فلاش (1)
المكان : قلب مدينة أمدرمان
الزمان : ذات خريف في الشهر العاشر من السنة الميلادية
الساعة : عندهـا كان منادي الفجر ينادي ان حي على الفلاح اطلق ذلك الصغير اول صرخاته معلنا قدومه الى هذا الكون مسجلا حضوره وكأنه يقول افسحوا لي المجال فقد جئت و ياله من حضور.
عمت الزغاريد ذلك البيت الذي لم يكن هادئا يوما فقد تعود الجيران وحتى المارة بذلك الشارع على اصوات الذكر والمدائح النبوية و- صوت النوبة* العالي - ومنظر الطلبة أو (الحيران*) وهم يرتلون آيات القرآن ويدرسون العقيدة فقد كان هذا المنزل ملك لذلك الشيخ الجليل والمشهور وله من الاتباع او (الحيران) مايعجز المرء عن احصائهم في ليلة وضحاها.
اما زوجة ذلك الشيخ فهي نعم الزوجة التي يقال عنها (هدية و رضية) لاخلاقها وادبها ويعرفها الجميع على انها المضيافة التي لايغادر بيتها ضيفا الا ويدعو لها بكل مايمكن ان يدعو به المرء وهو راض.
وفوق هذا تعود عليها هؤلاء التابعين او (الحيران) كأنها امهم الحقيقية فأطلقوا عليها اسم (أم الفقراء) والفقراء في الأدب الصوفي هم الفقراء لله وليس فقراء لعدم المال او الجاه , هم الزاهدين في الدنيا الراغبين في ملاقاة المولى عزوجل .
بعد كل مظاهر الفرح تلك خرج ذلك الشيخ الى الملأ واعلن عن اعتزامه بناء مسجد شكر لله تعالى على هذه النعمة التي اعطاها له أما أم الفقراء فقد كانت فرحتها لاتحدها حدود وكيف لا وقد عوضها الله تعالى بهذا الابن عن ابنها البكر الذي مات ولم يكمل عامه الأول لذلك اعلنت على الملأ من صويحباتها انها تتبرع بكل ماتملك من زينة وحلي ذهبية واموال مشاركة منها في بناء ذلك المسجد والذي اطلق عليه فيما بعد اسم مسجد الفقراءلله.
هكذا بدأت نشأة ذلك الطفل منذ اليوم الاول وهو محاط بكل مظاهر الاهتمام والتمجيد ووووو ...
لما لا وهو الابن الاكبر لابيه الشيخ أي انه الخليفة المنتظر لهؤلاء الحيران وهو من سيستلم الراية بعد ابيه وهو من سيحافظ على هذه النار(نارالقرآن) الا تنطفيء.
وهكذا بدأ ابن الشيخ أول خطواته نحو النجومية المنتظرة وهو واثق من كل الظروف المحيطة فنشأ طفلا مدللا ومميزا حتى بعد ان انجبوا له من الاشقاء ولدا وبنتا كان هو محط الاهتمام لايرد له طلب مرتاحا ومتجاوزا جميع الظروف التي تواجه الاطفال في سنه الى ان بلغ من العمر خمسة سنوات....
المكان : قلب مدينة أمدرمان
الزمان : ذات خريف في الشهر العاشر من السنة الميلادية
الساعة : عندهـا كان منادي الفجر ينادي ان حي على الفلاح اطلق ذلك الصغير اول صرخاته معلنا قدومه الى هذا الكون مسجلا حضوره وكأنه يقول افسحوا لي المجال فقد جئت و ياله من حضور.
عمت الزغاريد ذلك البيت الذي لم يكن هادئا يوما فقد تعود الجيران وحتى المارة بذلك الشارع على اصوات الذكر والمدائح النبوية و- صوت النوبة* العالي - ومنظر الطلبة أو (الحيران*) وهم يرتلون آيات القرآن ويدرسون العقيدة فقد كان هذا المنزل ملك لذلك الشيخ الجليل والمشهور وله من الاتباع او (الحيران) مايعجز المرء عن احصائهم في ليلة وضحاها.
اما زوجة ذلك الشيخ فهي نعم الزوجة التي يقال عنها (هدية و رضية) لاخلاقها وادبها ويعرفها الجميع على انها المضيافة التي لايغادر بيتها ضيفا الا ويدعو لها بكل مايمكن ان يدعو به المرء وهو راض.
وفوق هذا تعود عليها هؤلاء التابعين او (الحيران) كأنها امهم الحقيقية فأطلقوا عليها اسم (أم الفقراء) والفقراء في الأدب الصوفي هم الفقراء لله وليس فقراء لعدم المال او الجاه , هم الزاهدين في الدنيا الراغبين في ملاقاة المولى عزوجل .
بعد كل مظاهر الفرح تلك خرج ذلك الشيخ الى الملأ واعلن عن اعتزامه بناء مسجد شكر لله تعالى على هذه النعمة التي اعطاها له أما أم الفقراء فقد كانت فرحتها لاتحدها حدود وكيف لا وقد عوضها الله تعالى بهذا الابن عن ابنها البكر الذي مات ولم يكمل عامه الأول لذلك اعلنت على الملأ من صويحباتها انها تتبرع بكل ماتملك من زينة وحلي ذهبية واموال مشاركة منها في بناء ذلك المسجد والذي اطلق عليه فيما بعد اسم مسجد الفقراءلله.
هكذا بدأت نشأة ذلك الطفل منذ اليوم الاول وهو محاط بكل مظاهر الاهتمام والتمجيد ووووو ...
لما لا وهو الابن الاكبر لابيه الشيخ أي انه الخليفة المنتظر لهؤلاء الحيران وهو من سيستلم الراية بعد ابيه وهو من سيحافظ على هذه النار(نارالقرآن) الا تنطفيء.
وهكذا بدأ ابن الشيخ أول خطواته نحو النجومية المنتظرة وهو واثق من كل الظروف المحيطة فنشأ طفلا مدللا ومميزا حتى بعد ان انجبوا له من الاشقاء ولدا وبنتا كان هو محط الاهتمام لايرد له طلب مرتاحا ومتجاوزا جميع الظروف التي تواجه الاطفال في سنه الى ان بلغ من العمر خمسة سنوات....