراير (أوعة.. ما تجر العنقريب، بتحفر البيت، انتظر اشيلو معاك).. تصرخ سعدية من بعيد، وهي تنهي خواطري، كأني خدشت يديها الطيبتين، وليس تراب الدار!!..

"كش كش كش.. دو .. ري، مي"..

شرعت في الكنس أمام غرفة جدي، وفي خطوط مستقيمة، تسعي شمالا، ثم ترجع جنوبا، تترك وراءها مويجات ترابية، خلقت سجاد جميل على تراب الحوش!..

تثير بخورا خفيفا من الغبار، فتبدو كأنها مارد، يخوض وسط عاصفة لا تتجاوز ركبتيه، ماردة حقيقية، بهمة عالية تمضي، وتقبل، بلا كلل، أو ملل، بذاءت الانحاءة، كأنها تقرع طبل غير مرئي بطرف المكنسة، في حلق ذكر غيبي!!..

(السكر في البرطمانية فوق الرف)، ترد على أمي واقفة، ثم تنحني لصلاة الكنس، وفتح ورقة سمراء على كتاب الحوش، كي نكتب فيها وقائع الحياة، بكل كرنفالها الفطري، والمقدر، والمكتوب، لابد من ماض، ولا بد من غد، كي يجري نهر الحياة، وإلا احتشدت الحياة في الحاضر، كغرفة صغيرة، مليئة بالاثاث، والكتب، والبراميل...

بغتة،!! يتوقف ايقاع المكشاشة، وقد انتظمت ضربات قلبي معها، فأرفع الملاءة الزرقاء عن رأسي لأرى ما جرى، سعدية منحنية، تنظر بعمق لشي في الارض، عثرت على ثروة كبرى (قد تكون حشرة غريبة، بهجية الشكل، لم تمد يدها لحملها، بل أكتفت بتقليبها بطرف المكشاشة)، وحين أنحنت أكثر، كي تتابع اكشتافها السعيد، ايقنت بأنها حشرة، وما أكثرها في دارنا،خمسة واقفة، كأنها صنم أم سحر الحشرة، ثم تبدأ عزفها، فيبتعد عني صوت المكشاشة، فالدار وسيعة، وحنونه!!.

ورقة هبت مسرعة، رجعت للمساحة المكنوسة، وكأنها حنت لوطنها، هي الأخرى، ياللمفاجأة!! عدة اوارق هي الأخرى خرجت من الحد لفاصل، استغلت انشغال سعدية، ورجعت تلعب في الحوش النظيف، اوراق وجرايد، .. احتارت!!.. وقفت متحسرة، وضعت يديها على جنبها، ثم استرقت السمع لأغنية، تتسرب من مذياع الجيران، استراحة محارب، أمامه مساحة للكنس، وترتيب الفوضى، وإعادة العنقاريب، والكراسي، والطرابيز، لداخل الغرف الطينة،..

اسمع هدا الايقاع وأنا شبه نائم في الحواش الوسيع، كأنه يأتيني من عالم آخر، النعاس كالشعر، يخلل الواقع، ويجعله كالضباب، يالها من فنانة كبيرة، تكنس الدار بأحساس عظيم، تنسج خطوط متوازية، ثم تكوم الأوساخ في زاوية بعيدة، ثم تجلس، ولمدة طويلة، غارقة في تأمل ثروة بسيطة، أخرجتها المكشاشة من باطن الأرض (بينسه، حبة سبحة، ريال، أوراق جرايد، حصى ملساء، سكسك ملون)، وخبايا أخرى، رخيصة، وغالية جدا، جداً!!....
كأنها ريشة، تزيح بشعيراتها، كريشة الفنان، ضباب الفراغ والاوساخ، تجلو الصدأ عن تراب بيتنا، وتمسح وقائع فائت وقد غرقت، وللأبد في فم الماضي، كما مسحت معها بقايا كوم تراب لعبة (السيجة)، ودفنت معها ضحكات خالي (صديق) المنتصر، وتأوهات جدي (سعد) المنهزم دوما في السيجة، ولكنه ينتصر (في قتل فراغ عريض في حياة قرية ساكنة ومسالمة)، المكنسة، والزمن، كلاهما يدفن، يواري الحاضر، في سلة الماضي..(الجسم يستحم، الاسنان تتسوك، الشعر يسرح، التراب يكنس، الأظافر تقلم، والعيون تكحل،) "ما أعجبك يابني آدم"، والقلب؟..

