من معالم القرية قديما الجنابية –جرول – مد ايدك – الجنابية- كما هي الان تحتل في خيالنا حيزا هي مجري مائي اقل تواضعا من الترعة ولكن في ذلك الزمان كنا نتخيلها بحر ذو لجة عميق متلاطم الامواج –بل ان الرويات التي نسمعها من –جدتي ان الجنابية مسكونة لتخوفينا –خشية ان تبتلعنا مياهها ولكن كنا نقاوم هذا الخوف لننعم بالسباحة وبشالولة بل كنا نتنافس من الذي يبقي داخل المياه اطول فترة ممكنة – الاجازة المدرسية اربعة اشهر نتحرر فيها من برتكول القيام الصباحي – اللبس – الرداء والقميص البلو -– النظافة –الحصص الرتيبة دبل الرياضيات يوم السبت- والتي كانت تعصي علينا كثيرا – ولكن صعب علينا ان نتحرر من الخوف من المدرسين الذين يجوبون شوارع القرية ليلا ونهارا- اعتقد ان بين كل مدرس ومدرس يوجد بالشارع مدرس–يتواجدون في كل مكان في الاعراس في المناسبات اننا لا ننعم بوجبة شهية في الاعراس ومن يفعل ذلك فهو البطل الشجاع وان كان قد تناولها خلسة من وراء حجاب –- وفي الليالي القمرية عندما يكتمل القمر بدرا قبل ان يعود كالعرجون القديم-كانت تاخذنا الالعاب –كرعت –مين في الخط الرمة حراسة(ومن يربط حجرا في قميصه يكون خالف قانون اللعبة لانه استخدم سلاح محزور وربما يتم استبعادة ومقاطعته) شدت-حرت هذا بعد كرة القدم عصرا وكمبلت ولكن كنا لا نرفع صوتنا حتي لا يميزنا الاستاذ بعد نهاية الاجازة - هكذا كانت تمثل لنا في عالمنا الخيالي مثلها ومد ايدك قبل ان تتقارب المسافات كنا نصلنها بشق الانفس ونضرب اكباد العربات المصنوعة من سلك التلفون النحاسي ماتبقي من اثار الخواجة او نعدو نحوها عدوا وفي نهار الصيف كانت تبدو لنا مثل مدينة غرقت في المياه تتراي لك من بعيد كما يتراي الحلم للنائم بيوت من الطين تستظل في خلفها الدواب والكلاب فنلقمها حجرا لتفسح لنا الطريق- تهرول مزعورة مثلما نحن خايفين –فتقف علي بعد مسافة منا فتنبح لترد كرامتها المهانة – ولكن في كل الاحوال هي احسن حالا من ان تدخل فريق فلاته فلتحمد الله علي هذا الحجر –المنزل المهجور خلف مد ايدك كنا نراه او نتخيله ونحن في ملعب الكرة معقل العابنا ومرتع صبانا ان الانوار المنبعثة بالليل من داخله او بجواره –هي لابوفانوس – وما ادراك بابي فانوس - نقترب منه نهارا علنا نجد اثاره نتفحص الارض نختلق الروايات في الاثار الموجودة ونضيف من خيالنا ما نضيف هذا هو رجله انه يتمتع بعشرة اصابع من بقية خلق الله ثم مانلبث ان نترك ماقلنا وننصرف –يكفينا فخرا اننا قطعنا كل هذه المسافة من اخر القرية غربا حتي مد ايدك دون خوف نحن عصبة في زمن كانت الشكلة تحدث لاتفه الاسباب – واذكر ان معركة قامت بين فريقين في المدرسة كان سببها قلم رصاص مثل حرب البسوس –استمرت لشهور –هكذا كانت ثقافة اهلينا في ذالك الزمان لم يعلمونا معني التسامح وان تخالق الناس بخلق حسن –ياولد ماتجيني مغلوب –البدقك دقو – هذا فرض علينا لابد ان تكون في مجموعة – وان كنت محايدا فانت وحيد –تخاف ان يتخطفك الناس – ولو كنت تتمتع بذكاء من الله في دروسك فانك تعاني فانت محسود –متربص بك خاصة اذا ابدي بعض المعلمين اهتماما بك – وانك لا محالة هالك ايام الامتحانات من الارجل التي تمتد اليك
وانت جالس بمقعدك والعيون التي ترمقك بنظرات استغاثة وترهيب والاصابع المعقودة - التي تتوعدك بعد الخروج من الامتحان –لا شك هنا ان الذكاء اصبح نغمة وليس نعمة – فتتفلت منك المعلومة كما تتفلت الابل – وعندما تاتي امتحانات النقل –بكاب الجداد كنا نتسلح بالاطواق تحت ستراتنا بدلا من العلم هكذا كانت ثقافتنا –فتساقطت الدفعة الي الشارع لانهم كانوا يريدون ذلك الا من قليل – دلفوا اعتاب الجامعة ونالوا من بحرها – ولفظتهم الجامعة مثل الالاف.-ولكن قوة عزيمتهم خلقت منهم رجالا اليوم.
الخريف موسم لهو وخير وبركة –انشودة المطر المحببة –يامطيرة صبي لينا في عيننا – وفي جانب اخر من الاحتفال بالمطر –حفنة من العيش –اللوبيا –القمح –تجود بها امهاتنا –نتحلق حولها ونوقد لها يابس الحطب ثم نتلو اناثا وذكور –البليلة فارت وال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تمر اسراب الطيور فوق روسنا حتي تظن انك بالغها بالايدي ننصب لها افخاخا في بداية الخريف لانها خماصا لا تجد مايسد رمقها نضرب صدورنا بكلتا يدينا في محاولة او نظن ذلك لنقودها الي الفخ الكمين بلغة الحرب –ام بالين دودري بديك قرشين دودري –فماتلبث ان تقع في فخ (القلابة) –لا يقودها الي ذلك صياحنا ولكنه الجوع الكافر قبل ان ينبت الزرع ويمتلي الضرع –طير ابيض كما نسميه –اديني ودعة وبديك ودعة نجمع كفوفنا ثم نطرحها ننظر الي اظافرنا -فنظن ان ذلك الطائر الاعجف قد استجاب - الخريف له رونق خاص – تلبس الارض زخرفها حلتها البهية مساحات القرية الطرفية اكتست وزهت كان منازل الطين المتهالكة قد وضعت في بساط ا خضر –السماء تتلبد بالقيوم طوال الشهور الاربعة – القبلي دائما اشارة وانزار بالهطول السح –تجهيز المعاول والخروج مبكرا نحو الحقول هي سمة جميع اهل القرية – يابس الكسرة في( المخلاية) فكة الريق الصباحية قليل من الملح وقليل من ماء الجدول العكر - الملود الكد نكة – الطورية –ملود قاعد –الكوريق – اللتيبة –الشراية –المخلاية-ابوعشرين –ابسته-الشلابي- التقنت-السرابة –التقاء- كلها مصطلحات كثيرا ماتسمعها – يعرفون عينات المطر جيدا –الخرسان –الطرفة البكاية-وما الي ذلك –
نواصل.........................................
عدل سابقا من قبل اسامة حسن محمد في الأحد يونيو 08, 2008 9:02 pm عدل 1 مرات (السبب : ترتيب)
وانت جالس بمقعدك والعيون التي ترمقك بنظرات استغاثة وترهيب والاصابع المعقودة - التي تتوعدك بعد الخروج من الامتحان –لا شك هنا ان الذكاء اصبح نغمة وليس نعمة – فتتفلت منك المعلومة كما تتفلت الابل – وعندما تاتي امتحانات النقل –بكاب الجداد كنا نتسلح بالاطواق تحت ستراتنا بدلا من العلم هكذا كانت ثقافتنا –فتساقطت الدفعة الي الشارع لانهم كانوا يريدون ذلك الا من قليل – دلفوا اعتاب الجامعة ونالوا من بحرها – ولفظتهم الجامعة مثل الالاف.-ولكن قوة عزيمتهم خلقت منهم رجالا اليوم.
الخريف موسم لهو وخير وبركة –انشودة المطر المحببة –يامطيرة صبي لينا في عيننا – وفي جانب اخر من الاحتفال بالمطر –حفنة من العيش –اللوبيا –القمح –تجود بها امهاتنا –نتحلق حولها ونوقد لها يابس الحطب ثم نتلو اناثا وذكور –البليلة فارت وال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تمر اسراب الطيور فوق روسنا حتي تظن انك بالغها بالايدي ننصب لها افخاخا في بداية الخريف لانها خماصا لا تجد مايسد رمقها نضرب صدورنا بكلتا يدينا في محاولة او نظن ذلك لنقودها الي الفخ الكمين بلغة الحرب –ام بالين دودري بديك قرشين دودري –فماتلبث ان تقع في فخ (القلابة) –لا يقودها الي ذلك صياحنا ولكنه الجوع الكافر قبل ان ينبت الزرع ويمتلي الضرع –طير ابيض كما نسميه –اديني ودعة وبديك ودعة نجمع كفوفنا ثم نطرحها ننظر الي اظافرنا -فنظن ان ذلك الطائر الاعجف قد استجاب - الخريف له رونق خاص – تلبس الارض زخرفها حلتها البهية مساحات القرية الطرفية اكتست وزهت كان منازل الطين المتهالكة قد وضعت في بساط ا خضر –السماء تتلبد بالقيوم طوال الشهور الاربعة – القبلي دائما اشارة وانزار بالهطول السح –تجهيز المعاول والخروج مبكرا نحو الحقول هي سمة جميع اهل القرية – يابس الكسرة في( المخلاية) فكة الريق الصباحية قليل من الملح وقليل من ماء الجدول العكر - الملود الكد نكة – الطورية –ملود قاعد –الكوريق – اللتيبة –الشراية –المخلاية-ابوعشرين –ابسته-الشلابي- التقنت-السرابة –التقاء- كلها مصطلحات كثيرا ماتسمعها – يعرفون عينات المطر جيدا –الخرسان –الطرفة البكاية-وما الي ذلك –
نواصل.........................................
عدل سابقا من قبل اسامة حسن محمد في الأحد يونيو 08, 2008 9:02 pm عدل 1 مرات (السبب : ترتيب)