هذا الرجل عرفته جارا لنا لحيته البيضاء الكثة ، وابتسامته التي لاتفارق محياه ، ودعاؤه لك كلما سلمت عليه وحادثته كلها تجعل منه شخصا محبوبا جدا من جماعة المسجد ، لم يكن يجيد القراءة ولم يحفظ الكثير من القرآن ومع ذلك يأتي الي المسجد دائما قبل الاذان ويقضي وقته في ذكر الله تسبيحا وتهليلا . كان اصحابه من كبار السن يتحدثون في امور الدنيا ويتمازحون بالحديث ، ويلقي بعضهم علي بعض الكلام ((الثقيل )) من باب المزاح وربما اصابه منهم بعض من هذا الكلام لكنه يقابل كل ذلك بابتسامة هادئة ودعاء صادق (( الله يغفر لك )) ... ((الله يهديك ))... (( الله يحسن عملك )).
كانت هذه حياته بساطة وحب وعبادة ، وذات يوم لم يحضر صلاة الفجر مع الجماعة واستغرب من كان يجلس في العادة حذوه وارجعوا ذلك - ربما - الي ظرف طارئ ، او سفر عاجل الي بلدته القريبة ، فقد عودهم ان يكون في المسجد قبل المؤذن ، وما راعهم الا دخول احد أبنائه الي المسجد بعد الصلاة واتجه نحو المؤذن ليسر اليه حديثا ، وتفاجأ من حولهما إذ سمعوا صوت بكاء المؤذن ، فلما سألوا تبين لهم السبب ... لقد مات ابوعبد الله مات جارهم المحبوب ، سألوا كيف كان ذلك ، لقد صلي العشاء معنا وهو في صحة طيبة ، فقال الابن : لقد نهض من نومه في آخر الليل وتوضأ ليصلي ورده الليلي كعادته ، فما ان كبر ودخل في الصلاة حتي سقط ميتا ، مات وهو يناجي ربه في جوف الليل الآخر ... رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، فقد كان مدرسة في العبادة والاخلاق والكرم ، وماضره أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب .
كانت هذه حياته بساطة وحب وعبادة ، وذات يوم لم يحضر صلاة الفجر مع الجماعة واستغرب من كان يجلس في العادة حذوه وارجعوا ذلك - ربما - الي ظرف طارئ ، او سفر عاجل الي بلدته القريبة ، فقد عودهم ان يكون في المسجد قبل المؤذن ، وما راعهم الا دخول احد أبنائه الي المسجد بعد الصلاة واتجه نحو المؤذن ليسر اليه حديثا ، وتفاجأ من حولهما إذ سمعوا صوت بكاء المؤذن ، فلما سألوا تبين لهم السبب ... لقد مات ابوعبد الله مات جارهم المحبوب ، سألوا كيف كان ذلك ، لقد صلي العشاء معنا وهو في صحة طيبة ، فقال الابن : لقد نهض من نومه في آخر الليل وتوضأ ليصلي ورده الليلي كعادته ، فما ان كبر ودخل في الصلاة حتي سقط ميتا ، مات وهو يناجي ربه في جوف الليل الآخر ... رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، فقد كان مدرسة في العبادة والاخلاق والكرم ، وماضره أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب .