مشهد أول :

طه يفخر بنفسه ويحكي "لحبيبته " ريا عن حلم مفزع شاهده في منامه يخشى أن يتحول إلى واقع ...

طه:
أخوك يا ريّة أخوك وكت الخيول يدبكن
اخوك يا ريّة أخوك وكت الرماح يشبكن
أخوك جبل الثبات وقت القواسى يحبكن
كم بكيت وكــم قشيت دمـوع الببكن

ريا يعجبا الكلام و تسأله بلهفة ...
ريّه:
وراك أسـود علىّ ... ما نمت أسـع طيب ؟

طه:
هه.. بسم الله قـــولى أخــوك طيب طيب
شديد وحاضـر ... وقلبوُ ماهـو مغـيب
إلا الشفتو فى النـوم من هوايلو يشيب

ويمضي طه ساردا تفاصيل الحلم ...

الزول فى الصُحا مخدوم عليهو شقاهو
وإن غمد شويه تجى الهموم لاحقــاهو
الصف أب لبوس أنا ما بخافو لقاهو
يا ريت الحلم فى صحاي كان بلقـاهو

كان خير ولاّ شر برجاهو ما بهـم بـالى
وحارسني الثبات من الكبـار قُبّـــالى
وكت حســع صحيت وشفتك قاعدة قِبَالى
إن إتلخبت الكـون تـانى مـانى مبـالى

(ريا تحاول التخفيف عنه ومحاولة القاء اللوم على "نومة العصر" ذات الهواجس)....

ريّه:
كعب نوم النهار أمس العصير كت نايمه
رأيت قدام فريقنا اشوف صقـوراً حايمه
كبيرن غـار على من نـومي تبّيت قـايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في قايمه
(
هنا يحس طه أن حلمه مشابه لحلم ريا ويتوجس خيفة)

طه:
إنتى كمان رأيتى صقور ؟ حكاية غريبة
علامة كافيه ظنيت الحكايه قريبه
هاك من الصحيح الما بتدخلو الريبه
هذي الحله بي عينىّ أشوف تخريبه

قالت رية :
تف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدغري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما ابتشيلني وطاها

(هنا يعرض طه على ريا الذهاب إلى أرض المك نمر ... دار جعل .. خوفا من وقوع مكروه ... ريا هنا قعدت تبكي وكت عرض عليها الأمر)...

طه:
ما بفيد البكى وكلامى احسن تنسي

ريّه:
كيف ما ببكى كيف افوت مراتع أُنسي
افقد كل شىء .. عزي .. ورجالي .. وأنسي
تطلق فوقى ناراً ... عقباً تقول لى أنسى ؟

رية :

ما ببكى الفريق ببكى الرجال قُبالو
شن طعم الفريق ما بيوت شُقاق وحبالْ
خرابُُو وانت حي ما اظن بمر بالبال
إلا يقع قتالا بعده نلقى وبال

(هنا يحاول طه تهدئتها والتخفيف عنها ... )

طه :

هاْ فأل الخير أخير ما شفنا شيتن جَدتْ
كل الشفنا احلام فى طريقا اتعدت
قبل الليلة إيد لحمانا قطْ ما اتمدت
مابنهدم شرفنا لو السماء انهدت

قالت رية:
خير إنشاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف وأشوف هَناك وافراحك

طه :
خير الزول يقول .. مهما الامر يتهول
قالوا الناس .. علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناهو إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الوري بتتقول



طه بدأ يحكي لريا تفاصيل الحلم ....