تتساقط الأوراق والأزهار الميتة، ويسعى الإنسان، وتسعى الاكياس للدار بأرجل الرياح، كل يوم، تمارس الطبيعة حياتها، بمعنى، ظاهر، أو غامض، عصى الفهم، والتفسير، وتجري في الدار حيوات عصية الفهم، شاعرية، وحزينة، ومغرضة،..ورقة جريدة قديمة، اسطوانية الشكل، بداخلها صورة رئيس عربي، كانت تتدحرج يمنة ويسرى، لم تلتزم بالقسم اللامرئي لبقايا الأوساخ، تبدو صورة الرئيس، وكأنه طفل ولج بطن برميل، ثم دفعه الأطفال، كما كنا نلعب، دوما، ونلف داخل بطن البرميل،..

تنظر سعدية بحبور خلفها حين تسمع (سعدية.. سعدية مششيني)، يقولها مدثر وقد افسد عليها نظافة البيت، فتعود جزلى (فلا تضج ولا تثور)....

لاتزال الكراسي أمامها، في فوضى الأمس، تحكي جلسة الأمس، تتذكر الماضي هي الآخرى، أيعود الماضي "سألت جدي، أجاب لا، أتعلم المدرسة أين يذهب، قال: لا"، قلت له فلم الغرور لتكلم الفصول، فماذا السبورة السوداء، المستطيلة، المغرورة).. الكرسي الذي جسلت عليه آمنة، جارتنا الجميلة، يبدو أكثرهم سعادة، يضع يديه على رجلية، كجلسة ناسك يوجي، يجتر نعومة ورقة من جلست على كرسي العرش "لا يقدر إلا أن يختال)..

يعاود النسيم مشاغبتها، ورقة جريدة مخروطية تهرب للوراء، ترجع متحسرة وتعيدها إلى صف الاوساخ المستقيم، مجموعة أوراق وأكياس تجري هنا وهناك، "يالها من لعبة اقتنصتها الأوراق مع سعدية"، تنظر لهن بتزمت، "كويس؟ تهددهن"، تضع يدها اليسرى على خدها، ماهذا القرار الشجاع، غيرت رأيها تماما، مضت لآخر الدار، تقرر الكنس من الاتجاه المعاكس، نهاية الحائط، النسيم هذه المرة يكنس معها، يبدو على عجل، وغير متقن، يترك أشياء، ويستخف بالأوراق والأكياس، تسير أمامها، بمكنسة النسيم العجولة، ما اسعد حوشنا، تحننه سعدية، والنسيم، لفتح صفحة سمراء، جديده، على أديمه، كي نكتب فيها، بحكاوينا، حياة جديدة، من نهر الحياة المتدفق، دوما، نحو الغد، نحو البسمة الأصيلة..

تنظر للمقاشة، لشعرها الطويل من سعف النخيل، أو الدوم، تخرج شعر خالتي عشة، وقد علق بالسعف..
أنها في المنتصف، تجمعت الأوساخ في خط مستقيم، يفصل بين المحو والإثبات، بين ورقة سمراء فارغة، وأخرى مليئة بسطور الحياة، أثار نعال أمي "أعتى قصاص لم يتقصي أثر أمي في الدار، تسعى، وتحج بين المطبخ، والصالون، والزريبة، وغرفة جدي،".. بل والسماء، أمي تحلق، كالطيور، بل تتسلل لباطن الأرض، كالجذور، ومياه الأمطار.. هي اكثر من ذلك.. أي مكنسة لا تستطيع محو عطر أمي، وروح امي، في الغرف والبرندة، وشارع الحوش..

يسرح طرفي، مع الايقاع المنتظم، "كش كش كش"، مع مكنسة الزمن، وهي تكنس وقائع الحاضر، في سلة الماضي، كي تسعى حيوات الغد، وتغمر حوش الحاضر، أروع ما يكون، فيكبر مدرس، وترسم سعدية، وتعرس فارس، عصى الوصف!! ..

دجاجة تتمرغ في التراب، تستحم، ألهذا شرع الدين "التيمم"، كم للتراب من قدرات، ينظف، ويسعد، ويلوث، حسب نيته، الأعمال بالنيات..

يتلون الكنس، وأيقاع الممقشاشة، من يدي لأخرى، كانت المقشاشة ريشة بيد سعدية، ومجرد مكنسة بيد رشا، كل شئ بمتعة، واصالة، وتفكر، وتذوق، دوما يبدأ عزف المكنسة في الصبح، والعصر، وينتهي طرف المقشاشة بيد سعدية دوما، أو رشا، حسب وردية كتبها عرف تالد، أعباء للفتاة، وبراح للاولاد..

