بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




أن لا يضجع على بطنه أثناء نومه ليلاً ولا نهاراً







ما رواه أبو أمامه رضي الله عنه قال :'
مر النبي صلى الله عليه و سلم على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله و قال : قم واقعد فإنها نومه جهنمية ' رواه بن ماجة .

وقد أثبت الطب الحديث أن النوم على الشق الأيمن هو الأفضل في تحقيق السكن الصحي والجسدي للنائم .
فمن أسرار النوم على الشق الأيمن :

- أن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً .

- و تكون الكبد مستقرة لا معلقة .

- و المعدة جاثمة فوقها بكل راحتها .

- أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه ..

- النوم على الشق الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية .

كما أثبتت بعض الدراسات أن توسد اليد اليمنى مع الجانب الأيمن للدماغ يؤدي إلى أحداث سلسلة من الذبذبات يتم من خلالها تفريغ الدماغ من الشحنات الزائدة والضارة مما يؤدي إلى الاسترخاء المناسب لنوم مثالي

مضار النوم على الظهر :

- تسبب التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي .

والتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها الجفافي ، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية .

- في هذه الوضعية أيضاً فإن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان الخيشوم و يعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط و الشخير

- يستيقظ المتنفس من فمه و لسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة .

- هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً و إما يحوي على انثناءتين رقبي و قطني .

- تؤدي عند الأطفال إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة .

مضار النوم على الشق الأيسر :

- القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين .

- تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد .

- يبقى الكبد الذي هو أثقل الأحشاء غير ثابت بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .

- وقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه و بوتسيه إن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5 ـ4,5 ساعة إذا كان النائم على الجانب الأيمن و لا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا كان على جنبه الأيسر .

من هنا عُلم سماحة هذا الدين في آدابه وحرصه على تحقيق كل منفعة للعباد ودفع كل مفسدة كانت حسية أو معنوية


الأحاديث الواردة في النوم على الشق الأيمن:
أرشدت الأحاديث النبوية إلى النوم على الشق الأيمن, وفي الوقت نفسه جاء النهي عن النوم على هيئات أخرى, فمما جاء في النوم على الجانب الأيمن حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن, ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك, لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك, اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت, فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة, واجعلهن آخر ما تتكلم به", قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك, قال: "لا ونبيك الذي أرسلت"(1).

وفي رواية أخرى: عن البراء بن عازب t قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال: "اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة"(2).

وعن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: "اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته, اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر". وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (3).

وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه, فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"(4).

وعن أبي قتادة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فعرس بليل اضطجع على يمينه, وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه"(5).

وعن حفصة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اضطجع على فراشه اضطجع على شقه الأيمن ويقول: "اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك", وكانت يمينه لطعامه وشرابه وثيابه وأخذه وإعطائه, وشماله لطهوره, وكان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر يوم الاثنين ويوم الخميس وفي الجمعة الثاني يوم الاثنين(6).
وكان رسول الله يتوسد يمينه عند النوم, فعن البراء بن عازب t قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك"(7) .
وقد جاء النهي عن النوم على البطن, فعن قيس بن طخفة الغفاري عن أبيه قال: أصابني رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً في المسجد على بطني, فركضني برجله, وقال: "مالك ولهذا النوم, نومة يكرهها الله أو يبغضها الله"(8).