ريّه:
ورينى الحلم التورك مذهول

طه:
اصبرى لىّ أروق عقد الفكر مبهول
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوَحَده.. شفت النار وشفت الهول

احكيلك تمام الشفتو ما بتغابا
جايين العصير أنا وانتي من الغابة
سايقالك بهم قدامي بي رقابه
بيناتك والفريق ... اتولعت تقابه

قدر ما نشوف بعيد قدّامنا نلقى حريق
وكت النار ولعت ما شفنا تانى فريق
باصرنا المروق مالقينا لينا طريق
تشكى من العطش واخوك يا ريا يابس ريق



فترتى قعدتى .. وانا محتار جلست حداكِ
حاقب الدرقة ختيت سيفى فوق أوراكي
وكت بِِِعِد البهم ... لي قسعو قمتي براكي
قسعتي وجيتى ومعاك .. كورة صقور تبراكي

تبّيت بي عَجَل شافنّى جَفَلْن وطارنْ
غابن من عيونى وفى اللعوت إضّارن
ما غابت كتير .. جن يقدلن ويتبارن
قدامن كبيرن ... عايننى وغارن



سلّيت سيفي لاقاهم اخوك يالضامرة
تور عنز أم هشيم الفى المجامع دامرة
سيل تلوي اندفق فوقو السحايب هامره
حجر الصاقعه فرتاق الصفوف العامره

بادرنى الكبير ، ديك استعدن وقفن
مامهلتو طار راسو وجناحيه يرفّن
طارن دَيك .. وكت بي ريشو رقد إتكفّن

قالت رية :
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفّن

طه قال لي رية :

نحمد ربنا .... الليلة مات عارِضــنا
وان كان عمروا طال يا ريا كان قارضنا
يلحقوا بي عجل ديش همنا المارضنا
نبدا زواجنا بكرة منو البيجي يعارضنا

بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناهو
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناهو
سمح الفوق اساس ابواتو تمه بناهو
والزول دون قبيله .. غناه شن معناهو

ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقوا ترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا
يحضروا اهلنا فرحانين يباركوا عرسنا

كل بطحاني يفرح بي عرسنا مناهو
ساعة جمعتن ... بيتنا بيتمو بناهو
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضقناهو
سمح الزول صبي ... يلد ويربي جناهو



طبعاً ريا ما قبلت موضوع العرس ده لانو ابوها عبد الله المعروف بـ " أب كِبس" ما تم سنه من وفاته والناس في حالة حداد ... قامت قالت ليهو :

دا الاعوج تراهو والشين نهاية حدو
إن شاع دا الخبر بملا الفريق لا حدو
يقولوا ابكبس من دخل ود احدو
فرحوا وعرسو لا موجعن لا حدّو

إن كان في الفريق ماتت مريه ذليله
لي الحول يرفعوا العرس الدخاتوا الليله
خليه ابكبس راجل الرجال ودليلا
إن كان بي قبيلة تعدوا تبقي قليلة

خليهو الكلام وعرسنا في دا الحال
من بالك أمرقو محال والف محال
علي ميتة ابوي لي الليله حول ما حال
نصبح بكره للونسه وبهادل حال

رد عليها طه وقال ليها ...

الموت ما شمت غاية البخود والببرو
والحد والحزن ما جابو زول من قبرو
الزول في الشدايد أولي يلزم صبرو
يترجي الكريم مولاه كسرو هو يجبرو

بنخاتر منو الوجعه هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
في آخر المُراح دايماً تجي الفترانا
هادا الحد ندوس والناس عُقب تبرانا



بعدين ريا شافت تحسم موضوع العرس ده مع طه وانه لازم يتم السنة كالعادة المتعارف عليها في الحداد فقالت :

الناس بالمكارم والفعال بتباهو
زي الفطرة ينشا الزول حسب مرباهو
عادة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس ثوب قبيلته ان دارو ولا اباهو

من الليلة حول مضّيهو تاني اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد ان سلم

رد عليها طه :
تاني امضّي حول وانا بالحسار اتألم
علي حكمك صعب انا قابلو ما بظلّم
نستني السنة قاسية وصعيبه علينا

ردت عليه ريا :
تم الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادة البلد لا زدنا لا قلّينا
إن شاء الله السنة بي خيرا عايده علينا

يا طه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد ديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبار الراحو
قالو العربي ما بنعز كان ما مراحو





وتقوم ريا فايته علي الفريق وطه يعاين فيها وهي ماشه ويقول :
ياليت السعادة ان كان وقت ايدية
كنت اعيش غني في الدنيا بالزنديه
علي حَكَموا ناسي الفي اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا

اه يا رب ارحم صبري امسى ضنين
يمحق دي السنه ربي الحليم وحنين
يخصمه من حياتي رضيت بعشرة سنين



أثناء ما ريا راجعة قابلت ود دكين ومعاه خمسة من العرب وهي داخله علي الفريق في مشهد يفسر لها الحلم الشافتو هي والشافو طه ... طبعا ود دكين زول فارس ... وسامع بي ريا دي وكاسرة فوقو ضلعة ... قام واحد من العرب المعاهو ناداها :

بالضيفان تمري ... لا سلام لا كلام
صدقوا اهل المثل : توب العرب صح لام

ردت عليه ريا :
حبابكم عشرة ومن دون كشرة والف سلام
يا وجوه العرب المتلي ما بتلام

انا بت الرجال اهل الدرق والسيف
بت الما بهم بي حساب الخريف والصيف
بت البحجو لى المرقوب بكرموا الضيف
انا ريا ... كان شفتكم افوتكم كيف ؟

قام العربي قال ليها :
من وين في الاهل كفاك فخر يا بنية

ردت عليه ريا :
انا بت البيوت المن بعيد معنيه
بى فوق السما نفوسنا وبيوتنا حنيه
انا بت ابكبس في النسبه بطحانيه

قام رد عليها ود دكين طبعاً عرفها انها هي زولتو زاته فقال :

عبد الله ابكبس عز البطانه وفخري
في راس العرب بنعدّ ماهو الوخري
كريم وهميم كان للقبائل دخري
بت شيخ العرب هيلك صحيح تفتخري

توقد نارو ديمه الما بكوس الجمره
وفي الضيفان يهوش سكينو دايماً حمره
بي كاس ما عبر لبنو بيجيك بالعُمره
هيلو الشكرة هيلو العزة هيلو الإمرة

المرحوم ابوك كان للقبيله غطاها
عزك قديم عمك حسين ابو طه
ان شاء الله اخوك دي السكه ما تخطاها ؟

بقصد بيها ود عمها طه يعني هل هو في مكان أبواته

فردت عليه ريا قايله :
كما يسد مكانن قدموا ليش يوطاها

يعني ماشي في الواطه ليشنو غير إكرام الضيف وإغاثة الملهوف

لا يفوت ولا يموت الساحتو يوت مغشيه
تقابة الفريق يوقد صباح وعشيه
زايد في الرجال طالق قفاي ووشيه



رد عليها و دكين :

ما دخل التراب البركه في الذريه
والخلاك وراهو ما بقولوا مات يا ريه
دايما في القبائل سيرة ابوك مطريه
بيكي وبي اخوك تزيد ودي المحرية

قام واحد من العرب داير يعرفا انه ده شيخ العرب ود دكين فقال :
ما بتسألي لا من وين ولا وين ترسو

قالتلوا ريا في ذكاء واضح :
كيف العربي يسأل ضيفو كيفن تنسو
أول بكرموا ويخابروا ساعة أنسه
من مقلب حديث يعرف أبوه وجنسو

فرد عليها العربي :
عملتي حسابو ضيفك وكرموا وجبتيه
يخجل كان سألتي وإسمو ما عرفتيهو
إسم شيخ العرب سامعابو ما شفتيهو

ده خريف البطانه المالو فيها مشارك
هيلوا السارحه .. هيلوا الصاهله .. هيلوا البارك
ما وقع لك كلامي ساكته لي شنو خبارك ؟
فخرك ود دكين جاك في فريقك زارك

ردت عليه ريا :
اهلا حبابو العزو ماهو لفايه
اب ناراً تولع للضيوف دفايه
بي شيخ العرب الإفتخار ما كفايه
تابعو ان جانا نجري ونخدمو حفايه

رد عليها ود دكين :
بارك ربي فيك عقلك يدوم يا ريا
كرمك ماهو كلفه دي طبعتك فطريه
إياك بت التلوب والسمته فيك محريه
قديييم فوت البطاحين عزه للشكريه