ثوب أمي المعلق على حبل الغسيل حجبها عني، أخفاها، سوى أرجلها وطرف المقشاشة، الأرجل تشمي ببط، وشعيرات المكشاشة تنفش شعر الأرض، تستخرج فصوص بلح، حصى، وبينسات.. يبدو الثوب كأنه ستارة مسرح، وهي بطلة، مسرح الممثل الواحد، .. سيرفع الستار، عن بطلة صغيرة، تلبس فستان بزهور فاقعة، صفراء، وبنفسجية، وبيدها ريشة عجيبة، يتداخل صوت المقشاشة مع فوران الشاي، ولغط صبية في طريقهم للبحر، وحوافر الاغنام، ورائحتها، وغبارها وهي في طريقها للمرعى..

في ركن الدار، جمعت الاوساخ في القفة، حملتها بيدها اليمني، وباليسرى المقشاشة، وضعت المقشاشة، في المطبخ، ثم مضت لخارج الحوش، للكوشة، بعيدا في الفسحة، صمعت اصوات صويحباتها، عن حنة فاطمة، أو استعارة كراس، أو دعوة لشراب الشاي، معا،..

رتبت البيت كله، عاد النظام والدقة والنظافة للدار، بأنتظار حيوات، تمارس فطرة الحياة، وتدون وقائع، الله وحده يعرفها، في مسرح بحجم الكون..

الحوش الآن جاهز، كي تزخرفه حيوات أهلي، لا أحد يشبه الآخر، حتى في مشيته، سفمونية حياة، فهدا مركوب خالي فهو يسير بصورة زاوية منفجرة، وكأن كل رجل فيه تسعى لمكان،، وتلك سفنجة سعد، بها شرخ، يبدو جليا في التراب، وتلك قمزات نعال (بتول جارتنا)، فهي في عجل، كي تنقل (شمار حار وطازج) وهدا المجرى الصغير، الصغير جداً، لدجاجة شقية، وقعت فريسة في شبك من شعر أختي (سعاد)، فعلقت في بقايا شعرها المتساقط، فتكوت في نهاية الشعرة قطعة طين كروية، (لا أدري لمادا تحب الفيزيا والميكانيكا الشكل الكروي)، وللحق كلما نطارد الدجاجة لكي نخلصها من هدا الأسر، تجري خائفة منا، فهي (لا تأمن بني آدم حتى وهو في قمة فضائله)، أليست له معدة، وهناك كائن غريزي يسمى الجوع!!...

عثرت على حصى ملساء، رفعتها بيدها اليسرى، نعومة الحصى غطست في جسدها، واستقرت في قلبها، كسمكة ملونة في ذلك البحر اللانهائي، لم ينصب الحرير ملكا، إلا بتاج النعومة، النعومة!! هي الشعر، هي حصى ملساء تمد شعاع نعومتها حتى قلب سعدية، المترامي الأفاق..

أختفت وراء المزيرة، والتي تبدو كمقام إبراهيم في قلب الدار، ولكن الايقاع الفضولي لم يختفي، وصلني، أيتلوى الصوت؟ بل يرقص.. ألم تحس بذلك في صوت عشة الفلاتية، ألا يهدهد، حتى الجبال، كف حنون، ويهزها كريشة دجاجة، جميلة، وخفيفة..

نظرت لوجهها في الزير، الماء لا يكذب، استطاع ان يعكس جمال وجهها، والخصلة التي تسربت بفعل الكنس، بدت واضحة في المرآة الدائرية للزير، مضت وهي تحشر الخصلة في طرحتها الزرقاء، والوجه على صفحة الزير، أهو الأخر حشر الخصلة الآن؟..

ظهرت بالطرف الآخر، وجهها تتلألأ، من رصعها بالماس في هذا الغياب الصغير خلف المزيرة، جبينها يتلألأ بعشرات الألأي الصغيرة، .. ثم تسيل على وجهها، فتنبع من جسدها لؤلؤة أخرى، ما اعظم التشابه بين الخالق والمخلوق، جسدها وتلكم اللألي السائلة..

لاتزال نعومة الحصى، تتوغل في جسدها كضوء في بركة..
تحت الشجرة الآن، الأوراق الصفراء تفترش الثرى، كنست الاوراق، وجمعها في كوم على حدة، هب نسيم، تساقطت عشرات الأوراق الصفراء، رمت المقشاشة، ووضعت يديها حول خصرها، مم تذمرت؟.. من النسيم أو الأوراق الصفراء، أم تعجبا من الأوراق الخضراء، والتي ظلت ممسكة بالوطن الأخضر، ولم تتخاذل لأبسط إغراء بالحرية، بعيدا عن الفرع، والغصن، والساق، بعض الأوراق الصفراء لم تبالي، بل حلقت حولها رأسها، وحطت على كتفها ورأسها، (أتخذلين أمك الشجرة)، خاطرها عن الوريقات التي فر من حضن الأم، ألا تري كيف حلقت الأوراق وهي تفك قيدها!! وهي تسبح في الهواء ثملة، وتجري هنا، وهناك، انعتقت بعد صيام طويل، أصفر جسدها، وقطع الكائن الغريب، ا لموت حبل القيد، كي تعي ذاتها، منفردة، للمرة الأولى في حياتها.. قطعت خواطرها صرخة من وراء الحجرات..

