وأسكنتك حدقات العـــين

الشاعر / محمد سعد دياب

أصغى الى حبيبتى

فالعمر يبدأ منك .. تأتلق البشارة والمجىء

يا أنت ... يا عطر الهنيهة والرحيق

أصغى الي

فأنت آخر ما تبقى فى يدى

رحل السفار ... وأدلجت فى التية قافلة الطريق

حولي الحزانى النازفون

وفى المدى ضاعت على الدرب الصوى

وقضى التوهج والبريق

اصغى الى

فإننى أقتات من همى ... أسافر قابضاً فى الجمر

أرقب طارقا يأتى

على بردية تختلج النجوم .. تمور السنة الحريق

محفورة فى القلب أنت

نقشت تطيفك فى جناح الغيم

فى وجه الزمان المستحيل

أخبرت عنك جزائر المرجان

شطآن المدارات البعيدة

على هامات النخيل

إنى عرفتك فى الليالى الداجيات حبيبتى

وجها عنيدا كالرياح يظل لا يعنو من الرهق الطويل

*****

أصغى الي

انا اتخذتك فى الخطوب دريئتى

والفىء .. والظل الكريم .. فأنت كل الارتواء

يغتالنى فى الليل حزنك .. جرحك الرعاف .. جرح الكبرياء

هزى اليك الجذع

لا تأتيك الا الريح .. والسحب الخوادع والخواء

هزى اليك الجذع

لا ومض يلوح .. تتشتت عند الهزيع الصافنات

وأقلعت سفن الرجاء

اين استدارة نهدك الريان

اين الخصر يوقد لى صبابتى ؟

وأين الخصلة السكرى ؟

وأين ؟

تغضن الوجه الجميل ت.. أذله عام الرمادة والوباء

إنى احتويتك ياسميناً مترفاً

لا زال يأرج فى يدى

يرتاح فى ليل العيون .. يطل كالنبع المفضض بالضياء

*****

لهفى عليك

وفجرك الأمل السراب.. الزيف والأوجاع والسغب

لهفى عليك

وأنت تخرسك المرارات المميتة والأسى والقهر والنوب
مع التحية