في الوقت الذي نفي فيه القادة الصينيون والمسؤولون الرياضيون في الصين واللاعبون أنفسهم أن يكونوا قد حددوا عدداً معيناً من الميداليات الذهبية لتحقيقه في دورة (بكين 2008)، يتوقع الكثيرون من أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة أن تنتزع بلادهم صدارة جدول الميداليات في هذه الدورة على حساب الولايات المتحدة.

ويطمح الشعب الصيني في أن تنهي بعثة بلاده من خلال أولمبياد بكين 2008 الهيمنة الأمريكية على لقب الدورات الأولمبية منذ سنوات.

ونشرت بعض مواقع الانترنت الصينية الشهيرة توقعات بأن تحرز البعثة الصينية ما بين 41 و46 ميدالية ذهبية في أولمبياد بكين.

يذكر أن الصين أحرزت 32 ذهبية في أولمبياد أثينا 2004 بفارق أربع ذهبيات فقط خلف أمريكا التي أحرزت لقب الدورة فيما تفوقت البعثة الصينية بفارق خمس ذهبيات على نظيرتها الروسية التي احتلت المركز الثالث.

كما ينتظر أن تدفع اللجنة الأولمبية الصينية هذه المرة بعدد قياسي من الرياضيين يبلغ نحو 560 لاعباً ولاعبة للمشاركة في أولمبياد بكين.

وتسعى الصين أكبر دول العالم من حيث تعداد السكان إلى إحراز الميداليات في بعض المسابقات للمرة الأولى وإلى إحراز الميداليات الذهبية في مسابقات أخرى.

وسيكون بعض لاعبي ولاعبات الصين أقوى المرشحين في عدد من المسابقات ولكن فوز أي من زملائهم في مسابقات أخرى قد يكون مفاجأة كبيرة لمتابعي الدورة في كل أنحاء العالم.

ويتوقع أن تكون الحصة الأكبر للصين من الميداليات الذهبية في منافسات الغطس والرماية ورفع الأثقال طبقا لتكهنات المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام الصينية الحكومية.

من الفرق الأخرى المرشحة بقوة لحصد عدد من الميداليات الذهبية لصالح البعثة الصينية منتخبات الريشة الطائرة والجمباز والجودو.

وتبرز الرباعة الصينية ميو شوانغ شوانغ ضمن المرشحات بقوة لإحراز الميدالية الذهبية لوزن فوق 75 كيلوجراماً.

وقالت ميو (24 عاماً) لوسائل الإعلام الصينية في مطلع تموز/يوليو الحالي "إذا استطعت المنافسة في أولمبياد بكين فلن أخيب آمال بلادي".

أيضاً ينتظر أن تكون يانغ مي رباعة كوريا الجنوبية وبطلة العالم أقوى منافسة للنجمة الصينية ميو في ذلك الوزن.

يذكر أن المنتخب الصيني لرفع الأثقال للسيدات هو من أقوى الفرق الصينية في الدورات الأولمبية الأخيرة حيث فازت الصينية تانغ جونغ هونغ بالميدالية الذهبية لوزن فوق 75 كيلوجراماً في أولمبياد أثينا 2004.

لكن في ظل القواعد الأولمبية التي تحدد مشاركة كل بعثة بأربعة فقط من الأوزان السبعة في منافسات رفع الأثقال للسيدات ونظراً لقوة المنتخب الصيني لم تتأكد حتى الآن مشاركة ميو في أولمبياد بكين.

وبعد الفوز بجميع الميداليات الذهبية خلال المرحلة الصينية من دوري تنس الطاولة الذي ينظمه الاتحاد الدولي للعبة، فلن يكون مفاجئاً أن يسعى المنتخب الصيني إلى اكتساح جميع ذهبيات اللعبة في أولمبياد بكين.

وحصدت الصين 16 من 20 ميدالية ذهبية وزعت حتى الآن في منافسات اللعبة منذ إدراجها في الدورات الأولمبية بداية من أولمبياد سول 1988 .

وركزت بعض التقارير على مسيرة نجوم التجذيف الصينيين بعد افتتاح "مشروع 119 " في عام 2000 لتعزيز فرص الفوز بميداليات في رياضات السباحة والتجذيف وسباقات قوارب الكانو والشراع وألعاب القوى.

ولكن فرص المنتخب الصيني في إحراز ميداليات بسباقات الكانو ربما أصبحت مهددة بعد إقالة الألماني جوزيف كابوسيك من تدريب الفريق قبل ستة أسابيع فقط من انطلاق فعاليات الدورة.

مطالب شعبية بالفوز
قد يؤدي مطالبة ملايين الصينيين الصاخبة بإحراز ميداليات إلى صناعة أو تحطيم نجوم آخرين في البعثة الصينية.

ويشعر الرباع الصيني شي تشيونغ الفائز بميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا 2004 أيضا بالضغط حيث قال: "عندما أسير في الشارع يتجمع الناس حولي ويطلبون التقاط الصور معي ويقولون إنهم يتمنون فوزي بالميدالية الذهبية، وعندما يحدث ذلك أشعر في كل مرة بالضغط ولا أستطيع التركيز في تدريباتي".

لكن أكثر الرياضيين الصينيين الذين سيواجهون ضغوطاً شديدة في سعيهم لحصد الذهب في أولمبياد بكين هو العداء ليو شيانغ الفائز بذهبية سباق 110 متر حواجز في أولمبياد أثينا 2004 والذي يحظى حالياً بشهرة عالمية.

وتنتشر صورة ليو شيانغ على لوحات الإعلان العملاقة في جميع أنحاء الصين، واحتشد آلاف المشجعين لمشاهدته خلال إحدى التجارب التي جرت في أواخر أيار/مايو الماضي في إستاد "عش الطائر".

وهتف المشجعون لتحية ليو شيانغ ولكنهم أخلوا المدرجات بمجرد فوزه بالسباق مما أثار انتقادات المسؤولين.

وصرح ليو شيانغ لوسائل الإعلام الصينية عقب انتهاء السباق قائلاً "الجميع هتفوا باسمي وهو ما يمثل ضغطاً كبيراً علي. من الجيد أن يكون هناك عدد كبير من المشجعين لمساندتي، وسيكون صوت المشجعين أكبر في الأولمبياد وسأشعر عندها بإثارة أكبر".