(أنتي لسه ما انتهيتي من الكنس، المدرسة قربت"، نداء من وراء الحيطة، زميلاتها سارة، "قربت خلاص، بستحمة بسرعة، أنتظريني كويس"...

نشفت جبينها، بطرف الطرحة!! ومضت شمالا، وجنوبا، هذه المرة داخل الغرف، والبرندة، والصالون الطويل، كقمرة قطار، تسعى، بصمت، حينا أحسها بأنها وحدها، عثرت على عظيم، مستغرفة، كأنها لا تكنس، بل تصلي، لجمال عظيم، بداخلها، يحرك المقشاشة، والروح، والأرض..

عبدالغني كرم الله
صيف 2009م

descriptionlhu[f,رد: كأن الحوش خدها الوضئ!!

more_horiz
بوح شاعري جمييل بجمال قلم كرم الله
اتمني لكم اجازة نهاية اسبوع جميلة
عميييق احترامي
سارا بت بشري عبدالله

descriptionlhu[f,رد: كأن الحوش خدها الوضئ!!

more_horiz
ومننا جميل الود و الأحترام اختي وبنت العمه العزيزه
سارا جميلة الطبع و الخلقة
وسلامي عبرك لكل جميل في الحي

descriptionlhu[f,رد: كأن الحوش خدها الوضئ!!

more_horiz
كاريكا
صباحاتك
شكرا علي المرور والتعقيب والف شكر علي الاطراء الرقيق ....
واتمني ان تكون انفقت دقائق جميلة بصحبة الرائع عبدالغني كرم الله ،، وامتعت نظرك وروحك ،،،
تحياتك توصل لكل اهل الحي الهانئ الهادي الوادع
وسلام خصوصي لاجمل زول يصله عبري
ودمت
سارا بت بشري عبدالله

descriptionlhu[f,رد: كأن الحوش خدها الوضئ!!

more_horiz
هل هناك خط فاصل بين الكتابة الذاتية الصرف وحرفة الفن ؟؟؟
كأن الحوش خدها الوضئ!!
كأن الأرض خدها الوضئ ،،،،
هل تحبون مثلي صوت المقشاشة ؟؟!!..
عبدالغني كرم الله قاص محنك يعرف تماماً كيف يثري فهمك للحياة بل قد يغير نظرتك لذاتك وللاشياء من حولك !!!!
"......اسمع هذا الايقاع اونا شبه نائم في الحوش الوسيع، كأنه يأتيني من عالم آخر، النعاس كالشعر يخلل الواقع، ويجعله كالضباب، يالها من فنانة كبيرة تكنس الدار بأحساس عظيم،،،،"
يحشد كل الجمادات من حولك ثم يبث فيها روح جميلة فتتكلم وتتحرك وتضج كانما تريد ان تستوي علي ذاكرة ثابتة صلبة ....
"....... تمسح كالبشاورة، يوم الأمس، حكايات الأمس، سعي الأمس، تعد الدار، والحوش ليوم جديد، كي تقبل شعيعات الشمس وجه الدار، وكي تسير أمي، وأخواتي ويبكي مدثر، وتكاكي دجاجات، ويزورنا أهل، وضيوف، وكي نرسم بشعور، أو لاشعور، أحداث يوم عادي آخر "
"......كانها ريشة تزيح بشعيراتها، كريشة الفنان ضباب الفراغ والاوساخ، تجلو الصدأ عن تراب بيتنا، وتمسح وقائع فائت وقد غرقت، وللأبد في فم الماضي"
".....أيعود الماضي "سألت جدي، أجاب لا، أتعلم المدرسة أين يذهب، قال: لا"، قلت له فلم الغرور لتكلم الفصول، فماذا السبورة السوداء، المستطيلة، المغرورة).."
يروي بدقة حكاية الزمن الاول والذي يصير بمقدار قدامته وايغاله في تلافيف الماضي افقاً يمتلك الغد فيصير الشعور نازعاً نحو الرغبة في استعادته بتحقيق العود الابدي ....
".......حينا أحسها بأنها وحدها، عثرت على عظيم، مستغرفة، كأنها لا تكنس، بل تصلي، لجمال عظيم، بداخلها، يحرك المقشاشة، والروح، والأرض.."
انها مهارة غير عادية في التخيل تدل علي وساعة الادراك وقدرة علي تحويل حكمة الفلسفة ونشر بردة الحياة علي الطير والشجر والحجر ...
وحده كرم الله ،،،،،
وحده يعرف كيف يصير رب الحياة ،،،،
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد